فيديو المفوضية وحيرة د.أبو بكر يوسف … بقلم: سارة عيسي
24 April, 2010
أنها فضيحة القرن ، أنها فضيحة تطعن في الأخلاق السودانية ، وتجعل العالم يرمقنا بعين الريبة والشك ، ولطالما عاش السودانيون في خارج السودان على معاش الإستقامة والنزاهة ، لكن ما حدث بدد كل ذلك الإرث ، نقلت معظم فضائيات العالم تلك الفضيحة ما عدا قناة الجزيرة ، وكلنا نعلم أن قناة الجزيرة تتعامل مع الأحداث السياسية وفق المنهج السياسي الذي تلتزم به ، فمثلاً هي أهتمت بنقل لتصريحات نائب في البرلمان المصري ناشد الشرطة المصرية بإطلاق النار على المتظاهرين إذا لجأوا للعنف ، وحديث النائب المصري مشروط بحدوث العنف لكن قناة الجزيرة تعدت ذلك الحاجز فنقلت الخبر بطريقة متحيزة ، فالشرطة المصرية تقتل السودانيين الذين يهاجرون لإسرائيل كل يوم ، ولا أظن أن ذلك الحدث يثير غريزة السبق الصحفي للقناة ، والسبب لأن القتلى ليسوا من الأخوان المسلمون ، وكذلك كان الرئيس البشير يهدد بقطع الأعناق والأيدي والألسن ، ولا أعتقد أن قناة الجزيرة كانت مهتمة بنقل هذا النوع من التهديدات ، والسبب في ذلك أن نظام الرئيس البشير يحمل بعض سمات برنامج حركة الأخوان المسلمين ، كما أن إدارة التحرير في القناة تلتزم بذلك النهج حتى ولو كان على حساب أهمية الخبر ، لذلك تراجع عدد مشاهدو قناة الجزيرة في العالم العربي بالذات بعد مواجهتها بمنافسة قوية من تلفزيون البي.بي.سي .
نعود لفيديو المفوضية ، شخص يرتدي جبة وسديرية ، ينهمك في حشو الصندوق الإنتخابي بالبطاقات المعبأة ، لا تحتمل بطن الصندوق ذلك العدد الكبير من البطاقات ، فيقوم كما قال الأخوة – بخجه- يميناً وشمالاً حتى يفرج مكاناً ، ويبدو أن جميع من كانوا في الغرفة على إتفاق ووئام تام ، فقد بدأ عليهم الإنهماك في العمل ، وكشف التسجيل مسألة مهمة وهي تلقائية من ظهروا في الشريط ، تسرب هذا التسجيل للمواقع الإلكترونية ، في بداية الأمر تجاهله حزب المؤتمر الوطني وزعم أن التسجيل مفبرك ، وحجة المؤتمر الوطني هي أن المشاهد لا تكشف رقم المركز الإنتخابي أو الأشخاص في الغرفة ، لكن سرعان ما بدأت القنوات الفضائية في بث تلك اللقطات ، عندها تنبه حزب المؤتمر الوطني لخطورة المسألة ، فكان أقصر الطرق هو حجب موقع اليوتيوب عن السودان ، كما شمل الحظر موقع صحيفة الراكوبة الإلكترونية ، لكن حزب المؤتمر الوطني فشل في محاربة التكنولوجيا ، نحن لسنا في أيام ستالين وبريجنيف الذين حكموا الإتحاد السوفيتي بنظام الثقافة المختارة ، نحن في عهد الشفافية ونور الكلمة ، يتوجب على حزب المؤتمر الوطني حظر كل المواقع الإخبارية التي نشرت الخبر ، ومداهمة مقاهي الأنترنت ومبرمجي النغمات في السودان ، ورصد كاسري البروكسي الذي يفتحون المواقع المحجوبة ، كما يتوجب عليهم مراقبة القوائم البريدية الإلكترونية ، إنها حرب تكلف حزب المؤتمر الوطني المزيد من المال والعقول الذكية ، وهذه ليست المرة الأولى التي يحارب فيها حزب المؤتمر الوطني الشبكة العنكبوتية ، فقد تكرر حجب موقع اليوتيوب أكثر من مرة ، وهذا يحدث على الرغم من زعم الحزب أنه يملك قاعدة عريضة بين السودانيين ، لكنه يخاف أن تشاهد هذه القاعدة الكبيرة مقطع فيديو لا يتجاوز عرضه بضع ثوان ،و بعدها عرفنا مركز الإنتخاب الذي جرت فيه هذه الواقعة ، وظهر مخرج الشريط للعلن وكشف اسماء الممثلين ، وكان من بينهم صاحب العمامة البرتقالية الذي نصر – بالحشوة- تمساح الدميرة الذي لا يقتله الرصاص ، رفضت المفوضية التحقيق في المسألة وتركت هذه المهمة لحزب المؤتمر الوطني ، وتصدى لهذه المهمة الدكتور أبوبكر يوسف ، وهو مؤتمر وطني من الطراز القديم لأنه لا يزال يؤمن بأن الرئيس البشير قاد ثورة تحرير !!! ، يقول الدكتور أبو بكر يوسف : أن الشخص الذي ظهر في المقطع يضع على رأسه عمامة برتقالية ...وهذا يخالف الزي الذي تفرضه المفوضية على موظفيها !!! فالمفوضية حددت نوع الزي بصديري برتقالي ، وفي هذه الحالة نلزمه بكشف اللائحة التي حددت هذا الزي... وفي أي بند من بنود إتفاقية نيفاشا ؟؟ولماذا اللون الأصفر دون سائر الألوان ؟؟ ، وذلك لأنني رأيت أحد موظفي المفوضية يلبس " عراقي " ليس بدون صديرية برتقالية فحسب ، بل حتى من دون " فنيلة " داخلية !! ، و لكن يا دكتور العجب العجاب ، ربما يكون بعادك عن الوطن هو السبب ، فالترزي في السودان- سبب سوء الأحوال الإقتصادية - يسألك ماذا يفعل بفائض القماش قبل أن يقطعه بالمقص ، وربما يكون بطل المقطع قد غش ايضاً في طلب المقاش فحصل على أمتار أكثر من حاجته !! ....فقل لي ماذا الذي يمنعه من الغش ؟؟؟ ، وربما يكون الفائض من القماش هذه العمامة التي يتبختر بها حتى لا يسأله أحد من أين لك هذا ؟؟، وربما تكون هناك إكسسوارات غير بائنة للمشاهدين مثل الأنكسة القصيرة و " التكة " ، فهذا الرجل هو كومة من الملابس التي ربما تحتمل في طياتها بطاقات جاهزة عليها رمز الشجرة ، ما اقوله يصبح لغواً إذا استوردت المفوضية هذا الزي من الخارج ، لكن ما الذي يمنع الصينيين من صنع العمامة السودانية من فائض القماش ؟؟
sara issa [sara_issa_1@yahoo.com]