الإنتخابات السودانية حياة طبيعية… وإرتخاء جماهيري نحو صناديق الإقتراع … تقرير: صباح موسى
14 April, 2010
بعد تمديدها ليومين
الخرطوم- أفريقيا اليوم/ صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
في اليوم الثالث للإنتخابات السودانية, الخرطوم عادت إلى حياة شبة طبيعية, بعد أن كانت الشوراع هادئة في اليومين الماضيين, مراكز الإقتراع تعمل بمعزل عن الشارع, بعضها ممتلئ, وكثير منها خاوي, ولا يمكنك أن تتخيل أننا في بلد تجرى به إنتخابات بهذه الضخامة, وهذا التعقيد.
في المقابل الأمور تسير بهدوء داخل مراكز الإقتراع بعد تلاشي الأخطاء الفنية التي وقعت فيها المفوضية في اليوم الأول للإنتخابات, وكأن الأمور بمعزل عما يجري داخل الشارع العام.
المعارضة التي قاطعت الإنتخابات في تصريحات ومؤتمرات صحفية مستمرة في النقد اللاذع على سير العملية الإنتخابية, ويصفونها بالمهزله, والتزوير الواضح, ومهاجمة مفوضية الإنتخابات.
المؤتمر الوطني من جانبه يتحدث عن أن إتهامات المعارضة ليس لها أي أساس من الصحة, وأنه إذا كانت هناك أخطاء فهي فنية, والوطني نفسه تضرر منها, وأنها تقع على عاتق المفوضية.
بعض المراقبين يرون أن المعارضة التي قاطعت الإنتخابات ليس لها الحق في الحديث عنها, أو الطعن في نزاهتها.
الملفت إتفاق معظم المراقبين المحليين والدوليين على أنه كانت هناك أخطاء كبيرة في اليوم الأول, وتمت معالجتها من قبل مفوضية الإنتخابات في اليوم الثاني والثالث, وخرجت بيانتهم تؤكد ذلك, وتشكر المفوضية على سرعة تداركها للأمر.
أما الإقبال الجماهيري لاحظناه بكثافة في اليوم الأول وإنخفض تدريجيا في الثاني والثالث, وجاءت معظم تقارير المراقبين بأن نسبة المشاركة تعدت 60%, وهذه نسبه يراها المراقبون معقولة, في ظل إنسحاب أحزاب كبيرة من السباق الإنتخابي, فيما ترى بعض الآراء بأن زيادة الإنتخابات لمدة يومين, كانت كثيرة, وستصيب الجماهير بالإرتخاء, وعدم الذهاب للمراكز, إلا في اليوم الأخير, كعادة السودانيين في الإقبال على بداية الأشياء ونهايتها.
على مستوى الشارع العام بدا المواطنون وكأن العملية محسومة لصالح البشير والمؤتمر الوطني, وترى شريحة كبيرة منهم أن البشير وحزبه أحدثوا تنمية كبيرة بالبلد, وأن الناس تعرفهم جيدا, أما الجديد فلم يعرفوه, وسوف يأخذ وقتا طويلا, لتستقر الأمور. ولذلك فهم راضون عن هذه النتيجة مسبقا.
على عكس المتوقع في دارفور الأمور سارت بهدوء شديد فيها, ولم يأتي منها أي أحاديث تعكر صفو العملية الإنتخابية هناك, فيما يرى الجنوب إعتقالات وإرهاب لمناصري الأحزاب الجنوبية من دون الحركة الشعبية, وذلك وفق تقارير وتصاريح الأحزاب الجنوبية نفسها, ويرى المراقبون أن الحركة الشعبية لن تسمح لأحد في الجنوب لمشاركتها في السلطة.
ويبقى أن مفوضية الإنتخابات السودانية بعدما قدمت عرضا رائعا لما قامت به منذ بداية العملية الإنتخابية, وأشاد الجميع بهذا الجهد الخارق, إلا أنها مع التجربة العملية مع بداية الإنتخابات وقعت في أخطاء, كان يمكن أن تغتفر لها في ظل تعقيد العملية, إلا أن هذه الأخطاء كانت بسيطة ولا يمكن أن تغتفر, مما أعطى فرصة لتشويه العملية كلها, على أنها أخطاء سياسية, وليست فنية.