انتفاضة مصر: اليوم مصرُ وغدا …؟؟
zahdzaid@yahoo.com
أذهل الشعب المصري كل المراقبين وحتى الحكومة المصرية لم تفق من صدمتها لثلاثة أيام تواصلت فيها المظاهرات من مختلف فئات الشعب المصري المقهور ، رجالا ونساء وحتى الأطفال , صمت الحكومة واختفاء الرئيس وزمرته خلف الأسوارالعالية وجحافل الشرطة أمام غضبة الشعب العارمة تؤكد قوة الإرادة الحقيقية للشعوب التي تصبر ولكنها لا تستكين مهما تطاول ليلها فكالشمس تسري في الظلام فتشرق.
ثلاثون عاما وفرعون مصر الجديد يقبض بيد من حديد على رقبة الشعب ، لو استطاع لمنع عنهم الهواء فلا يبيحه إلا لخاصته ومؤيديه ، كمم الأفواه وراقب الهواتف ومنع السفر وسجن وقتل كل من عارضه متحصنا خلف قانون الطوارئ الذي لم يفكر في رفعه من ثلاثين سنه وظن أنه في مأمن من ثورة الشعب
وعندما فاض الكيل انفجر البركان تحت أقدام الطاغية ، وخرج الشباب الذي لم يذق للحرية طعما في حياته ، شباب مصر الطاهرة وشابات مصر الحرائر تجاوزوا حواجز الخوف والترهيب وقيادات الأحزاب العاجزة وملأوا سماء المدن بهتافاتهم الداوية ضد الدكتاتورية والفساد والقهر والبطالة , لم يكترثوا للغازات المسيلة للدموع ولا للرصاص المنهمر فوق روؤسهم وقدموا أكثرمن ثلاثين شهيدا في ثلاثة أيام ومئآت الجرحى والمصابين مهرا رخيصا للعزة والكرامة.
لقد ألجمت انتفاضة الشعب المصري الفرعون ثلاثة أيام بلياليها لم يستطع لا هو ولا زمرته مواجهة الناس ولم يملك الشجاعة للظهور والكلام للناس لقد ظنوا أن ترسانة القوانين وجحافل الشرطة قادرة على كبت إرادة شعب أراد الحياة ، وحتي حكومة الولايات المتحدة التي ظلت تدعم الدكتاتور المصري بمليار ونصف من الدولارات كل عام لم تجد بدا من دعوته للاستجابة لإرادة الشعب وظهر المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض السيد روبرت مترددا وخجولا أمام الصحفيين مساء الجعة وهو يعلن موقف حكومته المؤيد لمطالب الجماهير المصرية . ولكن يحمد لإدارة أوباما على الأقل صراحته ووزيرة خارجته في حث الحكومة المصرية على الاستجابة لمطالب الجماهير وكان الأولى أن لا تسير خلف سياسة أمريكا المعروفة بدعمها لأنظمة مكروهة من شعوبها لتنتظر لحظة سقوطهم لتتخلى عنهم .كما أن الرئيس أوبما نفسه لم يتصل بمبارك ليبلغه بهذا الموقف إلا بعد أن خرج الأخير من قوقعته ليخاطب الناس بوعود الديمقراطية والحرية ومحاصرة البطالة . تماما مثلما فعل بن علي قبل هروبه .
أما ملك السعودية المنتهي الصلاحية فقد تكلم مع الفرعون لساعة ونصف معلنا وقوفه معه كما وقف قبل أسابيع قليلة مع الرئيس الهارب بن علي ، فهل عرض عليه أن يستضيفه مع بن علي حاليا وكما استضاف من قبل الرئيس اليوغندي المخلوع عيدي أمين سيتضح ذلك قريبا وربما قبل ظهور مقالي هذا.
لم تقنع وعود الفرعون الأطفال فكيف بجموع الشعب الذي نفض عنه الخوف وأعلنها صريحة أنه لن يقبل إلا بذهاب الطاغية .
لا يتعلم تاطغاة والمتجبرون وأنصاف الفراعنة من التاريخ ولا من إخوانهم الذين أزالهم الله بعد أن أزلوا عباده ، كان بالأمس القريب بن علي واليوم مبارك وغدا البشير،وكل طاغية ومتجبر، وإنها ثورة حتى النصر.