فيلم الخرطوم والطريق إلى نادي السينما … تورنتو: بدرالدين حسن علي

 


 

 

الجالية السودانية في تورنتو الكبرى: فيلم الخرطوم والطريق إلى نادي السينما

 بعد أن توفر له جهاز سينما متكامل أعلن المكتب التنفيذي للجالية السودانية في تورنتو الكبرى عن تقديم الفيلم العالمي التاريخي  "الخرطوم " ، وتدور أحداث الفيلم حول الثورة المهدية وتحديدا موقعة شيكان وحصار الخرطوم ،ويستعرض أيضا ما دار من حوارات في أروقة الحكومة البريطانية أيام الإستعمار البريطاني للسودان وأيضا بعض المواجهات التي تمت بين غردون باشا والثائر السوداني الإمام محمد احمد المهدي والزبير باشا وغير ذلك من مواد تاريخية تضمنها الفيلم الوثائقي الذي إنحاز في جوانب كثيرة منه  للإستعمار الإنكليزي وهو أمر لا يدعو للدهشة والإستغراب وتلك حال السينما في بعض دروبها المظلمة للشعوب المكافحة ضد الإستعمار ، وذلك أيضا خطاب الدول الإستعمارية إنتظارا لمخرج سوداني مبدع  يعيد قراءة المشهد السياسي التاريخي بأفق وطني .
    الفيلم إنتاج عام  1966 للكاتب روبرت أودري Robert Odrey  وإخراج بازل ديردن Basil Dearden وبطولة ممثلين كبار أمثال شارلستون هيستونفي دور الجنرال غردون باشا والممثل النابغة لورانس اوليفيه Lawrance Olivier في دور محمد احمد المهدي ، تصوير تيد سكيف Ted Scaife  وسيناريو ألان كايلو Alan Cailou   .
     الفيلم كما قلنا سابقا يعكس وجهة النظر البريطانية إلا أن المخرج لم يستطع الهروب من مشاهد البطولة والشجاعة والجسارة التي أبداها الثوار السودانيون في مكافحة المستعمر وإيمانهم القوي بعدالة قضيتهم وبقائدهم ودفاعهم المستميت عن بلدهم بسلاح بسيط في مواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي وفرها الإستعمار البريطاني وخاصة قطع رأس غردون باشا ، وكم كنت أتمنى تقديم النسخة التي ترجمها د. خالد عبدالقادر تاج الدين .
  في الفيلم الوثائقي إذا غاب الجانب المعرفي يفقد الفيلم الكثير من جودته ، لا بد من معرفة دقيقة بالأحداث والظروف والتفاصيل المكونة للقصة الأصلية ، لسنا ضد الإثارة والتشويق في العمل السينمائي ، ولكن لا بد من أن تكون اللغة السينمائية المستخدمة مخلصة وصادقة ، فالسينما الوثائقية هي رؤية مستقاة من الحياة والتجربة والذاكرة والأحاسيس والمعالجة الموضوعية ، وعلى المخرج أن يكون على دراية كاملة بالشخصيات التي يقدمها ، وعلى سبيل المثال لا يختلف أثنان بأن الممثل لورانس أوليفيه ممثل عظيم ورائع ولكنه قدم لنا دورا فاشلا في تقمص شخصية مثل الإمام محمد احمد المهدي الذي كتب عنه الكثير وعن شخصيته ، وعندما كنت أشاهد فيلم الخرطوم كنت دائما أرى لورانس أوليفيه في أعمال شيكسبير الخالدة مثل هاملت وريتشارد الثالث ، ولذا فمن الظلم له ولنا أن يقدم شخصية المهدي !!!
       بعد عرض الفيلم أقيمت حلقة نقاشية حول الفيلم شارك فيها لفيف من السودانيين تميزت مناقشاتهم بكثير جدا من الشفافية والمعرفة الثقافية والإدراك أيضا لقضايا بلدهم ويبدو أن هذا ما دفع بعض أعضاء المكتب التنفيذي للجالية السودانية بتشكيل لجنة للسينما تكونت من : بدرالدين حسن علي –ابراهيم اسماعيل – د. ياسر محجوب وطارق
شبين .

badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]
 

 

آراء