بكا وطرائف …. بقلم: د. عزت ميرغني طه

 


 

 

izattaha@yahoo.com

 

طبعا دي زي حلومر و أصلو رمضان قرب و بعد شوية ريحته حتملى الطرقات و لمن لا يعرف فشغل الحلو مر شغل متعب و متعدد الخطوات و في النهاية بيطلع مستحضر ينقع في الماء و يديك شراب متعدد النكهات أيضا اذ تختلف طريقة تحضيره من حتة لأخري لكن الجميع يتفق في المكونات… ما علينا فالرمية الطويلة دي حتمتها وجود عنوان للمقال يجمع ما بين الضدان في مكان واحد فقد تستغرب كيف يجتمع ضدان و قد درست أن القطب السالب و الموجب براهو و كل يجذب عليه نوعا من الذرات و كان لحقو اختلطوا فتأكد أنك سوف تحتاج الى مطافئ لتخمد ما يخلفه جمعهم من نيران… و قد يجتمع الضدان أيضا في السياسة عندما تكون المصالح مشتركة و المستهدف الشعب السوداني كاتفاق الحركة و المؤتمر و الا الشيوعي و الشعبي و هكذا و لكن دائما ما تخلف تلك التحالفات تشوهات لأنها مبنية على المصلحة الذاتية المجردة و ليس لمصلحتي و مصلحتك… و لكن الضدان هنا قد يجتمعان عندنا نحن البني آدمين كمثال عند زوي الاسلاك الضاربة و في البكيات

 

فقد عصرت برشا في الأيام الفائتة و طبعن (برشا) دي خلوها زمان اذ حل محله الموكيت و قطع الصيوان التي لا تحتاج الى عصر فحسبك أن تحفها بالكراسي و الترابيز التي يجلس بها الناس و يتجاذبون اطراف الحديث و القفشات… فأنظر ماذا كانت الحصيلة..

 

طبعا يجد الكلام عن النسا و الرجال و العرس اذنا صاغية دائما و دائما ما تكبر الحلقة حول الذين يتحدثون عن تلك المواضيع و ما يدور حولها من قفشات و طرائف فقد حكى أحدهم أن هناك امرأة قرب يفوتها قطار الزواج و ما فضل ليها الا شعرة و قام أبوها حاول يصرف حاج أحمد المزواج الذي طلبها… فكان الحوار

 

-          انت يا بوي حاج أحمد مالك داير تصرفو

 -          يا بتي حاج أحمد دا راجل مزواج و جنو عرس و هو ذاتو كبير في السن

-          نان أنا سغيرة (لاحظ لأول مرة تعترف امرأة بعمرها و الا تشير اليه)

-          بعدين حاج أحمد دا ضهرو محني

-          يعنى أنا دايره اسطر بو (اي أسطر به)

 

و لم يخيب أبوها أملها و زفها الى حاج أحمد و قالوا بآخر نفس جابو ليهم ولد… زغردت الأم و هي تلده…. لكن لم اضحك و أنا في البكا مثلما ضحكت في الراجل دا

 

فاستمر يحكي بأن في البلد دائما عرف يقضي بخلف الأخت الكبيرة ثم الصغيرة فالصغيرة كبديل للأخت المتوفاه و الجميع يعرف ذلك و لا يستطيعون منه فكاكا الا صاحبنا دا… فيبدو و انه قد عرف انه لا محالة مدبس مع الكبيرة بعد أن فاضت روح زوجته في حادث و دفنوها و جا للأم و التي يبدو أن شخصيتها كانت قوية… و جعل يبكي و يجعر و يتنخج فقامت بتهدأته… فشرب ليهو موية

 

و قال: طبعا يا حاجة و انت عارفة الوصية في الذمة… و جعل يبكي مجددا فطيبت خاترة و استمر و هو يقطع …. المرحومة وكت عرفت أنها….. استغفر الله …هي هيهي هئ هئ قالت لي ولادي ديل ما تقعد معاهم الا (فلانة)… و طبعا صاحبنا عزلا عزل

 

فما كان من الحاجة الا و قد أخبرت راجلا بما تم

و لما اعترض… حذرته

(الوصية في الذمة..!!)

 

و نجا صاحبنا الا و بعد شهر من زواجه منها و بعد لاكو سيرتو في مجالسهم… لم يكن فيهم ما كان مصدقا..

قال الوصية في الذمة قال… الكضاب دا… هي لحقت اتشهدت..!!

حكيت هذا الموضوع لزميلة فذكرت طرفة خالها الذي كانت ترافقهم شقيقة زوجته الصغيره فائقة الجمال وذات الشخصيه الطيبه والمرحه و ما انقطعت منهم طيلة فترة زواجه من اختها وهي لا تبارحهم في كل مناسباتهم حتى مشي السوق فبعد سنوات ليست بالقليله تقدم احدهم وتزوج بالشقيقه الهيفاء، فأذا بخالها العزيز و قد حزن حزنا شديدا وجلس بجوار زوجته ولما سألته

-           سجمي يا ابو محمد مالك زعلان

-           قاليها زعلان على عوضي الراح مني.

 

فصارت العوض تطلق على أخت الزوجة من ذلك الحين...

 

و يبدو أن تلك الطرائف قد تمتد الى (سايد تو) اي محل بيت النسوان و أشهرها فيما يبدو قصة المرا النهرت بتها التي كانت تبكي زوجها تارة و تغمر تارة

(بطّلي البكا و النياصة دي و شوفي الجاتك منو..؟؟)

 

آراء