جامعة افريقيا العالمية ودورها فى الدعوة الى الله .. بقلم: الشيخ/ أحمد التجاني البدوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الجامعة الافريقه ذلك الصرح التعليمى الذى يحوى بداخله شعوبا وقبائل من بلاد شتى فيهم الأسود والأبيض والأصفر والأحمر العجمي والعربي وقد توافدوا من كل بقا ع العالم ومن كل فج عميق وجاءوا لينهلوا من العلوم الإسلامية والعربية وليتزودوا بالمعرفة في مختلف المجالات وكأنهم وكأن الجامعة في حالها هذا تشبه مدرسة النبوة الأولى التي جمعت بلال الحبشي الإفريقي وصهيب الرومي الأوربي وسلمان الفارسي الآسيوي وأبوبكر العربي وهم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنساب بينهم ولا يتفاضلون ينهلون من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم علوم الدين والقرآن ينزل عليهم غضاً طرياً.
أو كأنما أي الجامعة ذلك المؤتمر الكبير المجموع له الناس وذلك المؤتمرالمشهود ألا وهو الحج وقد إجتمع حجيجه في مكان واحد بزي واحد بلون واحد وقد تلاشت بينهم فوارق اللون والعرق وزالت حواجز الجغرافية يتجهون إلى رب واحد وقبلة واحدة منادين بصوت واحد ((لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لاشريك لك )) وقد تساوى الكتف مع الكتف والقدم مع القدم .
تبدو لي الجامعة كذلك أو كأنها المجتمع الإسلامي المصغر للمجتمع الإسلامي الكبير القادم والمتوقع في مقبل الأيام ويكون الإسلام حينها قد عم البسيطة.
ومن المعروف أن المسلم وظيفته في الحياة تطبيق المنهج وتبليغه للآخرين فإذا كان ذلك كذلك فهولاء الطلاب هم الأكثر من غيرهم تأهيلاً من غيرهم للدعوة إلى الله لإختلاف جهاتهم وألسنتهم فهم الأجدر للقيام بذلك ولأنهم شباب ولأن الشباب قد أمسكوا بزمام المبادرة في التغيير الذي إجتاح العالم وأظن هذا التغيير يكون لصالح الإسلام إنشاء الله .
وأظن أن الأنموزج السلوكي أبلغ في الدعوة وأثرة أكبر وأعتقد أن الإنسانية اليوم في أمس الحاجة إلى أنوزج سلوكي منضبط قادر على هدايتها وإرشادها والأخذ بيدها في مجال السلوك والمعاملات وأنا أؤمن أن الأنموزج الإسلامي في هذا يعد الأنموزج الأوحد الذي يحتاجه العالم عامة والغرب خاصة وبهذه القدرات الرهيبة الذي يسيطر بواسطتها على العالم يعوذه الأنموزج السلوكي وإلا سقطت حضارته ولعلهم بدأوا يتحدثون عن البحث عن علم جديد يربط بين الأخلاق والتكنلوجيا لأنهم إكتشفوا أن هنالك تآكلاً من الداخل فبدأوا يقدمون هذا النوع من التخصص والدراسة بهدف ترشيد مسار الحضارة .
إذن هنالك مجاهدة وحرص من الغرب على ان لا تسيطر التطورات التقنية على حياتهم وتنسيهم أنهم بشر وأن لهم عادات وتقاليد وقيماً يجب ان يحافظ عليها .
فبعد أن بدأ العالم أن يلتفت إلى بديل مقنع بعد سقوط الشيوعية وتهاوي الرأسمالية وبعد ان إعترفوا إعترافاً خجولاً أنهم يمكنهم التعامل بالنظام الإسلامي في الإقتصاد وقوانين الأحوال الشخصية وبعد أن بدأ الغربيون يدخلون في دين الله افواجا ولم يخفوا خوفهم من أسلمة أوربا.
بعد كل هذا تأكد لنا أن لابديل إلا الإسلام وعقيدته كمنقذ ولابديل للحل الإسلامي لكل مشكلات العالم لكنه لم يتبع ذلك أولم يواكبه تنظيم أمور حياتنا وبرمجة أعمالنا للإستفادة من هذه الإرهاصات بصورة تجعل الفاعلية أكثر والإنتاجية أكبر وتعيد الثقة والأمل.
يجب أن لا نفقد هذا الزخم والإقبال على الإسلام وأن لايفقد الشباب المسلم الأمل في أن الحل الإسلامي هو البديل الوحيد وأعتقد أن للإعلام دوراً أساسياً ورئيسياً في هذا إن إستطاع في أن يتجردعن كثير من أعباءه وتبعاته وزيغه وضلاله وأنا هنا لا أخص جهازاً بعينه ولكن أتحدث عن الإعلام عامة بما في ذلك خطباء المساجد والوعاظ الذين يعتبروا إعلاميين وكل وسائل التوعية في المجتمع المسلم وسائل إعلام.
إن القضية تحتاج إلى جهد ومثابرة ومصابرة فالأهم في ذلك كله أن يثبت الشباب ويستشعر مهمته التبليغية وعلى الكبار أن يخلوا الساحة للشباب وهم رجال الوقت والذي نتمنى ان تكون مكاسبهم أكثر وأظنه يكون جيل الإنتصار ولابد من توفر قدر من الأمل والثقة في أن الخير لابد أن ينتصر وعلى هذا الشباب أن يعرف حقيقة الإسلام أنه دائماً في صحوة فلا يمكن أن نقول ان المبادئ الإسلامية في فترة بعينها تكون قادرة بينما في فترة أخرى تكون عاجزة ذلك أن هذه المبادئ تتمتع بإعجاز لافت للنظر إضافة إلى قدرة الصلاحية الذاتية وتلقائية المواءمة وقد لايكون الإعجاز أنها تتواءم مع الإنسان حيث كان وإنما في كونها تعطي الإنسان وسائل موضوعية وتلقائية ومباشرة كي يتكيف معها فالإسلام صاحي وما نريده أن يستيقظ المسلمون لأجل ان يكتشفوا ماغفلوا عنه في دينهم وحتى يوضع الإسلام بديلاً نهائياً لابد ان تفتح الأبواب للإسلام ليدخل بإسم الحوار عن طريق المستنيرين القادرين على ان يتحاوروا ويتواجهوا ويتدافعوا مع الذهنية المعاصرة ولابد من إعطاء ذلك الزمن الكافي فالإسلام آت لكن ليس بالسرعة التي يريدها المستعجلون ولذلك لابد ان يحاول كل جيل الإضافة والمساهمة في ذلك حتى يكتمل البناء ويكون قادراً على مواجهة الأعاصير والرياح ولايسقط ولاينهدم عندما تواجهه أقل أزمة سطحية أو تغير في المناخ .
فعلى الشباب بعد ان بدأوا في تحرير أوطانهم وإزالة العقبات الداخلية التي جعلت الجسم الإسلامي قابلاً للسقوط أو ساقط في حبائل الأعداء عليهم ان يستأنفوا دورهم ويقوموا بحمل أمانة الإستخلاف والشهادة على الناس وبخاصة الجامعة الإفريقية العالمية مستثمرين إمكاناتهم الروحية والذهنية وأن لايكون الهدف تلقي العلوم والبحث عن الوظيفة لكن يجب أن يكون الهدف الأول أنهم رسل إلى بلادهم وإلى العالم وعلى الجامعة أن تنطلق من هذا الفهم وتؤهل الطالب الداعية طبيباً كان أو مهندساً أو أديباً لابد من إستصحاب هذه الفكرة الدعوية وإستذكار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((بلغوا عني ولو آية)) ((ولتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم))فإني لا ادري إن كان هذا من أهداف الجامعة وبطريقة منهجية أم هو شئ متروك للطلبة وغيرتهم على دينهم , آمل أن يكون من أهداف الجامعة ذلك.
فالقضية تعني بإستمرار المراجعة لوسائل الدعوة لتحقيق كسب أكبر للقضية الإسلامية وليست الرجوع عن طريقها فالإسلام يشكل خيارأً وثقافة وهوية فعلى المسلم أن يخرج من دائرة الطواف حول الذات والإفتتان بالنفس والعجب بالرأي عليه ان يطلع على و جهات النظر الأخرى خاصة آراء أولئك الذين يقفون معه على الأرض الواحدة ويدرك أبعاد الخطاب الإسلامي الموجه للناس كافة وأن يستشعر مسئولية الإلتزام بحقوق الأخوة الشاملة وعدم التشويه مابين المغالين في السير في طريق الإسلام والمتطرفين فهؤلاء أحوج للتصويب والرعاية والحوار منهم للمواجهة والتهوين والإحتقار.
فالدعوة الإسلامية المعاصرة على تنوع مدارسها وإختلاف وسائلها فهي غنية أيما غنى بتنو ع الوسائل وتعدد المواقع في طريقها إلي عملية التغيير المنشودة.
حتى يمكننا القول أن كل مدرسة من مدارس العمل الإسلامي اليوم قادرة على الإستدلال لصحة إختيارهـا ومنهجهـا من الكتاب والسنـة والسيرة... فالذي يرى أن التربية والتعليم هما طريقا للتغيير يجد لإختياره سنداً ... فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (بُعثت معلمـاً) والذي يستشعر آثارومخاطر السلطان وأثره في التغيير يستند إلي قول سيدنا عثمان رضي الله عنه (إن الله يزع بالسلطان ما لم يزعه بالقرآن) فيصرف همه إلي إصلاح السلطان أو إكتساب السلطة كما يفعل شباب اليوم , فخلاصة القول أن يبدأ الشباب في الحراك ولا نستعجل النتائج وقد يساعد في ذلك ما وصل إليه العالم من تنوع في سبل النشر والتواصل فعلى المرء أن يعمل ولا عليه أن يدرك النجـاح.
وعلى الدول الإسلامية والعربية خاصة والتي تحررت بصفـة أخص أو في طريقهـا إلي التحرر من الهيمنة الغربية عليهم أن يهتموا بهذا الصرح ودعمه مادياً .. والذي يخرج رسلاً منذرين ومبشرين بالرسالة الخاتمـة وقد آن الأوان وإنفسح المجال لإنشاء مزيد من هذه الصروح الدعوية ولا شئ يقف في الطريق وسوف نصبح أصحاب اليد العليا لأننا أكثر أموالاً وأعز نفراً بعد زوال أسباب الذل والهوان.
خـــــــــــارج النـــــــص:
سؤالنـا ...!! ماذا قدمت الحكومة وجامعة القرآن الكريم لطلاب الخلاوى إلي أن حفظوا القرآن حتى تطلب منهم الجامعـة أن يساهموا في مسابقة الحفظ وجوائزهـا التي أعلنتها بمبلغ مالي ... والذي كنا نتوقعه أن يُكرم حفظة القرآن وأن يُعطوا ما يحفزهم لا يؤخذ منهم.
والحكومة التي صرفت علي الدورة المدرسية ثلاثين مليار من أجل اللهو واللعب , الأجدر بها أن تصرف ملياراً واحداً على أهل القرآن لأنهم أهل الله وخاصته أم أنه داء الجبايات المتفشي..........!!؟؟
E-mail:ahmedtigany@hotmail.com