بين الوحدة وأفول الفكر السياسي

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم


حان وقت الآستفتاء ، كثرت الآراء و الافكاروالنظرات المستقبلية . البعض من الساسة بدأ يشرع تشريعات
مخجلة فمثلا لايعقل أن نستمع لألفاظ و جمل لانجدها فى  قاموس الحياة أو السياسة منها (   سيكون الآنفصال لو حدث انفصالا شكليا أو اسميا أو رجعيا أو وقتيا ) مثل هذه الأفكار ليست أكثر من تنظير أو ادعاء للمعرفة أو استخفاف بالعقول فى كامات . ان الذى ينادى بالانفصال أو يشير الى امكانيته يحمل الكثير من الأفكار و السياسات الخاظئة ، أو يريد أن يرى صورته على صفحات الجرائد والمجلات حبا فى ذلك ودون مراعاة لتصريحاته  الهدامة . لا نريد أن تحولنا الشعارات الى قطيع من الدهماء تسوقه بعصاها وتلقنه  كل صباح وكل مساء المبتذل السخيف من المقترح السياسى المعطل . فاذا عدنا الى التاريخ نجد - تشرشل - أثناء الحرب العالمية الثانية يتوجه الى عقول المواطنين والى قلوبهم  الوطنية الجريئة ، يشرح لهم الواقع ويواجههم بالحقائق القاسية والصعاب والخطوب التى يجب أن يتغلب عليها الشعب بالدم والدمع والكد وعرق الجبين . انتهى زمن سوق الناس بالشعارات والتحديات والتراشق بلألسن وجاء زمن المصداقية والحكمة والوفاء الوطنى المؤدى الى الوحدة وجميل اللقاء . الوحدة مصير أمة بل شعب بأكمله ولا يمكن أن تكون رهينة أ و أمور تقررها الحكومة لوحدها علنا أو فى الخفاء وتخرج منها ما تشاء فى صيغ مختصرة تكتب وتلقى القاء أو تغنى غناء . لا نريد العمل بشعارات  - هنرى فورد اليهودى - دعنى أضع للبلاد أغانيها و لا يهمنى بعد ذلك من يضع قوانينها . وتجدنى أقول   دعنا نضع بقوة وفخر للسودان وحدته ولا يهمنا من يحكمه ) . فالدولة لا تساس بحروب الكلمة ولكن بالواقع مهما كان ثقله . نريد أن نتغنى بالوحدة وبالحقيقة ولا نسأم من ترديدها . لا نريد الانفعالات السياسية  وهى بلاشك ظاهرة غير ديموقراطية  تؤدى الى أفول فكرى والشعوب المتمدنة تعمل   بالعقل المفكر والارادة  الواعية التى تريد . هذا هو جوهر الحكم الديموقراطى حيث ينير العقل الطريق أمام الحكومة والأحزاب المعار ضة والمواطنين  . ولا يجوز  لأعضاء الحكومة اأو زعماء ألأحزاب حتى ولو كان الفرد منهم نابغة زمانه فى السياسة أن يلغى عقول المواطنين أو يعطلها . ان الله حلق الانسان شخصا عاقلا حرا كريما مسئولا وله أن يستعمل ما منحه الله لخيره ولبلده و للآخرين. ان قضية الوحدة الآن امتحان صعب  وعسير ، ولست أنكر على بعض القادة والزعماء مواهبهم فى نواح معينة من السياسية ولكى نتجاوز هذه القضية علينا نبذ الكراهية  والترفع عن دنايا الأمور لضمان عناصر البقاء والدوام للسودان الواحد الموحد بارادة شعبه كفانا مهاترات فما ورثناه من الأسلاف جدير بالحماية ولابد من سبيل الى التقاء وبقاء الشمال والجنوب فى مركب واحد . أكرر أملى نبذ الكراهية والتحدى والتراشق بالكلم لأن هذا يعنى أفول الفكر السياسي وضياع الوحدة وتكون امدرمان أمارة .
اللهم أحفظ دم الوحدة فى الشرايين وأكتب لوطننا النجاة من كل حقد دفين يا أرحم الراحمين

أ . د صلاح الين خليل عثمان أبو ريان --  اأمدرمان    

salah osman [prof.salah@yahoo.com]
 

 

آراء