زهرة … بقلم: د. أحمد خير

 


 

د. أحمد خير
7 August, 2010

 


فى حديقة منزلى تتعدد أنواع الزهور وتتشكل ألوانها حسب المتغيرات التى تتداخل فيها عوامل طبيعية وأخرى غير طبيعية مما يسبب لى حيرة فى معظم الأحايين
كما الطفل الذى تعود على أن يهدهد . عندما ترنو إليه باسطا راحتيك تراه يكاد يقفز من مكانه فى  براءة مابعدها براءة ! مبديا سعادة لاتوصف تعكس مدى شعوره بما هو مقدم عليه . ذلك الشعور أخاله ينتاب الزهرة كلما إقتربت منها وتحدثت إليها . إعتقدت فى بادئ الأمر ان الزهرة تتراقص نتيجة الذبذبات التى تصدر منى عند مناغتها ولكن تعجبت أن لاحظت نفس ردات الفعل عندما عدت إلى المنزل  فى يوم حار ووجدت تلك الزهرة  تنراقص دون الأخريات  وكانها ترحب بمقدمى! كان ذلك ملفتاً للنظر مما جعلنى أتسمر مكانى وأركز فيما كانت تفعله زهرتى تلك الصديقة والمفضلة ! وكان أن قمت برى الحديقة عن كاملها مركزا نظرى على زهرتى . كدت أخالها تتباهى بين الزهور مبدية متعة مابعدها متعة فى أنها هى السبب وراء هذا الكم الهائل من المياه الذى بسببه إبتلت العروق  ودبت الحياة فى الحديقة ! قلت ولما لا دعها تتباهى فالله جل جلاله قال : وجعلنا من الماء كل شئ حى . ومن آياته خلق السموات والأرض .
هممت بالإسراع نحو زهرتى وأخذها بين ذراعى وأهدهدها ولكن تسمرت فى مكانى خوفاً عليها من أن أقتلعها من الجذور . يكفينى الآن مشاهدتها فرحة مسرورة بين أقرانها حتى وان كان البعاد مضنى ولكن حياتها أكثر معنى وهى بين قريناتها تسعد بسعادة الآخرين حتى وهى مكبلة إلى الأرض من الخاصرة .فيازهرتى الغالية يحزننى أن أتركك وحيدة عند المساء ولكن كل العزاء أنك بين أهلك وعشيرتك تتناغمون فى هدوء وسكينة نحسدكم عليها نحن من نعيش على حالات الهرج والمرج المستمرة التى أصبحت جزءً من مكوناتنا ولايمكننا الإستغناء عنها !
علينا القبول بالواقع مهما كان فيه من إلام. يكفى أن فى الغد ستشرق شمس يوم آخر تتجدد فيه الحياة وأشاهدك ترقصين مع الراقصات من الزهور .
 
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

 

آراء