كيف حالنا الآن لو تصرفت أحزاب المعارضه فى الأنتخابات هكذا؟ … بقلم: تاج السر حسين
royalprince33@yahoo.com
تصرف احزاب المعارضه الأخير القوى والرافض لحضور اجتماع "العلاقات العامه" الذى دعا له المؤتمر الوطنى يجد منا كل تقدير وأحترام، فقضيتنا لم تكن فى يوم من الأيام غير خير السودان ومصلحته ووحدته التى اصبحت فى مهب الريح.
وهذا الموقف الأخير جعلنا نشعر بالحزن والأسى ونطرح سؤالا يقول: كيف كان حالنا الآن لو تصرفت احزاب المعارضه فى الأنتخابات الأخيره بنفس هذه الطريقه، وقررت الأنسحاب والمقاطعه بصوره واضحه وقويه؟
اما كانت سوف تحرج النظام الحاكم وتظهره أمام العالم بأنه نظام ديكتاتورى شمولى لا يرضى بالآخر؟
هل كان أكرم للحزب الأتحادى الديمقراطى وحزب الأمه الأنسحاب مبكرا أم المشاركه فى انتخابات مزوره اعلنت انتحارهما؟
للأسف أدركت احزاب المعارضه الآن فقط أن الأنقاذ ظلت تتلاعب وتستخف بها منذ أول يوم أغتصبت فيه السلطه.
توقع معها الأتفاقات (الديكوريه) التى تجمل من شكل النظام وتجعله فى عيون البعض توافقيا .. مرة فى القاهرة ومرة فى اديس ابابا ومرة فى جيبوتى ومرة فى ابوجا وهكذا .. وفى النهايه لا تجنى من الأنقاذ سوى السراب والأستخفاف والذل والهوان.
ولم يحدث ان وقعت الأنقاذ اتفاقا مع اى جهة والتزمت بجزء ضيئل من بنود ذلك الأتفاق سوى اتفاقية سلام نيفاشا لأنه كان مع جهة حامله للسلاح ومهدده للنظام!!
للأسف الأحزاب المعارضه التقليديه لم تفهم هذا ورضيت بقليل من (الكيك) يوزع من وقت لآخر لهذا الزعيم أو ذاك.
ولو كانت نظرة هؤلاء الزعماء مصلحة الوطن واهدافه العليا دون مساومه أو تنازل لما قبلت بأى تسويه منقوصه أو اتفاقية الا بعد أن يعلن النظام عودته للنظام الديمقراطى بصوره علنيه ومن اجل الوصول لهذه المرحله لابد من تشكيل حكومه قوميه حقيقيه تسبق الأنتخابات، فنحن فى الأول والآخر ننتمى للعالم الثالث، وصاحب العقل يميز!
للأسف دخلت الأحزاب الأنتخابات وهى تعلم بأنه لم يتاح لها مالا قدر ما هو متاح للحزب الحاكم، وهى تعلم أن الأعلام محتكر ومسيطر عليه بواسطة الحزب الحاكم ولا يسمح بأى نقد يكشف المخاطر التى أدخل فيها هذا الحزب الوطن كله، وهى تعلم أن المفوضيه المشرفه على الأنتخابات تم اختيارها بعنايه وانتقاء دقيق من شموليين غالبيتهم دعموا نظام مايو وساهموا فى بقائه لفترة 16 سنه اذاق فيها الشعب السودانى كل اصناف الذل والهوان.
تمنيت لو أن زعماء الأحزاب المعارضه واصلوا البقاء خارج الوطن كما فعل الشهيد الراحل / حسين الهندى أو انهم عادوا داخل الوطن وبقوا فى منازلهم موصلين شروطهم للنظام بالا تفاهم ولا تسويات أو اتفاقات الا بعودة النظام الديمقراطى قبل 30 يونيو 1989.
فالشعب السودانى رغم الأمية الغالبه بين افراده، لكنه شعب واع سياسيا وعاشق للحريه ، لذلك هو حرى بنظام ديمقراطى ينقله الى مصاف الدول المتحضره لا المتأخره.
للاسف تناقضت الزعامات الحزبيه، تفاهمت مع النظام تاره وتراجعت تارة أخرى وتمسك بهذه المبادئ مواطنين سودانيين شرفاء بسطاء عاديين هم من يقودون الجبهه العريضه المعارضه التى اعلنت عن نفسها بقيادة المناضل / على محمود حسنين، ومهما تمت الأستهانه بها والتقليل من حجمها فسوف تصبح الشراره التى تحدث التغيير الديمقراطى المطلوب، وعلى جميع الشرفاء داخل السودان وخارجه المنتمين لكافة الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدنى اضافة الى المستقلين أن تنضم لهذه الجبهه العريضه التى سوف تعمل من أجل خير السودان والمحافظه على باقى اجزائه من التشرزم والتفتت الذى يقوده اليه المؤتمر الوطنى بفكره الأقصائى الدينى الشمولى الديكتاتورى، الذى يعلى من النعرات القبليه والجهويه والأنفصاليه.
آخر كلام:-
حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى .. وطن شامخ وطن عاتى .. وطن خير ديمقراطى.