للقائد الأممى أن يختار بين زعامة الجراح أو النجاح !؟ …. بقلم: آدم خاطر
3 July, 2010
لست هنا بصدد استعراض مسيرة العلاقات السودانية الليبية عبر عقود متطاولة منذ استقلال بلدينا وتعاقب العديد من القيادات على حكم السودان مقابل زعامة القذافى الحصرية التى امتدت منذ الفاتح من سبتمبر 1969 م ، وبعضنا مشفق وآخر يدعوا لها أن تستمر وتدوم لأجل مصلحة الشعب الليبى وهمومنا الافريقية وأمتنا العربية التى استبدلها العقيد لظروف محنة الحصار على ليبيا ، جراء ما أصابها من احباط وخذلان الاشقاؤ ، استبدلها بزعامة للوحدة الافريقية ومؤسسات أقامها بدولته بمفاهيم وأسس سعى اليها وبات من المؤسسين لها حتى نضجت وقوى عودها رغم التيارات الدولية وسلطان الهيمنة الذي يسعى لتقزيم الكيانات الاقليمية وتحجيم الدور الافريقى ومكانة القارة الغنية بكل الخيرات والرجال فى النهوض بمسئولياتها على نحو ما عليه مؤسسات الغرب من كتل وتحالفات وتجمعات تدعو للوحدة والتقوى لا الانعزال والتشرزم حتى يسهل ابتلاعها من واقع الفتن والنزاعات التى تثيرها الدول العظمى باتجاهنا !. وفى سياق العلاقات الأخوية التى ربطتنا بالجارة الشقيقة ليبيا هنالك مواقف وطرائف وجراح وعتاب وتوتر وشكوك وقطيعة ، كما كان هنالك من النجاحات والتعاون ما ظل بعضه قائما حتى الآن شمل العلاقات الثنائية والتكامل السودانى الليبى ، والقضايا الاقليمية والجوار وأمنه فى فضاء الساحل والصحراء ، وما أصاب بلادنا من نزاعات وتدخلات فى الجنوب والشرق والغرب والدور الذى اضطلعت به ليبيا فى كل !.ولكن تبقى العلاقة مع ليبيا مطلوبة فى تعافى وتفاهم يليق بالدولتين لأواصر القربى والتداخل والمصالح المشتركة التى تفرض التقارب وحماية الظهر ، ولمطلوبات الأمن القومى و الاقليمى واستراتيجية الدفاع المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة !. وتاريخ القيادة الليبية مختلف حوله فى التدخل و اثارة الصراعات ورعاية التمرد واحتضان الانظمة المعارضة وتمويلها وتسليحها لاعتبارات خاصة ، والبعض يذهب لربط هذا بسياسات ومواقف تتجاوز ليبيا ومصالحها الى تشابكات وتقاطعات تخدم الاستراتيجيات الغربية وأمريكا اذا ما أفرغنا هذه المواقف وأسقطناها على واقعنا العربى والافريقى ، ربما أصابت زعامة العقيد القذافى ودوه فى توطيد التعاون العربى الافريقى فى مقتل ، بل ورمته بنعوت وصفات تكاد تكون صادقة لكثافة التدخلات الليبية فى الشأن الداخلى للعديد من البلدان الافريقية وما نتج عنه من اختلالات ومظالم !. هذا بالطبع لا يسقط بعض جهود قيمة ووساطات وتسهيلات ظلت تقدمها القيادة الليبية لأشقائها ولكن العبرة بالخواتيم والمآلات ونحن نركز فى هذا المقال على ما هو مطلوب من الزعيم القذافى فعله وبلادنا مرت بمخاطر جمة أصابت فيها ليبيا بمثل ما كثر خطأها وتدخلاتها وسوء تقديرها ، أو ربما بعض أجهزتها الاستخبارية التى تعمل فى بعض الأحيان دون تنسيق ومشورة القيادة خاصة فيما يخص الشأن الدارفورى، وانطلاقة حريق الحركات المتمردة فى دارفور ومؤتمر حسكنيتة الذى كان بمثابة الشوكة فى الخاصرة وكلنا يدرك ما قامت به أجهزة المخابرات الليبية فى شق هذه الحركة وابعاد عبد الواحد من القيادة وما تأسس على ذلك ومرده على النزاع حتى تاريخ اليوم !. والقيادة الليبية كانت وما تزال خلف الحركة الشعبية ، وتمددت الى غيرها ، والتواجد السودانى بليبيا ظل كثيفا ومتنوعا أملته ظروف وضرورات اقتصادية داخلية فى السابق ، ولا شك أنه كان مفيدا فى نهضة الجماهيرية ورفع القدرات الليبية بمثل ما أحدث من خلافات وكدر لبعض الوقت ما يزال يؤرق بعض الأسر اذا ما نظرنا فى مردوده المادى على البلاد وشح العائد منه والتبعات الاجتماعية وتطلعات البعض بالمجازفة لمغادرة ليبيا باتجاه أوربا بحثا عن وضع أفضل وما يترتب عليه من مخاطر !.
ونحن نسترجع المواقف الليبية اجمالا باتجاهنا لزمنا هذه المرة أن نقف عندها ونكبر ما حسن منها ونستحسنه ونبقى عليه ، كما يتوجب رفض القبيح منها وما أكثره ، وأن نجهر ببعضه بعد أن فشل الهمس فى الآذان الليبية بحتمية تغيير آليات التعاطى معنا على نحو يضمن انسياب قنوات الحوار وتوظيفة لخدمة مصالح البلدين على هدى الندية والاحترام وما تفرضه خصوصية العلاقة ، وأن تنأى ليبيا بنفسها عن لى الذراع وفرض الارادة والضغط الذى يتجاوزالعرف والمألوف و تقدير حجم السودان وامكاناته وما حدث فيه من تطور وانعتاق !. وبلادنا لم يسبق لها أن رعت معارضا ليبيا واحدا أو مولته أو سمحت له بالعبور من أراضيها باتجاه ليبيا ، أو دعمته للنيل من الاستقرار والأمن بأراضيها ، وبالمقابل بعض الاجتهادات الليبية تغض المضاجع وتهدد كيان أمتنا لعقود خلت وما تزال ، و أن من يقوم باشعال النيران عند الجيران لابد لها من أن تصل يوما ما وتلتهم داره وعلى الباغى تدور الدوائر والأيام دول وسنن الله فى الكون مكرورة وما ينتاب جوف المحيط الآن من حرائق وأزمات هى بما كسبت أيدى هؤلاء الطغاة الجبابرة !. والسودان فيما يجتاحه الآن من تحديات لا ينشد العنتريات والصلف التى لم تجر لمن أطلقوها غير العار والدمار وشواهدها ماثلة وليبيا تعرف فيما أحاط بها من وقائع بما كسبت أيدى قيادتها ، ولا يحتاج قادتنا أن يقعوا فى الأيدى والأرجل يخطبون ود الدول والحكومات كى تحسب حسابهم وتقف الى جانبهم وتدعم وحدتنا لأنها بالأساس شأن داخلى يصنعه أبناءه بارادتهم ، ولكن توابعها ان جاءت بالانفصال فانها لن تقف عند حدوده وستطال الجوار والاقليم لا محالة بنذر ومؤثرات لا يمكن حصرها أو التنبأ بها ، وقوة السودان وتماسكه تضمن لجواره الكثير ولاقليمنا عافية مستقبلية ستحدد مصير العديد من بلدان القارة !.واليقين أنه لن تقبل طرابلس أن يمر معارض بالخرطوم دعك عن الاقامة فيها واطلاق التصريحات المشوشة والمواقف المربكة وسلام دارفور من الدوحة يمضى بتفويض عربى افريقى ودولى ويجد مباركة منظومة الدول الاسلامية فى فضاء منظمتها وليس مطلوبا موازاته بجهد آخر أو صرف المتفاوضين عن جادته بمنابر مقابلة لا ترمى لبناء السلام فى بلادنا !. ورعاية السلام السودانى محفوفة بالمكاره وملئى بالتقاطعات لاقدار نعلمها لا تريد لبلادنا الطمأنينة والاستقرار ، وبعض جوارنا يكرس لهذه الاجندات ويغذيها بعلم أو بدون معرفة فيما نحسه من مساعى ليبيا وهى قد استضافت قادة التمرد فى دارفور مرارا ورعت قمم متعددة لأجل الحل ولكن النتائج على الأرض لا تدعوا للتفاؤل والافراط فى احسان الظن والأيام تمضى !. من ينادون من ليبيا باقامة منبر آخر للتفاوض وتحويل المكان ، علينا أن نسأل هل هو المكان أم الموضوع !؟، والحيدة التى لم تتوافر للدوحة وقادتها كما يظنون على نزاهتهم وصدق جهدهم ومثابرتهم لم و لن تتوافر لليبيا التى رعت تمرد الجنوب وتمرست فى ارسال الغزاة وقصف الاذاعة السودانية من قبل وسهمها فى غزو أم درمان القريب بعض معالم فى الذاكرة السودانية لليبيا لن تمحوها الأيام !.نحن أمام حيرة كبيرة لهضم التفسيرات الليبية فى استضافة خليل ومنح حركة العدل والمساواة المتمردة هذه الحياة والزخم الاعلامى والحراك بعد موات ميدانى وسياسى ودبلوماسى ، وتشاد على رحمها وارتباطاتها بهم وانخراطها السابق فى احتضانهم وتدريبهم ومنحهم المظلة للانطلاق تراجعت عن لعب هذا الدور بعد أن تبينت عظم التبعات !, لماذا تكابر القيادة الليبية وأجهزتها وتزايد علينا فى خليل الذى يمكن أن يعود للميدان من صحارى ليبيا وهى أمنيته الآن وحلمه بعد أن تكشفت عدم رغبته وحرصه على السلام عبر المفاوضات والاشارات التى يرسل بها من ليبيا ترجح الحرب واطالة أمد المعاناة لأهلها وهدم السلام فى دارفور وليبيا تدعى رعاية لا نجدها وحلولا لا تكاد تبين ، وتاريخها معنا يشىء بنوايا ألفناها ليت الأيام تكذبها هذه المرة !.هذه المحاولات الطائشة وغير المستبصرة لتخريب السلام من الاراضى الليبية تملى مراجعة الملف كله و فتح خياراتنا فى اعادة النظر لمستقبل التعاطى معها، وسيادة العقيد فى سن عمرية متقدمة كنا نريد له أن يختتمها بمسعى كريم تتطلع له القارة كوحدة بلادنا وصيانة سلامها ، ان تأتى تأمينها فانه سيجب له سائر مجاهيله وظلاماته والحماقات والمغامرات التى أرتكبت فى حق شعبه والشعوب الأخرى !.
نعم نحن لا ننكر أهمية الدور الليبى فى سائر شأننا على تحفظاتنا على مرئياتهم وتجاسرهم وتجاوزهم أحيانا لوضاعة المعلومات وسوء التقدير مما يعقد ويفاقم من أزماتنا عوضا عن الحل ، وقد قرأنا عن تأكيدات القائد الأممي خلال الاتصال الهاتفي مع رئيس الجمهورية قبل أيام ، بأنّ ليبيا لن تكون منطلقاً لأيِّ أعمال عدائية ضد السودان ، ولكن العداء ظل موجودا ومنطلق طالما خليل هناك يلتقى ويتحدث ويصرح ويتوعد ، ويحمل دبى وغرايشون وباسولى لزيارته وكأنه جاء ليبيا فاتحا لا منبوذا ومطاردا !. هو يعمل لاستعادة التقاط أنفاسه وترتيب عودته للميدان بتسهيل ليبى !. والحماية والهالة التى عليها خليل الآن بليبيا قادته لقول ما قال من رفضه للدوحة كمنبر تفاوضى ونيته غزو الخرطوم والرجوع للقتال ، كل ذلك ينسف أى وعد للقائد القذافى وكان بمقدوره قبول وجود خليل بأراضيه وملابسات لجوئه اليها وفق شروط محددة توقف أى عمل أو نشاط أو قول عدائى ، وتجيير وجوده لخدمة التفاوض والعودة لمنبر الدوحة لا نسفه واعاقته !. لم نسمع حتى الآن أى تصريح لمسئول ليبى يقول باعتداده ورضائه عن منبر الدوحة وأهمية أن ينحصر أى جهد تفاوضى عبر مسارها ، وهذا ما يشير الى نية مبيتة فى منح خليل مراده لتأسيس منبر جديد اقصائى وحصرى لحركته لا يأخذ بالمكونات الأخرى فى دارفور ، ولا يستصحب الانتخابات العامة ونتائجها على الأرض وما ترتب عليها من بناء جديد وحكومات ولائية منتخبة قائمة وفاعلة الآن !.هذه فرصة لليبيا وللعقيد القذافى لاثبات زعامته كقائد بحجم وشموخ الرعيل الأول فى البناء الافريقى وأمتنا العربية يرفض أن تنال الحروب والأجندات الخارجية من وحدة وسيادة قطر بحجم السودان !. وهى سانحة نادرة له لاثبات ما قطعه للرئيس البشير بأن بلاده تحرص على استكمال مطلوبات سلام دارفور ولن تكون الأراضى الليبية معبرا حديدا للنيل من السودان ، أو تكون منبرا موازيا يربك المفاوضات الجارية من الدوحة أو نسفها !. وهى أيضا فرصته بوزنه وقدراته كى يحمل خليل على اغتنام الفرصة الأخيرة دون مكابرة بالتوجه و المشاركة وانهاء حالة الفوضى والتصعيد العسكرى والمراهنة عليه، ,وان ظهر ليبيا يحمى ان استتب الأمن فى دارفور !!. هذا السجال فى جدوى اقامة خليل بليبيا دون توجه للسلام فيه مماطلة واهدار للوقت وتعويق للجهود الجارية بالدوحة واصابتها بالشلل من وحى الاشارات السالبة التى ظلت ترسلها دول الاستكبار وتعمل بعض القوى لتكرارها !. قرار وزير الداخلية باغلاق الحدود مع ليبيا فى مكانه وزمانه حتى تدرك الأطراف التى تقف خلف خليل أنه لا مجال لفتح جبهة عسكرية او انطلاقة أى عمل عسكرى عبر الحدود مع ليبيا كما كان الحال من تشاد !. السودان أصيب بحرائق التمرد التى تشعلها أجندة التآمر الخارجى وسماسرة الحروب والأزمات فى المنطقة بخيبات دول الجوار ،فهى من ستؤمن شرورهم وتفضح مخططاتهم ، وهى من تفشلها وتبقى على لحمة الاخاء ومتانة العلاقة وليبيا لم تحدد خيارها بعد !, الكرة بملعب ليبيا وقيادتها وجرح السودان النازف لا يستحمل تسويف أو مخاطرات ومجاملات أخرى ، وحق الجوار والاخاء والمصالح يملى على ليبيا أن تعمل لأجل جوار آمن بقرارات نرومها لا تكون أقل جرأة ووضوحا مما أتخذته تشاد وقيادتها !. بغير ذلك فليبيا وقيادتها أضحت عدودا لدودا وحلقة من حلقات التآمر والمواجهة يلزم الاستعداد لها بالحسابات التى تكتب سيادة الدول وتصون أمنها وعزتها بذات آليات المدافعة والأسلحة التى توظف بعناية لتفتيت البلاد !؟.
ديبي وموسيفيني وثالثهما
ما ينطبق على تشاد ورئيسها ادريس ديبي برفضنا زيارة الرئيس البشير لها.. لاسباب ذكرناها ..وعززها د.خليل ابراهيم نفس في اليوم الثاني من خلال تهديده الذي اكد عزمه على غزو الخرطوم، وانه وجد موقعا محصنا وآمناً في ليبيا يوصله الى دارفور مباشرة وكذلك التحاق دفعة من المتمردين اكملت تدريبها في اسرائيل.
ايضاً ينطبق رفضنا على دعوة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني.. ولانه سبق ان صرح وزيره بانه سوف يعتقل الرئيس البشير في اي زيارة له الى يوغندا.
هذه الدعوات المشبوهة.. جاءت في وقت ليس صدفة.. جاءت في وقت يسعى اوكامبو لتحريك قضية ضد آخرين في محاولة خادعة.. ان الرئيس البشير وضعه مطمئن بعد الانتخابات.
والحقيقة ان المجتمع الدولي المعادي للسودان لوضع خطة بعد الانتخابات وهي المرحلة المهمة لازاحة الرئيس البشير من الحكم.. عن طريق رسم العديد من السيناريوهات وعلى رأسها دعوات مشبوهة من دول مشبوهة.. ومنها تضليل طائرته.. اذا زار اي دولة تقع بالقرب من هذه الدول المشبوهة.
شعبنا على استعداد ان يحمي الرئيس بالمهج والارواح وعلى سيادة الرئيس ان يسمعنا مرة، ويستجيب لنداء المحبين والمخلصين.
لكن احترت كيف افهم حديث القائد معمر القذافي للرئيس البشير.. وتأكيده أن الجماهيرية لن تسمح بقيام أي عمل معاد للسودان؟ د. خليل هدم تلك التصريحات الخطيرة من ليبيا.. وتسريب خبر عن تزويده بـ«02» عربة لاندكروزر وكمية هائلة من السلاح. افتونا يا اهل العلم.
نحن من المحبين للقائد القذافي.. ومن الذين أيدوه منذ 9691 لأنه اعاد للعروبة وهجها بعد رحيل القائد الخالد عبدالناصر.. ونأمل ان يكون مثل صلاح الدين.. وان يملأ الفراغ الذي كان يسده مع الرئيس الشهيد صدام حسين.نحن ما زلنا مع القائد الثائر.. ومازال املنا فيه كبيراً فقط نريد منه دعم وحدة السودان وان يرفع يده عن كل الذين يريدون تجزئة السودان وتقسيمه.. ونحن على استعداد ان ننسى الماضي ونعلم تماماً ان العقيد القذافي اذا التزم بشيء فعله
adam abakar [adamo56@hotmail.com]