منظمة افريقيا العدالة: اقتصاديات ما بعد الإستفتاء
رئيس التحرير: طارق الجزولي
31 October, 2010
31 October, 2010
Hafiz Mohamed [hafiz2502@yahoo.co.uk]
· المقدمة:
صعوبة الحصول على معلومات وإحصاءات صحيحة وموثوق بها، تجعل تحليل الوضع الإقتصادى فى السودان صعب جدا، وقد إعتمدت فى هذه الورقة على المعلومات الوارده فى تقارير صندوق النقد الدولى (IMF) ووحده مجلة الايكونمست (EIU) ونستعرض فى هذا الجانب الوضع الإقتصادى المالى فى السودان.
· السياسة المالية:
منذ أواسط سبعينات القرن الماضى السمة العامة للموازنة فى السودان هى العجز و التمويل بالعجز و قد ساهم ذلك بشكل كبير فى زياده حجم الكتلة النقدية المتداولة و زيادة حدة التضخم ( الإفراط فى التضخم) وكان ذلك إحد الاسباب الرئيسية فى زيادة نسبة الفقر وسط ذوى الدخل المحدود.
و قد إستمرت تلك السياسات وتفاقم الوضع فى فتره التسعينات حيث كان تمويل الحرب الاهلية هو أهم بنود الصرف فى الميزانية العامة وحتى بعد إنتهى الحرب وفى الخمس سنين الاخيره من عمر الفتره الإنتقالية و حسب إتفاقية السلام الشامل فشلت الحكومة فى وضع ميزانية متوازنة حيث ظل العجز هو السمة الغالبة وقد لجأت الحكومة الى بعض الإجراءات غير التضخمية لسد العجز (إصدار سندات حكومية- شهامة) إلا أن ذلك تم بصوره محدودة جدا رغم إرتفاع العائد من تلك السندات، ويعزى ذلك الى عدم قدره الجمهور لشراء تلك السندات للنقص الحاد للسيولة.
A. الملامح العامة للسياسة المالية الحالية :
· تقديرات الناتج القومى:
مليون جنيه | 2005 | 2006 | 2007 | 2008 | 2009 | 2010 | 2011 |
الناتج القومي | 66.714 | 79.046 | 93.200 | 116.317 | 124.844 | 149.311 | 166.206 |
نسية النمو | %603 | %11.3 | %10.2 | %6.6 | %40.2 | %4.2 | %3.7 |
· ملخص التقديرات:
| 2008 | 2009 | 2010 |
النمو الحقيقي للناتج القومي % | 6.6 | 4.2 | 4.9 |
انتاج النفط(الف برميل يومياً) | 461.5 | 473 | 477.8 |
عائد تقدير النفط(بليون دولار) | 11.106 | 7.113 | 9.164 |
معدل نسبة التضخم % | 14.3 | 11.2 | 11.8 |
صادرات غير بترولية(بليون دولار) | 11.7 | 7.6 | 9.7 |
الواردات(بليون دولار) | 8.2 | 8.3 | 8.5 |
الديون الخارجية1 بليون دولار) | 33.1 | 35.7 | 37.0 |
الزياده المتوقعة فى إيرادات الدولة لعام 2010 هى حوالى 26.2 بليون جنية (1810.96 )وهى زياده نتيجة لإرتفاع اسعار النفط، والمتوقعزيادة فى حصيلة الضرائب.
فى عام 2011 دخل النفط من العملة المحلية سوف يرتفع نتيجة لإنخفاض سعر الجنية السودانى ومن المتوقع ان ترتفع جملة مصروفات الدولة بنسبة 29% الى 31.0 بليون جنية سودانى فى 2010 وبنسبة ضئيلة فى عام 2011 وعليه فان عجز الموازنة سوف يرتفع الى 3.3% من الناتج القومى.
حكومة جنوب السودان تعتمد على إيرادات النفط بشكل أكبر وذلك عن طريق التحاويل من الحكومة المركزية،وتوقعات تلك التحويل فى 2010 – 2011 حوالى 2.2 بليون دولار امريكى.
ارتفاع اسعار النفط سوف يخفض الضغط المالى ومعظم مصروفات جنوب السودان تتمثل فى الأجور وقدرتها على الاستثمار فى البنية التحتية تظل ضعيفة.
· السياسة النقدية:
العقوبات الامريكية على السودان قللت من تاثير الازمة الاقتصادية ((Credit Crunchالمالية المباشره على السودان، لكن السودان لم ينجى من تاثير الازمة على إقتصاديات دول أخرى فى العالم حيث أدى ضعف الاقتصاد العالمى الى ضعف الطلب العالى على النفط مما أدى الى هبوط اسعاره.
ضعف عائدات النفط ساهم فى تفاقم العجز فى الموازنة العامة وميزان المدفوعات.
· النمو الإقتصادى:
فى السنوات الاخيره ساهم النفط بشكل فاعل فى زياده نسبة نمو الإقتصاد السودانى، و مازالت الزراعة تشكل حوالى 1/3 من الناتج القومى وقد توسع قطاع الخدمات فى الفترة الاخيره ولكن نسبة النمو المتوقعة انخفضت الى 4.2% و من المتوقع ان ترتفع الى 4.9% فى 2010مدعومة بقطاع الخدمات و المرافق العامة و بعد ذلك تنخفض الى 3.7% فى 2011 نسبة لغموض الوضع السياسى الذى سوف يحد من الاستثمار.
· نسبة التضخم:
فى عام 2009 كانت نسبة التضخم منخفضة نسبيا و نسبة لإرتفاع الاسعار فى الاشهر الاخيره من السنة ارتفعت نسبة التضخم الى متوسط 11.2% وسوف ترتفع فى 2011 نسبة لزيادة الضرائب و الإنخفاض الحاد فى سعر صرف الجنية السودانى.
· سعر صرف الجنية:
رغم تدخل البنك المركزى عبر وضع قيود وضخ كميات من العملة الاحتياطى فى السوق استمر تدهور سعر صرف الجنية و ذلك نسبة لغموض الوضع السياسى وعدم معالجة بعض القضايا المتعلقة بترتيبات ما بعد الاستفتاء و توقعات بان يفقد الشمال حوالى 70% من الموارد البترولية وبالتالى يفقد اهم مصدر للعملة الاجنبية وسوف تتاثرقيمة الجنية السودانى.
السمات العامة للسياسة الاقتصادية فى السودان فى الثلاثين سنة الاخيره
اتسمت السياسة الاقتصادية فى السودان منذ نهاية ثمانينات القرن الماضى بتدخلات صندوق النقد الدولى وفرض سياسة الإنفتاح وكانت أهم ملامح تلك السياسة هى:
1. التخفيض المستمر لسعر العملة السودانى حيث انخفض سعر صرف الجنية السودانى من 3.03 للدولار الامريكى فى عام 1978 الى 83% وفى عام 1989 الى 0.00037 فى عام 2000 وذلك شكل انخفاض كبير جدا ووجهة المقارنة الوحيدة له فى العالم هوالحال الاقتصادى فى زيمابوى الان.
2. رفع الدعم عن السلع الاساسية (السكر، الدقيق، الوقود) وذلك ساهم فى ارتفع تكاليف المعيشه وزياده الضغط المعيشى على السواد الاعظم من السكان.
3. خصخصة مؤسسات القطاع العام وبلغ ذلك زروته فى الفتره مابعد 1990 نتيجة لسياسات الحكومة والتى أدت الى بيع جزء كبير من مؤسسات القطاع العام.
4. رفعت الدولة يدها من توفير الخدمات الإساسية واصبح إقتصاد السوق هو السائد (صحة وتعليم).
5. ضعف دور الدولة الرقابى على السوق رغم ذلك لم يتم التطبيق الكامل للإقتصادالحر حيث كانت أغلب المعاملات تقوم على الاحتكار الكامل وليس التنافس الذى يساهم فى خفض الاسعار.
6. تم إنشاء أول بنك إسلامى (فيصل الاسلامى) فى عام 1978 وطبق نظام المصرف الاسلامى بشكل كامل فى كل المعاملات المصرفية فى عام 1984وساهم ذلك فى زيادة الكتلة النقدية المتداولة وزاد من حدة التضخم، حيث كان إجمالى الإستدانة العامة فى ابريل 1985 حوالى 4.5مليون جنية سودانى.
7. الدين الخارجى للسودان كان حوالى 13.5 مليار دولار امريكى فى عام 1985ولكن أغلب ذلك نتيجة للقروض التى استخدمت فى مشاريع التنمية ، بالاضافة الى تراكم ديون خاصة بالإستيراد وتم جدولتها عن طريق صندوق النقد الدولى ونادى باريس.حجم تلك الديون فى عام 2008 وصل 33.740 مليون دولار امريكى فى 2009 ، وتلك الزياده عباره عن تراكم فوائد وغرامات لإخفاقات فى سداد الاقساط وتشكل هذه الديون احدى عقبات تسويه قضايا ما بعد الإستفتاء.
8. توسع السودان فى التعليم بشكل عام وأغلب ذلك عن طريق زيادة المدارس الخاصة والتوسع فى التعليم العالى بزيادة عددالجامعات الحكومية والخاصة وقد ساهم ذلك فى التوسع الافقى بزيادة عدد الخريجين ولكن نوعية التعليم إنخفضت بشكل حاد جداَ وذلك لايساعد فى إيجاد كوادر قادره على تلبية إحتياجات البلاد فى التنمية المستقبلية.
فى ظل إختفاء الفوارق الأيدولوجية (رأسمالية، وإشتراكية) أصبحت القدره على إداره الإقتصاد بشكل يحقق قدر مقبول من النمو ويخلق فرصة عمل كافية وقد ساهم الانفتاح فى ظل العولمة الى تحويل العالم الى قرية صغيره، واصبح رأس المال ينتقل الى الاماكن التى تحقق عائد اكبر وقد إرتبط ذلك بتكاليف الانتاج كلما، كانت تكاليف الانتاج اقل كلما اصبحت السلع المنتجة اكثر تنافساً لذلك حولت اغلب الشركات الكبرى فى العالم مواقع انتاجها الى تلك الدولة واصبحت دول مثل الصين و الهند تنتج أغلب منتجات الشركات الاوربية والامريكية وتبيع كل المنتجات فى اوربا وامريكا.
رغم ذلك مازالت الدول الرأسمالية فى اوروبا وامريكا تتطلع بمسؤليتها تجاه مواطنيها حيث لم تختفى دولة الرفاهية (Welfare State) حيث يصرف اكثر من ثلثى الموازنة العامة فى برطانيا فى الصحة والتعليم ودعم ذوى الحوجة.
فى السودان ليس هنالك اقتصاد كامل الحرية حيث نجد كثير من القيود والتدخلات الرسمية فى السوق وايضا هنالك احتكار لكثير من الانشطة الاقتصادية وفى الوقت الذى تتحصل فيه الدولةعلى مبالغ كبيره فى شكل ضرائب ولاتتطلع بإى مسؤلية تجاه مواطنيها من حيث الخدمات.
· ميزان المدفوعات \ سعر صرف الجنيه السودانى:
نجحت الحكومة فى تثبيت سعر صرف الجنيه السودانى فى الفترة من 2007 حتى 2009 وذلك نسبة لوجود أرصدة كافية من العملة الأجنبية نتيجة للزيادة فى أسعار النفط العالمية .
يرتبط سعر صرف العملة عادة بموقف ميزان المدفوعات فى الدولة المعنية، فكل ما كان هنالك عجز ينعكس ذلك على العملة المحلية بإضعافها والعكس صحيح، ولكن هنالك عوامل أخرى قد تساهم فى التأثير على سعر صرف العملة .
منذ شهرين تدهور سعر صرف الجنيه السودانى بشكل حاد، و إرتبط ذلك بشكل مباشر بالوضع السياسى الراهن وعدم وضوح الرؤية السياسية وزيادة ترجيح كفة الإنفصال فى إستفتاء جنوب السودان المتوقع فى يناير 2011 وما قد يترتب عليه من فقدان الشمال لأكبر مصدر للنقد الأجنبى .
· التقديرات الخاصة من الصادر \الوارد \ سعر الصرف:
| 2011 | 2010 | 2009 | 2008 |
إنتاج النفط (الف برميل ) | 485 | 477.8 | 473.0 | 461.5 |
حصيلة صادرات النفط (بليون دولار ) | 9.211 | 9.164 | 7.113 | 11.106 |
نسبة التضخم (%) | 809 | 11.8 | 11.2 | 14.3 |
حصيلة الصادرات (بليون دولار) | 9.9 | 9.7 | 7.6 | 11.7 |
إجمالى الواردات (بليون دولار) | 9.0 | 8.5 | 8.3 | 8.2 |
العجز فى الحساب الجارى(بليون دولار) | 30 | 2.60 | 2.80 | 1.30 |
سعر الصرف (جنيه\ دولار) | 3.2 | 2.4 | 2.3 | 2.09 |
من الملاحظ إنخفاض سعر صرف الجنيه السودانى مقابل الدولار الامريكى فى الفترة من2008 إلى 2010 بنسبة فاقت 35% مع ملاحظة زيادة العجز فى الحساب الجارى بنسبة فاقت 50% .
إذا فقد الشمال 70% من موارده النفطية فإن ذلك سوف يشكل ضغط على الحساب الجارى، ويضعف قيمة العملة السودانية بشكل كبير، ومن الصعب إيجاد بدائل لتعويض ذلك فى المدى القريب، بالإضافة إلى التأثير في الحساب الجارى وسعرالعملة فإن فقدان 70% من عائدات النفط سوف يزيد من عجز الموازنة فى الوقت الذى لا يوجد فيه أى بدائل لتعويض ذلك، حيث أن الحكومة لا تستطيع فرض ضرائب إضافية أو إتباع سياسات تقشفية .
بالنسبة لحكومة جنوب السودان قد تستفيد من فقدان الشمال النسبة 70% من عائدات النفط وذلك سوف يساهم فى إيجاد موارد إضافية لها لكى تصرف فى مجال الخدمات وبعض مشاريع التنمية،ولكن الجنوب ما زال يعانى من عدم قدرة فى إدارة مؤسساته بصورة أكثر فاعلية وذلك يفقدهم القدرة على الإستفادة من الموارد الإضافية بشكل فاعل.
· الديون الخارجية:
اذا استخدمنا نصيب الفرد في الديون الخارجية كمعيار فإن السودان يعتبر من أكبر الدول المدانة في العالم حيث أن حجم الدين الخارجي كبير يجعل الوفاء به صعب ،إلا ان يقوم الدائنين بأعفاء كل أو جزء منه.
· جدول يقيم ديون السودان الخارجية:
مليون دولار أمريكي
| 2009 | 2008 |
جملة الدين الخارجي | 35,687 | 33,741 |
أصل الدين الخارجي | 15,407 | 14,681 |
المتأخرات | 9,725 | 9,739 |
تراكم الفوائد | 20,281 | 19,060 |
تركيبة الديون الخارجية | 2009 | 2008 |
إجمال الديون | 35,687 | 33,741 |
دائنون متعددون | 5,296 | 4,477 |
نادي باريس | 11,233 | 10,502 |
أخري | 13,297 | 12,160 |
الديون الخارجية | 4,503 | 4,200 |
موردون | 1,397 | 1,393 |