الباز بين الوحدة والانفصال … بقلم: الطيب مصطفى
13 June, 2010
زفرات حرى
دعونا نفترض ان امريكا في عهد اوباما غيرت من سياستها القديمة الداعمة لوحدة السودان على اسس جديدة او باقامة مشروع السودان الجديد الذي يستهدف اقصاء الشريعة واعادة هيكلة السودان بما يغير من هويته الحضارية وهو مايلحظه القارئ من خلال تصريحات جيندي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الاقريقية السابقة في عهد بوش والتي قالت ان هناك انقساما داخل إدارة اوباما بشأن التعاطي مع الملف السوداني حيث استشهدت بموافق المبعوث الامريكي الحالي اسكوت غرايشون وخلافاته مع صقور الادارة الامريكية ممن يعبرون عن سياسة بوش والتي قالت ان هناك انقساماً داخل ادارة اوباما ممن يتبنون سياسة العصا والجزرة تجاه السودان ..وكذلك دعونا نفترض ان اسرائيل لا تزال تؤيد انفصال الجنوب فهل غيرت كل من امريكا في عهد اوباما واسرئيل من سياستهما تجاه السودان الشمال؟! ألم يقل غرايشون ان الادارة الامريكية ستضغط على الشمال وتنمي الجنوب ثم ألم تقدم اسرائيل مساعدتها لكل حركات التمرد في جنوب السودان منذ داياتها وحتى اليوم بغرض اضعاف الشمال ثم ألا تقدم مساعدتها لمتمردي دارفور بغرض اضعاف الشمال؟!
اذا كنا قد ان اسرائيل موجودة في جنوب السودان من خلال شركاتها واستثماراتها فهل تراها ستخفي من الجنوب اذا تقررت الوحدة ام انها ستعبر إلى الشمال من خلال الجنوب الذي سيظل جزاء من السودان بنفس الترتيب الحالي (دولة واحدة بنظامين) ؟! هل سيفضي الاستفتاء إلى جعل الجنوب محكوماً من قبل الحركة الشعبية او من قبل الجنوبيين بنفس منطق نيفاشا.
لا أدري لماذا تجاهل الباز وهو الذي كان ولا يزال بصف نفسه بأنه إسلامي لماذا تجاهل عبارة (وحدة على أسس جديدة) التي ظلت كل قيادات الجنوب بها وهو الذي يعلم انها تعني ان يرضى الشمال بالنظام العلماني مهراً للوحدة وهو ما ظل باقان وعرمان وألور وغيرهم يعبرون عنه أناء الليل وأطراف النهار؟!هل يرضى الباز بان تتحكم الأقلية وتفرض رؤيتها وهويتها على الأغلبية أم أنه كان ينبغي ان يحدث العكس؟! لماذا يصر هؤلاء على الوحدة العلمانية وهم الذين ارتضو في نيفاشا ان يحتكم الشمال لدينه وان يحتكم الجنوب لعمانيته.
هب يقدم الباز الوحدة على الدين وعلى الشريعة ؟! اذا لم يكن كذلك أما آن له أن يكتب كلاماً واضحاً يحسب له يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟!
ثم يعتبر الباز انشاء حزب منبر السلام العادل في يوم 18 أغسطس الذي شهد ميلاد التمرد عام 11955م يعتبره ذلك بمثابة دعوة للكراهية أنها والله عين السخط التي لا تبدي غير المساوئ .يقول الباز ذلك وبنسى ان الحركة الشعبية احيت ذكرى تمرد توريت واعتبرت ذلك اليوم البشع في تاريخ السودان يوما تاريخياً قررت ان تحيي ذكراه كل عام لتذكر الشمال بانها تحتفل بمقتل المئات من ابنائه وانها تعتبر أولئك المجرمين ابطالاً !!قل لي بربك هل كتبت يالباز في يوم من الايام مستنكراً ذلك السلوك الهمجي الذي ينقض اتفاقية السلام التي نصت على تضميد الجراح خلال الفترة الانتقالية.
الفريق سلفا يخاطب المصلين في كنيسة القيسة تريزا ويقول (أذا ارتم ان تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة فصوتوا للوحدة) ثم يقول في يوم تنصيبه الاخير (فات الأوان للوحدة).
باقان اموم عدو الشمال والشماليين ونذير الاثنين الاسود يقول لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية (قطار الوحدة ولى) اتيم قرنق... دينق ألور كل هؤلاء يتحدثون عن نهاية الوحدة لكن يبقى المنبر وحده هو التهم ويبقى بعض أفراد قطيع الوحدة الجاذبة اسرى لوحدة الأباء والأجداد ببالرغم من أن آباءنا واجدادنا لم يقرروا شكل السودان الحالي وانما قرره مستعمر لئيم وصلنا بشعب لا يكن لنا غير الكراهية وقطعنا من مصر بالرغم من التقارب بين الشعبين.
اريد ان اختم ردي على الباز حتى اتفرغ ليعض القضايا الأخرى التي استجدت في الساحة السياسية واقول ان استشهاد الباز ببعض مقولات د.التجاني عبد القادر ود.عبد الوهاب الافندي تذكرني بمثل يقول القراعاء تتباهي بشعر اختها وبالرغم من ان الباز ليس كذلك إلا أن اعتبار اقوال الاكاديمين البارزين حجة دامغة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها فيه كثير من الشطط فالمنبر يضم من لا يقلون علماً وصدقاً من الرجلين وقد رددت على التجاني وليتك اطلعت على ردي بعقل مفتوح وليس مبرمجاً حتى تحكم نفسك.
اختم بأن اقول ان الوحدة ليست مقدسة وإنما المقدس والثابت هو دين الله واقول اننا مجتهدون نؤجر حتى لو أخطأنا ولا نقول إلا ما قال الشافعي "أن قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب" وليت الباز وغيره ينظرون إلى الأمام ويفكرون في السودان الشمالي بعد الانفصال.
لم يكسب الباز في رده على الأخ البشرى فقد كان استخدامه لعبارات (الحمار)و(الكلب) و(السامري) في وصف البشري انحداراً قبيحاً أضر به إضراراً كبيراً.