إعلام السلطة … تقويم أم تطبيل !!!

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المعلوم  أن الإعلام يمثل روح السلطة الحاكمة بل يعتبر من أهم العوامل التي أعاقت التطور في اى من الدول العربية ، إذ يمثل  المتحدث الرسمي بلسان الدولة والمنظر لإعلان كل شرائعها وقوانينها يطبل بصحتها ويغض الطرف عن سلبياتها ، ويظهر جلائل وفضائل حكامها ويخدع الحاكم أو الرئيس بصحة مايقول . فالسلطات الحاكمة  تفرض اسوأ أشكال العلاقة بين الإعلام والسلطة وأكثرها تخلفاً وهى علاقة التبعية ، لذلك لجأت كل الحكومات العربية الفاشلة باستخدام كافة الوسائل التي تجعل وسائل الإعلام تابع للدولة وما عداه باطل وغير مسموح له بالقول والفعل . والمعروف كلما زادت تبعية الصحافة ووسائل الإعلام للسلطات الحاكمة قلت ثقة الجماهير بها وتناقصت مصداقيتها . فتحرير الإعلام يعنى استقلاله من السلطة وبالتالي يستطيع أن يقوم بواجبه تجاه المجتمع . ويكون أداه فاعله في إظهار كل السلبيات ومعالجتها بدلاً عن التستر والتكتم عن الحق ومسايرة الأخطاء التي لا تقود إلا إلى الضياع والعجز والفشل ، والمصير التذمر والثورة والتي سوف يعقبها رحيل مذل ونهاية مؤلمة . هذا الوضع الشاذ لا يوجد إلا في الحكومات العربية لان السلطة فيها تأتى بطرق غير مشروعة وليست للمواطن حق فيها بل يدبر الأمر بليل والنتيجة سلطة .عملت على وضع كل السبل التي تحقق لها السيادة  تحت مظلة الديمقراطية والشورى بتنظيمات وهميه دورها تطبيل للحكام وغير مفيدة في الإصلاح . وفى الدول التي نهضت إعلام حكومي خاص بالدولة تذاع فيه القرارات والأمور التي تخص الحكم والإدارة بمعنى آخر إعلام رسمي .وبالمقابل إعلام حر يمثل رأى الشعب ويقف حارساً ومراقباً لكل الأمور التي تخص المجتمع يكشف الفساد في حينه قبل أن يستفحل أمره ، يشير لكل الأخطاء بصورة واضحة ، فالإعلام الحر هو العين البصيرة الساهرة على حقوق الشعب لذلك لابد أن يتحررالاعلام في بلادنا من القيود التي تكبله  و لابد  أن تكون العلاقة بين السلطة  التقويم وليس التطبيل ،  وان تعلم السلطة معنى استقلال بعض المفاصل المهمة منها القضاء والإعلام وغيرها من آليات الرقابة الشاملة للحاكم والمحكوم معاً ، وان يزيل الحكام من أذهانهم الخصومة المفتعلة ضد الأجهزة الإعلامية وان تكون العلاقة  بينهما الإصلاح السياسي والادارى وليست الخصومة . ويكون دور وزارة الإعلام ممثلاً في شخص الوزير مختص بالأجهزة الإعلامية التابعة للدولة  فقط . فكلما كانت الصحافة والأجهزة الإعلامية الأخرى معارضة للحكومة وقادرة على نقدها وتنقل للمجتمع الأخبار والمعلومات التي تحاول السلطة أن تخفيها كان في صالح المجتمع والشعب لأنه يحقق الديمقراطية ويحقق مبدأ من مبادى الجهاد الواجب شرعاً داخل المجتمع وهو محاربة الظلم والظالمين ، والمعلوم  أن الإسلام يطلب منا أمرين أولهما " ألا يظلم "  وثانيهما "ألا يكون عوناً لظالم " لان كل أعوان الظلم في جهنم ولهذا يدين القرآن الكريم جنود الطغاه كما يدين الطغاه أنفسهم كما في قوله    إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقال جل من قائل في فرعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين فاعتبر الطاغية والجنود جميعاً من الظالمين وعندما نزلت  نقمة الله شملتهم جميعاً وأخذهم بما قدمت أيديهم . لذلك قامت الثورات التي أطاحت بحكم الطغاه ومن وآلاهم . أما كان الأجدر أن يعرف الحاكم بمعنى ذلك قبل إهانته وإزاحته . فالإعلام الحر يمنع السلطة من إساءة استخدامها وعلاقة الخصومة تعنى أن الصحافة يجب أن تعمل دائماً على الكشف عن اى ممارسات خاطئة واى أعمال قد  تكون في غير مصلحة الشعب على اعتبار أن تكون الصحافة رقيب وحارسة على مصلحة العامة والخاصة ويجب أن لا تكون العلاقة بينهما السلطة والصحافة في صراع دائم بين الحكومة التي تحاول أن تمنع وصول الأخبار والمعلومات للجماهير وتحول الصحافة إلى وكالة للترويج لقرارات الحكومة وتبريرها اى تجعل الخطأ صاح ، وهذا بالطبع يقود إلى أن لكل نظام كتابه يحللون ويحرمون بلا رقيب وهذه معضلة أخرى ، ومن ناحية أخرى فإن الصحافة ووسائل الإعلام تقوم بوظيفة مهمة في المجتمع الديمقراطي فهي تشكل المواطن بحيث يتخذ القرارات الصحيحة في الانتخابات ويشارك بفاعلية في إدارة العملية السياسية والإدارية في الدولة لذلك فكلما زاد العداء بين الصحافة والحكومة زادت إمكانيات حصول المجتمع على المعلومات وقامت الصحافة بواجبها في كشف الانحراف والفساد   على ذلك أرى أن الإعلام في بلادنا تطبيل وليس تقويم .     


Eidris2008@gmail.com   

 

آراء