الحكومة المنتخبة وحلقات تخريب السلام !؟ …

 


 

أدم خاطر
16 May, 2010

 

ما انفكت البلاد أن انتهت من احدى المهام الشاقة والمعقدة فى تاريخنا بترتيب البيت من الداخل ازاء مطلوبات التحول الديمقراطى عبر محطة الانتخابات العامة ومخرجاتها بتوفيق الله ووعى شعبنا وارادته ، الا وأعادت بعض الدوائر الخارجية المعادية للسودان أسطوانتها المشروخة فى النيل من هذا الانجاز الوطنى الكبير والارادة التى عبر عنها شعبنا من خلال التقارير التى تصدرها ولا ندرى الى وجهة توجهها ومن الذى طلبها منها ذلك وهى لم تقم بزيارة أكثر من 1% من مراكز الاقتراع ، وما الفائدة المرجوة من هذه التقارير والبلاد قد عبرت هذه المحطو وتهيئت لما بعدها لاستكمال بناء أحهزة الدولة بدعوة المؤسسة التشريعية واعلان التشكيل الحكومى الجديد ؟!. لا أجد مبررا منطقياً أن تجارى المفوضية القومية للانتخابات العامة بالرد على مركز كارتر فيما يصدر عنه من تقارير صممت لاستمرار حالة التشويش والارباك السياسى داخلياً ، أو تتفضل بالتعليق على ما يصدر عن هذه الدوائر والمؤسسات التى عرفت بخدمتها لأجندة بلدانها فى سياق تقسيم الأدوار بينها ، وهذا المركز تحديداً وثيق الصلة بأجهزة الاستخبارات الأمريكية بكل  تشكيلاتها ، وأن من يعلمون تحت واجهته هم من منسوبى المنظومة الأمنية لواشنطون والغرب ممن يرفدنها بالتقارير والمعلومات المضللة التى تخدم استراتيجتها فى المنطقة ، والكل كان قد تابع تصريحات كارتر قبل بدء العملية الانتخابية وحكمه المسبق أن البشير قد يحتاج الى جولة أخرى من الاقتراع لضمان الفوز وما يرمى اليه هذا الحديث من اشارات ومعان !. ليس مطلوب الينا والبلاد قد تجاوزت هذه المحطة باعلان نتائجها أن ننساق وراء بالونات الاختبار التى تخرج عن هذه الطرف أو ذاك لاجل اختبار قوة الدولة من ضعفها  طالما قال الشعب كلمته وتولت أجهزته العدلية والقضائية البت فيما أثير من اختلالات واعتراضات على بعض الدوائر الجغرافية التى حدثت فيها بعض الاشكالات ، حتى تبقى المرجعية هى المواطن نفسه والأجهزة الرسمية للدولة ، وليشرب من يرفض مرجعياتنا من أى نهر أو بحر أو ترعة يريدها !. ولن ترضى هذه الدول وأجهزتها بأى نتائج لأى عملية انتخابية لم تأتى بعرمان والفاضل وأرباب اليسار والعلمانية ممن يدعون الديمقراطية وهى بعيدة عن شخوصهم وتاريخهم ، فلا طائل ولا جدوى من التبرير وتجميل الوجه لمجموعات وهيئات وأطراف تسعى لجر الدولة للاستمرار فى ادارة طواحين الهواء وصرفها عن واجباتها وما يواجهها من تحديات !. يأتى هذا العمل متزامنا مع ما يقوم به المبعوث الأمريكى غرايشون الذى يجيد هواية التضليل وعبور الجسور عند وصولها ، وأبواب الدولة تفتح له متى ما أراد وتصريحاته التى تسبقها فى وجهة وما يتلو جولاته من حديث فى وجهة أخرى ، وخطاباته الداخلية للمسئولين والمؤسسات الأمريكية فى وجهة ثالثة ، ولقاءته بالناشطين واللوبيات والمجموعات العاملة ضد السودان والكونغرس وأحهزة الاعلام فى بلاده وانتقائه لما يقوله هو شأن آخر لا تسلم منه البلاد ولا سلامها ووحدتها وسيادتها التى تهدد صباح مساء ونحن نوالى استقباله والاحسان اليه متى ما قرر سيادته الزيارة ،  كيف ولماذا لأنه مبعوث أمريكا (الراعى للسلام فى السودان )!!؟. هذا هو قدر البلاد فى تعاطيها مع الادارة الأمريكية ومبعوثيها الذين أضاعوا علينا الكثير من الجهد والوقت ، فى أن يقوم السودان  بكل شىء ونلبى كل رغبة ونبتسم وننحنى ونتماهى والعصا على ظهر البلاد مشرعة دون هوادة ، ومناصرة التمرد ضد الدولة وأطراف البلاد شأن مشروع فى الفقه الأمريكى ضد السودان حصريا ً يجد الدعم والمساندة ماديا وعسكريا واعلاميا ، والسياسات الأمريكية المعلنة باتجاه البلاد فى تمدد وتجديد بحصارها وعقوباتها  وضغوطها دون انقطاع ، وقضايانا والملفات التى تثقل كاهلنا من قبل واشنطون وقد أجبنا على مطلوباتها ووفينا استحقاقاتها تظل دون حراك أو حل ، والمبعوث الهمام لا توجد لديه اجابات ولا يملك غير التسويف والمماطلة حتى يصل الى الأهداف الحقيقية من مهمته  الأساس بفصل الجنوب وتسفيه الشمال وتقزيمه!؟. نقول بذلك ليس من قبيل ما صدر عن الحكومة من اتهام للولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لتأمين انفصال الجنوب ، وأشارتها لتجاهلها للشمال بعدم الحديث عن رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، بجانب إهمالها لرفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب أو تجديد الأوامر التنفيذية الرئاسية بصورة ميكانيكية . ولكن من واقع الشواهد والرصد لمجمل التوجهات الأمريكية والنوايا الفعلية ، وكافة الذين يعبرون عنها حيث باتت تقول بأن أمريكا تسعى فى العلن لإنشاء دولة جديدة بالجنوب ذات مؤسسات، وهى تقوم فعليا بتجميع الدعم المالي والمشروعات التنموية من المجتمع الدولي والمانحين. ولعل حديث المبعوث الأمريكي للسودان الجنرال سكوت غرايشون أمام لجنة العلاقات بالكونغرس والخاص بالأوضاع في السودان كان معبرا عن هذه الغاية بجلاء ، وان خطوة بلاده لترفيع تمثيلها الدبلوماسي بالخرطوم هى مبادرة  رمزية تخصها لا تنطوي على أية أهمية سياسية ولا تصب فى صالح الحوار السودانى الأمريكى ولن تقود الى تغيير جوهرى وان صدقت !.

        بل اليقين أن الجهود الأمريكية ستصوب بكثافة فى الفترة القادمة  لتأييد خطى  اللانفصال  ودعم التوجهات الباقانية العرمانية التى تملك الجرأة لتقدم الدعوة لرئيس حركة العدل والمسّاواة خليل لزيارة جوبا فى هذا التوقيت بالذات والبلاد تبنى ما يكمل استحقاقات السلام فى انتهاك صريح لافاقية السلام الشامل  التى تؤيد الوحدة  وتدعو لها !، وكأن الجنوب يملك الآن دولة ذات سيادة لها الحق فى توجيه الدعوات واثارة الفتن ومناصرة الأعداء والمطلوبين للعدالة الوطنية من أمثاله ، وأجهزة الأمن تنبه صحيفة الانتباهة وتطلب اليها تحرى الدقة فى نقل الأخبار والأقول عن زعيم الحركة سلفاكير بوصفه النائب الأول لرئيس البلاد !، وهو فى حقيقته لا يعبر عن أشواق شعبنا فى الوحدة والسلام الاجتماعى والهموم المشتركة لكامل تراب الوطن فى الاستقرار والتنمية طالما هو غارق فى شبر الجنوب وهمومه التى لن يكون آخؤها أكول أو أطور ، وانما يقوم بمهام دولة الجنوب المستقلة التى تمارس حكما منفردا بالسطو على الاتفاق وتمزيق بنوده بفعال قادة حركته الهوجاء أكثر من ممارسته أو تشرفه بهذا المنصب القومى الذى ظل دون أعباء او التزام من جانبه منذ توقيع الاتفاق فى 2005 م !. علينا أن ننبه هذه الأجهزة كى تحصى ما يقوله قادة الحركة الشعبية باتجاه الدولة ، وما يثيرونه من ترهات وتعارض وتشاكس من أناس هم وزراء فى الدولة وضمن تشكيلتها الحكومية ، ينالون من رئيس البلاد ومن سياسات أجهزتها دون رادع أو عقوبة أو تحذير على التبعات العظيمة لما يقومون به من عمل يناهض أدنى مطلوبات الانسجام دعك عن الوحدة والأمانى التى نظل نلوكها بعاطفة دون جهد جدى من قبل أعداء السلام من أمثال هؤلاء ، وتعاطى أبناء قرنق  فى أعلى مستويات هرم الحركة الشعبية لا يصلح معه مثل النهج المهادن والنبرة الانهزامية والمستسلمة كى يوالوا هذا التشويش والارباك والأيام تمضى الى شهور معدودة نحتاج فيها للوضوح وتعرية خطاب الحركة الشعبية الذى ينضح بالعنصرية والجهوية ويعلى من النعرات والأحقاد لتفتت البلاد بواقع اتفاقهم وما يريدونه لنا من اتفاق آخر مع خليل وعبد الواحد كى تذهب دارفور هى الأخرى وبموجب الاتفاقيات أيضا !!؟ . يأتى هذا التطاول من قبل الحركة فى ذات الوقت الذى تتقارب فيه التوجهات وتتصل الحلقات التآمرية الداخلية والخارجية  لضرب السلام ونسف جهوده الماضية من الدوحة من قبل (مصر الشقيقة ) كما يحلو للبعض نعتها مع العدل والمساواة والحركة الشعبية ، وهى ترسل بوفد قوامه أبوالغيط وعمر سليمان تحت أجندة أزمة مياه النيل وتبعاتها المستقبلية على أمنه مصر القومى ، وهى تدعو فى هذا الأثناء خليل ابراهيم ليحل عليها ضيفاً فى التزامن مع ذكرى مذبحته فى أم درمان فى 10 مايو الماضى ، وبعضنا يسمى هذا بالجهود المخلصة لمصر فى احداث التقارب وضمان وحدة السودان ، يا للعبث !. مصر التى قامت بكل دور سالب فى تفخيخ أمن واستقرار البلاد منذ  تاريخ طويل وبصفة خلية عام 1995 م وحتى وقت قريب ، هى من تسعى الآن عبر خليل الذى هجرته تشاد على ما يمثله لها  من رمزيات فى هذا الصراع الدائر فى دارفور ، ومن صلة رحم وقربى ومصالح لبيت الزغاوة ومستقبله السياسى تحتضنه مصر ، لتساوم به على مائدة السلام والمزايدة على جهود الأشقاء فى قطر ، لا أحد يمكنه هضم ما يمكن أن تفعله مصر وهى التى آوت لديها  كل من عارض الانقاذ  وقاد ضدها العمل المسلح ، ودشن من عبر أجهزتها ووسائطها الاعلامية حملة شعواء وضروس ما تزال فواتيرها تسدد ، تريد أن ترسل باشارة تضليل متزامنة مع حملة التضليل الأمريكية الاسرائيلية والاقليمية لبعض الدول التى لا ترغب فى استقرار السودان ، أن تشوش على جهود منبر الدوحة واعادة الروح الى جسد تنظيم العدل والمساواة الذى يتآكل وفقدت  قواعدها فى تشاد ومعسكرات التدريب ومعسكرات اللجوء وكل الدعم العسكرى والميدانى واللوجستى والمالى وعيره ، ويفقد كل يوم من وجوده وتماسكه ، تريد مصر أن تضخ فيه دما جديدا ، وهو يؤكد على صدقية هذه الفرضية عندما تهاجم قواته قوات الشرطة لتقتل وتنهب وتروع الآمنين وتريد لأجهزتنا الأمنية أن تقف موقف المتفرج بحكم أن هنالك اتفاقاً وقع يلزم الأطراف بوقف اطلاق النار والابقاء على حالة الاستقرار والهدوء، ولكن عقلية خليل ومن يقفون خلفه ممن أذنوا له باجتياح أم درمان فى العام الماضى وهيئوا له السبيل حتى اتمام العملية ، رأوا أن لا تمضى هذه الذكرى دون أن يبرهن لأولياء نعمته أنه قادر على نسف الاستقرار واعادة حركته الى الواجهة حتى يلتفت اليه وتلبى مطالبه ومن مصر هذه المرة ولتذهب كل الجهود الوطنية وما بذلته الأطراف الأممية والاقليمية من الدوحة ادراج الرياح، لننعطف الى ميدان جديد ومعترك انصرافى لا يملك أدنى مقومات النجاح والحياد فى ظل الظروف التى عايشناها ونعايشها من قبل (مصر الشقيقة) !!؟ .

سكتت أبواق المعارضة السودانية فى مصر بعد كلفة كبيرة وتضحيات جسام دفعها الوطن ، ومصر الدولة كانت قد ربحت من وجودهم واسثمرته ووظفته لمآربها وسياساتها التى تربك من معادلاتنا القومية ، واليوم يراد لنا أن نعود الى ذات المربع عبر خليل ابراهيم الذى بعث برسالة  من مصر أنه وقواته ما تزال تملك من القدرات العسكرية ما يمكنه من الاقدام على عمل عسكرى دون أن يكون للدولة حق الرد عليه  على نحو ما قام به من هجوم ، أو التوجه بالاعتراض والانتقاد لمصر التى تستضيفه طالما هى (دولة شقيقة ) تهمها مصلحتنا وتحسن التقدير فى أن منبرها الذى يريده خليل ومن يقف الى جانبه هو المنبر الذى يحقق السلام عبر البندقية والدماء والدولة تخطو نحو تشكيل الحكومة القادمة !!. وزعيم المؤتمر الشعبى الذى يمثل خليل الجناح العسكرى له هو واعلامه وقادته هم من يدعمون ويقفون خلف هذه العملية العسكرية الأخيرة بترويج الأكاذيب والشائعات واصابة علاقة الجوار بالضرر ، ضمن منظمومة اعلامية مضللة بكل أبعادها الأخرى لاحداث حالة من التوتر والبلبلة تربك الحسابات  الداخلية لتجعل الحكومة الوليدة تخرج تحت هذا الركام من التلبيس والصورة الشوهاء من ذهاب الحريات والتضييق طالما اتخذت الدولة قرارها باعتقال الترابى !!. لأن الحريات بفهم هذه المجاميع أن يطلق له العنان لفعل كل شىء ان لم يستجب لمطالبه التى تخالف السلام وروحه ومنهجه ، وأن غاية ما يطمح اليه الترابى وخليل أن يتعطل السلام ويخرب بنحو أو آخر ليبقى السجال الدوحة التى بلغت هذه الأشواط  من النجاح والتقدم صوب السلام ، أم القاهرة التى لا أحد يدرى الى أين ستقودنا ومن وراء هذه الانعطافة وما هى الشروط التى تريدها مصر وجوانحها ملئى بالكفاية والخلاص من الحركات التى لو أقدم السودان على فتح أبوابه لها وأطلق لها العنان لأدركت مصر أن عهد املاء الشروط وممارسة النهج القديم لم يعد يجدى فتيلا ان ارادت أن تكون (مصر الشقيقة )! هل تدرى مصر الحاكمة أن قائد حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم كما تفيد مصادر عليمة ، أنه نجح في إدخال كميات من السلاح بمساعدة أطراف داخلية وخارجية؛ مستفيداً من فترة الهدنة التي اعقبت توقيع الاتفاق الإطاري بين الحركة والحكومة في العاصمة القطرية الدوحة. وحسب ذات المصادر اعتبرت الحركة أنّ الحكومة قصدت من التوقيع على الاتفاق الإطاري الحصول على المزيد من الوقت لقيام الانتخابات ، فيما عمدت العدل والمساواة لتعزيز قدراتها العسكرية بإدخال الأسلحة عبر دولة مجاورة وإقليم سوداني لا تسيطر الخرطوم عليه بمثل ما كان فى عملية الذراع الطويلة التى دشنتها على أم درمان بمشاركة بعض دول الجوار ومن بينها (مصر الشقيقة ) !. وكانت العدل والمساواة سبق وأن هددت في الأسبوع الماضي باستهداف المطارات ودور المؤتمر الوطني بدارفور وحذرت المواطنين على لسان المتحدث باسم قواتها اللواء على وافي، وقالت ذات المصادر إنّ العدل والمساواة ترمي إلى تشتيت تركيز الحكومة بضرب إقليمي دارفور وكردفان بعد أن فقد جبهة تشاد وتسهيلاتها ! .. هل تريد مصر النظام أن  تكون شريكا فى المؤامرة الجديدة لتبديد جهود السلام عوضا عن دعم مبادرة قطر التى تجد التأييد العربى والافريقى والدولى بل والاسلامى ، عبر تقوية خليل وتسليط الضوء عليه مجددا ومنحه الملاذ والمنبر بحجة أن قطر قد قامت بدور يفوق قدراتها وأن أى عمل لأجل السودان ينبغى أن يمر عبر البوابة المصرية كما قال بذلك المتحدث الرسمى باسم وزارة خارجيتها فى وقت سابق !. هل تدرك مصر الدولة بأنها تدخل الى خط العداء والمواجهة مع السودان وشعبه الذى بات يعى كل شى ، باستضافتها لخليل ومنحه فرصة ذهبية فى الوقت بدل الضائع عوضا عن الضغط عليه وحمله لالتزام مقررات الدوحة والمضى فى مسارها حتى النهاية ان كانت ترى بالسلام !. هل حقاً  يحق لمصر أن تتخذ من الخطوات الهدامة لتخريب سلام دارفور والسلام الشامل على نحو ما تفعل الآن دون أخذ الموافقة المبدئية على خطوة كهذى غير مأمونة العواقب ، وهى التى أرسلت وفدها للخرطوم وخليل كان قد وصل بالفعل الى أراضيها وباشر حملته لضرب السلام !؟. فشلت مصر بالأمس فى الحوار اللبنانى – اللبنانى فيما نجحت الدوحة فى التقريب بين الفرقاء فى ذلكم البلد الشقيق ، وفشلت مصر وما تزال فى الحوار الفلسطينى – الفلسطينى لجملة عوامل واعتبارات لا تملكها مصر فى هذه التوقيت وشعب غزة ظل على الحصار والخنق من خلال اغلاق مصر لمعبر رفح والانفاق التى تمثل شريان الحياة بالنسبة لهم  ، فيما نجحت قطر بدعمها الحقيقى والسخى للقضية الفلسطينية وشعبها الذى يعيش أسوأ حالاته ّالتى تقارب الهلاك لولا الأيادى القطرية وألياتهم الناجعة فى الانقاذ !.  بل فشلت مصر من قبل فى أن تمكن أى من أطراف المعارضة السودانية التى انطلقت من أراضيها فرادى  أو مجتمعين على الاطاحة بالنظام فى السودان أو تغييره لأكثر من عقد من الزمان رغم ادعائها معرفة السودان ومكوناته وقواه السياسية ، فيما نجحت قطر البعيدة وهى فى طريقها لتتويج نجاحها  الكبير لولا تدخل مصر المفاجىء غير المبرر وغير المرحب به لا رسميا ولا شعبيا على طريقها الفجة  والمستفزة ، وليس بمقدورها أن توفر أى نصر أو اعادة انتاج لخليل وتسويقه برؤاها وارادتها المحضة دون اعتداد برؤية السودان واستمزاج رأيه ومفاوضاته قد بلغت شوطاً مقدرا بالدوحة  ، وخليل بالقابل فقد كل شى الا من أوعزوا لمصر بهذه الخطوة دون ادراك لعواقبها على علاقات البلدين مستقبلا وهو القاتل للمواطنين فى أم درمان والهارب من العدالة  وبرغمها تظل (مصر الشقيقة) !. على الدولة أن تمضى فى اجراءتها وآلياتها بقوة لقطع الطريق  أمام أى حملات منظمة تستهدف وخدة البلاد وعلاقاتها الخارجية والاقليمية !. عليها أن تعلى من شأن السلام ومساراته فى عزة واباء ، لا تهدها أو تهزمها هذه المحاولات الطائشة على نحو ما يقوم به الشعبى وخليل !. عليها أن تمضى فى مسار الدوحة والابقاء عليه وحمل الدول الأخرى أيا كان وزنها وثقلها على التزامه ان كانت فعلا هذه الدول مهمومة ومعنية بالسلام لا زعزعته وتفخيخه على نخو ما اقدمت عليه مصر  !. هنالك محاولات موتورة تمضى فى هذا الوقت للتشويش على ميلاد الحكومة الجديدة  وأضعافها أو ابتزازها تمارسها أطراف خارجية عبر الحركة الشعبية والمواجهة فيها مطلوبة كى يسلم السلام ويستدام !.  نحن بحاجة لوضع  محددات لصيانة السلام وحمايته من التدخلات والتقاطعات ، بغيرها ستمضى هذه الدوائر فى حلقاتها الشريرة لتخريب السلام عبر عمليات نوعية كما جرى فى جبل مون وود بندة وغبيش يوجب قطع الطريق أمام المتفلتين والهاربين وليهنأ خليل بمقامه الجديد ولكن دون منبر !.            

adam abakar [adamo56@hotmail.com]

 

آراء