الأستقواء بالأجنبى مواسير انقاذيه مصديه! …. بقلم: تاج السر حسين
24 May, 2010
royalprince33@yahoo.com
من عجائب الأنقاذ وثقافتها التى أدخلتها على المجتمع السودانى، انها تسبق الجميع على الفعل الشائن ولا ترى عيبا فى ذلك ولا تشعر بالخجل منه، ثم تعود بعد فتره وترمى الأخرين بتهمة ذلك الفعل الذى بدأته واظهاره وكأنه خيانة وطنيه.
والحساب ولد !
أحد كبار مهندسى الدبلوماسيه المصريه فى السابق وهو لا زال يشكل حضورا فكريا فى مصر أعترف خلال ندوه محضورة بصحيفة الجمهوريه انهم ايدوا نظام الأنقاذ فى بداية الأمر بل ساعدوا فى توفير الدعم والمسانده له من المجتمع الدولى لأنهم كانوا يظنون من قاموا بالأنقلاب ضباط وطنيين لا متشدددين دينيين!
مما يعنى لولا هذا السند الأقليمى من دوله ذات ثقل لما بقت الأنقاذ فى سدة الحكم ولما وجدت اعترافا من المجتمع الدولى بعد أن اصبحت الأنقلابات العسكريه مرفوضه دوليا خاصة والسودان كانت فيه حكومه جاءت عن طريق انتخابات ديمقراطيه لم يمسسها تزوير ولم يشكك فى نزاهتها حتى حزب الجبهة القوميه الأسلاميه الذى يضيق على امثاله فى الدول المجاوره ولا يسمح له بعقد ندوات، واتفق الحزبان صاحبا الأغلبيه على حكم البلد وكان التفاهم والتناغم واضحا بينهما، رغم الخلافات العاديه التى تطفح من وقت لآخر وهذا امر طبيعى فى الأنظمه الديمقراطيه يحدث مثلها فى امريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول، وما عكنن تلك التجربه فى الحقيقه ذلك الحزب العقائدى (الدينى) الذى رفض التوقيع على ميثاق حماية الديمقراطيه، وتلك غفله تحسب على الأحزاب الحاكمه فى ذلك الوقت وهى تدفع الثمن الآن ذلا وهوانا واستخفافا وأستفزازا وبلا حدود.
وبعد أن أستلمت الأنقاذ السلطه عن طريق انقلاب 30 يونيو 1989 أول شئ فعلته انها عينت عقيد (أمن) معاش فى نظام مايو سفيرا فى امريكا وممثلا للسودان فى الأمم المتحده لا لأنه دبلوماسى حاذق تمرس فى العمل الدبلوماسى وأنما فقط لأنه كان يعمل فى جهاز امن نميرى الذى أسسته ودربته امريكا ، وذلك العقيد كان مهندس عملية ترحيل اليهود الفلاشا من السودان، وهذا استقواء بامريكا بصورة غير مباشرة وطلب لودها، ومن عجب وفى ذلك الوقت نفسه كانت الأناشيد التى تردد وتبث عبر برنامج ساحات الفداء من الأذاعه والتلفزيون تقول ( يا الأمريكان ليكم تسلحنا بكتاب الله وقول الرسول)!
فى الحقيقه تسلحت الأنقاذ بالعقيد أمن معاش الفاتح عروه المعروف بعلاقاته الطيبه مع الأمريكان.
وحتى لا نذهب بعيدا فهذا الأمر نفسه أكده نافع على نافع خلال ندوه بدار صحيفة الأهرام المصريه حينما قال (الأمريكان ديل ما عايزين يخلونا فى حالنا نحنا قدمنا ليهم الكثير من التنازلات ، لكنهم ما راضين لأنهم عايزين كل شئ وهذا لا يمكن)!
وأكده كذلك مصطفى عثمان اسماعيل حينما صرح بأنهم وفروا للأدارة الأمريكيه معلومات عديده والأدارة الأمريكيه نفسها اعترفت بأن ما قدمه لهم السودان فى عهد الأنقاذ من معلومات عن اخوانهم المسلمين لم تحصل عليه وكالة المخابرات الأمريكيه، بل أن مسوؤله امريكيه صرحت أخيرا بكل وضوح أن صلاح قوش هو رجل امريكا فى السودان.
ولا زالت الأنقاذ تستقوى بألأجنبى اقليميا كان أم دوليا ولولا ذلك لما بقيت فى السلطه طيلة هذه الفتره بعد أن تردى الحال ووصل دين السودان الى 35 مليار دولار بعد أن كان قبل الأنقاذ 9 مليارات فقط، وبعد أن عم الفساد وأتجه الجنوب نحو الأنفصال وفى كل يوم يزيد الصراع ضراوة فى اقليم دارفور مع ان نافع على نافع قبيل الأنتخابات بأيام صرح بأن مشكلة دارفور قد انتهت، والحقيقه خمدت النيران فى دارفور بعد أن خدعوا حركة العدل والمساواة ووقعوا معها اتفاقا اطاريا القصد منه الفوز بالأنتخابات واظهار النظام وكأنه نظام مسالم وهذا خطأ كبير تتحمل نتيجته حركة العدل والمساواة فهى اعرف السودانيين بهذا النظام الذى ينقض العهود والمواثيق والأتفاقات قبل ان يجف الحبر الذى توقع به.
والأنقاذ من أجل الأستقواء بالأجنبى ابتدعت ثقافة جديده لم نر لها مثيلا فى جميع دول العالم فالحزب الحاكم فى السودان والمسيطر على السلطه والثروه والأعلام وكل جوانب الحياة له أكثر من مكتب خارج الوطن فى وجود سفاره لا ينفى كبار الدبلوماسيين الذين يعملون فيها انتماءهم لذلك الحزب!
واذا كانت الأنقاذ لا تريد من السودانيين أن يستقوا بالأجنبى فلماذا ميزت بينهم بسبب الأنتماء الفكرى والجهة والقبيله ولماذا شردت الشرفاء من كافة الأحزاب وحتى المستقلين لم تتركهم فى حالهم مستخدمة سلاح الصالح العام فى كافة القطاعات المدنيه والعسكريه؟
ان مثل هذا الكلام الذى لا قيمة له يخدع به انصاف المثقفين ومن لا ينظرون للأمور نظره فاحصه وعميقه خاصة بعد أن تردى مستوى التعليم فى بلادنا ووصل درجة ان يجيب خريج جامعى بأن اول شهيد فى ثورة اكتوبر 1964 هو الزبير محمد صالح!
ان من لا يريد مواطنيه ان يتجهوا للأجنبى ويستقوا به فى زمن انعدمت فيه الأسرار وتشابكت المصالح واصبح العالم كله كالقريه الصغيره، فعليه ان يساوى بين جميع المواطنين وأن لا يشردهم من وظائفهم والا يزور الأنتخابات والايستاثر بالثروه والسلطه والأعلام حتى اذا فشل فى تحقيق طموحاتهم ان يتمكنوا من تغييره بجميع الوسائل مثلما يحدث فى جميع دول العالم المتحضر والمتخلف.
والوطنيه لا تعنى ابعاد الشرفاء فى جميع المجالات العسكريه والمدنيه فقط لأنهم رفضوا ان يبعوا مبادءهم ومواقفهم بثمن بخس.
آخر كلام:-
لا تدفعوا أهل دارفور للمطالبه بالأنفصال وحق تقرير المصير الا تكفى جراح الجنوب؟