الإنتخابات السودانية تطوي ساعاتها الأخيرة بمزيد من الهدوء …
15 April, 2010
الخرطوم" أفريقيا اليوم " صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
ساعات وتغلق صناديق الإقتراع في مختلف المناطق السودانية لتعلن عن إنتهاء أول إنتخابات تعددية في البلاد منذ ما يقارب الربع قرن ، وقد استمرت حالة الهدوء في اليوم الرابع للانتخابات وبدا أن الجميع يتعامل
وكأن الإنتخابات قد إنتهت بالفعل, وأنها حسمت أيضا لصالح البشير وحزب المؤتمر الوطني. الشارع أقر بذلك, وهناك شريحة كبيرة من الجماهير إرتضت هذا الأمر.
المعارضة من جانبها تتعامل الآن مع أمر واقع, حتى الأحزاب التي إنسحبت من الإنتخابات أعلنت على لسان " الصادق المهدي" لـ أفريقيا اليوم" www. Africaalyom.comأنها على إستعداد للتعاون مع الحكومة الجديدة لمواجهة تحديات البلاد في المرحلة المقبلة.
والمؤتمر الوطني بدوره بات واثقا تماما من الفوز الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى, ويقول " أحمد إبراهيم الطاهر" رئيس البرلمان السوداني لـ " أفريقيا اليوم" أن الإنتخابات لم تكن ناقصة بمقاطعة الأحزاب, وأن الإقبال الجماهيري أكد أنها تمت بإرادة الشعب, معتبرا أن المؤشر الحقيقي لإكتمال هذا الإستحقاق الذي تمر به البلاد في مرحلة مهمة من تاريخها, هو المشاركة الجماهيرية الواسعة, وليست مقاطعة الأحزاب.
ويبدو أن الحزب الحاكم السوداني لديه رؤية وتكتيك جديد سوف يفاجئ به الرأي العام الدولي والمحلي للمرحلة المقبلة, فقد أعلن على لسان بروفسير " إبراهيم غندور" لـ " أفريقيا اليوم" أن الحزب مستعد بعد الفوز لتشكيل حكومة إئتلاف وطني مع الجميع, ويرى المراقبون أن الوطني سيبدأ على الفور في إستراتيجية أكبر للتعامل مع الغرب لتثبيت شرعيته التي أقرتها الجماهير السودانية.
ومن اللافت للنظر أن قادة المؤتمر الوطني متأكدون تماما من أنهم قادرون على الحفاظ على وحدة السودان, رغم أن كل المؤشرات تؤكد أن الإنفصال أصبح قريبا بصورة كبيرة, إلا أن كثيرين من قادة الحزب البارزين أكدوا لـ " أفريقيا اليوم" أن الوطني لديه خطة محكمة لجعل الوحدة جاذبة, وأنه على إستعداد لتقديم تنازلات وإغراءات كبيرة للجنوبيين في سبيل تحقيق ذلك.
الطريف الأسواق السودانية شهدت إرتفاعا ملحوظا في أسعار الخراف, وفسر التجار والمواطنون ذلك بأن المؤتمر الوطني قام بجمع الخراف من الأسواق في إطار استعداداته من الآن للإحتفالات الكبرى لفوزه بمرحلة رئاسية جديدة في السودان .