الأستاذ/ على محمود حسنين ونداء: نحو جبهة عريضة لإسقاط النظام
الأستاذ/ على محمود حسنين فى بحثه الدؤوب نحو تكوين جبهة عريضة لإسقاط النظام ظهر وكأن ماينادى به هو مولود بأسنان كاملة وليس جنينا أتى من رحم الغيب ! أن الجبهة التى يعمل ما فى وسعه لتضم أبناء وبنات السودان من الحادبين على بقاء السودان موحدا معافى خالى من الحروب والخلافات ، سودان يقر بأن المواطنة هى التى تكفل للسودانى الحق فى أن يعيش فى وطنه آمناً يتمتع بالحرية والعدالة والديمقراطية وهذه فى دعوته هى المكونات الآساسية التى ستفتح المجال لكل سودانى يعشق الحياة بعد أن ناضل وإصطلى بنيران الحروب لسنوات طوال ذاق فيها الأمرين وهو يحفر فى صخرة الحياة باحثا عن الأمن والأمان فى وطن قارب أن يتقسم بفعل فاعل كان قد إستولى على السلطة بليل قبل عقدين ونيف من الزمان .فاعل ظل يسوم أبناء الوطن شتى أنواع العذاب بما فى ذلك عذاب الشتات الذى أرغم الكثيرين من الشرفاء على ترك الوطن بفضل أناس نقضوا العهد ولم يوفوا الكيل والميزان وأكلوا أموال وحقوق المواطن بالباطل .
أن دعوة الأستاذ بالرغم من أنها وليد أيام معدودات إلا أنها أصبحت كالنار فى الهشيم أو ككتلة الثلج التى يزداد حجمها كلما تلقفتها الأيدى المتعطشة لتراب الوطن الذى ظل يبحث عن بنوه بين دهاليز الحياة وهم على مرمى حجر ولكن عافت أنفسهم من أن يعيشوا بين هؤلاء القوم الذين جاؤا إلى سدة الحكم بإسم الدين والدين منهم براء!
لك الله ياوطنى وحتما سيأتيك الفرج عما قريب على أيدى فتية آمنوا بأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسم وبانت نفحات التغيير مع نغمات النداء بجبهة عريضة تتسع لكل من يؤمن بالحياة الكريمة بات يسمع هتافها فى كل أرجاء المعمورة ، من لندن إلى واشنطن ، ومن واشنطن إلى طوكيو وإلى سدنى وإلى سنغافوره وإلى ريوديجانيرو وكركاس وساوباولو والبرازيل ومنها إلى مدريد وبرشلونه ومرسيليا وإستوكهولم وإلى لاهاى ومنها إلى هاواائى وجزر الكاريبى التى باتت تغنى المامبو سودانى وكان أن رددت الخرطوم وأمدرمان وجوبا وملكال وأويل والسكوت والمحس " أصبح الصبح وهانحن مع النور إلتقينا " و "بإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغنى " و " سندق الصخر حتى تخرج الأرض لنا زرعا وخضرة " وستأتى ساعة الزحف إلى مراتع الصبا لتسحق من علقوا المصاحف على أسنة الرماح بهتانا وخداعا لشعبنا الآمن المؤمن بأن كلمة الله هى العليا .
لن نعدد إخفاقات هذا النظام القابع على صدر الأمة فيكفى أن كل من شهد يوم إنقلابهم ، يوم مولدهم يعلم علم اليقين بأنهم أتوا والخداع يملأ جوانحهم فمنهم من ذهب إلى القصر ومنهم من ذهب إلى السجن مكرا وخداعا . ثم واصلوا فى التطفيف فى كيلهم وهم العارفين بقول الله " ويل للمطففين " حتى بات التطفيف رمزا وشعارا إتخذوه بدلا عن الأسوة الحسنة ، والحسنة بعشرة أمثالها . أناس نسوا الله فأنساهم أنفسهم . أناس أقاموا عرس الشهيد وهم يقتلون أبناء الوطن الواحد ثم أنقلبت الأعراس إلى مآتم بفضل فتوى شيخهم القائل بأن كل من مات فى حرب الجنوب مات فطيسا!
لك الله ياوطنى وأنت متأبطا الموت من ميلاد دولة الإنقاذ إلى هذه اللحظة . لك الله ياوطنى وانت تتطلع مع صبيحة كل يوم إلى فجر جديد يحملك بعيدا عن موبقات هذا الزمن الردئ إلى براح الحرية والعدل والمساواة . فجر يأتيك مرفرفاً بجناحين كالبراق ليحملك إلى عوالم أخر فيها مايعوضك عن سنوات الهوان التى قضيتها تئن منتظراً رسل الحرية والخلاص .
أبشر أخى وأبشرى يا أختاه لقد دق الأستاذ / على محمود حسنين فإنفتح الباب على مشراعيه فوقف فى إنتظاركم يدعوكم للدخول لتنعموا بالسلام والطمأنينة فى وطن هو للجميع بدون تمييز لعرق أودين أو قبيلة ، وطن لافرقة فيه بين زيد ودينج أو بين ربيكه وزبيده . هلموا إليه ولاتجعلوه يقف طويلاُ فرحلة المليون ميل لابد وانها شاقة ، بالرغم من علمى بأنه رجل الحارة وأخو الأخوان فلن يمل الإنتظار ولكن كل لحظة لها قيمتها فالحرية تحتاج إلى من يصونها لتبقى وعلى من يحافظ عليها لتتسع مواعينها لتشمل الجميع .
الأستاذ/ على محمود حسنين قد سبقنا جميعاُ إلى بستان الحياة وفتح الأبواب ويأبى أن يدلف إلى الداخل قبل أن يجتمع القوم ليكون الزفاف جماعى ويكون العرس هو عرس كل البلاد ليتم الإحتفال الجماعى الذى فيه يتوشح الجميع بثوب القرمصيص والدانتيل ويكون الهلال كما هلال السماء مضيئا على جباه الجميع . عندها سيبارك الله جهد عباده ويجازى كل من أحسن عملا . هلموا أبناء وطنى إلى العمل من أجل وطن بات يقتله الحزن على فراق الأبناء من الذين هجروه لسنوات طوال فى غربة تناجت فيها القلوب وتوحدت حتى جاءها الخلاص .
هلموا أبناء وطنى ولاتتركوا الفارس يطيل الإنتظار . أخالكم تسمعون صهيل فرسه التى هى فى شوق لدفء الوطن وحنين الأهل والأصدقاء ! نعم لقد جاءكم على محمود حسنين وهو يحمل وشاح سنوات الإغتراب ليلقى به على وجوه كل مشتاق للحرية والأمن والسلام ليرتد البصر فيرى الجميع عظمة الحرية وعظمة الحياة فى ظل وطن واحد إسمه السودان . ليغنى الجميع وبصوت واحد " أبدا ماهنت ياسوداننا يوما علينا " وسيردد أبناء الداخل " أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق " ويتم العناق وتنطلق الزغاريد فى كل ربوع السودان . وستنطلق الجموع الهادرة وهى تنادى قائلة
" أعطنى حريتى .. أطلق يديا .. اننى أعطيت ما إستبقيت شيئا"
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]