الاضرابات والاعتصامات تحاصر الحكومة الجديدة .. علاءالدين محمود-الخرطوم
3 June, 2010
قبل ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة وقبل ان يجف المداد الذي كتب به اعلان فوز المرشحين الجدد للرئاسة والولايات وجدت الحكومة الجديدة "المنتخبة" نفسها امام سيل من الاضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية من قبل عدد من الفئات المهنية والطلابية تمت مواجهتها من قبل السلطة "الشرعية" الجديدة بعنف شديد فعلى مستوى الاضراب الذي نظمته لجنة اطباء السودان اصيب عدد من الاطباء، في اشتباكات مع الشرطة، وصفت حالات (4) منهم بـ»الخطرة»، احتجاجا علي اعتقال (2) من زملائهم، والتي ارتفعت الى ثلاث حالات بعد اعتقال د. احمد الابوابي رئيس اللجنة ليعلن بعدها الاطباء الدخول في اضراب شامل ومفتوح عن العمل، وسحب الاطباء حتى من اقسام الطوارئ والذي ظل خارج نطاق الاضراب، وبالمقابل اكدت وزارة الصحة، علي انها مسؤولة اخلاقيا تجاه كل منسوبيها في الحقل الصحي، وضمان سلامتهم وحمايتهم، بجانب مسؤوليتها تجاه حقوق المرضي وتقديم افضل الخدمات لهم وقبل ان تمضي ساعات على هذا التأكيد فرضت الشرطة طوقا امنيا على
ميز الاطباء الذي كان مسرحاً لعقد الجمعية العمومية للجنة اضراب الاطباء،وتركز الاجتماع حول اعتقال رئيس لجنة اضراب الاطباء، الدكتور احمد الابوابي، وعضو اللجنة الهادي بخيت امس الاول، ورهن الاطباء رفع الاضراب بإطلاق سراح الاطباء المعتقلين، وسيروا تظاهرة سلمية صامتة داخل مستشفي الخرطوم ،ومن ثم الى مجلس التخصصات الطبية،حيث اشتبك المتظاهرون مع الشرطة، الامر الذي نتج عنه اصابة العديد من الاطباء
واعتبر وكيل وزارة الصحة، الدكتور كمال عبد القادر، في مؤتمر صحفي امس الاول، ان اية دعوة للتوقف عن العمل رغم الاستجابة التي تمت لمطالب الاطباء، وتحت اية تبريرات «سوف تضر بقضية العاملين في الحقل الصحي اولا وحقوق المرضي ثانيا»، مؤكدا التزام الوزارة بالمضي في تنفيذ كافة تعهداتها مع لجنة الاطباء، واكد ان قرار الرئيس عمر البشير الذي صدر قبل ايام يعتبر الفصل الاخير في القضايا المطلبية واستحقاقات الاطباء، واضاف ان وزارته قامت بتنفيذ القرار فور صدوره، وقال انها شرعت في تنفيذه في اقل من «نصف ساعة بعد صدوره»، مشيرا الي ان القرار جاء مكملاً للمنح والزيادات التي التزمت بها الوزارة واعتبرت السلطات ان اضراب الاطباء يجيء بلا مبرر ولايراعي الحالة الصحية بالبلاد وقال كمال عبد القادر، ان الحالة الصحية بالبلاد اليوم لاتسمح بأن ينسحب اي شخص عن تقديم الخدمة للمرضي، ملوحاً باتخاذ اجراءات قانونية تجاه الاطباء المتوقفين عن العمل، وكشف عن تشكيل لجنة لسد النقص في المستشفيات
الى ذلك، طالبت الحركة الشعبية بإطلاق سراح الاطباء المعتقلين وادانت الاعتداءات التي تعرض لها الاطباء،وقال ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية في تصريحات صحفية ان اعتقال الاطباء وما تعرضوا له من معاملة امر مرفوض ومستهجن ويمثل مواصلة للاعتداءات على الحقوق والحريات وانتهاك الدستور، وأكد ان الحوار هو المخرج الوحيد لحل أزمة الأطباء وضمان الاستقرار. بينما لاذت وزيرة الصحة تابيتا بطرس وزيرة الصحة والقيادية بالحركة الشعبية بالصمت
بينما وجد اضراب الاطباء تضامنا من قبل طلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم الذين سيروا موكبا اعترضته الشرطة قبل الوصول لمستشفى الخرطوم وقامت باعتقال عدد من الطلاب
وقبل ان تنطلق شرارة المواجهة مع السلطات من قبل الاطباء الذين كانوا يتهيئون لعقد جمعيتهم العمومية كان الصحافيون يقفون امام نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة في ما اسموه وقفة احتجاجية ضد اعتقال عدد من زملاءهم المحتجزين بنيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة وجلهم من صحافيي صحيفة رأي الشعب ومنهم ابوذر الامين ورمضان محجوب واشرف دوشكا قبل ان يتم امس تحويلهم للمحاكمة ، وهي الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها شبكة الصحفيين السودانيين والتي خاطبت وسائل الاعلام المحلية والعالمية مطالبة باطلاق سراح ابوذر ورفاقه من الصحفيين وفي المناسبة تحدثت وصال المهدي زوجة د. حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي والتي طالبت باطلاق سراح المعتقلين من الصحفيين مشككة في شرعية السلطة الجديدة وخاطبت شبكة الصحفيين السودانيين الوقفة الاحتجاجية وقالت الشبكة في بيان لها اثناء الوقفة الاعتصامية امام مباني نيابة الجرائم المواجهة ضد الدولة ان الصحفي ابي ذر علي الامين ، نائب رئيس تحرير صحيفة رأي الشعب الموقوفة ، قد تعرض لأبشع انواع التعذيب ، والضرب المبرح ، والصعق بالكهرباء.
وأضاف بيان الشبكة ان الصحفيين الطاهر ابو جوهرة ، واشرف عبد العزيز ، ورمضان محجوب سكرتير صحيفة راي الشعب قد تعرضوا لذات المعاملة القاسية
وادانت شبكة الصحفيين السودانيين تلك المعاملة التي يجدها الصحفيون المعتقولن مطالبة بفتح تحقيق شفاف وعلنى في وقائع تعذيب نائب رئيس صحيفة رأي الشعب أبو ذر الامين ، وبقية الصحفيين المعتقلين.
واكدت شبكة الصحفيين السودانيين انها ستعمل بما تملك من وسائل مدنية وسلمية للرد علي مثل هذه الممارسات وفضحها وكشفها للرأي العام العالمي والمحلي ، والالتفاف في جسم صحفي متماسك ومتين للدفاع عن الحريات الصحفية والحريات العامة. وطالبت الشبكة في بيانها الجهات المعنية بتوفير وسائل رعاية صحية ملائمة لاباذر ورفاقه وعرضهم علي طبيب لمعاينة حالتهم الصحية ورعايتهم طبياً. كما ناشدت شبكة الصحفيين السودانيين كافة الصحفيين في كافة المواقع للعمل من اجل وحدة الصف الصحفي ومجابهة ما اسمته بالمعوقات التي تعترض مسار حرية الصحافة وحق التعبير في السودان
وجددت الشبكة مطالبتها بفك الحظر عن صحيفة رأي الشعب باعتباره مخالف للدستور وقانون الصحافة وقانون الامن نفسه باعتبار ان المادة ( 25\د) التي استند عليها قرار جهاز الامن تنص علي (حجز الاموال وفقاً للقانون) وهذا يعني إعمال الاجراءات القانونية وإصدار قرار من القضاء بالحجز علي الصحيفة ووجددت قضية الصحفيين المعتقلين من قبل السلطات تضامنا دوليا من قبل المنظمات الحقوقية العالمية بينما يشكك اتحاد الصحفيين السودانيين الذي يترأسه د. محي الدين تيتاوي في روايات تعرض الصحفيين المذكورين للتعذيب على الرغم من نشر صور في مواقع الكترونية عدة تثبت عملية التعذيب التي تعرض لها ابوذر الامين وقال تيتاوي في تصريحات صحفية ان شبكة الصحفيين السودانيين جسم بلا صفة غير ان عدد كبير من الصحفيين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها الشبكة واعلنت الشبكة عن استقطاع مبالغ من مرتبات منسوبيها تدفع لاسر الصحفيين المعتقلين بينما اعلنت صحيفة اجراس الحرية اقتسام مرتبات صحفييها مع صحفيي صحيفة راي الشعب المتوقفة عن الصدور ومت المتوقع ان تصعد شبكة الصحفيين السودانيين من خطوات مواجهتها للسلطة خاصة مع عودة الرقابة على الصحف مجددا
وعلى صعيد الحركة الطلابية دخل المئات من طلاب جامعة الخرطوم في إضراب عن الطعام إحتجاجاً على مقتل ثلاثة من زملائهم بجامعة الدلنج بولاية جنوب كردفان جراء أحداث العنف التي نشبت هنالك الاسبوع الماضي ،وطالب الطلاب بضرورة تقديم الجناة إلى محاكمة عادلة باسرع مايمكن .وكشف المتحدث باسم لجنة الاضراب محمد عماد لصحيفة (الحقيقة) أمس الاول أن المئات من طلاب جامعة الخرطوم بمختلف مجمعاتها تجمعوا صباح أمس في كلية الزراعة بمجمع شمبات ودخلوا في إضراب شامل عن الطعام والدراسة لمدة يوم كامل ،مشيراً إلى إمكانية تمديد الاضراب لايام قادمة إلى أن يتم كشف ملابسات الحادث بشفافية، وأدان عماد موقف إتحاد طلاب جامعة الخرطوم من الاعتصام ووصفه بالمتخاذل تجاه قضايا الطلاب ،مشيرا إلى أنه لم يعد يمثلهم لكونه لايعبر عن قضاياهم .وشوهدت مجموعة من الطلاب وهم يحملون لافتات إحتجاجية مثل (مقتل طالب مقتل أمة) وغيرها من الشعارات التي تندد بانتهاك حقوق الطلاب والتنكيل بهم ،وحمل المعتصمون الصندوق القومي لرعاية الطلاب المسؤولية في مايحدث مطالبين باستقالة أمينه العام وحله وأيلولة أمر سكن الطلاب لادارات الجامعات ، الجدير بالذكر ان جامعة الدلنج كانت قد شهدت اعمال عنف راح ضحيتها خمس من الطالبات ويتهم الطلاب الاجهزة الامنية في التورط في عملية الاغتيالات.
اضرابات، اعتصامات، احتجاجات تواجه الحكومة الجديدة التي يتزعمها المؤتمر الوطني ويرى عدد من المراقبين ان من المتوقع ان ترتفع حالات الاضراب لتشمل العديد من القطاعات المهنية.
Alaa Addin mahmued [alaaddinadwa@hotmail.com]