إذا تأجَّل الاستفتاء يجب أن يكون هنالك إصطفاف وطني جديد وعريض لإجراء تقرير المصير وحل مشكلة دارفور الانفصال لن يكون الحل للكثير من القضايا في الشمال أو الجنوب
تتشابكُ عنده خيوط قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي خبِرَ منعرجاتِها وسلكَ دُروبها، مقاتلاً بالأحراش، وناطقاً بإسمها، ومفاوضاً رفيعاً في صفوفها، ومع إقتراب دقَّات الساعة نحو ميقات إجراء إستفتاء تقرير مصير جنوب البلاد، يكتسب الحوار معه أهمية فائقة، فعلاوة على ماسبق، تلتئم لدى طاولة القائد والسياسي ياسر سعيد عرمان عضو المكتب السياسي ونائب الأمين العام ورئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية تفاصيل دقيقة عن مجريات وخفايا نهايات الفترة الانتقالية وتفاهمات شريكي نيفاشا حول خواتيم إتفاق السلام الشامل، وخبايا تعقيدات المصالح والاستراتيجيات الدولية والاقليمية، وللمرة الأولى منذ صدور (الميدان) العلني الأخير، يطلُّ عبر صفحاتها في حوار إستثنائي، يكشف الكثير من مآلات الاستفتاء بالجنوب والترتيبات لما بعده وشائك القضايا المصيرية الراهنة، وأوضاع قطاع الشمال في ظل كافة الاحتمالات، وغيرها من القضايا.. تراجع الحركة الشعبية عن السودان الجديد الحالة السياسية السائدة حالياً يشوبها إحباط على مستوى الشارع السوداني خشية وقوع الانفصال، وتعززها مقولات وتصريحات بعض قادة الحركة الشعبية، ألا يمثل ذلك تراجعاً واضحاً عن الفكر الاساسي للحركة والمانيفستو التأسيسي (الوحدوي) الذي خاطب أزمة القوميات على مستوى السودان ككل؟ السؤال يتضمن قضيتين رئيستين، أولاهما أن الإنفصال أصبح واقع وماتبقى مجرد إجراءات، وأيامٌ تعد على أصابع اليد وتكون هناك دولة جديدة. والثانية عن تراجع الحركة الشعبية عن برنامجها الاستراتيجي (بناء السودان الجديد). ومع أنَّ القضيتين متصلتان مع بعضهما البعض بصورة وثيقة إلا أنه يمكن الحديث عن كلٍّ مهما بصورة منفصلة. في قضية حتمية الانفصال فأنا لست من أنصار المدرسة التبسيطية التي تقول بأن الانفصال أصبح مجرد إجراءات فقط، فهي مدرسة تقيم الاحتفالات قبل إنجاز المهام الرئيسية. والانفصال قبل أن يقع فإن هنالك آلية يجيء بموجبها وأعني الاستفتاء، إذن فالتركيز يجب أن يتم على عملية الاستفتاء كعملية Process وكل ما نريده هو أن يصل شعب الجنوب الى إستفتاء حر ونزيهة وفي ميعاده وأن تُقبل نتائجه. هذه هي خارطة الطريق التي نودَّها لشعب الجنوب. ومن واقع التعامل مع حزب كالمؤتمر الوطني فإنني أقول بأن هذا الطريق غير معبَّد، بل تبقَّت فيه قضايا موضوعية كبيرة حول كيفية إنهاء الاتفاقية والوصول الى خاتمة بتوافق الطرفين! فالطرف الآخر، المؤتمر الوطني وبطبيعة تفكيره وتكوينه وأجندته التي يطرحها لا تجعل من حق تقرير المصير (نـزهة).. ومن يعتقد أن أن حق تقرير المصير "نـزهة" فهو يعبيء الناس في الوجهة الخاطئة، الواجب أن يدرك الناس ماهي المخاطر الحقيقية التي تكتنف الأمر. وبالتعامل مع حزب كالمؤتمر الوطني أقول بأن هذا الطريق غير معبَّد، بل تبقَّت فيه قضايا موضوعية كبيرة حول كيفية إنهاء الاتفاقية والوصول إلى خاتمة لها بتوافق الطرفين، فالطرف الآخر، المؤتمر الوطني لا يجعل من حق تقرير المصير "نـزهة"! ومن يعتقد أن حق تقرير المصير "نزهة" فهو يعبيء الناس في الطريق الخطأ. أعتقد بأن هنالك عقبات كبيرة كأبيي على سبيل المثال، التي لم يتوافر حل لمشكلتها حتى الآن، فالحدود لم تحسم بعد رغم الحديث الطنَّان والأغنيات التي يرددها المؤتمر الوطني الآن مع آخرين بأن الاستفتاء قائم في مواعيده كيما يخدر الجنوبيين في الداخل والمجتمع الدولي، خارجياً. ودعوني أتساءل كيف يقوم الاستفتاء في مواعيده والمفوضية لم تنجز مهامها ولم تتحصل على المبالغ التي طالبت بها لقيام الاستفتاء والبالغة (180) مليون دولار، ولم تكوِّن لجان الاستفتاء في الشمال أو بالخارج، ولم تعد للتسجيل حتى الآن مع أن قانون الاستفتاء ينص على إجراء التسجيل والطعون في شهر أكتوبر؛ والآن يدور حديث خلف الكواليس حول تغيير قانون الاستفتاء نفسه، وتعلمون جيداً أن قانون الاستفتاء جاء عبر صراع شاركت فيه الحركة الجماهيرية الديمقراطية ككل، ولذلك فإن الحديث عن إكتمال إجراءات الاستفتاء وماتبقى هو الانفصال، حديثٌ فيه ظلم كبير للإستفتاء الذي ينفتح في الاساس على الوحدة والإنفصال، والاستفتاء ليس مفاجأة لأحد، وهذه النقطة ترجعنا للحركة الشعبية وبرنامجها الاستراتيجي، فمن الصحيح أن الحركة الشعبية دعت لسودان جديد ولكن منذُ إعلان مباديء الإيقاد فقد وُضع مسارين لحل المشكلة السودانية، فأمَّا الوصول إلى سودان علماني ودولة قائمة على المواطنة أو الذهاب إلى حق تقرير المصير، وحق تقرير المصير لجنوب السودان فكرة أقدم من الحركة الشعبية، فقد طالبت به قوى عديدة عبر صراعات شتى، وتيار القوميين الجنوبيين، تيار قوى داخل الحركة الشعبية وخارجها، ولذلك فإن القضية الرئيسية ليست الحركة الشعبية، وذلك من حقيقة أن "مشروع السودان الجديد" هو الفكرة الجديدة والأحدث، ومشروع القوميين الجنوبيين في الانفصال هو الأقدم تاريخياَ، والأرسخ. مشروع السودان الجديد أخذ دفعات قوية وتحديداً عبر مؤسسه د. جون قرنق وعبر قيادة الحركة الشعبية لسنوات طويلة، لكنَّه يصطدم بعقبة رئيسية تتلخص في كونه [كمشروع] لا يقوم إلا على مركز جديد في الخرطوم، فالخرطوم [كمركز] هي التي صدَّرت الحروب الى الاقاليم التي حاربت في دارفور والشرق والجنوب، والخرطوم سلطة مركزية تنطوي على عداء شديد لحكم الاقاليم بواسطة نفسها، وأرى بأنه من المهم النظر، وكثيراً لمسالة السلطة في بلد المليون ميل مربع، وبلد السبعة آلاف عام من التاريخ والحضارة الذي يضم أكثر من (570) قبيلة وقومية وأكثر من (130) لغة وليس "رطانة". هذا البلد يحتاج الى مشروع جديد، ومركز جديد للسلطة، والفشل في هذا الأمر هو ما يعزز الدعوة للإنفصال، والفشل هاهنا في الأصل فشل لجميع القوى الوطنية الديمقراطية السودانية بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي قد لا تستطيع تغيير مركز السلطة، والانفصال ليس نهاية التاريخ، هنالك يوم جديد وأجيال جديدة بعد الانفصال، والجنوب لن يكون جنوب موزمبيق أو جنوب البرازيل، سيكون جنوب السودان. والانفصال وحده لن يحل قضايا كثيرة في الجنوب أو الشمال، فالشمال نفسه سيحتوي على جنوب جديد يتمثل في النيل الازرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور، والجنوب نفسه إذا إشترى بضاعة الشمال السياسي وأقام مركز قائم على الهيمنة في جوبا لن يستقر، مالم يأخذ الجنوب نفسه بمشروع السودان الجديد في حال الوحدة أو الانفصال. تأجيل الاستفتاء :- ترسيم الحدود.. أبيي.. والكثير العقبات الأخرى أمام المفوضية، مؤشرات واقعية تفتح الباب أمام إمكانية تأجيل الاستفتاء، ماهي تقديرات الحركة الشعبية لإحتمال التأجيل؟ يمكن أن تفتح الباب أمام إحتمالات عديدة، أفضلها أعلان الاستقلال من داخل البرلمان أو الحرب. فحالياً هنالك إستقطاب حاد في مسألة قيام الاستفتاء في مواعيده في التاسع من يناير كما نصَّت الاتفاقية، والمؤتمر الوطني يحاول الآن التلاعب بالفنيات، ويحاول زعزعة إستقرار الجنوب، ويمكن أن تشهد الشهور القادمة محاولات لجعل المليشيات في الجنوب نشطة حتى تغدو الصورة وكأنما هنالك صراع جنوبي جنوبي يمنع قيام الاستفتاء، حتى يخرج المؤتمر الوطني وأياديه نظيفة مما يدور. لكن الحل ليس بتراجع الحركة، فالحركة الشعبية وصلت لما وصلت إليه لأنها من الناحية السياسية كانت جزء من تحالفات عريضة شملت كامل الخريطة السياسية السودانية، ومن الناحية العسكرية كذلك، لأنها حاربت في جبهات بالشرق وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة، ولها إرتباط سياسي ما بالحركات الدارفورية التي خرجت من معطف فكرة التهميش والسودان الجديد، ولذا إن لم يُجر الاستفتاء فإن على الحركة ألا تتراجع جنوباً ذلك ليس الحل، بل عليها أن تتقدم شمالاً، يجب أن تنقل المعركة السياسية إلى الشمال، وأن تقود تحالف عريض من كل الغاضبين على المؤتمر الوطني، ومن كل الذين يشعرون بعدم رضا من الوضع السياسي الحالي حتى يقوم التحالف بتغيير ديمقراطي حقيقي لمركز السلطة في الخرطوم، هذا هو الحل الوحيد. فالشخص الذي لا يعطيك فرصة لأن تكتب مقال في جريدة لن يجعلك تقرر مصيرك، والذي لا يرتضي الحل الديمقراطي لقضية دارفور لن يرضى بحل ديمقراطي للجنوب، والذي لا يرضى بالتحول الديمقراطي وحق التعبير والتنظيم كيف يرضى بحق فصل ثلث الدولة السودانية بكامل موارده، هذه قضايا معقدة تحتاج الى عمل سياسي قوي، وتحتاج لأن تكون الحركة الشعبية في قلب الحركة السياسية السودانية، وأن تقود المعارك، وليس الاستفتاء وحده، فهو مرتبط بالتحول الديمقراطي وقضية دارفور والضائقة المعيشية والتحول الديمقراطي وكل هذه القضايا مرتبطة ربط لا فكاك له. وتحرير الجنوب لا يتم في جوبا، بل يتم في الخرطوم، هذه هي الرؤية التي يدور حولها حوار داخل قيادة الحركة الشعبية. وأنا من هذه المدرسة، وهي المدرسة التي أسست الحركة الشعبية، ووصلت للإنجازات التي حققتها عبر رؤية تغيير مركز السلطة في الخرطوم، ووتحرير الجنوب لا يتم في جوبا، بل يتم في الخرطوم، هذه هي الرؤية التي يدور حولها حوار داخل قيادة الحركة الشعبية، وإذا أردنا تحرير جوبا فإن العمل الشاق يتم في الخرطوم. وإذا تأجَّل الاستفتاء يجب أن يكون هنالك إصطفاف وطني جديد وعريض يشمل كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ما عدا المؤتمر الوطني لإجراء تقرير المصير لشعب الجنوب وحل مشكلة دارفور. عودة العنف :- في تصريحات صحفيه عقب لقاء بكتلة النواب السود بنيويورك حذر النائب الاول من عودة إندلاع عنف إذا تأجَّل الاستفتاء. فماهي توقعاتك لمخرجات مؤتمر السودان بنيويورك؟ لا أعتقد ذلك، ومؤتمر نيويورك سبقته إجتماعات بين الحركة والمؤتمر الوطني في الخرطوم، وكانت فاشلة بكل المقاييس، وسيكون مؤتمر نيويورك في أفضل الاحوال لقاء للعلاقات العامة وللتأكيد على مفاهيم عامة، لكن التفاصيل هي الأهم، والشيطان يكمن في التنفيذ والتفاصيل، والقادة الذين سيجتمعون أمام أضواء الكاميرات لن يكون لديهم وقت للوصول الى قضايا واضحة وعملية تفتح الطريق أمام الاستفتاء، هذا العمل كان من الممكن أن يتم بواسطة الطرفين في الخرطوم، ثم تؤخذ هذه الفرصة لتحويل نيويورك الى منفعة بدلاً عن كارثة، والآن شق الخلاف واسع بين الحركة والمؤتمر الوطني، ولا أرى بأن الخلاف يمكن أن يلتئم بنيويورك! وقد إجتهدنا في محاولات مع المؤتمر الوطني لنأخذ نيويورك كفرصة لتركيز الاضواء على السودان لجلب مساعدات وإهتمام أكبر من المجتمع الدولي من خلال تقديم مشروع مشترك بين الطرفين، لكن مساعينا هذه فشلت في الخرطوم. ولذا فإن نيويورك لن تضيف الكثير، صحيح، قد تضع مزيد من الاضواء حول القضية السودانية، لكن أشكُّ في إمكانية إيجاد حلول ناجعة من نيويورك. الحوافز الامريكية :- إذن كيف تنظر الحركة الشعبية الى الحوافز التي قدمتها الادارة الامريكية من أجل الاستفتاء في السودان؟ الحوافر معنيٌ بها المؤتمر الوطني! ويُسأل هو عنها، فهو الذي وُضعَ في قائمة الارهاب، وهو الذي أدَّت سياساته إلى ما أدَّت إليه من إجراءات ضد السودان، والحوار يتم مباشرة بينه والمجتمع الدولي، وإذا كان هنالك عمل مشترك جيد للحركة والمؤتمر الوطني كان من الممكن أن يصلوا الى سياسات وخطط مشتركة تمكِّن من التعاون المشترك مع المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي لم يتم أو يحدث. ولذلك أصبح المؤتمر الوطني هو المعني بمثل هذه القضايا لوحده، وليس حكومة الوحدة الوطنية أو القوى السياسية المشاركة فيها. ابيي قنبلة موقوتة :- تأخير تكوين مفوضية أبيي بات يمثل قنبلة موقوتة على إتفاقية السلام، ما هو موقف الحركة من "تلكـؤ" شريكها في تكوين المفوضية؟! التلكؤ معلوم، المؤتمر الوطني لن يتقدم الى الامام مالم يُمارس عليه ضغط حقيقي من قبل الحركة الشعبية وضامني إتفاق السلام والشعب السوداني، فهو لا يريد السير نحو الاستفتاء بالجنوب أو تكوين مفوضية أبيي، وقد ماطل في قانون الاستفتاء وماطل في تنفيذ بنود رئيسية في الاتفاقية، والاستراتيجية الحقيقية للمؤتمر الوطني إجراء إستفتاء مع نفسه، فهو يريد قيادة جديدة للحركة تابعة له لتجري إستفتاء معلوم النتائج، هذه سياسته الرئيسيى. أمَّا عن كيف سيصل لهذه النتائج؟ فهو مايحتاج فيه إلى (شمس منتصف الليل) وهو أمرٌ صعب المنال. المؤتمر الوطني بعد رحيل د. جون قرنق أعتقد بأن سلفاكير لن يستطيع أن يوحِّد ويقود الحركة الشعبية، والقائد سلفاكير إستطاع أن توحيدها وقيادتها لمركز موجود وقوي اليوم، وبالحق لا أعلم كيف سيستطيع المؤتمر الوطني تنفيذ سياساته! عليه [المؤتمر الوطني] أن يتجه إلى عرض دستوري جديد يغيِّر مركز السلطة في الخرطوم ويعيد هيكلة الدولة السودانية، لأن الشمال نفسه معنيٌ تماماً بما بعد الاستفتاء، فإذا كانت هنالك دولة جديدة بالجنوب عقب الاستفتاء، فماذا يريد الشماليون؟ ونعلم بأن لهم قضايا كثيرة معقدة. هنالك دارفور والشرق ومشروع الجزيرة والتنمية في الولايات الشمالية.. الشمال يحتاج الى دولة جديدة وإعادة هيكلة، وُجد الجنوب أم لم يُوجدْ. فالمؤتمر الوطني والدولة السودانية القديمة قد تمزَّقت، وأصبحت كثوب لا يستر جسد لابسُهُ! لذلك فإنه يحتاج الى ثوب جديد ومركز جديد قائم على التراضي والقبول والديمقراطية، هذه هي القضية الرئيسية التي لن تنتهي بفصل الجنوب أو عدم فصله. وأقول بأن فصل الجنوب لن يأتي إلا عبر وضع ديمقراطي بالخرطوم، لأن الاستفتاء هو أعلى الحقوق الديمقراطية، وسيدور حوله صراع عنيف في الفترة القادمة، والمؤتمر الوطني إذا تدبَّر وتعقَّل يمكنه أن يطرح رؤية جديدة لأن كيفية حكم السودان لم ترد في أيٍّ من الشرائع السماوية، هو أمر متروك للعلماء والخبراء من السودانيين ومن بينهم قادة المؤتمر الوطني، وعلى المؤتمر الوطني أن يجمع مجلس الشورى والمكتب القيادي والحزب من بعد ككل، ويرجع لنيفاشا ويتوكَّل على الحي الذي لا يموت ويأتي برؤية جديدة تنقذ المؤتمر الوطني وتنقذ السودان، وهذا هو "الإنقاذ" الحقيقي الذي لم يتدبَّرهُ المؤتمر الوطني من قبل. المؤتمر القومي الجامع :- دعوة للضغط على المؤتمر الوطني، وحالياً تشرع قوى الاجماع الوطني في التحضير للمؤتمر القومي الجامع. فكيف تفسِّر إذن عدم حماسة وفتور الحركة الشعبية في المشاركة في الاعداد لهذا المؤتمر على خلاف ما ساهمت به في مؤتمر جوبا!؟ دعنا نكن واضحين، المطلوب هو عمل شامل، يقبله المؤتمر الوطني ويشارك فيه، وإن رفضه يجب ألا يتوقف هذه العمل، نسميه مؤتمراً جامعاً.. قومياً.. جوبا الثانية، لا يهم، الاسم ليس المهم بل المحتوى، والأهم أن تكون هنالك نظرة شاملة للقضية السودانية دون تجزئة, والقضية السودانية الآن أعلى قممها الاستفتاء، وهي القضية المطروحة داخلياً وإقليمياً ودولياً، وكذلك تأتي دارفور والتحول الديمقراطي؛ يجب أن نجمع هذه القضايا مع بعضها، وأن يكون هنالك منظور شامل لحل الأزمة السودانية، وأن تكون هنالك حزمة كاملة للوصول إلى حلول، هذا العمل يحتاج لكل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، هذا هو جوهر القضية. الحركة الشعبية الآن تعمل مع القوى السياسية، ولديها شراكة مع المؤتمر الوطني. وعملية الوصول الى آلية ملموسة تحتاج إلى المزيد من الحوار لكن جوهر عملية الحوار الوطني مرغوبة من جميع الاطراف بما فيها الحركة. (مقاطعة) ولكن مشاركتكم في التحضيرات على خلاف مؤتمر جوبا لم تتنزل إلى مستوى المشاركة في اللجان؟ الحركة الشعبية ترغب في الاجماع والمشاركة، لكن حجم وطريقة المشاركة والآلية التي نصل بها إلى هذه المشاركة تحتاج الى المزيد من التجويد والعمل المشترك. نقلا عن الميدان