عازه قومى كفاك نومك … بقلم: د. احمد خير/ واشنطن

 


 

د. أحمد خير
5 September, 2010

 



المهيمنون على السلطة فى السودان أقاموا حائطاً يحول بينهم وبين الشعب! وعلى الشعب ان يحمد الله على ذلك لأنه إذا كان هناك  منفذ خلال ذلك الحائط لأدى إلى الجحيم.
سيدنا عمر بن الحطاب رضى الله عنه سأل أحد الولاة:اً ماذا انت فاعل إذا سرق أحد الرعية؟ رد الوالى على الفور: أقطع يده! قال سيدنا عمر: حسنا ولكن إذا سرق أحدهم لأنه جائع فسأقطع يدك .
إذا تمعن خليفة المسلمين فى السودان فى  رد إبن الخطاب رضوان الله عليه وحاول أن يطبق روح ذلك العدل فكم من مسئول سيفقد يده او ربما سيكون القطع من خلاف !؟
فى كل يوم يلعلع إعلام السودان حاثاً الناس على العطاء المتمثل فى الزكاة ويكثر من ترديد الآيات والأحاديث التى تحض على الزكاة فى هذا الشهر الفضيل عسى ان يخرج ديوان الزكاة بحصيلة محترمة . ولكن برغم تلك الحملة المكثفة لم يخرج لنا ذلك الإعلام بمشروع قومى حقيقى تستثمر فيه أموال الزكاة التى ظل المواطن يواظب على دفعها فى كل عام ! مشروع قومى حقيقى يكون له الأثر فى حياة المعدمين من أبناء هذا الشعب الصامد الصامت وهم كثر . فكم من الأطفال مهملين وكم من كبار السن ممن ضاقت بهم الدنيا بما رحبت بعد ان أفنوا حياتهم فى خدمة وطنهم الذى كانوا يتوقعون منه الكثير فخيب آمالهم وهم فى شيخوخة لايقوون معها على العمل وبالرغم من ذلك يفضلون الموت جوعا ولايمدون أيديهم لأحد يطلبون المساعدة  وهم فى أمس الحاجة إليها . وكم من النساء وكم من اليتامى والمساكين لايسألون الناس من التعفف بالرغم من انهم لايملكون ثمن الخبز ناهيك عن ثمن الدواء واللوازم الصحية الأخرى . هل تنكر الوطن لتلك الفئات أم أن فى بلدنا أصبح القوى يأكل الضعيف . ونتساءل: أين تذهب أموال الزكاة؟
عندما نشاهد الفلل الفخمة والمنازل الأبهة التى يسكنها البعض ممن لهم صلة بالنظام و كانوا إلى وقت قريب من المعدمين لانملك إلا أن نتعجب على هذا الصمت المطبق الذى نشاهده برغم الفاقة . يقول قائل بأن تلك الطبقة الطفيلية هى أيضا من الشعب ولها حقوق ويحتاجون إلى العون . لاشك فى ذلك .  كان الله فى عون الجميع وكل عام وحصيلة الزكاة أكبر . فقط نقول: المال السايب يعلم السرقة .الرئيس الأسبق النميرى فى برنامجه الشهير الذى أطلق عليه البعض " العادة الشهرية لرئيس الجمهورية " علق قائلا: هناك من يسأل لماذا قامت  زوجة الرئيس بشراء  ثوب بــ 42 جنيها ، مالو ما مرة الرئيس ، هى مرة "......" وذكر فئة من الكادحين !
وهكذا يخرج هذا الشعب المغلوب على أمره من محنة ليقع فى أخرى . ومن العجب العجاب ان السودان ذلك البلد المعلم للثورات بات لايحرك ساكنا ! ربما هو فى إنتظار خليل فرح آخر يأتى لينادى " عازه قومى كفاك نومك " أو ان هناك سبب خفى لايعلمه أحد . ولكن الدلائل تشير إلى أن هناك شيئا فى جراب الحاوى . فالظلم من الممكن أن يقع ولكنه لايمكن أن يستمر . وعازة لن تخيب رجاء الملايين فهى قد عودتنا أن يغشاها النعاس ولكنها لاتنام .      
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

آراء