اليوم الذى إنقشع فيه الضباب عن مدينة الضباب … بقلم: د.احمد خير/ لندن
توافد إلى العاصمة البريطانية لندن العديد من أبناء السودان الشرفاء الذين حملوا الوطن معهم فى حلهم وترحالهم .
لقد توافد إلى لقاء الجبهة العريضة التداولى فى لندن الجموع من السودانيين قادمين من شتى بقاع الأرض حاملين معهم آمالهم وآمال أبناء سوداننا الذى بات يصرخ مستصرخا كل جهد لإنقاذه من بطش الباطشين وصلف المنافقين المتاجرين بإسم الدين .
ما وددت تناوله اليوم ليس ما أنجزه أولئك الأبطال الذين إرتفعوا إلى مستوى المسئولية فى الطرح وفى التناول الشئ الذى تحقق معه النجاح المنقطع النظير الذى حتما سيظهر ثمره فى القريب العاجل
لقد إنطلقت السفينة من لندن فى فضاء مشحون بكل إخفاقات سلطة تتخبط كما الذى مسه الشيطان ، مما تسبب فى إفقار المواطن وتقسيم الوطن .
لقد حارب النظام المواطن فى رزقه بفرض ضرائب وإتاوات غير مسبوقة ، أثقلت كاهل كل من لاينتمى للحزب الحاكم . حتى الفكر قد حورب وبات التطبيل للنظام هو من اولويات اجهزة الإعلام التى سخرت لخدمة مجموعة معينة من طبقة معينة تحكم وتتحكم ، ومن كثرة التطبيل بات النظام ينتشى طربا فرقص الراقصون وتمايل المتمايلون ، وليتهم يعلمون أنهم يرقصون ويتمايلون على جثث شعب أفقروه فمات منه الملايين والبقية تنتظر ! لقد ا فقدت قيادة النظام البوصلة فجنحت سفينتهم فى بحر متلاطمة أمواجه فباتوا فى حيرة من أمرهم ، ولاعاصم اليوم!
عندما سمع بعض زبانية النظام بخبر موعد إنعقاد المؤتمر التداولى للجبهة العريضة سخر بعض أقلام مرتزقته مدعين فشل اللقاء، كما سخروا آلياتهم الإعلامية تلك المتخفية تحت أسماء سموها بأنفسهم مدعين أنهم يحملون الحقيقة إلى المواطن وفى ظنهم أن المواطن مغيب لايعى ألاعيبهم التى أثبتت للجميع فشلها فى دعم الوحدة التى طبلوا ورقصوا لجعلها جاذبة ! وليتهم يعلمون أن الجذب لايتأتى بالأغانى والطبول التى كان صداها يصل إلى أذن المواطن السودانى الجنوبى كطبول الحرب التى ظل النظام يشنها عليهم منذ ان تسلم زمام السلطة فى 30 يونيو 1989 .
بالرغم من ان لندن قد إشتهرت بانها مدينة الضباب فقد إنقشع ذلك الضباب ربما بحرار لقاء الأحرار من أبناء وبنات السودان الذين هبوا من كل أركان الأرض ليتكاتفوا مع بعضهم البعض فى جبهة عريضة فى سبيل تغيير الحال الذى أصبح لايطاق .
لقد تعانق فى ذلك اللقاء أبناء الخارج مع أبناء الداخل ليحققوا حلم الملايين من أبناء السودان ويعيدوا للسودانى كرامته التى ظل يدافع عنها لسنوات طوال .
لقد فرض الواقع تلاحم جميع القوى النضالية فى المدن وفى الريف وأصبح لزاما على كل قادر أن يقف اليوم مع الجبهة العريضة ليقول لا لكل متجبر غاصب تسلم السلطة عن طريق الخداع وإستمرأ الخداع إلى أن غاص فيه إلى الحد الذى إقتنع معه بأن الخداع هو الوسيلة الوحيدة لبقائه ولو كره الكارهون ! وليتهم يعلمون ان كل حيلهم ماباتت تنطلى على الجماهير الغاضبة المتوثبة للحرية والكرامة والعدل والتى باتت قاب قوسين او أدنى من تحقيقه تحت قيادة الجبهة العريضة التى تشكلت من أجل إستعادة الحقوق المغتصبة .
لقد إنقشع الضباب عن مدينة الضبات ولم يتبقى إلا أن يعمل الجميع لينقشع وينكشح نظام بات يفتقد لمقومات البقاء..
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]