الى متى يستمر الأعلام الرسمى شموليا يتحدث بلسان واحد؟ … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

 – royalprince33@yahoo.com

لا داعى ان نحكى عن فترة العشرين سنه الماضيه ونجتر ذكرى الشهداء الأجلاء الأبرار ومن عذبوا فى بيوت الأشباح أو شردوا من وظائفهم العسكريه والمدنيه، ودعونا نركز فقط على الفتره التى دخلت فيها البلاد فى عملية الأنتخابات وما بعدها.

هل رايتم  مثقفا سودانيا على الأجهزه الأعلاميه ينتقد نظام الأنقاذ واخفاقاته وسلبياته بصوره واضحه وعلنيه؟

هل  شاهدتم خيبر اقنصادى غير انقاذى يتحدث عن ديون السودان التى بلغت 35 مليار دولار بعد أن كانت قبل مجئ الأنقاذ 9 مليارات، أو يتحدث عن منصرفات الميزانيه لهذا العام التى بلغت 32 مليار جنيه سودانى مقارنة بالأيرادات التى بلغت 23 مليار مما يعنى أن العجز فى الميزانيه يصل الى  أكثر من 8 مليار جنيه وأن هذه الميزانيه تنفق على الأمن والدفاع والمناصب السياديه والقصر الجمهورى وصيانته 77% وباقى المجالات تعليم وصحه وعلاج ورياضه وثقافه 23% ؟

وهل شاهدتم ذلك الأقتصادى يتحدث بكل شجاعه ويبين أن بترول الجنوب يساهم لوحده بأكثر من 85% من ميزانية الدوله؟

واذا كان هذا الكلام حقيقى، هل نتوقع من الدوله أن تهتم بالتعليم (النوعى) والكيفى لا (الكمى) وبالثقافة العامه التى تجعل المواطن واعيا لا تخدعه الشعارات البراقه والأنجازات الوهم التى يصرف عليها من مال الوطن ويتكسب من وراء تلك المشاريع رجال اعمال المؤتمر الوطنى ويزيدون غنى فاحشا بينما يجد المواطن البسيط نفسه فى فقر مدقع وحاجه ومرض مما يجعله يصوت لجلاديه أو يبيع صوته لقاتل أخيه فى الجنوب أو مغتصب شقيقاته فى دارفور؟

هل رايتم على شاشة اى تلفزيون رسمى مواطنا سودانيا يتحدث عن التزوير وعن الخج وعن عدم اتاحة الفرصه للمهاجرين السودانيين للمشاركه فى الأنتخابات ومن مجموع 8 ملايين لم يسجل أكثر من 100 الف سودانى، ولم يسهل الأمر لممارسة ذلك الحق الا لمن سهل لهم النظام طريق الأغتراب ومن ضمن تلك التسهيلات تزويدهم بمستندات بمضروبه تؤكد بأنهم تعرضوا للتعذيب وللأضطهاد وللأعتقال وأن حياتهم مهدده داخل بلدهم وبغير مثل هذه المستندات  أو ما يؤكد تعرضه للتعذيب والأضطهاد والخطر لا يمكن ان يقبل ملف اللاجئ، اليس مع هؤلاء الف حق بعد ذلك وبعد أن تتحسن احوالهم  أن يصوتوا لصالح البشير كما صرح بنفسه وأن يضعوا صوره على جدران منازلهم فى لاهاى وواشنطن؟

دون شك هناك شرفاء بحق تعرضوا للتعذيب وللأضهاد وللتشريد وللأسف كثير منهم رفض طلبه فى مكاتب الأمم المتحده وقبلت ملفات هؤلاء الذين صوتوا للبشير، لأن النظام ساعدهم بمستندات ووثائق تؤكد صدق ما ادلوا به من كذب!

فهل رايتم نظاما فى العالم اسوأ من هذا؟

وعلى سبيل المثال هل شاهدتم سودانيا فى مصر على القناة السودانيه يتحدث عن ان مصر فيها أكثر من مليون سودانى سجلت المفوضيه (بالدس) 5300 وشارك منهم فى عملية الأقتراع حوالى 2800 !

رغم ذلك نظم مكتب المؤتمر الوطنى فى القاهره احتفال ضخم بنجاح البشير فى انتخابات التزوير غنى فيه الفنان عصام محمد نور وعدد من الفنانين وقدم ذلك الحفل الأنصارى المنتمى لحزب الأمه (السر قدور) الذى كتب قصيده للبشير غنتها (ستونه) !!

طبعا لا شئ يحير مثقفى السودان فى المعلومه التى ذكرتها عابرا اعلاه التى تشير الى ان المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم الأوحد فى السودان المسيطر على كل الأمور سياسيه وأمنيه واعلاميه له مكتب خارج السودان!

هل رايتم بدعه مثل هذه البدعه من قبل يا أهل السودان؟

الأحزاب المعارضه وهى ينكل بها وتعذب فى بيوت الأشباح كانت تسمى معارضه فنادق 5 نجوم لأنها تقيم فى الخارج والحزب الحاكم فى زمن الأنقاذ له مكاتب خارج السودان!!

وعلى سيرة هذا الحفل، هل أجابت المفوضيه عن حجم صرفها للأشراف على عملية تسجيل هذا العدد الضئيل فى مصر وما صرفته خلال فترة الأقتراع والمبالغ التى انفقتها ما سمى باللجنه القوميه لترشيح البشير لرئاسة الجمهوريه على الباخره السياحيه الفخمه الضخمه (السرايا)؟

وهل استطلع جهاز التلفزيون الرسمى المواطنين السودانيين المتابعين للأمور عن المعلومه التى ترددت فى مصر بأن ثمن بيع (بلاستيكة) التصويت التى تعطى للناخب عند تسجيل اسمه  كانت 100 جنيه ؟ ومن كان يدفع تلك الجنيهات؟

هل حاول جهاز التلفاز الرسمى أن يستطلع المواطنين السودانيين عمن هو المرشح الذى يمكن ان يحقق الوحده والسلام، وهل يعقل ان يكون ذلك المرشح هو البشير الذى حارب الجنوبيين منذ أن كان ضابطا فى الجيش وهو يفتخر بذلك وحتى اصبح رئيسا للبلاد عن طريق انقلاب عسكرى نفذه فى 30 يونيو 1989، وذهب ضحية لتلك الحرب 2 مليون و500 الف سودانى؟

وهل يعقل ان يكون ذلك المرشح هو البشير الذى اباد 350 الف من أهل دارفور وسجل له شريط يطلب فيه من القوات الحكوميه الا تأتيه باسير أو جريح، حتى اصبح رئيسا لا يستطيع التحرك بحريه كامله فى دول العالم، بسبب قرارات المحكمه الجنائيه وهل أفضل للسودان فى مثل هذه الظروف رئيس على هذا الحال، أم بديل آخر لا توجد لديه مشكله مع المجتمع الدولى؟

سمعت الحقوقى غازى سليمان يقول وما هى المشكله فى الا يسافر الرئيس للخرج، وبرر ذلك بزعيم الصين ماوتسى تونج الذى ما كان يسافر مطلقا!

وكأن ظروف الصين ووضعها الأقتصادى مثل حال السودان، ومن أجل هذا النوع من الكلام المتهافت تسمح الأجهزه الأعلاميه الرسميه لغازى وأمثاله بالحديث وتمنع الشرفاء الأذكياء الذين لا يمكن ان يبيعوا ضمائرهم ومواقفهم بدريهيمات معدوده.

وهل  شاهدنا على القنوات الرسميه سياسيا يتحدث عن علاقات السودانيه حاليا أو سابقا فى ظل نظام الأنقاذ مع دول الجوار كلها هل قائمه على الصداقه والمحبه وتبادل المصالح، أم ان هذه الدول استغلت اخطاء الأنقاذ ففرضت ارادتها وكلمتها وجعلت هذا النظام يتلهف على طلب ودها بأى ثمن ؟

مثلا هل تساند مصر البشير ونظامه الذى سعى لأغتيال الرئيس المصرى فى أديس أبابا فى يونيو 1995 دون مقابل؟

وهل يستطيع نظام البشير أن يقف ضد مصر فى أزمة مياه النيل حتى لو كانت مصلحة السودان على عكس ما ترى مصر؟

وهل وافقت تشاد على مصالحة نظام البشير قبيل الأنتخابات بايام قلائل، وضيقت على حركة العدل والمساواة رغم ما يربطه بها من وشائج دون مقابل أو ثمن؟

حينما يسمح الأعلام الرسمى بفتح حوار حول هذه المواضيع وغيرها، لا ان يأتى لنا بالمطبلاتيه وحارقى الأبخره وصانعى الحكام الشموليين والديكتاتوريين، وقتها يمكن ان نصدق بأن الدوله بدأت تتجه نحو التحول الديمقراطى الحقيقى!

 

آراء