حجب الراكوبة أول ثمار ديمقراطية الإنقاذ ! … بقلم: د. زاهد زيد

 


 

د. زاهد زيد
29 April, 2010

 

يقال في الأمثال أول القصيدة كفر ذلك لمن لم في يوفق عمله وأخفق فيه من البداية وهذا المثل ينطبق تماما على حال الإنقاذيين مع الحريات العامة , فقد قامت سلطات الإنقاذ بحجب موقع صحيفة "الراكوبة" الإلكترونية وموقع" يوتيوب" وذلك قبل أن يجف الحبر من أصابع الناخبين فيما يقال أنها الديمقراطية الرابعة , وقبل أن يتوهط البشير على كرسي الرئاسة لخمس سنوات يعلم الله وحده كيف ستكون حال الحريات فيها ونحن نرى بشائرها تهل علينا بالتضييق والمنع.

      حذر الكثيرون من أن تتفرعن الإنقاذ ويغرها ما فعلت مع الضعف البادي للمعارضة فتبدأ بتضييق هامش الحرية الذي اكتسبه الناس بشق الأنفس وبعد تضحيات جمة وضغط كبير من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ويبدو أن خوف الناس وتحذيراتهم في مكانها , فالمسألة لا تتعلق بصحيفة بعينها ولكنها مسألة مبدأ فالحرية لا تتجزأ واغلاق منبر للرأى جريمة في حق الحرية لا يقدم عليها إلا المستهين بقيم الديمقراطية والمستهتر بآراء الناس الذي لا يقيم وزنا لمعارضية ويضيق صدره بالرأى المخالف ويعجز عن الرد على خصومه ومقارعة الحجة بالحجة.

     إن اغلاق موقع معارض يجب ألا يكون أمرا بسيطا يمر عليه الناس مرور الكرام ويبتلعونه كالدواء المر ومما يخجل المرء ان لا تجد لما حدث صدى في الصحافة السودانية ولا ادرى ما السبب في هذه الاستكانة ؟

      صحيح أن الراكوبة ستجد في النهاية طريقها للناس ففي عصر التكنلوجيا والعلوم لن يستطيع أحد منع أحد من الكلام والنشر فالصحف لم تعد هي الحبر والمطابع ولا المباني والمكاتب فقط. روح العصر تنبئ أن عصر الكبت ومصادرة الحريات قد ولى وان الأنظمة التي لا تواكب العصر سوف تموت وتندثر مهما تشبثت بالحياة فهي لا تنتمي لروح العصر ومكانها الطبيعي مزبلة التاريخ .

 

Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]

 

آراء