سودانى مؤتمر وطنى فى استراليا .. دى كيف؟! … بقلم: تاج السر حسين
royalprince33@yahoo.com
خلال زمن جميل فى سوداننا الحبيب وتعليم متين وقوى خرج مثقفين (مفلقين)، لا تخدعهم المظاهر الدينيه عن الجوهر، كان مقررا ضمن مادة الجغرافيه فى السنه الرابعه اوليه (اساس) زيارات تخيليه لعدد من ألأصدقاء فى مختلف دول العالم، نتعرف عن طريقها على عواصم تلك الدول وموانيها وموقعها الجغرافى وطقسها وصادراتها وعدد سكانها، فزرنا على سبيل المثال صديقنا (أحمد) فى مصر و(قرنتش) فى سويسرا و(فرانك) فى (المانيا) و(جون) فى أنجلترا أو استراليا على ما أظن واذا لم تخنى الذاكره.
وعلى ذكرى (أستراليا) بالذات مررت بالأمس على مقال اثار دهشتى فى احد المواقع الألكترونيه السودانيه جاء فيه أن احد منسوبى المؤتمر الوطنى فى (أستراليا) وفى وجود السفير الجديد اساء الى احد ابناء دارفور قائلا له:( الزيك ده كنا بنرسلو يجيب لينا شاى)!!
هذه الاساءة غير مستغربه أو مستبعده لأنها معشعشه داخل صدور وقلوب (أخوان) السودان المسلمين ، تلك الصدور التى من المفترض أن تكون مكانا (للتقوى) لا لحمل الأحقاد والضغائن على البشر.
فكما جاء فى الحديث أن رسولنا الكريم اشار باصبعه نحو صدره وقال (التقوى هاهنا .. التقوى هاهنا) وقال رب العزه فى الحديث القدسى : (ما وسعنى ارضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى المؤمن).
وعلى كل اذا صحت تلك الشتيمه أم لم تصح فليس غريب أن نسمع بأنه يوجد فى بلد مثل أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو هولندا أو استراليا دبلوماسى ينتمى (للمؤتمر وطنى)، هذا امر طبيعى بعد أن احتكروا جميع المجالات فى السودان حتى التى لا تشبههم مثل (الدبلوماسيه) والثقافه والرياضه والفنون علما بأنه لا يسمح للدبلوماسى أن ينتمى لأى حزب خلاف (السودان)، لكن هذا مجرد كلام نظرى فحتى مفوضية الأنتخابات التى من المفترض أن تكون (محائده) أكتشفنا انها مؤتمر وطنى لأبعد حد، والله يستر على مفوضية الأستفتاء الذى هو من حق الجنوبيين لكن اهم ثلاث شخصيات تديرها من الشمال بربكم (هل هنالك ظلم واستحقار) أكثر من هذا؟ اليس من حق الجنوبيين ان يختاروا الأنفصال بدلا عن الوحده وأن يغنوا له قبل أن يعلن رسميا؟
لكن أكثر ما استغربت وأستعجبت له ويستحق وقفة تأمل وتفكير وطرح سؤال من العقلاء والأذكياء هو كيف يكون فى تلك البلدان من ينتمى للمؤتمر والوطنى وهو لم يذهب كدبلوماسى أو مبعوث لدراسه عليا؟
وهل ذهب ذلك (المؤتمرجى) كعالم فذ لا مثيل له تحتاج لخدماته دوله متقدمه مثل استراليا؟
طالما لم يكن ذلك (المؤتمرجى) ضمن تلك الفئات التى ذكرناها، فدون شك ذهب لاجئا وحانقا على نظام الأنقاذ – حسب ما هو مفترض ومتوقع - والشروط التى منح بموجبها حق اللجوء مباشرة أوعبر دوله ثالثه، هو تقديمه لقضيه (كيس) مقنع يؤكد بأنه واجه اضطهادا وتعذيبا وأعتقالا وبطشا من نظام الأنقاذ وأن حياته معرضه للخطر اذا عاد للسودان، وبخلاف ذلك يكون هذا الشخص كذاب ومنافق وأرزقى أو طابور خامس مغروس، تم تسهيل مهمته من خلال خطه مدروسه ساعد فيها احد العاملين جهاز الأمن السودانى وزوده بمستندات تؤكد تعرضه للمخاطر فى السودان، وفى أحسن الأحوال انه قريب لقيادى فى جهاز الأمن اراد ان يساعده وهو يعلم بأنه لا علاقة له بالسياسة ولا يعارض نظام الأنقاذ، بل هو من المؤيدين للنظام ومن المستفيدين من خيراته!
للأسف انهم ينهبون الوطن ويعملون على تمزيقه بدعوى اصرارهم على الدين وعلى الشريعه، والدين منهم براء، ثم لا يكتفون بذلك بل يسئيون للوطن باختلاق وقائع غير حقيقيه تجعلهم يستفيدون من وضع من المفترض أن يستفيد منه الشرفاء الوطنيين الذين واجهوا حقيقة جميع اصناف القهر والتعذيب فى بيوت الأشباح، لقد صدق من قال فيهم :
( أنهم يفوقون سوء الظن العريض)!!
ومن زاوية أخرى فأنى لا الوم هؤلاء (الأرزقيه) وانما يقع اللوم على شرفاء السودان المقيمين فى تلك البلدان الذين يعرفونهم لأنهم مقصرين جدا فى مواجهة هذا السلوك القبيح وهذا الفعل الضار بهم وبوطنهم ومواطنيهم، ويجب عليهم ان يكشفوا للمسوؤلين فى تلك الدول عن هذه النوعيات سواء أن حصلوا على جوزات سفر أم لم يحصلوا عليها حتى يعملوا حسابهم ويتحروا الدقه فى النوعيات التى تصل بلدانهم وهذه اول خطوه تساعد فى تجفيف منابع الأرهاب وحرمان تلك الجماعات الأرهابيه التى تهدد العالم الحر كله من الدعم المادى واللوجستى.
وحتى يتعظ امثال هؤلاء الأرزقيه الذين يذهبون كلاجئين ثم يعلقون صور (البشير) المطلوب للعداله كما سمعنا على جدران منازلهم.
للأسف الشديد السودان هذا البلد الذى عرف اهله بالمبادئ والأمانه وطهارة اليد ظهرت فيه ظواهر غريبه، حيث علمنا عن لاجئين يسكنون السفارات بصورة دائمه ولا يغيبون عنها يوما واحدا ويقيمون العلاقات الوديه مع رؤسا مكاتب المؤتمر الوطنى فى الخارج، يقبضون المنح من مكاتب اللاجئين ويقبضون فى نفس الوقت (عطايا) من السفارات ومكاتب المؤتمر الوطنى، بل هنالك صحفيون كانوا ولا زالوا يدعون بأنهم معارضين وفى ذات الوقت تجدهم يعتزون ويتشرفون بعلاقاتهم الحميمه مع احد وزراء الأنقاذى المتهمين بتعذيب الشرفاء فى بيوت الأشباح.
بعضهم يجهر بانه له مصلحه من وراء ذلك الفعل المشين وبعض آخر يسميها (علاقات عامه)!!
للأسف هذه صور وتصرفات تثير الغثيان وأدناها هو تلك النوعيه التى حصلت على اعادة التوطين كلاجئين فى الدول التى تحترم حقوق الأنسان وبعد أن حصلوا على جوازات تلك البلدان نسوا قضية الوطن ونسوا معاناة اهلهم وعذاباتهم وأهتموا بحل قضاياهم الشخصيه والذاتيه وبناء الفلل والشقق الفخمه!!
أتحدى اى مؤيد للمرتمر الوطنى فى تلك البلدان لم يذهب كدبلوماسى أو مبعوث أن يكشف على الملأ (قضيته) التى حصل بها على اللجوء، فسوف نكتشف الكثير المثير وأن من بينهم من كانت قضيته التى قدمها دون خجل أنه (مثلى) منع من ممارسة حقوقه كشاذ!!
اذا ماذا تتوقع من مثل هذا غير أن يقول لأحد ابناء دارفور (نوعك ده كنا بنرسلو يجيب شاى) ، وماذا تتوقع منه غير أن يصبح من المؤيدين لنظام (داس) مواطنيه تحت الأحذيه واذل النساء السودانيات قبل الرجال.
وذلك اللاجئ المنتمى للمؤتمر الوطنى شاتم الشرفاء من اهل دارفور ، يعلم جيدا أن بعض اللاجئين وربما هو من ضمنهم كانوا يقدمون للدبلوماسيين (الأخوان) فى السفارات السودانيه ما هو امر طعما من الشاى بدون سكر .. فكل اناء بما فيه ينضح.