عندما يؤول الحاكم الي شئ محتقر!!!! …
8 June, 2010
غزة هذا الجرح العميق في قلب الأمة يحتاج الي مرافعة بديلة وضمير أشجع وأقوي وأثبت من حكام العرب. غزة هذه البلدة التي تنزف دما ويموت أطفالها بسبب الحصار الذي يفرضه الحكام العرب قبل إسرائيل تحتاج الي مراجعة ضمير الأمة العربية الغائب عن الوعي. إسرائيل وحدها لا تحاصر غزة بل معها الحكام العرب الذين سجلوا أجبن المواقف وأخزلها. نعم نحن أمة عربية محتقرة بسبب انتفاخ بطون حكامنا الأغبياء وانحناءة مواقفهم الهزيلة الجبانة. مواقف تنتكس حين يجب الصمود،وتنحني حين يجب الشموخ. لقد سجل الآخرون من غير العرب مواقف مضيئة في جبين التاريخ حين انطفأت مواقف الحكام العرب. هاهو رجب طيب أردوغان يصول كالأسد المجروح كبريائه من أجل أطفال غزة ، وأضاف بعدا إسلاميا للقضية حتى لا تكون القضية حكرا للعرب. وحكامنا العرب فقط يدينون ويشجبون ويستنكرون كعهدنا بهم ولا يستحيون. لن أتحدث لكم كثيرا فقط أريد أن أنقل لكم مواقف غير العرب في قضية غزة المحاصرة. هاهو أردوغان يخاطب البرلمان التركي ويقول: (تركيا ليست كأي دولة في المنطقة وتركيا ليست قبيلة.) في الحقيقة الصهاينة لم يحسبوها بدقة تركيا أردوغان وعبدالله غل، وداؤود أوغلو ليست كواحدة من القبائل العربية.لم يقتصر موقفه علي الكلام فقط بل صحب هذا الكلام قرارات حقيقية لا يستطيع أرجل حاكم عربي اتخاذ قرارات مثلها، وهذه القرارات هي سحب السفير التركي لدي إسرائيل وإلغاء مناورات عسكرية مشتركة ومطالبة بتحقيق في الحادث ومعاقبة المتسببين فيه. ونددت وزارة الخارجية التركية بشدة بما قامت به إسرائيل في المياه الدولية ضد سفن تحمل على متنها مدنيين وقالت:( إن هذه العمليات ربما سيكون لها عواقب وخيمة.) وجاء في بيان أصدرته الخارجية (أن الوزارة استدعت السفير الإسرائيلي وطلبت منه إيضاحات عاجلة لما حدث). وقال البيان: (مرة أخرى تعبر إسرائيل بوضوح عن استهانتها بأرواح البشر وبالمبادرات السلمية وذلك باستهداف المدنيين العزل. ندين بشدة تصرف إسرائيل اللا إنساني.).
قطع رئيس هيئة أركان الجيوش الجنرال ايلكر باسبوغ زيارته لمصر اثر الهجوم وبسبب الاعتداء على قاعدة بحرية تركية أيضا. ووصف باسبوغ في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي غابي اشكينازي الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية بأنه عمل (خطير وغير مقبول).
هنالك موقف دولة أخري مشرف جدا، طبعا غير عربية وهي إيران فقد قال وصرح رئيسها أحمدي نجادي للإذاعة الإيرانية( إن الأعمال اللا إنسانية التي يقوم بها النظام الصهيوني بحق الفلسطينيين، ومنعه المساعدات الإنسانية عن سكان قطاع غزة، لا تعبر عن قوة هذا النظام بل عن ضعفه. إن هذه الأعمال تشير إلى قرب نهاية هذا النظام الزائف).
تتعدد المواقف وتكسب غزة مواقف دول أجنبية أخري غير إسلامية وغير عربية. وهاهو وزير الخارجية الفرنسي( بيرنار كوشنير) يصدر بيانا مسؤولا وحازم ضد موقف إسرائيل يقول فيه(لقد صدمتني العواقب المأساوية للعملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد قافلة السلام لغزة. لا يوجد ما يبرر هذا العنف الذي ندينه، وندعو إلي إجراء تحقيق شامل دون إبطاء.).الوزير الفرنسي أملي له ضميره هذا الموقف واتخذ موقفا لصلح إطعام أطفال غزة المحاصرين من قبل بعض الحكام العرب وإسرائيل. غريب أمر هؤلاء الحكام العرب حتى مواقفهم هزيلة مقارنة مع مواقف الدول التي صوروها لنا كأعداء. وهاهو موقف وزير الخارجية البريطاني وليم هيج أمتن وأقوي من أي حاكم عربي. هذا الموقف يقول فيه الوزير البريطاني( الحادث الأخير يؤكد الحاجة إلى رفع القيود الإسرائيلية على قطاع غزة بموجب قرار مجلس الأمن 1860. إن حصار غزة غير مقبول ويؤدي إلى نتائج عكسية... أناشد الحكومة الإسرائيلية فتح المعابر والسماح للمعونات بوصول غزة دون عائق، كما واناشدها التجاوب مع المخاوف الجدية من تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية واثر ذلك على الأجيال الفلسطينية الشابة.). ليست بريطانيا وحدها ولكن حتى ضمير اليونان تحرك لإنقاذ بسمة طفل غزاوي وأعلنت الحكومة اليونانية لاحقا بأنها قررت تجميد مناورات جوية مشتركة مع القوة الجوية الإسرائيلية، كما ألغت زيارة كان مقررا أن يقوم بها لأثينا يوم غد الثلاثاء قائد القوة الجوية الإسرائيلية.
هكذا المواقف غير العربية تتري لصالح قضية أطفال غزة فمتي يغضب حكامنا العرب. وهناك أيضا موقف قوي وواضح من الاتحاد الأوروبي تقول فيه الناطقة باسم العلاقات الخارجية كاثرين أشتون(نطالب بإجراء تحقيق شامل في كل الظروف المحيطة بالحادث الأخير، كما تدعو إلي فتح فوري ودائم وغير مشروط للحدود مع قطاع غزة أمام انسياب المواد الإغاثة وحركة الأشخاص من والى القطاع.). اخوتي مهلا قليلا فالمواقف غير العربية تستحق منا المتابعة والتقييم الجاد. في الحقيقة أنا أثمن وأقدر هذه المواقف وأشعر بوخز ضمير هؤلاء الذين استحيوا من الصمت وأعلنوا موقفهم بكل وضوح فمنا لهم كل التقدير والاحترام. نعود مرة أخري لموقف دولة غير عربية وغير إسلامية كنموذج لضمير إنساني يرفض قتل أخيه الإنسان حصارا وجوعا. هاهو موقف أسكتلاند الذي عبرت عنه النائبة عن الحزب الوطني الاسكتلندي في البرلمان الاسكتلندي ساندرا وايت بقراءة رسالة نيابة عن رئيس الحكومة الإقليمية في اسكتلندا ورئيسها اليكس سالموند. قالت فيها: (إن الحكومة الاسكتلندية تدين أفعال السلطات الإسرائيلية التي أدت إلى هذه الخسائر التراجيدية في الأرواح على متن السفينة مافي مرمرة). وأضافت: (لقد أضفنا صوت اسكتلندا إلي أصوات المجتمع الدولي الأوسع في ادانتها، وندعو إلى الرفع الفوري للحصار الإسرائيلي عن غزة). هذه أسكتلاند فماذا عن حكامنا القرشيين.
ليست الحكومات غير العربية وحدها ولكن هنالك مواقف مشرفة وشجاعة من منظمات مجتمع مدني تقوده جريتا برلين، الناطقة باسم حركة "الحرية لغزة" التي نظمت القافلة. قالت جريتا برلين: "كان أمرا مقززا فعلا أن يهاجموا مدنيين بهذه الطريقة.) وأيضا قالت جريتا برلين المتحدثة باسم "حركة غزة الحرة( نحن مصرون على متابعة طريقنا، ولن توقفنا التهديدات). الذي دعم كل هذه المواقف بقوة هو رئيس الوزراء التركي رجب أوردغان الذي أطلق علي هذه التحركات اسم (كسر الحصار على غزة). فله منا كل التحية والاحترام والتقدير. قد لا تكفي الأوراق والمداد لكتابة مواقف الدول غير العربية لصالح أطفال غزة المحاصرين من قبل الحكام العرب ونكتفي نحن بتسجيل هذه المواقف حتى لا يضحك علينا حكامنا العرب.
Taha Bamkar [tahabamkar@yahoo.com]