ما هوالمطلوب من المجتمع الدولى ومن الصادق والميرغنى!
royalprince33@yahoo.com
وابدأ من الآخر كما يقول اخواننا فى مصر، على الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى بأعتبارهما زعيمين لأكبر الأحزاب التاريخيه السودانيه ، أن يتنحيافورا ودون ابطاء أو تسويف وأن يعتزلا العمل السياسى وأن يتركا المجال للشباب فى حزبيهما، لا يهم اذا كانا من الأسره أو من خارجها فدون شك سوف يكون العطاء افضل والمردود أقيم، بعد أن تعالت ثورة الغضب والأحتجاج داخل كوادر الحزبين، ولم يتبق لهما مؤيدا الا قليل من ابناء (الختميه) و(الأنصار) الذين يعتبرون الخروج على (الأمام) أو (مولانا) كفرا يدخل النار!!
ايها السيدين .. لقد احبطتما كوادر الحزبين الواعيه والشريفه والى جانبهم الشعب السودانى كله، بل حرمتم هذا الشعب من ان يجد مناصرا من المجتمع الدولى الحر لأنه ينظر اليكما باعتباركما أكبر حزبين حقيقيين فى السودان بغض النظر عن نتيجة الأنتخابات المفبركه والمزوره، وللاسف فأن انسحابكما من تلك الأنتخابات بصوره جاده وقويه وواضحه الى جانب الحزب الشيوعى كان سوف يفقد النظام هذه الشرعيه الكاذبه التى منحها له المبعوث الأمريكى (جريشن) من أجل هدف محدد تعرفونه ولا داعى لتكراره.
تنحيا يا (سادتى) للشباب فى الحزبين بعد أن وصلتم للثمانين عاما حتى يؤسسوا لغة مشتركه بينهم وبين باقى القوى الوطنيه الشبابيه فى السودان من أجل ان يسقط النظام ويتحقق التغيير سريعا وبصورة غير مكلفه، فالشباب فى الدول المجاوره ليس أكثر ثقافة أو وطنيه أو شجاعه من شباب السودان ابناء واحفاد ثورتى أكتوبر وابريل المجيدتين.
ان مواقفكما مخزيه ومحبطه ومخيبه لآمال الشباب السودانى فى الحزبين بل لآمال الشعب السودانى كله، فهذا نظام يجب الا يحاور والا يعترف به، وغالبية قادته مطلوبين للمحكمه الجنائيه الدوليه باتهامات ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الأنسانيه، فكيف تتفاوضان مع قادة نظام بهذه الصوره ؟ وماذا تنتظران منهما؟
انه شئ مؤسف للغايه أن يرفض احدكما تلك المحكمه وهو غير قادر على حمل النظام للتحاكم امام قضاء سودانى نزيه، بل نرى كل يوم كبار المتهمين فى تلك الجرائم وهم يخطبون وينصحون ويهددون من قناة النظام الرسميه، بينما (الزعيم) الثانى يمارس هوايته فى اطلاق الكلمات والعبارات والأفكار (الملتويه)، والأقتراحات التى تقوى النظام ولا تضعفه مثل (المحكمه الهجين)، التى نسمع منها صوت (طاحونه) ولا نرى طحين!
اما بالنسبة (للمجتمع الدولى) وأعنى به تحديدا منظمة (الأمم المتحده) و(الأتحاد الأفريقى) و(جامعة الدول العربيه) وجميع الدول الديمقراطيه، عليهم اصدار قرارت تمنع التعامل مع الأنظمه الديكتاتوريه الباطشه والقامعه لشعوبها، والتى يسيطر فيها حزب واحد على كافة جوانب الحياة، السلطه والثروه والأعلام والرياضه والفنون كما يحدث فى السودان بواسطة حزب (المؤتمر الوطنى).
فتعريف (الديمقراطيه) اصبح واضحا وموحدا ومحددا، بعد انتهاء الحرب البارده وأ،تهاء الصراع بين المعسكرين الشرقثى والغربى وسقوط مفهوم ديمقراطية الطبقه العامله ، ونحن لسنا ضد (الأشتراكيه) فى الأقتصاد وحق المواطنين بالتمتع بعلاج مجانى وتعليم مجانى وحد ادنى من الأجور يوفر لهم حياة كريمه،بل نطالب بكل ذلك، لكننا ضد (الديكتاتوريه) تحت اى مصوغ أو فكر (دينى) أو (انسانى).
والديمقراطيه .. تعنى (دوله مدنيه) ينأى فيها (الدين عن السياسه) وتعنى التدوال السلمى للسلطه المتاحه لجميع الفئات والطبقات .. وتعنى انتخابات حرة ونزيهه وشفافه تدار بواسطة سلطه قضائيه (نزيهه) ومراقبة من قبل المجتمع الدولى فى اى بلد من البلدان، وتعنى فترات محدوده للحكم لا تزيد عن فترتين و عمر مناسب لتقلد منصب (الرئيس) لا يزيد عن الستين سنه، وتعنى اعلام حر متاح لكافة الأحزاب والأفكار.
فاذا كان الأتحاد الدولى الذى يدير كرة القدم (الفيفا) لا يسمح بتغول الأنظمه وتدخلها فى مجال كرة القدم وديمقراطية الحركه الرياضيه ويضع انف اكبر واصغر دوله مثل (فرنسا) أو (نيجيريا) أو (جيبوتى) على الأرض ويجبرهم على تنفيذ تعليماته حتى تعود صاغره وراضخه وفى اسرع وقت، فما هو الشئ الذى يمنع (الأمم المتحده) والدول الديمقراطيه الحره، من أن لا تتعامل مع الأنظمه الديكتاتوريه الباطشه بشعوبها والتى لا تنتهج النهج الديمقراطى؟
وعلى المثقفين والمفكرين والأعلاميين والصحفيين الذين (يطبلون) للطغاة وللأنظمه الديكتاتورية أن يراجعوا انفسهم وأن يأخذوا الدروس والعبر من مثقفى وكتاب وساسة (ليبيا) ومن حالتهم الآن، وهم ينزعون اقنعتهم واحدا بعد الآخر ويعلنون تخليهم عن اكبر طاغية فى العصر، فأن دموعهم لا تعبر عن شفقة أو عطف على من يفتك بهم (القذافى) من شباب وأطفال ونساء على أرض ليبيا، وانما هو شعور بالندم وتعبير عن احساس بالذنب للعديد من الأخطاء التى ارتكبوها لموالاتهم لذلك الطاغيه والدفاع عنه وعن نظامه لأكثر من 30 سنه .. وبعد أن اصبح مصيره فى كف عفريت!!