أزمة مثقف تعنى أزمة وطن … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

وحتى يكون تعريفى واضحا ومحددا، (فالمثقفاتيه) جنس آخر غير المثقفين .. فهؤلاء يعرفون دورهم جيدا ويميزون الخبيث من الطيب ولا تأخذهم مطامعهم الشخصيه والذاتيه لأتجاه لا يصب آخر المطاف فى صالح الوطن مهما كلفهم الأمر.

اما أؤلئك (المثقفاتيه) فلم لم يكتفوا بموالاة المستعمر ونيل رضاءه وحينما خرج تركهم فى مواقعه فقاموا بدوره تماما ولم يقصروا، وظلوا يواصلون ذلك الدور مساندة ودعما للطغاة والأنظمه الشموليه الباطشه بمبررات سخيفه، ولولاهم لأحتار الطغاة ولأصاب روؤسهم الدوار ولأعترفوا بعجزهم وفشلهم، فهم أعنى (المثقفاتيه) من يظبطون لهم الخطب الحماسيه والرنانه وهم من يترجمون لهم الأراء والأفكار وفى ذات الوقت يجبنون ويعجزون عن تقديم النصح لهم حينما يشططون ويتخذون قرارات لا تفيد الوطن بل تؤدى الى دماره.

لقد أستمرأ هؤلاء (المثقفاتيه)، دائما وأبدا لعب الدور السالب فى مسيرة حركة الوطن ووأد احلامه وتثبيط همم المواطنين منذ عهود الأستعمار وتواصل ذلك الدور مرورا بالفترة التى عقبت خروج المستعمر فوضعوا اياديهم وجندوا اقلامهم لصالح الطائفيه ولم يكتفوا بذلك بل ساندوا ودعموا وثبتوا الأنظمه الشموليه الديكتاتوريه وحولوا المغامرين وقادة الأنقلابات العسكريه الى الهة تعبد وملهمين ينزل الوحى مطابقا لأقوالهم ومؤيدا لتصرفاتهم، ولا زالوا يلعبون هذا الدور، وهم المنوط بهم ايقاد مشاعل الوعى والتنوير وتعريف البسطاء بحقوقهم وما ينفع بلدهم وما يجب أن يمكث فى الأرض.

 

هؤلاء المثقفاتيه صناع الأصنام الذين عجزوا عن قول الحق وعجزوا عن الصمت وهو اضعف الأيمان فباعوا ضمائرهم من أجل مكاسب شخصيه ضيقه حتى لو ظهر لهم عجز الصنم الذى يعبدونه من فعل أى شئ يصب فى مصلحة الوطن والمواطنين؟

 

أحدهم كتب واصفا الحكومه الحاليه المكونه من 77 وزيرا بأنها افضل وزارة شكلت منذ أن جاءت الأنقاذ ، ولا أدرى ماذا اعجبه فى هذا الوزاره التى لا علاقه لوزير خارجيتها أو وزير دولته بالعمل الخارجى أو الدبلوماسى فى زمن العلم والتخصص، ولا علاقة لوزير شبابها ورياضتها بالعمل الشبابى أو الرياضى وهو يحتاج لأكثر من عام  على الأقل حتى يتعرف على خبايا و اسرار هذا الوسط وكيف يدار.

ووزير داخليتها هو نفسه الوزير السابق الذى هرب من اكبر السجون التابعه لوزارته 4 محكومين بالأعدام اهدروا دم دبلوماسى أجنبى برئ يعيش فى بلادنا والى جانبه سائق يعول اسرته من خلال ما يحصل عليه من راتب مقابل تلك الخدمه الشريفه.

 و(مثقفاتى) آخر سبق أن  نقل لنا كلاما طيبا عنه عبر زملاء مهنته والمقربين منه لكننى أحبطت حينما استمعت اليه وهو يتحدث حديث العاجز عن مسببات الأزمه السودانيه الحاليه التى انتظر احرار السودان أن يعالجها تحول ديمقراطى حقيقى فجاءت الأنتخابات شائهه ومزوره ولا تعبرعن اشواق وامانى المواطن السودانى فى الداخل أو الخارج، وقد ظهر ذلك جليا من خلال أختيار قيادة المفوضيه على اساس شمولى واضح، وظهر ذلك فى لجنة سوار الذهب القوميه التى وأدت الديمقراطيه وحولت العمليه الأنتخابيه الى استفتاء، بدلا من التطرق الى هذه الجوانب قال ذلك (المثقفاتى) : "أن  رغبة الأنفصال نغمه ترددها المجموعه الأنفصاليه داخل الحركه الشعبيه واضاف لكن ربما انتصر صوت الوحدويون آخر المطاف" وكأن ذلك (المثقفاتى) يعيش خارج اطار التاريخ والزمن ولا يشعر بأن الأنفصال قادم لا محاله ولا يوجد اى احتمال آخر والمتسبب الاساسى فيه ومن يتحمل مسوؤليته بالكامل المؤتمر الوطنى دون اى جهة غيره لأنه لا زال يصر على دوله دينيه (مظهرا) فى بلد متعدد الأديان والثقافات.

أن حل مشكلة السودان جذريا وتحقيق وحدته اهم بند فيها  الأعتراف بدوله مدنيه ، دولة المواطنه التى لا تميز الناس بسبب الدين أو الثقافه ولا تجعل جزء هام من المواطنين درجة ثانيه أو ثالثه داخل وطنهم .. للأسف سوف يأتى يوم يتحقق فيه هذا الحلم لا يهم متى ذلك ، بعد عام أو خمسين عام فهو آت آت ، لكنه وللأسف حينما يأتى سوف يجد السودان دولتين أو ربما أكثر من ذلك.

 

(مثقفاتى) ثالث  تساءل متعجبا كيف ولماذا يحمل المؤتمر الوطنى مسوؤلية الأنفصال القادم لا محاله ، ولا أدرى من يتحمل تلك المسوؤليه غيره؟

 

وفى عدم  أمانه تحدث ذلك (المثقفاتى) عن باقان أموم الذى نحترمه ونقدر صدقه وشجاعته ووضوحه (ووحدويته) المشروطه بسودان جديد وهذا ما جعلنا نتفق معه، فمن هو السودانى الحر الشريف الذى لا يتمنى سودانا جديدا يساوى بين الناس جميعا دون أى اعتبار لدينهم أو قبيلتهم أو ثقافتهم؟

وماهو السبب الذى يجعل سودانيا يتميز على باقى السودانيين اذا كان لا يمتاز عليهم بالعلم والثقافه الأخلاق والوطنيه؟

فعلا ازمة المثقفين .. تعنى أزمة وطن.

 

آراء