عرمانيات عرمان -3- !؟ … بقلم: آدم خاطر
2 June, 2010
تبدل الظرف الزمانى والمكانى فى واقعنا السياسى الراهن ، لكن أدواء السلام وعلله التى جلبها عبر اتفاقياته وعجائبها لا تنقضى ، تغيرت الأحزاب والسياسات وموازين القوى والحكومات فى بلادنا لكن ضلال أهل السودان الجديد وتيههم فى ازدياد وتوسع والناس تستشرف النهايات الحاسمة والخيارات القواطع !. وليس مستغربا والبلاد تتوجة لكتابة مرحلة جديدة لها رجالها وبرنامجها ووسائلها وأدواتها ، أن نسمع بعض الغثاء والوهم من مسيلمة الحركة الشعبية فى هذا الأثناء والدولة تتشكل على نسق ديمقراطى وليد ومحاصصة الانتخابات وما أفضت اليه من نتيجة ، نسمع اليه وهو يعود لممارسة عشقه للنجومية وهوايته فى التضليل وقلب الحقائق والابتزاز السياسى والمزايدات ، طالما ظل يعيش فى جسد حركته كالسوس ينخر فى عظمها الى أن أوردها هذه المهالك وجعلها عبرة لمن يعتبر فى هرطقة التحول الديمقراطى والسودان الجديد الذى كان ينشده قرنق ، ويدعو له الآن أبناؤه وعلى رأسهم عرمان رغم أن مشاريعهم الهوام قد ذهبت بها الممارسة السياسية ادراج الرياح وأصبحت أثراً بعد عين ، لم يبقى منها غير تحالف مشبوه للمتناقضات يقوده سلفاكير يجمع بين طياته نقد والترابى وأبناء المهدى وأبوعيسى ، وحلمهم فى دحر الانقاذ حربا بعد أن أعيتهم السبل ، تحالف يحمل بذور فنائه وهو هالك لا محالة لأنه بلا لون ولا طعم ولا رائحة فيما ينتظم البلاد من تطورات !. نسمع الى هذا الفاشل وهو أول الذين سقطوا فى امتحان الديمقراطية والهروب من ساحة النزال بعد أن أيقن من فشله وحتمية السقوط ، لا على صعيده الشخصى لأنه بلا رصيد فى الذهنية السودانية الا من طبول للحرب ظل يقرعها ومن دعوات الفرقة والتشتيت لمكونات المجتمع ، ونشره الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، والترويج للعنصرية والحميات الجاهلية والعصبيات حتى يكسب ود أبناء الجنوب من خلال المنصب اليتيم الذى منحته اياه الحركة على أيام الحرب كى يكون بوقا للفتنة وتجميل شرارة الحرب التى دشنتها حركته ليس على حدود الجنوب وانما أرادتها حرباً شاملة على كل أجزاء الوطن وهى تنتقل من الجنوب الى الشرق فالغرب بل حاولت الشمال والوسط كى يعم الحريق ويستشرى النزاع فليتهم كامل الوطن لولا لطف الله بالبلاد !. هذا الواهم عرمان سقط فى مران الديمقراطية بمثل سقوطه فى تثبيت قطاعه الذى أسماه الشمال ، حيث كان هذا القطاع الهلامى مدعاة للفساد المالى والادارى والتنظيمى واستغلال البسطاء من أصحاب النفوس الضعيفة والحاجات ، وبعض الحمقى والموتورين من عطلة المواهب الذين كانوا عماد هذا القطاع دون برامج ولا خطط ولا مبادرات أوأهداف يمكن تحقيقها ، ظل يمنيهم بالمن والسلوى والخلود المقيم فى جنان الحركة الشعبية الوارفة ان استقر سودانها الجديد فيمنحهم المناصب والوظائف والألقاب والنعوت ، وما أن جاءت ساعة الصفر وجنى الحصاد السراب الا وانشكف مستور القطاع الذى صرفت لأجله المليارات على مدى خمسة سنوات ، وبددت من ورائه الطاقات ، فما استطاع أن يدفع بمرشح واحد يمكن أن يضمن له الفوز بدائرة جغرافية فى الشمال ، ولا ان يحقق مسيرات الغضب أو حمامات الدماء بالعاصمة القومية بمثل ما فعل فى يوم الاثنين الأسود مع رفيقه باقان ، أو يعطل مسيرة الانتخابات ويوقفها ، فرأى حكماء الحركة ان كانوا أن يحفظوا ماء وجههم من تضليله وينسحبوا من فضيحة داوية ظلت تنتظرهم ان تبعوا حماقة الرئيس الحالم عرمان ، الذى تخيل نفسه بالقصر الجمهورى حاكما ، فبدأت تلفه الأوهام ويصدر المراسيم والقرارات ويقطع الوعود بعودة فلان وتولى فلتكان ، واعادة المفصولين من الخدمة المدنية ، وأصحاب الأجندات والعمالة الأجنبية والطابور الخامس وباعة الهوى ، واستدعاء كل الموبقات والفسق الى الحياة من خمر وميسر ليعيش الناس فى دنيا السودان الجديد كما تعيشه الآن مدن الجنوب من حرية طليقة لا تهتم بالأمن وسلوك الدولة والحكم الراشد وسيادة القانون الا من فوضى الحكم والقتل العشوائى على أيدى الجيش الشعبى الذى بات ملء السمع والبصر ، واستشراء القمع والتنكيل والفساد بكل صنوفه ، الى بعض غوانى وراقصات من دول الجوار وسكر وخمر يضرب بأعلى هرم الحركة وليال حمراء ومجون وخبال يتصدر الأولويات عند أرباب السودان الجديد أكبر من حلم شعبنا فى الوحدة والاستقرار ، ذلك ما كان يبشرنا به عرمان الذى قدر الله أن يحرقه ويسقطه ويدخله فى فتنة مع قطاعه ورئيس حركته نسأل الله أن يحبسه فيها حتى تسلم نيفاشا من بعض خيبات نتوقعها فى مقبل الأيام !.هذا البوق ظل يتغافل عن فشل حركته الذى أحال حياة أهل الجنوب الى فقر وجحيم وأمراض وضوائق غذائية وانفراط فى عقد الأمن والاستقرار ، وهو يدعوا لتطبيق كامل للاتفاق ، على أن تبقى حركته فى مربعها تفعل بالبلاد كل تآمر وتمزقها بالفعل ، وتخرب اقتصادها وقيمها وتاريخها بتوجهها نحو الانفصال !.
نجحت الدولة فى المضى ببرامجها والتزامها للاتفاقيات التى أبرمتها ومضت فى تنفيذ استحقاقات سلام الجنوب ، وأجريت الانتخابات فى موعدها رغم محاولات ملتقى جوبا لنسفها وافشالها ، وتشكل البرلمان الذى غادره بفضل الله عرمان وكل منخنقة ونطيحة ومتردية حتى يكون أمر التشريع على هدى وصلاح للبلاد والعباد ، لا الفتن والترهات والتهريج التى كان يصدح به عراب الحركة ورئيس كتلتها المعين وقتها عرمان من قبة البرلمان وكأنه نائب منتخب من الشعب واكراميات السلام وهباته هى من رفعته على الرؤس !. كنا ندرك أن حدس شعبنا ووعيه واخلاصه لا يمكنه أن ينتخب أمثال عرمان عبر صناديق الاقتراع لما يعرفه عنه من خلفيات وقتل وجرائم مشهودة ، لكنه كان على الدوام يعيش فى واقع آخر عماده الكذب واللفيق حتى على نفسه وحركته فى جرأة يحسد عليها !. يخرج علينا حكيم زمانه عرمان والفشل يلفه من كل ناحية لينصب نفسه سياسيا محنكا وداعية للحريات ومصلحا اجتماعيا ومثقفا لا يشق له غبار ، يوهمنا كيف يمكن لقضايانا أن تحل من واقع الوصفات التى ينسجها دون فكر ولا رؤية أو تجربة ناضجة ، و لاتملك حركته أى حل لما يواجهها من تحديات وصعاب بل تسترزق السياسة بمقدار ما يبقيها ليوم ، وعرمانها يجيد اللعب بالألفاظ والعبارات والجمل للاستهلاك والسفسطة والتشويش ، على نحو ما أوردته صحيفة سودانيل الالكترونية فى حوارها المطول معه بتاريخ 1/6/2010 م !. اسمعوا لهذا المخادع وهو يقول ضمن هؤاء كثير : ( أن الحكومة يحاصرها ضيق الزمن لما تبقى من الفترة الانتقالية التي تنتهي في العام المقبل ، وقال ( يجب اجراء الاستفتاء في مواعيده واذا اراد اي منا وحدة السودان فذلك لا يتم الا بموسم الهجرة الى تغيير سياسات الخرطوم ) ، واضاف ( سياسات الخرطوم افقرت وافرغت الريف السوداني وشردت سكانه نحو المدن والى الخارج وكدست السودانيين في مخازن الفاقة في المدن وعصفت بالمثقفين في هجرة هي الاوسع في تاريخ السودان نحو الخارج ) ، وقال ( في ظل كساد للصناعات الوطنية في المدن وانتشار كل ما هو صيني وتايواني والتزوير في اشارة للانتخابات التي جرت اخيراً في السودان واسواق المواسير التي ظهرت في دارفور ) ، وشدد على ان الخرطوم صدرت الحروب الى الجنوب ودارفور والشرق والوسط والشمال ، وقال ( فبدلاً من ان تصبح عاصمة للسودان اصبحت قاصمة للسودان ) ، واضاف انه قبل الذهاب الى جوبا لمن يود الذهاب اليها او الذهاب الى الفاشر او بورتسودان يجب تغيير سياسات عاصمة السودان بتقديم مشروع وطني جديد وسياسات جديدة من شأنها فتح الطريق لقيام وحدة على اسس جديدة !! يقول بذلك دون حياء ! ) !. هكذا تحدث هذا الدجال السياسى وهو يعرف كيف كان التزوير فى جنوب البلاد والنتيجة المزورة بكاملها التى منحت له ولرئيس الحركة رغم الجهل والأمية وسطوة الجيش الشعبى وغياب الخبرة التراكمية فى ممارسة الانتخابات بالجنوب !. هكذا يتوهم أن الديمقراطية هو ذلكم العبث الذى نهض به الجيش الشعبى فى الجنوب دون رقابة دولية ولا اقليمية لتجىء نتيجة الجنوب أكثر من 93% ، وقد سبقها تفلت أكثر من 400 مرشح مستقل تساقطوا عن حركتهم عندما يئسوا من نهجها فى الاصلاح والتوجه الديمقراطى وسنابك الحركة وبنادقها تدوس على الرقاب والجماجم فى أبشع ممارسة للحكم عرفها التاريخ تجاوزت هتلر والنازية والتتار !. يتحدث عرمان دون حياء عن سياسات الخرطوم ولا يحدثنا عن سياسات حركته فى الجنوب التى تراجعت فى كل شىء ظل قائما حتى على أيام الحرب ، فاستطال الجوع وتمدد الفقر الا من أموال فى جيوب قادة حركته وتطاولهم فى البنيان والدعة لأنفسهم وأبنائهم وأصبح المواطن بالجنوب من الدرجة العاشرة قبل أن يحل عليه الاستفتاء الذى يدعوا له سلفا أبناء الجنوب أن يرجحوا كفة الانفصال ان أرادوا أن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى !. لا يتناول عرمان الخطاب السياسى المربك والمشوش لقادته وهم يمسون على تصريح ويصبحون على آخر وأعينهم وأيديهم الى الحرب والانفصال الذى يعدون له العدة ويسهرون لانفاذ مشروعهم الاستئصالى بعد أن خاب فألهم وأنهدم بنيانهم !. يتجاوز عرمان التنمية والبنى التحية التى تنهب أموالها فى وضح النها واكثر من 12 مليار دولار قد عبرت الى الحركة كى ينهض الجنوب وانسانه ، والنتيجة الماثلة لا ينتطح عليها عنزان ، وهو يستغرب تمرد أطور فى جونقلى و آخر بولاية الوحدة وتمرد أكول من قبل سلميا والبقية تأتى واللوم على الخرطوم التى تغزى المليشيات وتمد بالسلاح ، وينسى أن من أقام التمرد وكون به الجيش الذى يسميه اعتباطاً نظاميا الآن هو هذا بعض بضاعته ردت اليه ، لينقلب السحر على الساحر بيد أبناء الجنوب هذه المرة ، حيث يريد عرمان بولعه ونهمه للسلطة أن يتقدمهم ويتربع على عرشهم قائدا بعد ان انهار بنيانه ولفظه أهله فى الشمال !. يريد هذا الواهم أن يعيدنا بمغالطاته وحديثه السمج وشطحه وتلفيقه الذى مللنا سماعه أن يعيد نفسه للواجهة ، وفشل السياسة والخداع والتدليس هى البضاعة الرائجة فى كيسه ، وبراهينها وأدلتها على عهد وزرائه فى الحكومة السابقة كان قوامها الضعف فى الممارسة وقلة التجربة والتصادم والارباك السياسى ومخالفة خط الدولة ورسم التناقضات ، وتحريض الأجنبى ونشر الفتن والشائعات ، ومع ذلك لا يوجد من يحاسبهم ولا رقابة ولا عقوبة لأنه لا يعرف القانون والدستور ومحاربة الفساد وسلطان الدولة الا فى الشمال ، وأن دولا بعينها هى من تناصرهم وتقف الى جوارهم كما يقف صف المستشارين والخبراء الأجانب حول رقبة سلفاكير فى حكومة الجنوب !. عرمان يتحدث عن الحريات وصيانة الدستور فى الشمال بوله يقارب الفوضى الخلاقة ، وهو يدرك هامشها المعدوم بالجنوب والسطوة التى تمارسها حركته على المعارضين وتكميم الأفواه وحبس الاعلاميين والقادة من أمثال تلفون والعنصرية والتضييق تجاه أبناء الشمال ، ولونية صحيفتهم ولسان حالهم أجراس الكنائس ، لكنه يغالط كعادته على الحقائق المريرة فى واقع الجنوب مما اعاد واقعه الى التمرد والاقتتال القبلى والمليشيات كى يحمى الانسان نفسه من هيمنة الحركة وجحيمها الذى لا يطاق الا بالمدافعة ورد الظلم !. دعى الحريات عرمان يريد للدولة أن تحجر على الانتباهة ومنبرها فيما يقفون عليه من دعوة بمبررات وأسس يرونها وينطلقون منها ، ولا يعتب على حركته التى اناط بها الاتفاق العمل لأجل الوحدة جاذبة ، وأفعالها على الأرض تقوض بناء الوحدة بمخطط منهجى ، فلا هى للوحدة ولا تعمل لأجلها ولا تتشرب بروحها ولا تعد العدة لها أوالتبشير بها وانما تهيىء لميدان الحرب وتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية باقامة علاقات دولية موازية ، وتنشر حديثاً مبعثراً ومفزعاً عنها ودون رابط لوحدة على أسس جديدة هلامية لا يعرف كنهها أحد ، هى فى غالبها تمييع لدعاوى الوحدة الحقة التى تطلقها الدولة ونسف لنهجها وتعاطيها الجاد حيالها ، وحركته تعمل ليل نهار لتمزيق هذه الورقة الرهان (الاستفتاء) باعلاء أجندة الانفصال التى باتت حقيقة ماثلة يتقدمها كل قادتها !. يضيف اليها داعية الفتنة حدودا جديدة لا تقف عند النيل الأزرق وجنوب كردفان والنيل الأبيض وجنوب دارفور ، لدولة يرومها بعنصر افريقى خالص وتوجه علمانى وسند أوربى كنسى اسرائيلى أمريكى مضمون هكذا يهيء عرمان للأسس الجديدة التى ستطمس فيما يحلم على الاسلام والعروبة بعد أن أفلحوا فى كسب خليل وعلى الحاج ومن قبلهم الترابى !. نحن بحاجة أن تفطن أجهزتنا الرسمية ومؤسساتنا الاعلامية الى هذا المتور فيما يقول به من دعاوى لها رياح هوجاء ، والبلاد تبدأ فى رص البناء الجديد وقنابل وحرائق الفتنة التى يشعلها عرمان تكاد ترسم من هذا الوهم الملفق صرحا يتطاول بناءه ويتمدد !!!. كيف لنا بحرية تستقبل هذا الارباك المتعمد وأفعاعيل الحركة وأحابيلها وفشل قادتها يراد له أن يغطى بهكذا مغالطات !. اسكتوا هذا الصوت النكير والبوق الذى سقطت كل شعاراته ودعواته وحكومته فى الجنوب وما يزال به نبيح ، قبل أن تسقط حركته مرة أخرى فى مستنقع الاستفتاء الذى يراد له أن يكون آخر بضاعة للمتاجرة والتضليل على شعبنا وأهل الجنوب !.
adam abakar [adamo56@hotmail.com]