(كلام عابر)
أعلن السيد وزير المالية أنه سيتم إجراء تخفيضات على رواتب ومخصصات الدستوريين في الميزانية الجديدة ويظهر أن وزير المالية رجل طيب فقد ذكر أنه قد تلقى أكثر من تذكرة مخالفة مرورية لأنه كان يتكلم بهاتفه الجوال أثناء قيادته لسيارته، وواضح أنه تلقى هذه المخالفات دونما اعتراض ودون أن يكشف للعسكري عن شخصيته التي تتمتع بالحصانة على الأقل من المخالفات المرورية، وهو أمر يحمد له ويستوجب الاحترام. وقد أثار حديثه عن مخصصات الدستوريين ، التي كانت خطا أحمر لفترة طويلة، أثار عدة تساؤلات. فقد شاع مصطلح دستوري، وهو مصطلح سوداني صرف، ليوصف به كل من يشغل منصبا سياديا بدءا من رئيس الجمهورية وانتهاء بأعضاء المجالس التشريعية الولائية مرورا بالمستشارين والوزراء ووزراء الدولة وأعضاء المجلس الوطني وغيرهم . كلمة دستوري في الأصل هي الصفة التي تطلق على ما يرتبط بالدستور ، فهذا الأمر دستوري أي منسجم مع الدستور ، وغير دستوري يعني مخالف للدستور ، وهذا فقيه دستوري أي متخصص في الدساتير وكلمة دستور نفسها كلمة مركبة فارسية الأصل "دست" بمعنى القاعدة و"ستور" بمعنى صاحب ، وهو مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها، والواضعة للأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين مختلف سلطاتها العامة، وكل وظيفة في الدولة دستورية أي أنها متطابقة مع الدستور يتساوى في ذلك العامل أو الموظف الصغير والوزير.
المهم ، ما دام السيد وزير المالية قد بشرنا بأنه سيقوم بتخفيض رواتب ومخصصات الدستوريين، رغم أنه عاد فقال أن هذا التخفيض يحتاج لتعديل في الدستور، فنرجو منه أن يفعل كما فعل السيد كرم الله عباس الشيخ والي القضارف الذي كشف كل الأوراق، ووضح للرأي العام في ولايته عدد هؤلاء الدستوريين والامتيازات والسيارات التي كانت مخصصة لهم والتخفيضات التي أجراها على المخصصات والبدلات. اللهم لا حسد ، ولكن كم عدد هؤلاء الدستوريين بالتحديد وكم تبلغ رواتبهم ومخصصاتهم وبدلاتهم وكم عدد السيارات المخصصة لكل دستوري وهل هناك سائق مخصص لكل سيارة لتضاف تكلفة السائق لتكلفة الدستوري ، وكم تبلغ جملة تكلفة الدستوريين ونسبة هذه التكلفة من الميزانية العامة للدولة وما هي حجم الوفر الذي سيحققه التخفيض المعتزم ونسبة ذلك الوفر من الميزانية العامة. ولا أظن أن هذه المعلومات سرية فهي متاحة لكل العاملين في الإدارات المالية المركزية أو الولائية والناس من حقهم أن يعرفوا أين تذهب أموال الدولة،وهم لهم فيها نصيب معلوم، قبل أن يطلب منهم المزيد من التضحية أو تفرض عليهم ضرائب جديدة مباشرة أم غير مباشرة وقبل أن يطلب منهم العودة للمربع رقم واحد الكسرة والعواسة، وما دروا أن الكسرة نفسها لم تعد في متناول أيدي كل الناس .
قبل الختام:
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) صدق الله العظيم.
(عبدالله علقم)
Khamma46@yahoo.com