ممنوع الوقوف بين اللافتتين ؟ … بقلم: سعيد عبدالله سعيد شاهين

 


 

 



سعيد عبدالله سعيد شاهين

كـنــــدا      تورنتـو

waladasia@hotmail.com

كـنــــدا      تورنتـو

فى  ليلة السبت وبعد أن تهيأ فناننا المرهف إبن الباديه وأتى بكل أشواقه  متلفعا بالليل والصمت ، حاملا باقات الورود ، إذا به ينال فى عتمة تلك الليلة (شاكوشا) من طراز (المرزبه) ، مما حدا به أن يرمى باقات الزهور بجوار (مقعدهم) الخالى  المعد للقاء .

كذلك نالت الرئاسه شاكوشا (سياسيا) حيث أتى (ولى) أمر (الجكس) بصوره مفاجئه ، وجلس فى المقعد  المعد للقاء ، والتقى بها (تتحاوم) فى حديقة الملتقى ، وحصل منها (الرجفى) وانخلع القلب  و(ساحت) الركب ، وتبخرت كل كلمات اللقيا ، وعادت أدراجها ، بعد أن أوحى لها (ولى) أمرها بأنه (مسطح)  ، وبعد إنصرافها  خلع قبعته  ومسح عرق الرأس ، ثم إرتدى القبعة فى إنتظار فتى الأحلام والذى أرسل (أخيه الأصغر) لتأمين الأجواء فإذا بالأخ يجد (ولى) الأمر جالسا فى المقعد (خالفا) رجل على رجل ، وتمشيا معا وأتى (المشوكش) ورمى باقات الورود وعاد متلفعا بالليل والصمت !؟ كل هذا كان نتيجة ما حدث ليلة السبت بالقصر الجمهورى . فبعد أن (أكدت) قيادات المعارضه الحزبيه ممثله فى الساده الصادق المهدى ، مولانا محمد عثمان الميرغنى والأستاذ محمد إبراهيم نقد حضورهم للقاء السبت (رغم) أن الإرصاد الجوى (السياسى) أفاد بوجود غيوم وسحب كثيفه ربما تمطر بكثافه . متمثله فى (إحادية) الأجنده المطروحه . إلا أن المعارضه رجعت لعادتها فى الغاء وجودها (كقوى) فاعله وأدمنت أن تكون منقاده تماما لما تأمر به الحركة الشعبية (ولى الأمر) متناسيه أن الحركة نفسها جزء من المشكلة الأساسيه التى تمر بالبلاد ، حيث أنها وبالتداول (الفعلى) للعبة الديمقراطيه تدرك أن لها نصيب محدد  ونسبة معلومة فى أمر السلطه ووقعت عليها بمحض إرادتها فى ضاحية نيفاشا ، ورغم ذلك صارت هى المدلله التى يستجاب لكل رغباتها ، (إجتثت) التجمع من جذوره بإنفرادها بالتفاوض مع المؤتمر الوطنى فى هواء نيفاشا الطلق ، لم تستصحب قادة التجمع فى الطائرة التى هبطت مطار الخرطوم حامله قائد الحركه د/ جون قرنق ولو فى شخص مولانا محمد عثمان الميرغنى صاحب الإتفاقيه (المتباكى) عليها ، لو فعلت الحركة ذلك لكانت رمزيه حقيقيه (لوحدة) الهدف ولكان ذلك عربون تعاون لا يستطيع (حاسد) أن يقول أن الحركة غدرت بالتجمع ورئيس التجمع ، بل ربما لم تكن الحركه  أو الشريكين فى حاجه لكل هذا الوقت الضائع فى مناكفات(الثنائى) مع المؤتمر لأن ذلك كان سيعطى المؤتمر الوطنى ومنذ اللحظة الأولى العين الحمراء بأن  الأمر جد ، بل حتى نسب الحركه مضافا لها نسبة الأحزاب الأخرى كان يمكن توزيعها بذكاء بينهم كوحدة تجمع واحده ، وكان أيضا يمكن إعطاء هذه النسب للمعارضه فى (كعكة) السلطه فى الجنوب كنوع من حسن النوايا لجعل الوحده (جاذبه) .

لم يفطن قادة المعارضه لذلك  ولم ينتبهوا أو علموا ولكن (تغاضوا) بأن البيع تم والمبلغ أستلم ولا بد أن تجهز الشاه عنقها ليوم الذبح !؟

ورغم كل ذلك ولأن (.....) يحب خناقه ، وهذه النقط (حياء) لما تبقى من إحترام للكبار ولأن الأمل ما زال معقودا لأن يتداركوا الأمر قبل أن يفلت الزمام نهائيا فقط ،  لو وثقوا وإستحضروا خبراتهم وإستندوا لحائط الصد الأقوى شعب السودان المعلم الوفى .

مشكلة المعارضه وأزمتها الحقيقيه أنها فقدت الثقة فى قواعدها وفى نفسها . لم تضع فى إعتبارها أو إستراتيجيتها أنها يمكن أن تسد الفراغ الهائل  وأن تكون (القوة) الثالثة بين قوتى الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى فى حدها الأدنى للحفاظ على توازن القوى والعبور بإتفاق السلام (بسلام) لنهاياته المرجوة المتمثله فى سلام مستدام وتداول سلمى للسلطه والإلتفات بجديه لحل  باقى المشاكل  فى شمال ،غرب وشرق البلاد وبقية المشاكل المعيشيه والإقتصاديه وإعادة هيكلة الدوله ...الخ .

رغم ذلك نقول مازال (الليل) طفلا  كما يقول ناس الليل!؟ على المعارضه إن كانت تحترم نفسها وتاريخها وتثق تماما أن لها قواعد (يسدون) عين الشمس أن تستجمع قواها وان تجتمع (وحدهـــــــأ ) كقوى معارضه وليست ( كتجمع جوبا) لأن القبول بهذا الأسم يعنى أن الحركة إستخرجت لكم بذكاء سياسى بارع شهادة (وفـــــــــاة) لأسم التجمع الوطنى ، حتى لا يشكل لها هذا الأسم حرج الخروج من تحت عبائته أو أزمة (ضمير) سياسيى إن كان هناك أصـــلا (ضمير) !؟؟. على قوى المعارضه أن يلتئم شملها فى إجتماع (يخصها ) وحدها  تضع على طاولتها كل الأتفاقات المبرمه بين المؤتمر الوطنى  وباقى (التنائيات) بدأ من الحركة الشعبية  إنتهاء بما تم فى الدوحه أخيرا ، ومحاولة جمع كل هذه الأتفاقات وباقى مرشحات الأزمة السودانية ورأى الخبراء والمقترحات والأوراق المقدمه بخصوص المشكل السودانى  ، ومناقشتها بروح وطنيه (خالصه) لأن زمن المكايدات وتصفية الحسابات ولى  أو يمكن تأجيله  لما بعد حسم يوم التاسع من يناير القادم ، وأن يقتلوا كل هذه المواضيع بحثا حتى لو إستغرق الأمر شهرا من الزمان عبر لجان (متخصصه) كل فى مجاله بكل ما تعنى كلمة تخصص من معنى  ثم يتم وضع رؤية نهائيه  يوقع عليها كورقة نهائية لإجتياز المرحلة القادمه ، بعد ذلك (تدعو) قوى المعارضه الشريكين لتتداول معهم الأمر بعد أن ترسل لهم بوقت كاف ما توصلوا  له لحل الأزمة السودانيه وفى خلال هذا الوقت (الكافى) تعمـــــل المعارضه على تمليك قواعدها مشروعها وحشد كل الطاقات لتكون عامل ضغط لإجازتها  (بأمر) القوى والشارع السودانى الذى يمكن أن يتم حشده أثناء تداول هذا الأمر مع الشريكين لإعلاء صوت الشارع وإبراز أن أمر السودان ما عاد  ملكا لما يسمى (الشريكين) وتأكيد بأنه ليس وحدهما يملكان أمر السودان . بغير هذه الجديه وإذا كان هذا فوق قدرات الساده نقد والصادق والميرغنى وحتى الترابى فنرجوهم أن يتركوا الشريكين  للشعب السودانى وحده لأنه عندما قام بإكتوبر وأبريل لم يستأذن منكم  بل أتيتم فى (عربة) الفرامل بقطار السياسة وقتها !؟

على قوى التجمع الوطنى حقا وحقيقه أن تعيد لكل السودان عفته التى أنتهكت فى أزقة (العهر) السياسى . عليها أن تعيد أمر السودان لداخل السودان وأن تعلن للعالم أجمع نحن شعب السودان إجتزنا بالشعوب العربية والأفريقية والأسيويه  أكبر هزيمة نفسيه مرت على المنطقه فى ستينات القرن الماضى ونحن الأقدر على حل مشاكلنا  ، على قوى المعارضه أن تكون هى الداعى باسم الشعب لإجتماع يضمها مع الشريكين وأن يكون مقر الإجتماع هو قبة البرلمان السودانى الأول الرمز الأصل لوحدة وإستقلال السودان أو القصر الجمهورى الذى يرفرف على ساريته علم المليون ميل مربع وأن يحيط فى اثناء ذلك جموع الشعب السودانى فى تجمع مفتوح لحين الخروج بما يرضى هذا الشعب وليقدم للإخوة فى الجنوب كنوع من النداء الوطنى (من أجل ) وحدة جاذبه  وهتافا داويا تردده جنبات البلاد الأربعة قل لا عاش من يفصلنا. والأهم من كل ذلك إشراك القوى الجنوبيه المعارضه للحركة الشعبية بالجنوب ليكون لها دورها الفاعل وكلمتها بما يخص أمر الوطن عامة والجنوب خاصة  وتأكيد أن الحركة وحدها ليست كل الجنوب وأن هناك من يعتبرها مثل المؤتمر الوطنى بالشمال وإذا كانت الحركة الشعبيه تعترف بالتحول الديمقراطى وحرية العمل السياسى فلتسمح لقوى المعارضه الجنوبية بكامل الحرية  للتداول مع معارضة الشمال  كما تتداول هى مع شريكها ومع معارضة الشمال ويمكن أن تكون مداولات هذه الإجتماعات بإحدى مناطق الجنوب خارج جوبا فى توريت مثلا بإعتبارها أول مناطق التمرد بالجنوب ، ويجب دعوة قادة الحركات الدارفوريه  وعلى رأسهم الساده د/ خليل وعبدالواحد وقادة الإداره الأهليه بكل من شرق وغرب وشمال وأواسط البلاد ومن منطقة ابيى . ثم العوده للقاء النهائى  بعد تسليم الحركة الشعبية نسختها مما تم التوصل اليه وتاريخ الدعوة للإجتماع النهائى بالخرطوم . وكذلك تسليم المؤتمر الوطنى بمقره الرئيسى  نسخته وتاريخ الدعوة  ومن ثم دعوة الشعب السودانى ببدء الحملة الشعبيه والإعلاميه للترويج والتداول  شعبيا لما تم الإتفاق حوله .

الأهم أن يكون هناك إعلان هام جدا  وهو ممنوع الإقتراب والتصوير ويحظر حضور من لا يحمل الجنسيه السودانيه بإعتبار أن هذا شأن عائلى خاص يناقش داخل الحوش ،  وممنوع الوقوف بين اللافتتين  وهما  الشعب والشريكين !؟؟ لأن رجال البيت إن ما إتحكموا فى بيتم الرماد كالم وشن فايدة رجـــــــــــــالتم !؟؟؟

 

آراء