البشير وسلفا ريسين: المفوضية … تسدل الستار على ماراثون الانتخابات .. تقرير: خالد البلوله ازيرق
27 April, 2010
اسدلت المفوضية القومية للانتخابات بالأمس، الستار على ماراثون الانتخابات، الذي امتد لأكثر من عشرة أشهر حسوماً، بإعلانها لنتائج انتخابات رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، كآخر النتائج التي كان ينتظرها الناخبون بعد أن شرعت المفوضية منذ السادس عشر من الشهر الجاري في اعلان نتائج الدوائر والمناصب التنفيذية الأخرى تباعاً وبشكل شبه يومي، حيث تكون المفوضية قد فرغت في الايام الماضية من اعلان جميع الفائزين بمناصب الولاة في الـ«20» ولاية، وكذلك الدوائر القومية للمجلس الوطني، ودوائر المجالس التشريعية بالولايات الـ«25»، ومجلس تشريعي جنوب السودان، لتختتم بالأمس اعلان النتائج لمنصبي رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب،.
وقد حملت نتائج الانتخابات النهائية جملة من المؤشرات في الساحة السياسية على مستوى انتخابات رئاسة الجمهورية وعلى مستوى الانتخابات في جنوب السودان.
نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب إن كانت شبه محسومة ومعلومة لكثير من المراقبين منذ بداية عملية فرز اصوات الناخبين، إلا أن اعلانها شكل حالة جدل الايام الماضية واثار تأخيرها الذي تكرر من قبل المفوضية القومية للانتخابات كثيرا من الجدل في الأوساط السياسية خاصة المقاطعة للعملية الانتخابية والمنتقدة للمفوضية القومية للانتخابات رغم تبرير المفوضية لحالة التأخير في اعلان النتائج الذي عزته لأسباب فنية تتمثل في صعوبة حصر نتائج الولايات خاصة الجنوبية التي تأخرت عملية الفرز بها، لتنجح بالأمس في اعلان النتيجة عبر مؤتمر صحفي قصير ـ رغم الحشد الاعلامي ـ لم يتجاوز نصف ساعة من الزمن، ابتدره بروفيسر عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية الذي قدم مباشرة مولانا ابيل الير رئيس المفوضية الذي ابتدر حديثه بشكر الأجهزة الاعلامية على مداومتها على الحضور لمتابعة نتائج الانتخابات منذ الاسبوع الماضي، وقال ان مسئوليتنا في المفوضية ان نشكركم ونقدركم، واضاف «اليوم آخر جلسة لإعلان نتائج الاقتراع، حيث أعلنا في الايام الماضية بعض نتائج الانتخابات لبعض الولاة وبعض اعضاء المجلس الوطني، و«25» مجلسا تشريعيا ولائيا، ومجلس جنوب السودان، وقال اليوم (امس) نعلن كل النتائج المتبقية خاصة رئاسة الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، وقال مولانا ابيل الير، ان هناك «12» مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية، وأن اصوات الناخبين الصحيحة بلغت «10,114,310» أصوات، وأن نسبة الـ «50%+1» هي «5,057,156» صوتا كحد ادنى لرئاسة الجمهورية ان يحرزه المتسابقون، ومن ثم أعلن مولانا أبيل الير نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية على النحو التالي:
حيث احرز عمر حسن أحمد البشير مرشح المؤتمر الوطني «6,901,694» صوتاً، يليه، ياسر سعيد عرمان مرشح الحركة الشعبية، بـ«2,193,826» صوتاً، وثالثاً: عبد الله دينق نيال، مرشح المؤتمر الشعبي «869,139» صوتاً، ثم حاتم السر الذي حل رابعاً بمجموع «195,668» صوتاً، يليه السيد الصادق المهدي مرشح حزب الامة القومي خامساً، بمجموع اصوات «96,868» صوتاً، يليه كامل إدريس «مستقل» احرز «77,132» صوتاً، ومحمود أحمد جحا مستقل «71,708» ثم مبارك الفاضل المهدي، مرشح حزب الامة الاصلاح والتجديد، الذي احرز «49,402» صوتاً، ومن ثم حل تاسعاً منير شيخ الدين، مرشح الحزب القومي الديمقراطي الجديد، «40,277»، وعبد العزيز خالد عثمان، مرشح التحالف الوطني السوداني «34,592» صوتاً، وفاطمة عبد المحمود مرشحة الحزب الاتحادي الاشتراكي «30,562»، واخيراً حل الاستاذ محمد ابراهيم نقد مرشح الحزب الشيوعي السوداني بمجموع اصوات «26,442» ليكون بذلك الفائز لمنصب رئيس الجمهورية السيد عمر حسن احمد البشير، بنسبة بلغت 62,24%
أما نتائج حكومة الجنوب التي تنافس عليها الفريق سلفاكير ميارديت مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان، ودكتور لام اكول مرشح الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي، فقد أعلنت النتائج على النحو التالي، حيث أحرز سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب «2,616,613» صوتاً بنسبة بلغت 92,9%، فيما أحرز دكتور لام أكول أجاوين «197,217» صوتاً بنسبة بلغت 7,01%. كما أعلنت المفوضية امس نتائج انتخابات الولاية في آخر خمس ولايات وجاءت نتيجتها كالآتي: حيث فاز بها كوول مانيانق من الحركة الشعبية لتحرير السودان، وفي ولاية أعالي النيل التي احتفظت بها الحركة الشعبية فاز فيها سايمون كون فوج، وكذلك احتفظت الحركة الشعبية بولاية البحيرات التي فاز بها شول تونق مياي جانق، وكذلك ولاية الإستوائية الوسطى التي فاز بها مرشح الحركة الشعبية، كلمنت واني كونقا، فيما فقدت الحركة الشعبية ولاية غرب الاستوائية وهي الولاية الوحيدة التي لم تفز بها الحركة الشعبية والتي خسرتها لصالح المرشح المستقل بنغازي جوزيف ماريو.
وقد كشفت نتائج الانتخابات التي أسدل ستارها بالأمس جملة من المؤشرات التي وقف عندها المراقبون، فنسبة التصويت التي شارك فيها أكثر من عشرة ملايين ناخب عكس درجة الوعي العالي الذي يتمتع به الناخب السوداني رغم ظروف المقاطعة والانسحابات التي لازمت العملية الانتخابية من بعض الاحزاب الكبيرة والتاريخية وذات التأثير الكبير، ومن الناحية السياسية فإن نسبة الاصوات التي حصدها مرشح المؤتمر الوطني عمر البشير البالغة قرابة «7» ملايين صوت من جملة «16» مليون صوت تحتم على المؤتمر الوطني الذي اكتسب الشرعية الدستورية السعي لاكاساب الشرعية السياسية الكاملة بفتح مواعين الحوار مع القوى السياسية الأخرى التي قاطعت الانتخابات أو تلك التي شاركت فيها خاصة وأن البلاد مع بدء تشكيل الحكومة المقبلة مواجهة بأكبر تحد في تاريخها وهو عملية الاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان المتوقع في يناير القادم، والذي يتطلب كل جهود القوى السياسية وتوحيد كلمتها وموقفها لمواجهة تحدي بقاء السودان موحداً ما يعظم ويعلي من شأن الحوار بين القوى السياسية المختلفة، وهو ما اشار إليه رئيس الجمهورية عمر البشير في كلمته ـ عقب الفوز ـ التي أشار فيها الى ان ابواب الحوار ستكون مفتوحة مع كل القوى السياسية في الساحة السودانية، ومن الناحية الاخرى فقد عكست مؤشرات نتائج الانتخابات تمكن الحركة الشعبية وسيطرتها على الجنوب وضعف منافسيها من الاحزاب الجنوبية الأخرى المناوئة لها في الجنوب، حيث حل ثانياً من حيث التنافس في الانتخابات بعد الحركة الشعبية «المستقلون» الذين مثلوا نسبة كبيرة في الانتخابات بالجنوب، كما فاز أحدهم بولاية غرب الاستوائية «بنغازي جوزيف».
وفي قراءته لنتائج الانتخابات قال دكتور لوكا بيونق وزير ئاسة حكومة الجنوب لـ»الصحافة» إن هذه النتيجة لها دلالات كثيرة، فمشاركة عشرة ملايين من «16» مليون هذا يعني ان اقل من «ثلثي» الناخبين لم يشاركوا في الانتخابات، ما يعني أن الحركة والاحزاب الاخرى كان يمكن ان تحرز أكثر من نصف الاصوات، هذا اذا كانت الانتخابات نزيهة، وهذا دلالة على ان هذه الاحزاب كان يمكن ان تحدث تغييرا في السودان، ولو صوت بقية الناخبين لكان يمكن أن يحدثوا قوة كبيرة للانتخابات، واضاف «لو جرت انتخابات حرة ونزيهة فالبشير لن يحصل على نسبة 50% من الجولة الأولى، وهذا يعني ان الحركة الشعبية والقوى الاخرى بصورة اخرى عندها وزن سياسي وأنها قوى سياسية حقيقية وعلى المؤتمر الوطني ان يدرك حقيقة هذا، وقال النسبة التي احرزها البشير ستحدث هزة في المؤتمر الوطني لأنها بسيطه، لأنه في الشمال لم يحرز 70 % من الاصوات، وقال: لو نظرنا لنتائج الانتخابات في الجنوب فان القوى الوحيدة التي ظهرت بعد الحركة الشعبية هم المستقلون، والنتائج التي احرزت واضح بدون شك ان القوى الوحيدة الموجودة في الجنوب هي الحركة الشعبية الى جانب المستقلين الذين وجدوا تأييدا، وقال ان الحركة الشعبية اكتسحت كل مقاعد الولايات في الجنوب وهذه اشارة الى قوة الحركة ووجودها، واضاف «ان هيمنة الحركة في حد ذاته شيء جيد ولكنها تحتاج لبعض الاجراءات لكي تضمن الديمقراطية بداخلها» وقال: ان النسبة التي احرزها سلفاكير لم يحدث ان احرزها رئيس في تاريخ السودان، واشار الى ان ظاهرة المستقلين تحتاج من الحركة الشعبية أن تنظر فيها، لأنها بعد الاستفتاء يمكن ان تخلق قوى سياسية داخل الحركة الشعبية، كما أن هيمنة الحركة في الانتخابات تحتاج لوقفة من الحركة بالذات قوة المستقلين في الجنوب التي يمكن ان تخلق جناحا موازيا للحركة، واضاف « تحتاج الحركة لبذل جهود لاحتواء المستقلين لان فوز مستقل في ولاية غرب الاستوائية يشير الى ان هناك خللا في آلية ترشيح المرشحين، وعدم فوز المرشح من الحركة يعكس هذا الخلل». وقال لوكا بيونق: ان الانتخابات كانت عبرة كبيرة للحركة وعليها من الآن ان تعمل في تحسين وتوسيع الديمقراطية داخلها وفي الاطار العام، واشار الى ان نتيجة الانتخابات كبيرة بالنسبة لقوتها في الشمال رغم انها لم تستقطب الناس للتصويت، وقال ان الحركة لديها دور كبير لمواصلة العمل السياسي داخل الشمال.
من جهته قال الاستاذ حاج ماجد سوار، أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني في تصريح صحفي عقب اعلان النتيجة أمس، ان الاحزاب التي شاركت في الانتخابات يحق لها المشاركة في الحكومة المقبلة، وان الاحزاب التي لم تشارك في الانتخابات لن تدخل الحكومة. وقال ان مفاوضات الدوحة وان الحوار مع الحركات المسلحة يمضي بصورة جيدة وفي مسألة اقتسام السلطة ستتم فقط في الوزارات، ولن يتم التنازل لهم عن أي منصب تم الحصول عليه عبر الانتخابات، وقال ان المساعي كانت جيدة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل لمشاركته في الحكومة لكن بعد التشكيك في النتائج وعدم اعترافه بها ستصبح مشاركته مستحيلة.
khalid balola [dolib33@hotmail.com]