تلفون: مازال الجدل قائما … بقلم: علاءالدين محمود- الخرطوم
11 June, 2010
يبدو ان قضية الاستاذ تلفون كوكو ابوجلحة القيادي بالحركة الشعبية والمعتقل في سجونها ، يبدو ان قضيته في اتجاهها للتصعيد وهو التصعيد الذي من المتوقع ان يأخذ بعدا جهويا بعد ان هدَّدت القيادات السياسية وقطاعات مجتمع جنوب كردفان الاسبوع الماضي بتنظيم مظاهرات واحتجاجات وتسليم مذكرات للأحزاب السياسية للضغط على الحركة الشعبية، لإطلاق سراح المبعوث الخاص لسلفاكير لجبال النوبة القائد تلفون كوكو أبو جلحة المعتقل بجوبا منذ 22 أبريل الماضي وكانت مجموعة من الجماعات بجبال النوبة قد انخرطت في نشاط سياسي واجتماعي يطالب باطلاق سراح الرجل الذي يعتبر واحدا من القيادات الهامة بجبال النوبة وحذّر رئيس حزب العدالة الأصل أحد القيادات السياسية بالولاية «مكي علي بلايل» الحركة الشعبية من انفجار براكين الغضب حال عدم إطلاقها سراح أبو جلحة. وقال في مؤتمر صحفي لتجمُّع القيادات السياسية والأهلية والشباب والطلاب والمرأة بجنوب دارفور انعقد قبل ايام بالخرطوم إن اتصالاتهم مع الحركة لم تفلح في إنهاء اعتقال تلفون كوكو، واتّهم الحركة باستدراج تلفون للجنوب لاعتقاله وقطع تواصله مع قيادات الولاية، ودمغ الحركة بغير الوحدوية، وقال إنها استخدمت أبناء جبال النوبة في عملياتها العسكرية لتحقيق أهداف الجنوب في الانفصال، وأضاف أنها تحتفظ بهم كوقود لإشعال حروبها مع الشمال، وقال إن الدور التنويري الذي كان يؤديه أبو جلحة في الولاية يتعارض مع استراتيجية شريكي نيفاشا بجنوب كردفان، وأردف أن قيادات داخل الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني تستفيد من اعتقال تلفون وفي ذات الصعيد طالبت اللجنة السودانية للدفاع عن تلفون ابوجلحة في بيان تلقت "الحقيقة" نسخة منه طالبت حكومة الجنوب بالافراج الفوري غير المشروط لابي جلحة محزرة في ذات الوقت من اغتياله على طريقة ـ بحسب البيان ـ يوسف كوة مكي وقال البيان ان هناك الكثير من ابناء الجبال تمت تصفيتهم منهم محمد جمعة نايل وعوض الكريم كوكو تيه واربعين من الضباط والرتب العسكرية كما طالب البيان التنوير بقانون المشورة الشعبية متهما عبدالباسط سبدرات وزير العدل بافراغه من مضمونه ومن محتوياته الاساسية وطالب البيان باعادة عرض القانون على البرلمان مجددا في حالته الاصلية او مقاومة تنفيذه بصورة الحالية في حال ما اسماه البيان بتعنت المؤتمر الوطني واتخاذ تدابير اكثر فعالية ، غير ان الحركة الشعبية من جانبها تنفي بشكل تام ان يكون تلفون كوكو قيد الحبس أو الاعتقال وذكر قيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان ل"الحقيقة" ان من يروجون ذلك انما يحملون اجندة ضد الحركة الشعبية وفي هذا الاتجاه قال ادوارد لينو عضو المكتب السياسي بالحركة الشعبية ان اللواء تلفون كوكو ليس معتقلا كما يروج البعض وقال لينو في حديث مع "الحقيقة" ان كوكو ضابطا بالجيش الشعبي ووجوده في جوبا امر طبيعي حيث موقع قيادته العسكرية التي رأت ان ليس لديه عمل في الخرطوم وصدرت تعليمات عسكرية بعدم سفره مؤكدا ان كوكو موجود في جوبا بالتعليمات العسكرية وليس معتقل واتهم لينو الذين يقولون بأن كوكو معتقلا بسجون الحركة الشعبية بأنهم اصحاب اجندة، وهي ذات العبارات التي يكررها اكثر من قيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان حيث يتم ذكر ان ماجرى للقائد تلفون كوكو امرا يخص قيادة الجيش الشعبي دون ان يتم فك التناقض بين عبارتي "تلفون موجود في جوبا بالتعليمات العسكرية" وعبارة " وليس معتقلا" وبعيدا عن تقديرات الحركة الشعبية فإن إختفاء تلفون كوكو يثير اكثر من سؤال ويجد استنكارا من جهات عدة وفي السياق اعتبر ممثل أبناء النوبة بالباقير العمدة سومي إلياس اعتقال تلفون بأنه استفزاز لأبناء الجبال وفي السياق ذاته طالب محامو دارفور بإخضاع القائد تلفون للمحاكمة وفقاً للقانون والدستور. وقال الأمين العام لهيئة محامي دارفور الصادق علي حسين في تصريحات صحفية إن استمرار اعتقال كوكو يتعارض مع الحقوق الأساسية التي كفلها الدستور للمواطنين وأنه انتهاك سافر للحقوق، ودعا إلى تكوين لجنة فنية لوضع تصورات برامجية لإعلاء الصوت لإطلاق سراح أبو جلحة وناشد إلياس القائد سلفاكير الإسراع بإطلاق سراحه. ووجد اعتقال ابوجلحة تنديدا حتى من القوى السياسية المتحالفة مع الحركة الشعبية وفي هذا الاتجاه دعا الأمين العام لحزب الأمة الإصلاح والتجديد القيادي بالولاية عبد الجليل الباشا في تصريحات صحفية دعا الحركة الشعبية إلى احترام المبادئ الأساسية التي أعلنها تجمع قوى جوبا ومن ضمنها الحريات، وقال إن مبررات اعتقال أبو جلحة غير مقنعة واعتبر الاعتقال ردة عن المبادئ التي ظل يعمل بها التحالف مع الحركة في وقت بدأت فيه الولاية تدخل مرحلة المشورة الشعبية وترسيم الحدود وهي النقطة ـ المشورة الشعبية ـ التي تبدو جوهرية في اختفاء القائد كوكو ابوجلحة فالكثيرون يربطون بين اتفاقات الشريكين حول المشورة الشعبية بجنوب كردفان وبين اعتقال تلفون كوكو خاصة ان لتلفون موقف من هذه القضية لايتفق مع موقف قيادته في الحركة الشعبية ووفقا لترتيبات نيفاشا 2005م فانه تجب ممارسة عملية المشورة الشعبية علي صعيد ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان في يوليو 2011م ،أي بعد ستة اشهر تقريبا من إجراء الإستفتاء علي تقريرالمصير لسودانيى الشطر الجنوبي من البلاد في يناير 2011م .المطلوب من عملية المشورة هذه أن تقدم إجابة من مواطنى الولايتين عن مدي تحقيق اتفاقية نيفاشا 2005 لطموحاتهم ام لا. ويرى قيادي من ابناء جبال النوبة ان هذه العملية سوف تصبح بهذه الكيفية م مجرد تحصيل حاصل لانه فى حال ما إنتهت عملية الاستفتاء في الجنوب الى انفصال ، يكون السامر قد انفض والمرجعيات قد تاهت وتفرقت الالتزامات والمسؤوليات أيدي سبأ ويرى ذلك القيادي ان التعريف بالمشورة ومفهومها ومقاصدها يحتاج الي اتفاق عليها من جميع الاطراف ويحتاج ايضا الى تحاور شفاف فى الهواء الطلق وتحت الاضواء الكاشفة وليس ترتيبات (دكاكينية) فى الغرف المظلمة حسبما تفيد مجريات الاحداث من حين الى اخر، ويضرب د. صديق تاور كافي القيادي البعثي واحد الشخصيات البارزة بجبال النوبة مثلا بعملية توقيف اللواء تلفون كوكو ابوجلحه بجوبا قبل يوم واحد من سفره للخرطوم فى طريقه الى ولاية جنوب كردفان فى مهمه بوصفه المبعوث الخاص لرئيس حكومة الجنوب لهذه الولاية. ويقول كافي ان للواء تلفون رأى واضح وصريح بخصوص إخفاقات إتفاقية نيفاشا وبروتكولاتها الظالمة لمواطني جبال النوبة وعدم تلبية هذه البروتكولات لطموحات وتطلعات اهل الولاية من وجهة نظره التى تجد صدى واسع داخل مجتمع ولاية جنوب كردفان. لذلك لايمكن النظر الي عملية توقيفه بتلك الطريقة المفاجئه بمعزل عن الصفقات الثنائية بين الشريكين بخصوص عملية المشورة الشعبية فى جنوب كردفان بما يضمن لهما السيطرة على مخرجاتها(هناك وثائق متداولة على نطاق واسع تتضمن اتفاقا بين قيادتى الموتمر الوطنى والحركة الشعبية فى جنوب كردفان ينص على التنسيق الكامل بين الطرفين فى الانتخابات لضمان استمرار الشراكة فى المستقبل إضافة الى بنود اخرى اهمها الاتفاق على اسكات اى صوت ناقد للاتفاقية ويرى كافي ان الحركة الشعبية قد حزمت امتعتها (وتوهطت) مقعدها على الدرجة السياحية في القطار صوب الجنوب وتخلصت من امتعتها الشمالية في مزاد علني تاركة الجمل بما حمل لغريمها (المؤتمر الوطني) الذي يستعجل هو الاخر دفع الامور الي نهايتها عله يتخلص من هذه الشراكة (العكننه) وينفرد بما تبقي له من وطن يكفي الحزب الحاكم والمرتبطين به ,. ويضيف كافي ان قطاع الشمال في الحركة الشعبية لم يتبق له بما فيه قطاع جبال النوبة والنيل الازرق إلا عبارات الوداع والأمنيات بإقامة سعيدة فى حضن دولة المؤتمر الوطنى ويرى كافي ان برتكول جبال النوبة بالذات قد جاء محبطا ومخيبا لامال أهل الاقليم جميعهم إذ لم تكن الحصيلة بعد عشرين عاما من الموت المجانى والقتل الفوضوئ وخراب البناء المجتمعى ودمار البنية التحتية, لم تكن الحصيلة اكثر من صفر كبيرلا تستطيع الحركة الشعبية قطاع الجبال ان تواجه به المواطن خاصة وأن اداءها فى فترة الاربعة سنوات الماضية كان منفرا لقطاعات واسعة من مجتمع ولاية جنوب كردفان لذلك تستعيض الحركة عن عجزها هناك بالتعبئة القاعدية باتجاه تصعيد موضوع المشورة الشعبية الى مدياته القصوي بحيث تضعه فى مستوى تقرير المصير للاقليم واهله فى حين كان بمقدورمصممى الاتفاقية ان يسموا الاشياء باسمائها من اول وهلة .ويستشهد كافي بما دارفى ندوة بدار حزب الامة عندما نسب الى ياسر عرمان قوله أن المشورة الشعبية هى حق تقرير المصير لجبال النوبة ! ويبدو ان تداعيات تلك القضية في اتجاهها لصنع فراق بين ابناء الجبال والحركة الشعبية لتحرير السودان غير ان عدد من قيادات الحركة من ابناء الجبال وغيرها لديهم رأي اخر حول اعتقال تلفون كوكو وفي هذا الاتجاه قال د/ جاوين آدم كوة أستاذ العلوم السياسية بجامعة مولبورن بأستراليا وهو من أبناء جبال النوبة قال لـ(الحقيقة ) إن لجوء اللواء تلفون كوكو والاستنجاد بما اسماه منظومة الجلابة لحل مشاكل جبال النوبة يثير تساؤلات موضوعية كثيرة وقال متسائلا : “كيف يمكن لشخص ناضل من أجل تحرير السودان كما يقول ويدعي أن يحقق أهدافه تلك باللجوء إلى مصدر الأزمة نفسه لإنصافه ؟” واصفا ماذهب اليه ابوجلحة بالعمل الاستسلامي وشعور بالدونية ولا يشبه أخلاق من يحترم مئات الآلاف من الضحايا من النوبة الذين ماتوا بسلاح هذه المنظومة الجلابية. ويعود كوة ليتساءل مرة أخرى عن كيف يرتقي المناضل بالسقوط في مستنقع الذين طمسوا تاريخه وبخسوا ثقافته وحاربوا لغته
وأضاف أن قبيلة النوبة حرة وديمقراطية وأن اللواء تلفون كوكو ابوجلحة يقول بحتمية تبعية النوبة للشمال بحكم التاريخ والديانة؛؟ ويواصل كوة حديثه لـ”الحقيقة” ليقول إن اعتقال تلفون كوكو رغم أنه جاء متأخراً إلا أنه يؤيده لأنه يريد أن يعود بالنوبة الى العهود الغابرة
وكان الأمين العام للحركة الشعبية قد قال في تصريحات صحفية إن كوكو هو أحد قيادات الجيش الشعبي ولكنه انسلخ من الجيش الشعبي وسوف يخضعون تصريحاته للتقييم في مؤسسات الحركة الشعبية خاصة وأنه دأب منذ أكثر من عامين يكتب فى الصحف منتقداً الحركة الشعبية وقال باقان اموم إن الحركة الشعبية سوف تقوم بتنفيذ التزاماتها تجاه جبال النوبة. ومما ذهب إليه الأمين العام للحركة الشعبية يتأكد أن اعتقال كوكو ابوجلحة تم بسبب كتاباته في الصحف السيارة وتصريحاته المنتقدة للحركة الشعبية لتحرير السودان،غير ان الاهم في نظر الكثيرين هو الربط بين قضية تلفون كوكو والمشورة الشعبية.
Alaa Addin mahmued [alaaddinadwa@hotmail.com]