التحية لكل من قال ..لا!: بين نشوة الإنتخابات ونزوتها.. يضيع الوطن!
8 April, 2010
أخيراً قالتها السيدة الفاضلة / سارة نقد الله ، رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة ! قالت كلمتها معلنة قرار حزب الأمة مقاطعة الإنتخابات على جميع الأصعدة . قرار يجعلنى أنحنى تحية وإجلالاً لقادة الحزب ، الذين وضعوا حق الوطن والمواطن فوق كل منفعة شخصية كانت أو حزبية . والتحية موصولة لكل من قال لا ، لإنتخابات تبشـر ملامحها بمشكلات ستجر البلاد إلى كوارث لا محالة .
ان ماشهده الســودان طوال الأسابيع الماضية من شد وجذب ، ومن خصومات بين الحزب الحاكم والأحزاب الســودانية الأخرى يجعل المواطن يتعرف على ماهو قادم من خطاب بعد أن تعرف على عنوانه!
ويبقى السؤال: لماذا يصر الحزب الحاكم على إجراء إنتخابات فى مناخ لايتوفر فيه الحد الأدنى لإجرائها !؟
الحزب الحاكم يتعامل مع الوضع بروح المنتصر على بقية الأحزاب ، وكأن الأحزاب تحسده على ماحققه من وضع متقدم عليها ، ويتجاهل أو يتعامى عن كل مايدور فى طول البلاد وعرضها! ناهيك عن ماتحقق حتى للمنظمات الدولية، بعد أن أعلنت بعثة مراقبى الإتحاد الأوروبى إنسحابها لسوء الأوضاع فى دارفور وإعتقادها بعدم توفير الحكومة المناخ الذى يمكن معه إجراء إنتخابات !
نعم الأحزاب قد أخطأت عندما إنتظرت إلى وقت متأخر لتكتشف أو يتكشف لها أن التزوير قد طال كل شئ له علاقة بالإنتخابات . نعم لقد إنتهز الحزب الحاكم إنشغال الأحزاب السودانية الأخرى ببناء وتشكيل أو إعادة تشكيل هياكلها ! وأخذ بالمقولة السودانية " كل حشاش يملأ شبكته "! ولكن ، هل وصل الســودان إلى الحد الذى تحكمة أو تتحكم فيه مجموعة من الحشاشين!؟
نعم ، لقد وصل الحزب الحاكم فى الســودان إلى مرحلة ذاق فيها نشوة الإنتصار فى إنتخابات لم تجرى بعد ! إنتصار صار معه الرئيس يرقص منتشياً فى كل سانحة ، الشئ الذى يجعل كل من يشاهده يحتار ، هل هذا الذى يرقص، لايرى أو يسمع أنة مريض قارب على الموت من جراء تعسف السلطة ضد الأطباء الذين طالبوا بحق العيش الكريم !؟ هل هذا الذى يرقص لايسمع دعاء مشرد أعياه العيش فى الخلاء ، هائم على وجهه منذ إندلاع الحرب فى دارفور!؟ هل هذا الذى يرقص يعى أن الملايين من أبناء الوطن يتضورون جوعاً ولايجدون مايســد الرمق !؟ هل هذا الذى يرقص منتشياً يعلم ان التسيب قد أوصل البلاد إلى مستوى باتت معه الكلاب تنهش أجساد البشر فى العاصمة القومية !؟ هل هذا الذى يرقص منتشياً يعلم أن التعليم فى جميع مستوياته قد تدهور إلى حد يحتاج فيه إلى غرف إنعاش !؟ ولايختلف فى ذلك أى مرفق من المرافق الخدمية فى الدولة !؟
وأخيراً ، هل يعى هذا الذى يرقص أن الحركة الشعبية بمساندة قوى خارجية تعمل على إنفصال باتت معالمه ظاهرة للعيان !؟ أم أنه لايبالى بماسيحدث ، وكل همه بات أن يفوز فى إنتخابات ، يكتسب معها شرعية حتى وإن كانت تلك الشرعية ستقوم على التزوير والغش والخداع وهى عناصر نهى عنها فى كل الأديان !؟
أخيراً ، إذا كان الرقص والفرح قد حدد له الساعة الحادية عشر مساءاً، فمابال هذا الرئيس يرقص ليل نهار!؟
ليرقص الرئيس ، ليرقص الحزب الحاكم ، ليجتمع كل من يجيد الرقص ، ولتدق الطبول معلنة نهاية بلد المليون ميل مربع ! ليسدل الستار على بلد كان كالحلم بين أيدينا ، وبكل أسف ضيعناه ! أرقصوا ، فمن لايرقص على نغمة إنتصار فهو بدون أحاسيس ! وكذا من يرقص على أشلاء الوطن فهو بجد خسيس ! لك الله ياوطنى !
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]