الإصلاحيون الفاشست ومسوح البراءة الكاذبة … بقلم: صديق عبد الهادي

 


 

 



الإصلاحيون الفاشست
ومسوح البراءة الكاذبة. (*)

Siddq01@sudaneseeconomist.com                    
علها اصبحت ملحوظة ظاهرة إنبراء عدد من الاقلام الإسلاموية، هذه الايام، للكتابة عن المشروع الإسلاموي المأزوم و الآفل. وهي اقلامٌ تُصنف علي انها "اقلامٌ معقولةٌ، و أن حملتها "إصلاحيون"!!!. و يمثل ذلك بشكلٍ جليٍ د. تجاني عبد القادر ، و د. عبد الوهاب الأفندي. إن كتاباتهما، وللحقيقة ، لا يمكن وباي حال من الاحوال تجاهلها أو حتى  المرور عابراً عليها، لأنها كتابات شيقة، ولا شك عندي حول ذلك. هذا من جهة، أما من الجهة الأُخرى، فإنها تكشف بعضاً يسيراً من حقيقة تنظيمٍ فاشستي. كما وأنها في نفس الوقت تحاول جاهدةً إخفاء وتمرير المشروع الأكثر خطورة، وهو الحفاظ علي المشروع الاسلاموي وتعزيزه وذلك بإحياء كل جوانبه، وحتى تلك الأكثر ظلاميةً!!!.

تناول بعض الكتاب الوطنيين هذه الظاهرة  كاشفين بعضاً من سوء مقاصدها وبؤس نزوعها إلي خلق حالةٍ من التبرير عامة، ترمي في أقل مستوياتها وادناها، إلي إعطاء مشروعية فقدها ذلك المشروع الهدام الذي خبره الناس في السودان في اكثر صوره جلاءاً ولفترة طالت العقدين من الزمان او أكثر.  

في هذا المقال، سأحاول أن ابين  وبالإستناد الي كتابة د. تجاني  ود. الافندي جملة امور :

أولاً / إن من أرأس الدوافع لكتابات الإسلامويين الناقدة لمشروعهم ، والتي طفحت علي السطح هذه الايام ،  هو  أن هذا المشروع الاسلاموي لم يـُستدع لتنفيذه والإستئثار به سوي  قلة مختارة ذات حظوة "تنظيمية" ، رغم ان الذين أُستبعدوا لم يعوذهم الإيمان العميق به!!!. حاول د. تجاني تلخيص الحالة في إختياره لتقسيم الاخوان في الحركة الإسلامية إلي "إخوانٍ كبار" ، و"إخوانٍ صغار" ، جاعلاً نفسه من "الصغار" تسويقاً لدورٍ "إصلاحي" يمرره علي العامة!!!. والتبني المبطن لذلك التقسيم يُستشف من منحى د. الافندي في كتابته، و كذلك من كتابة  المحبوب عبد السلام، وهو تقسيمٌ لم يسعف د. الافندي ولم ينقذه  تحديداً من مصيدة " اللغة الخاصة"!!!.

ثانياً/ إن تلك الكتابات الناقدة هي  ليست محاولة للنجاة من مركبٍ يتهاوى في لجة المجهول ، وإنما علي العكس تماماً، فهي محاولة لانقاذ المركب بمنْ فيه وتثبيته ومساعدته على الإبحار برغم " الكوارث الإسلامية"، علي حد قول د. تجاني، وبرغم مما يحاصر الوطن من حرائقٍ و خرابٍ وعصفٍ كاسرٍ نتيجة لفرض ذلك المشروع.

ثالثاً/ قد يكون أن اصبح أولئك الكتاب مهمشين داخل التنظيم، ولو بقدرٍ متفاوت، إلا ان ذلك لا ينفي، بأية حالٍ من الأحوال، كون أنهم جزءٌ اصيل، وفاعلون حقيقيون ومساهمون أساسيون في كل ما جره ذلك التنظيم الفاشستي من ويلاتٍ ودمارٍ للبلاد. لا يمكنهم، علي كل حال، أن يضللوا الرأي العام  العالمي عامةً والسوداني خاصةً بتلك الكتابات المغلفة بمسوح البراءة الكاذبة علي أمل قبول الناس لفرية أن هناك أيادٍ نظيفة كانت داخل الجبهة الاسلامية القومية، وما زالت !!!.
وهذا بالطبع ما سنحول الاتيان بنقيضه.

بدايةً، لم يكن هناك أي خلافٍ حول المشروع الاسلاموي الاساس داخل الحركة الإسلامية، و إنما كان الصراع حول النفوذ الشخصي والمناصب، وتلك أدوات مطلوبة لاجل حسم  صراع المصالح، و كذلك لاجل تحديد منْ هو الاقدر تنفيذاً لذلك المشروع، والذي يرتكز في مجمله علي عداء الآخر وإستئصاله!!!.
وضح من كتابات الإصلاحيين إهتمامهم بالخلخلة الداخلية التي أصابت تنظيمهم، واهتمامهم بالزلزلة التي هزت اركانه، و ضعضعت بنيانه، أكثر من أن يكونوا معنيين بما فعلته الحركة الإسلامية بالشعب  وبالوطن. فهم في واقع الأمر غير معنيين، أو بالأحرى لا يقع في دائرة نقدهم ما ترتب علي محاولة  الحركة الإسلامية القسرية لإنجاز  برنامجها الكارثي !!!. إن تأكيد ذلك يجيئ من الرسائل التي يبعثون بها من خلال كتاباتهم حيث تذهب في إتجاهاتٍ محددةٍ، و لخدمة أغراضٍ معروفةٍ وفوق كل ذلك لاجل إنجاز أدوارٍ مخططةٍ مسبقاً !!!، ولكنها رسائل محاصرة بالتناقض في ذات الوقت ، فمثلاً ، يكتب د. تجاني  "هذه هي الوقائع الثلاث الرئيسة التي قدمت في ضوئها  تحليلاً لمرحلة من مراحل النزاع بين الإسلاميين في السودان، وتبين لي فيها أن موقع "رئاسة الجمهورية" كان واحداً من أهم محركات النزاع، وأن ذلك النزاع لم يكن في  بداياته نزاعاً حول المبادئ أو القيم أو الدستور أو الحريات  أو  "القضايا  الأصولية والإنسانية" كما اراد البعض أن يصوره" ( مقال "ويسألني الشيخ السنوسي "ـ المقال(1)ـ). هذه رسالة موجهة الي منتسبي ومؤيدي الحركة الإسلامية، وهي تتضمن تلميحاً إلي أن الحركة الاسلامية ما زالت  تختزن قدرة الإلتئام  واسبابه، طالما أن لا خلاف حول المبادئ!!!.

ولكن لننظر من الجهة الثانية حيث يكتب د. الافندي، "و قد رأينا في الآونة الأخيرة أن الأمر يتعدى  الحرب علي اي حركة إسلامية مستقلة إلي محاصرة ما يسمى بـ الحركة الإسلامية، الجهاز الذي أنشأه المؤتمر الوطني  الحاكم  ليكون ذراعه الإسلامية في أكثر الإعترافات  صراحة من المجموعة الحاكمة بأن الخيار الإسلامي لم يعد الحاكم لتوجهاتها، وإنما هو إهتمام جانبي تشغل به بعض أنصارها،"(مقال "معضلة السوبر ـ تنظيم"، منشور في جريدة القدس العربي بتاريخ 28/11/2006 م  ـ  سودانيز اون لاين). هكذا يأتي د. عبد الوهاب الأفندي لمخاطبة عامة الناس  موحياً بأن ما يجري الآن ليس هو المشروع الاسلامي !!!، و لكأنما هناك مشروعٌ مغاير تمّ التخلي عنه!!!. نحن نقول، أن الذي يجري الآن هو المشروع الذي بشرت به الحركة الإسلامية لأكثر من نصف قرن، وهو في نسخته الأصلية، وليس هناك من خلافٍ بين مجمل فرقاء الحركة الإسلامية حوله، أو " حول المبادئ أو القيم  أو الدستور أو الحريات أو القضايا الاصولية  والإنسانية "، التي يتبناها المشروع الاسلامي، كما ذهب د. تجاني، ولنا ان نقول ايضاً، او في حقيقة الأمر ان نتساءل، هل كانت هنالك من مبادئ للحركة الاسلامية عبر تاريخها الطويل غير أن تجعل من " الحاكمية لله" و"لا بديل لشرع الله" سوي  إهتماماتٍ جانبية تشغل بها أنصارها والعامة من الجهلة ؟!.
فهذه كتاباتكم وتناقضاتكم تحاصركم !!!.

إن الامر الأساس الذي تؤكده كتابات الإصلاحيين الإسلاميين، هو انهم علي غير إستعدادٍ، بالإطلاق، لنقد تجربتهم او ما سببوه من أذى للشعب  وللوطن، فهم قد يتلاومون فيما بينهم، كما أشارت بعض الاقلام الوطنية،  إلا أن الشجاعة تعوذهم وتأخذهم العزة بالإثم  والمكابرة، وفي احيانٍ كثيرة  يتناولون الأشياء وينظرون إليها من خلال ثقبٍ متوهم في  الذاكرة الجمعية للشعب!!!، فمثلاً لنرى كيف يدافع د. تجاني عن نفسه في وجه أحد " اخوانه الكبار" ـ إبراهيم السنوسي ـ، قائلاً، " ثم أنني لم أكن غائباً عن السودان بالطريقة التي يوحي بها  مقاله، فقد شهدتُ سنوات الإنقاذ السبع "الصعبة" الأولى (1989ـ 1996)، و شاركتُ في كل الإجتماعات التي كان مسموحاً لنا بالمشاركة فيها، وإلتقيتُ بمعظم المسئولين العسكريين والمدنيين الذين كان متاحاً لنا أن نلتقي بهم، ليس مجرد لقاءات عابرة، وإنما عملتُ وتعاملتُ مع الكثيرين منهم، وإطلعتُ علي كثير من الوثائق وشاركتُ في مناقشة بعضها" (نفس المقال المذكور  اعلاه ).
يعلم كل الناس أن هذه السنوات التي  صنعت وتصنع مجد د. تجاني عبد القادر وتزيد سيرته " الجهادية" و"السياسية" نضارةً ، هي في تاريخ السودان الحديث، وفي سجل حقوق الإنسان العالمي تمثل اكثر سنوات الإنقاذ  و حشيةً ودمويةً وتجاوزاً!!!. فهي السنوات  التي رُفِعت فيها أعمدة  "بيوت الأشباح" سيئة السمعة، وهي كذلك نفس السنوات التي قضي فيها كثيرٌ من ابناء وبنات الشعب تحت التعذيب!!!، الشهيد د. علي فضل، الشهيد محمد عبد السلام، الشهيد عبد المنعم رحمة، الضباط  شهداء رمضان، وآخرون.  وهنا نتساءل هل يمتلك د. تجاني عبدالقادر  شجاعة المثقف الإسلامي  " القوي الأمين"، لأن يعتذر، وبقدر التباهي الذي يملأ جوانحه بفضل جليل اعماله في تلك السنوات، لأسر اولئك الشهداء ؟!!!. لا أعتقد أنه أو أيّ من الإصلاحيين بفاعل !!!.

ففي سياق النقد الذي يقدمه الإصلاحيون، وكأنه إكتشافٌ  خارق ومدعاةٌ كافية لوصفهم بأنهم خرجوا علي المألوف، و جاءوا بما لم يكن متوقعاً، يكتب د. عبد الوهاب الافندي  عن السيوبر ـ تنظيم الإسلامي و فساده، قائلاً "الفساد هو ايضاً ليس  بتطورٍ جديد كما يسعى بعض منتقدي الحكومة من الإسلاميين (سابقاً) لإيهامنا، لأن الفساد يعتبر جزءاً اساسياً من هيكلية السيوبرـ تنظيم .  فالحديث عن الفساد بالنسبة للتنظيم السري الذي لا يحاسبه أحد لا معنى له، لأن كل ما يفعله ذلك التنظيم هو مشروع عنده وفساد موضوعياً. فهو يجمع الأموال من مصادر مجهولة ويوزعها في مصارف يقررها هو. وقد إستفاد كثير من قادة التنظيم من هذا الفساد، إما مباشرة عبر تمويل التنظيم لنشاطهم أو حتى حياتهم الشخصية، او عبر وضعهم في مناصب لم يكونوا أهلاً لها، أو إيثارهم بالعقود إن كانوا من رجال الأعمال. و قد كثرت منذ الانقلاب الشركات والمؤسسات التنظيمية والحكومية  وشبه الحكومية التي اثرى كثير من أهل الولاء من العمل فيها". (  مقال الافندي المذكور سابقاً).

قبل الدخول في تناول مسألة "الفساد الإسلاموي" ، لابد من الإنتباه إلي حقيقة ان د. الافندي يحاول "إيهامنا"، وبطريقة اكثر سوءاً من تلك التي حاول  " الاسلاميون السابقون" "إيهامه" بها  في  شأن  الفساد!!!. فليتصور أي قارئ عادي أن إصلاحي في  "قامة " د. الافندي وبعد كل هذه السنوات "الجهادية" الطويلة في خدمة الحركة الإسلامية السودانية  لا يعرف المصادر " المجهولة" لتمويل السيوبر ـ تنظيم ؟! وحتى، علي أقل تقدير،  بعد اصرار " الإنقاذ" الدائم ، وعند كل تشكيلٍ حكوميٍ جديد،علي حقائب مثل " البترول" و"المالية"؟!!!، بالقطع  ذلك امرٌ لا يمكن تصديقه. و لكن لندع كل ذلك جانبا، و لنذهب إلي الجذور.

بادي ذي بدء ، إن التنظيم السري للجبهة الاسلامية هو  في حقيقة الامر  نتاج الفساد المزمن  وليس سبباً له، أي ان خلق ذلك التنظيم السري الفاسد أملته ضرورة ممارسة الفساد الضاربة الجذور في التنظيم الاسلامي الاساس، والضاربة الجذور كذلك في الحركة الإسلامية الام .
 
فبعد المصالحة التي أبرمتها مع نظام الديكتاتور جعفر  النميري  في نهاية السبعينات، لم تتعامل الحركة الإسلامية السودانية مع السودان بإعتباره  وطناً، و إنما تعاملت معه كون أنه دار "غنائم"!!! فما أن وجد  الإسلاميون  مرفقاً عاماً، و بابه مفتوح حتى ولجوه وغمسوا ايديهم حتى المرفق!!!. فالمؤسسات المالية والاقتصادية الاسلامية قامت، عند بداياتها  بعد تلك المصالحة، علي قاعدة عريضة ومتينة من الفساد المقنن، حيث أننا نجد أنه  لم تحظ أي مؤسسة عامة كانت أو  خاصة  بما حظيت به مؤسسات الحركة الاسلامية  المالية  من تلك  المعاملة  السيوبر ـ خاصة. لقد تمتعت تلك المؤسسات، وعلي رأسها بنك فيصل الإسلامي، بالإمتيازات التالية علي سبيل المثال لا الحصر:
أولاً / إعفاء اموال تلك الشركات من جميع أنواع الضرائب.
ثانياً/ إعفاء مرتبات و أجور و مكافئات و معاشات العاملين و أعضاء مجالس الإدارات.
ثالثاً / التمتع بأي إعفاءات أو إمتيازات منصوص عليها في أي قانون آخر.
رابعاً / لا يجوز مصادرة أموالها  أو تأميم أو فرض الحراسة أو الاستيلاء عليها.
خامساً / و لا تنطبق عليها القوانين التالية :
              * القوانين المنظمة للخدمة و فوائد ما بعد الخدمة،
              * قانون ديوان المراجع العام لسنة 1970 ،  أو أي قانون آخر يحل محله.

وبرغمه، فهذه هي جذور الفساد القريبة وليست البعيدة، والتي  تمت بشكل مباشر لاستخدام العلاقة السياسية
"المشبوة" والفاسدة بجهاز الدولة ومصادر القرار فيه!!!.

إن التنظيم السري الإسلامي  وفساده الذي إكتشفه د. الافندي ساعة صحوٍ مفاجئ ما هو إلا محطة صغيرة في طريق الفساد الإسلاموي ذو التاريخ العريق.

ما يأخذ المرء بالدهشة أن الإصلاحيين الإسلامويين يكتبون  بإطمئنانٍ شديد وكأنهم علي الضفة الأُخرى من النهر، ولكن حتى الذين شح نصيبهم من الذكاء  يعلمون ان الإصلاحيين الإسلامويين يقفون علي  هذه الضفة من النهر، وسط الحركة الاسلامية لا خارجها، وان هذه الإكتشافات التي يجهدون في تسويقها للعامة ما هي إلا هُراء وحلقة أُخرى  من حلقات "الإستغفال"  و" العبط" السياسي الذي ترجع اصوله إلي المأثرة الإسلاموية التاريخية،  " فلأذهب أنا إلي  كوبر حبيساً، و لتذهب أنت إلي القصر رئيساً"!!!.

إن الإصلاحيين الإسلامويين يطلعون، الآن،  بنفس الدور الذي لعبه إعلام وصحف الجبهة الإسلامية القومية إبان فترة الديمقراطية الثالثة، وإن كان علي نحوٍ مغايرٍ.
إن إعلام الجبهة الإسلامية القومية وصحفها وكتابها لعبوا دوراً مدمراً في النيل من التجربة الديمقراطية، حيث بخسوا قيمتها، وحطوا من قدرها وقدر رموزها، ورموها بسام سهامهم واغرقوا مركبها ، ومن ثم توجوا  سعيهم المعادي ذلك  بالإنقلاب عليها عسكرياً. أما الإصلاحيون الإسلامويون فيحاولون، الآن، إنقاذ مركب الحركة الإسلامية  المتأرجح، لا الخروج منه أو القفز من علي ظهره.  لقد خلت كتاباتهم من أي بادرة للأسف أو الندم علي ما فعلته حركتهم في حق الأفراد، والشعب والوطن . إنهم بكتاباتهم هذه، و بمسوح البراءة الكاذبة، تلك التي يبدونها إنما يُجمِّلون وجه حركتهم الإسلاموية، و يحاولون أن يجدوا لها بعضاً من موقعٍ و قدرٍ في عيون الناس.

إن الإصلاحيين الإسلامويين مطالبون بأن يتحلوا بالشجاعة اللائقة ليقروا  بخطئهم في حق الشعب أولاً، و ليس في حق تنظيمهم، وأن يعتذروا عن جرائمهم، لأنه وبالنسبة لشعب السودان و ضحاياه أن "الأخوان الكبار" و"الأخوان الصغار"  يقفون علي قدم المساواة في هذا المقام.

(*) هذا المقال أعادت نشره جريدة الايام 29 اغسطس 2010م، لان نشره تمَّ بشكل محدود على الشبكة العالمية في عام 2008م
 

 

آراء