الطيب مصطفى .. وخلاص أهل السودان الحقيقى ! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

 royalprince33@yahoo.com

*على مواطنى  شمال السودان التفكير فى مستقبل دولتهم الجديده – بعد الأنفصال - لا سمح الله، طالما هنالك دعوات مثل التى يطلقها الأنفصالى العنصرى الطيب مصطفى!

 

ظللنا نتحدث فى الندوات ونكتب فى المواقع المتاحه عن الوحده بين الشمال والجنوب وتمسكنا بها كهدف أستراتيجى وسوف لن نتوقف أو نمل الكتابه لأخر لحظه من حياتنا، وفى ذات الوقت علينا ان نكون عمليين وموضوعيين فالأنقسام قادم لا محاله طالما  كان فى الشمال من هم على شاكلة الطيب مصطفى ويتبنون أفكاره سرا وجهرا .. وطالما اصر المؤتمر الوطنى على الأستمرار فى الحكم بعد 20 سنه من فشل مشروعه الحضارى، بل أن الفشل طال  كل شئ  فى السودان وبرزت القبليه والجهويه من جديد، ولهذا فعلى مواطنى شمال السودان الشرفاء العقلاء ان يفكروا من الآن فى شكل الدوله  الجديده وطريقة الحكم التى تحافظ على الجزء المتبقى من السودان بعد انفصال الجنوب ودون ان يلحق به جزء عزيز آخر ولا بأس من تبنى استراتيجيه تسمح بعودة الجنوب مرة أخرى اذا رغب اهله فى تلك العوده (طوعا لا كرها) مع ان اى عاقل يعلم بأنه من الصعب جدا ان يعود جزء انفصل فى أى بلد من البلدان الا اذا كانت اليد التى بترت بفعل فاعل يمكن ان تعود بعد بترها بعدد من السنوات.

 

أن الخداع والزيف والتزوير يمكن ان يستمر ساعه لكن الحق يبقى حتى قيام الساعه.

فالمؤتمر الوطنى أو الأنقاذ فى نسختها الأولى والثانيه سيطرت على السودان كله عن طريق الأرهاب والتعذيب والأعدامات ثم اتجهت الى شراء ضعاف النفوس فى الأحزاب التاريخيه أمه واتحادى وسبقت ذلك بسيطره تامه على الأقتصاد مستفيده من وصايا الفكر الماركسى الذى يقول اذا اردت ان تسيطر على السلطه السياسيه فيجب أن تسيطر على الأقتصاد، ولذلك لم تتح الفرصه لباقى اهل السودان خاصة المعارضين لممارسة العمل التجارى الا بالقدر الضئيل ولمن لا تخشى جانبهم أو من تربطهم صلات قربى ونسب مع أهل الأنقاذ.

ثم أكملت دائرة السيطره بالهيمنة على الأعلام ولم تتح المجال لصوت قوى معارض بل أمتدت سطوتها مستخدمه ما هو متوفر بين يديها من مال سائب لتخترق الأجهزه الأعلاميه العربيه المؤثره خارج السودان ومن عجب ان نظام الأنقاذ ومن خلال اساليبه المعروفه  تمكن من كسر شوكة اقارب  بعض شهداء رمضان وغيرهم  من الدرجة الأولى لا حبا فى النظام وانما ضعفا نفسيا أم مغرياته.

هذه كلها حقائق من يغفلها لا يعرف شيئا عن السودان وليس من حقه ان يتحدث عنه كخبير أو باحث فى شوؤنه.

رغم هذا كله فعلى مواطنى شمال السودان أن يعدوا انفسهم من الآن ولا يتعاملوا فى كل مره على طريقة الترزى ليلة الوقفه، فهذا البلد العريق  مكانة  وتاريخا وبما له من اسهامات جليله فى الحضاره الأنسانيه ويكفى انه عرف الديمقراطيه الحقيقيه ومارسها قبل الكثير من دول المنطقه عربية كانت أم افريقيه بل قبل العديد من دول اوربا الشرقيه، ونحن أحفاد بعانخى وترهاقا لن نرضى بأن يحكمنا الظلام والتخلف ومهما طال ليل ذلك الظلام فلا بد أن يصبح الصبح وترسل شمس الحريه أشعتها.

نحن نعلم جيدا أن دول كثيره تدعم هذا النظام مستفيده من بقاء هذا النظام المطارد من المجتمع الدولى الضعيف الأرادة غير القادر على حماية أرضه ومواطنيه مهما تعرضوا للذل والهوان، وهذه الدول سوف تستمر داعمة لهذا النظام وحامية له، لكن واجبنا هو العمل على تغير هذا النظام وبجميع الوسائل الممكنه والمتاحه ولابد من ان يتفاكر الجميع وأن يضموا الصفوف حتى لا يصبح هذا الوطن العزيز صومالا ثانيا.

ان المعارضه القديمه وبوسائلها القديمه اخطأت كثيرا وهى تدفع الثمن الآن وعليها ان تترك المجال لقيادات شابه وأن تدعمها بالنصح والأرشاد والخبره لا أن تقف حجر عثره فى طريقها.

ومن اكبر اخطاء تلك المعارضه انها فى هذا العالم الذى اصبح يتأثر بألأعلام لم تفكر فى تأسيس قناة فضائيه لا تكلف كثيرا من المال كان بامكانها أن تكشف وتبين ما يدور من خفايا وخبايا وفى ذات الوقت تحقق ربحا يساهم فى تمويل أنشطه اعلاميه أخرى مثل تأسيس صحف ومنتديات فكريه توعى الشعب المخدوع المضلل الذى اصبحت الطبقه المتعلمه فيه لا تعرف من هو اول شهيد فى ثورة أكتوبر!

على مواطنى شمال السودان الحادبين على ما تبقى من وطنهم ان يفوتوا الفرصه على الأنقاذ ومؤتمرها الوطنى فى تحويل هذا الجزء من السودان الى دولة طالبانيه جديده كانت هدفهم منذ أن وقعوا اتفاقية نيفاشا وماطلوا فى تنفيذ بنود تلك الأتفاقيه حتى يصيب الأحباط اخواننا الجنوبيين ويزهدوا فى دوله واحده تضمهم مع اخوانهم الشماليين، وهذا هو الجانب الوحيد الذى حققت فيه الأنقاذ انتصارا بعدما فشلت سياسيا والدليل على ذلك ما عليه حال السودان الآن بعد هذه الأنتخابات التى تسقط شخصيات قوميه وشعبيه مثل طه على البشير ود. بخارى الجعلى وميرغنى عبدالرحمن وغيرهم من الشخصيات السودانيه المعروفه.

وفشلت  الأنقاذ اجتماعيا بعد أن طفحت القبليه والجهويه وأنشغل اهل السودان بتوفير القوت لأبنائهم واصبح ابناء العمومه لا يتزاورون الا فخلال الأعياد والأفراح والمآتم وهذا واقع يعرفه جميع أهل السودان ويعيشونه الآن.

وفشلت فى العلاقات الدوليه وبالأمس القريب تقدمت المحكمه الجنائيه بطلب لمجلس الأمن لأعتبار السودان دوله غير متعاونه، وللأسف الشديد سفير السودان فى لندن هون من هذا الأمر وهو يبتسم وكانه يتناول ساندوتش (بيرغر) فى احد مطاعم لندن الفارهه!

وظهر الفشل فى العلاقات الدوليه فى الحضور الضعيف الذى شهد حفل تنصيب الرئيس فغالبية من حضروا رؤساء لا تاثير لهم أفريقيا أو عربيا  ومعظمهم جاء من أجل المجامله والعلاقات العامه ليس أكثر من ذلك.

وفشلت  الأنقاذ فى مجال الرياضه حتى اصبحت تتفوق علينا الدول الفقيره والضعيفه التى لا تملك ربع ما لدى السودان من ثروات، بينما المليارات تصرف على تأسيس ملاعب لا تحظى برقابه ماليه حقيقيه مثل جميع المجالات التى يسيطر عليها انقاذيون شباب صغار سن بين يوم وليله يصبحون من اثرياء العالم لا يهمهم لو بقى السودان موحدا أو تفتت شمله بل لا يهمهم ان يبقى النظام نفسه أو يذهب.

ولذلك فعلى مواطنى شمال السودان بعد أن اصبح الأنفصال هو الراجح أن يتركوا الخنوع والخضوع فالسودان أكبر من اى قائد ومن اى شخص وحواء السودان ولاده، ولا يمكن ان يرهن السودان نفسه فى كل مرة لشخص واحد وأن تردد العبارات المحبطه والبغضيه (من هو البديل)؟!

وعلى نائب الرئيس على عثمان محمد طه اذا كان جادا فى الوحده بعد ضياع الزمن الا يذهب ويبقى فى الجنوب، وانما عليه المساهمه الفاعله والقويه فى صدور قرارات تاريخيه وشجاعه يمكن ان تقنع أهل الجنوب بالتصويت لصالح الوحده تتمثل فى العمل على  تجميد نتيجة هذه الأنتخابات المزوره المفبركه غير المبرئه للذمه وغير المعبره عن ارادة المواطن السودانى والتى اخفقت فى ان تجعل التحول الديمقراطكى حقيقيا ومقنعا، وعليه أن يعمل على ترشيح رئيس جديد دون مكابره أو ادعاء يرضى عنه اهل الجنوب ويدعم ترشيحه اهل السودان جميعا وأن يعين نائب للرئيس من أقليم دارفور وأن تشكل حكومه قوميه مؤقته تسمى حكومه الوحده وسلام دارفور، وأن يعلن عن تاريخ لأجراء انتخابات حره وديمقراطيه وشفافه خلال عامين، وقبل ذلك كله ان يعلن رسميا وبكل شجاعه أن دولة السودان تقوم على اساس المواطنه وتحترم كافة الأديان وكريم المعتقدات، وبغير هذا حتى اذا زور قرار المواطن الجنوبى  فى الأستفتاء مثلما حدث فى الأنتخابات فأن الحرب لن تتوقف وأن الدماء سوف تسيل ركب.

 

 

 

 

آراء