هل زاد الخرق علي الراتق في اليمن؟ … بقلم: د. عبدالسلام نورالدين
abdelsalamhamad@yahoo.co.uk
-1-
كلما فكرت أن أعتزل السلطة .
**
كلما فكرت أن أعتزل السلطة..
ينهاني ضميري.................
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين ؟
من سيشفي بعدي الأعرج..
والأبرص.....
والأعمى......
ومن يحيي عظام الميتين ؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر ؟
من ترى يرسل للناس المطر ؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة ؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر ؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟
ويموتوا كالبقر ؟......................
كلما فكرت أن أتركهم.....
فاضت دموعي كغمــــامة ...
وتوكلت على الله ..
وقررت أن أركب الشعب
من الان الى يوم القيامه
نزار قبانى
-2-
ثالوث من جهنم: معمر القذافي –علي عبدالله صالح والشيطان
ثلائه يشق الدفاع عنهم في هذا العالم : معمر القذافي في ليبيا - علي عبد الله صالح في اليمن والشيطان في كل مكان ,أما اذا تبرأ الاخير من افاعيل أحدهما أو كليهما فلا تعجبن ومع ذلك أكتسب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح علي نقيض صديقه المصري اللدود حسني مبارك أبان مدة جلوسه علي سدة الرئاسة لاثنين وثلاثين عاما حسوما (1978 )خبرات ومهارات ومواهب وتفانين شتى في العبانيات ادارة السياسة لا تماري ولا تباري ولم تخطر علي بال احد في ذلك الركن من الجزيرة العربية .أذا كان الراحل عن الحكم حسني مبارك قد تخرج طيارا من الكلية العسكرية لم يتلق الرئيس اليمني من الدرس سوي تقاليد القاء النفس في المهالك التي لم يتوفر غيرها لقبيلته "اليامية " الصغيرة "سنحان" التي الحقت نفسها يوما بحاشد الهمدانية ونزلت بتباب غير ذات زرع علي مشارف صنعاء القديمة.
حافظ حسني مبارك رغم فساده المطلق أن يبقي حتي يوم تقاعده الاجباري موظفا بدرجة رئيس جمهوريه وكذالك حافظ علي عبد الله صالح علي توجسات بيئته الاولي –سنحان-بفقدان الطمأنينة والامان رغم انه قد سار كل الطريق الي منتهاه من جندي لم يبلغ الثانية عشر من عمره لا حول له ولا قوة في جيش الامام أحمد بن يحي حميد الدين الي قائد لواء تعز ثم قدما الي رئيس جمهوريه بدرجة أمام وسلطان وملك ومع ذلك لا يطمئن له قلب فينام ملء جفونه الا اذا اشعل الارض حرائقا من حوله وادلهمت واكفهرت بالنزاعات والدماء والقتلي والحروب ولكل أمرئ من بيئته الاجتماعية الاولي ما أستقي وتبني.
تبنى الرئيس اليمني أيضا بحماس لعبة الورقات الثلاث السائدة في سياسيات أدارة الحكم في المشرق العربي ومغربه التي تتألف من بعض التالي:
–أ-العمل بدأب لشراء الوقت مهما كان الثمن باهظا للبقاء في عرش الملك السلطاني أو الامامي أو الجمهوري أو كل ذلك في نسج واحد لأطول مدي تسمح به تدابير الاحابيل النافذة.
ب- شحن خزانة محركات الترهيب والترغيب بأكبر قدر من باقات المحروقات لابقاء اليات الدولة متحفزة متوترة علي مدار الساعة وتتضمن تلك الاليات التخويف والترويع والرشاء وجلب المنافع واللذاذات والاقصاء من مراكز الاضواءو الحرمان من الثروة والتغييب من الحياة لدي الضرورات التي تبيح المحظورات.
-ج- اللعب بمكر المقامر علي المائدة الخضراء علي التوازنات الطائفية والعرقية والمناطقية والفئوية والشخصية وبناء علي موازنات تقديراته التي لا يدري بها احد غيره يعقد الرئيس اليمني تحالفاته التي لا تدوم طويلا مع هذا الحزب أو ذلك التجمع والجماعة أو تلك الشخصية حتي اذا استنفذ اغراضه منها القاها بلا مبالاة عظما مكدودا علي قارعة السياسة ويصف الرئيس اليمني تلك الاحزاب والجماعات والافراد التي لم يعد لها جدوي أو صلاحية علي طاولته "كروتا تالفة لا تصلح لشئ" ثم اضاف الرئيس اليمني مساهماته الخاصة الي تلك اللعبة التقليدية المعتمدة في ادارة السياسات العربية بأن زرع له احزابا ومنابرا ومراكزا وصحفا تابعة له داخل الاحزاب والمنظمات والجمعيات التي تعارض بقوة توجهاته السياسية وأضحى لا يصغي الا لها فيجالسها ويؤانسها ويغدق عليها بوصفها النواطق الصوادق عن قواعد الاحزاب التي استلحقها قسرا بمنظومته أما اذا استنكرت الاحزاب الاصل اختراقات الرئيس ومجونه بمؤسساتها أجابها في وسائطه البلورية بنبر ومنطق المغلوب علي أمره: سألتكموا باللة دلوني ماذا افعل معكم ؟ اذا كنتم لا تقبلون الديمقراطية داخل احزابكم وترمون علي بكل عجزكم ومصائبكم -سالتكموا باللة ماذا أفعل معكم وبكم ؟ لماذا لا تتوحدون اولا مع أنفسكم ثم "نتكي جمعا " للتحاور في شئوون البلاد والعباد– اعترفوا بانفسكم ايتها الاحزاب الفاشلة اولا ليتسني لنا الحوار معكم؟ واعتراف الاحزاب بنفسها في عرف الرئيس أن تختار كل من احزاب المعارضة امينا لها عاما من بطانته "وخبرته".
قد برع الرئيس اليمني ايضا في اطلاق المبادرات اثر المبادرات لتقديم حلول ناجعة لأحن السياسة ومآزقها التي تأخذ بتلابيب الجزيرة والخليج والشرق الادني والقرن الافريقي وقد عرض في مطلع التسعين 1990علي ألمانيا بعد سقوط جدار برلين خبراته الثرية وكيف يتأتي لها اجراء وحدة ألمانية نموذجية لا يداخلها "شق" "أو طق". ويبدو أن الرئيس اليمني قد تخلي عن الجود المجاني بتلك الخبرات التي لا تقدر بثمن لالمانيا الاتحادية بعد تلك النهاية الفاجعة التي انتهت اليها الوحدة اليمنية قصيرة الاجل (1990- 1994). ليس من الدقة أن يقال ان قد ذهبت كل تلك المبادرات المتلاحقة التي ظل يطلقها الرئيس اليمني أدراج الرياح اذ نجحت علي الاقل في امر لا يخلو من قيمة بالنسبة له ان جعلت من القضية الفلسطينية ايدولوجية يمنية من الطراز الاول وتأتي في اهميتها في الدرجة الاولي والثانية والثالثة قبل قضايا الفساد والماء والكهرباء والتعليم والصحة والفقر والبطالة وتحديد النسل وانتشار السلاح والاوبئة وتوزيع الثروة والسلطة.
قد تفرد الرئيس اليمني ايضا بمساهمة نادرة حاز بها قصب السبق حتي علي دوله الانقاذ في السودان تتمثل في ادارة البلاد بالازمات والحرائق التي يشعلها بنفسه ثم يحث الجميع علي بذل النفس والنفيس لاطفائها أما اذا افضت تلك الازمات والنزاعات بين القبائل والمناطق والطوائف والمذاهب الي انفجار حروب لا تبقي ولا تذر كما قد خطط وابتغي تقدم الرئيس بعد تمهل وروية بمشروع مبادرة تتسم بالجدة والعمق والغيرة علي حفظ دماء ابناء الوطن الواحد ولا يتواني الرئيس ابدا ان يحشد خلفها كل أعلامه الداخلي والخارجي وعلماء الامة وحكمائها وشيوخ القبائل وقادة الرأي فيها والمقرئين والوعاظ حتي اذا خمدت جذوة تلك المبادرة اشعل حرائق جديدة لتتلوها مبادرات أخري أما الدياراليمنية فتعود بعد كل ازمة وحرب الي المربع الاول كبيوت تبني دائما مع سبق الاصرار والترصد علي حافة جرف ظل يضربه الزلزال بانتظام دوري. السؤال الذي يقذفه سواح السياسة :كيف تأتي للرئيس اليمني أن يروض المتطرفين الاصوليين وعلي رأسهم مجاهدي تنظيم القاعدة وأن يدخلهم تحت عبائته الواسعة ويرتضون منه ذلك؟ لم يخف الرئيس قدراته العملية في هذا المضمار اذ اعلن ذلك بفخر مرارا لحلفائه الغربيين الذين لا يجهلون غرابة اطواره ولابد انه قد اطلع متطرفيه الاصوليين علي شئ من بعض نهجه الايلافي معهمم الذي تفوق به علي ابي العلاء المعري القائل" أني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم تسطعه الاوائل .
*اتفق للرئيس اليمني بفضل نهجة في ادارة بلاده بالازمات والكوارث والحروب ان يجعل من المتطرفين وتنظيم القاعدة في اليمن وعلي مرأي من انفسهم سلعة يتسوق ويضارب بها في بورصات المال والسياسة في الجزيرة والخليج ويبذل جهدا مدروسا من قبل العارفين من مستشارية ان يستدر بنشاطها في بلاده بلايين الدولارات من المانحين في اروبا والولايات المتحدة وقد قدم الرئيس فاتورة وقدرها 40 مليار دولار لمؤتمر المانحين الذي عقد بلندن في 27 يناير 2010 . أن يتجر الرئيس اليمني ويتسوق باصولييي بلاده في كل بورصات الدنيا لا يثير لديه خلجة من الاحساس بتأنيب الضمير أو الندم لانه قد أخرجهم بعد تقلده مقاليد الدوله (1978)كما يتمرأي له من ظلمات الخلايا السريه الي نور العلنية وأفاض عليهم من خزانة الدولة وأوقافها ووسائط أعلامها بعد أن بوأهم مكانا عليا في التربية والتعليم والارشاد و آذن لهم بقتال الخوارج من شيوعيي الجبهة الوطنية اليمقراطية في المناطق الوسطي .
*حينما أعلنت الولايات المتحدة بالاصالة عن نفسها وبالوكالة عن الحركة الاسلامية العالمية التصدي عسكريا وجهاديا للاتحاد السوفيتي في افعانستان كان الرئيس اليمني جاهزا باسلامييه الاصوليين الذين أستظلو بظله فجهزهم وأوفدهم ليكونوا تحت خدمة وكالة المخابرات المركزية"ومن جهز غازيا فقد غزا" .
كان الاسلاميون اليمنيون اطوع للرئيس من بنانه لما كان في أمس الحاجة اليهم لتضييق الخناق علي اعضاء الحزب الاشتراكي بعيد الوحدة (1990) فقنصوا وفتكوا باكثر من 150 ناشطا أشتراكيا حتي لا يبقي امامهم سوي خيار ميدان القتال وكان للرئيس ما قد تمني وآمل أذ سقط الاشتراكي مكرها في الفخ المنصوب له وبدلا أن يخرج الاسلاميون ابطالا من حرب 1994 التي كانوا اثافيها ووقودها وقدورها الفوا انفسهم "كروتا " لا مكان لها الا في قاع سلال مهملات السيد الرئيس.
قد تكشف لكل "احزاب المشترك" (وعلي وجة خاص التجمع اليمني للاصلاح والاشتراكي رغم تباين الرؤي) بعد سنين عددا من الجولات والمبادرات التي لم تنته الي اي شئ واقعي أن لا جدوي للحوار مع الرئيس اليمني الذي لايقبل منهم سوي التسليم بسلطته المطلقه و لا بأس بعد ذلك ان يبادلهم الرأي حول القضايا المختلف عليها . وتكشف بذات القدر لقوي المجتمع المدني وسكان المدن الكبري في اليمن ( صنعاء وعدن وأب وذمار وتعز والحديدة وصعدا وحجة والمكلا وزبيد وسيئوون وزنجبار والغيضة ولحج) أن الرئيس لايابه بها ولا يكترث لشكواها ومظالمها الا اذا حملت السلاح في وجهه انئذ يعترف بهم كأعداء في ميادين القتال التي تزيده منعة وسطوة وتجبرا. وتبين لشيوخ القبائل وعقالها أن اللعبة الفضلي لدي الرئيس اليمني أن يفجر الفتن في أوساطهم ليشاهدهم يقتتلون باسلحة الميدان أمامه حتي اذا مالت كفة احدي القبائل تدخل الرئيس في الوقت المناسب لانقاذ تلك التي كادت أن تنهار فياسوا جراحها ويزودها تجاره بما يؤهلها من زاد حربي وعتاد لتقف علي أقدامها استعدادا لجولة أخري اكثر ضراوة وهكذا الي ما لانهاية. يبدو أن قد سئم الجميع تلك الدورة العبثيه من الفتن والثارات والنزاعات والحروب التي يشرف علي اجرائها بانتظام الرئيس اليمني نفسه تماما كما تشرف لجنة "الفيفا" بانتظام علي كأس العالم لكرة القدم – كل دورة في بلد مختلف مع فارق جد هام تجري مباريات كأس العالم لكرة القدم كل اربع سنوات أما الريئس اليمني فيفضل ان تظل ساقية حروبه دائرة علي الدوام .حينما فضلت احزاب المشترك –والطلاب وكل الشباب والمهنيين أن تلجأ الي نهج واسلوب جد جديد –ساحة التغيير- تنبذ فيه العنف والسلاح وتخرج به كل اليمن من دوامات الحروب الاهلية عثر الرئيس علي نفسه في جحر ضب خرب وفي أرض لا يعرف لغتها وفي داخل بئر لا هواء فيها ولا يدري كيف يخرج منها.
-3-
الجلوس علي رأس الخازوق المدبب
للصنعانيين تعبير ظاهره مستبشع وباطنه يزيد عن ذلك كثيرا لتصوير الدرك الاسفل الذي يمكن ان يتدحرج عليه الانسان حينما تجري رياحه بما لا تشتهي سفنه وتسوء أحوال ضيق التنفس النفسي لديه ومع ذلك لا يملك الا ان يستنشق ويستنثر بكامل قوي انفه وفمه حتي لا يلفظ انفاسه فيقول المرء وقتئذ بكل اسى لوصف حاله أو حال الاخر الذي يعنيه -أنا في "... الحمار" ويبدو أن الرئيس اليمني الذي يحرص دائما ان يبدو وجيها انيقا في في كل صوره ولقآته مع وسائط الاعلام البلوري يقتعد الان مكانا في عمق ذلك المجري من ذلك الحيوان . يبدوأن شباب ساحات التغيير الذين لا يملكون غير أصواتهم واصرارهم علي الياذة الاعتصام حتي يغادر الرئيس اليمني نهائيا مقعد قيادة اليمن لن يكتفوا بتغيير الدولة ونظامها فحسب ولكنهم سيسعون كما تشير خطواتهم لأعادة النظر بجدية بانفسهم وكل تفاصيل مجتمعهم المدني والاهلي وان يتم كل ذلك بغير حد السلاح وهذا هو الخازوق التركي الذي لم يرصد له نظام الريئس اليمني فأسا لكسره في حساباته الجهنمية فالفي نفسه جالسا على رأسه المدبب.
-4-
ياسيدي الرئيس أن تقتلني فالخاسر أنت
المثير للدهشة حقا أن اصرار الشباب علي الاعتصمام في عرصات وافنية ساحة التغيير والطرق التي تؤدي اليها وتاففهم الذي أجمعوا عليه أن لا يتبادلوا مع أجهزة القمع التي تقمصت وتشكلت بكل الصور القبيحة- شتائما بشتائم -عنفا بعنف –دماء بدماء –موتا بموت قد شجع اعدادا اكبر من الشباب والشابات ان يلتحقوا زرافات ووحدانا بركب الاحتجاج السلمي والجلوس اعتصاما في وجة فوهات البنادق التي لم تتوان لحظة أن تنطلق كذخيرة حية علي الرؤوس المرفوعة والصدور المفتوحة الشئ الذي اضرم مزيدا من الغضب والاستفزاز في هراوات حرافيش وبلطجية جهاز الامن وبنادق قناصته فعاثوا ترويعا واراقة للدماء وقتلا ومع ذلك أزدادت جموع الذين يتخلون يوميا عن اسلحتهم النارية ليجلسوا علي صعيد ساحة التغيير الطاهر مع المعتصمين والمعتصمات الذين جعلوا من ساحة التغيير نموذجا يتطلعون ان يكون عليه كل المجتمع اليمني في المستقبل ثم تبين لاول مرة في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر أن أكثر الاسلحة مضاء وأشدها فتكا أن يقول كل الشعب اليمني بصوت واحد للرئيس "وخبرته" يا سيدي الرئيس ان تقتلنا فالخاسر أنت والافضل من كل ذلك أن تغادرنا الي غير رجعة لاننا لا نريدك في قيادة الدولة أو المجتمع وعليك ان تتدبر أمرك اليوم وليس غدا وخير البر عاجله وفي كل الاحوال لا نريد معك قتلا ولا قتالا .هذا الخطاب الناعم الرصين اجتذب اليه الاحزاب السياسية والمهنيين والاكادميين والقضاة والمحامين والكتاب والفنانينوالنساء والاطفال وشيوخ القبائل والعسكريين وائمة المساجد والمؤذنين وفئات لا حصر لها لا تري في اراقة الدماء عقدا ولا حلا. لقد تجلي لكل العالم الذي يتابع عبر الوسائط الملحمة اليمنية بكثير من الدهشة والعجب ان ثمة تجربة تغيير كبري تختلف عن المصرية والتونسية واللبية تستحق النظر بعيون فاحصة.
-5-
عجيب أمر ما يجري وأعجب منه أن تدري
يتساءل العالم بدهشة الذي لا يصدق ما يجري أمام عينيه -ماذا حدث فجاءة لليمن ولليمنيين-تلك البلاد التي اقترن اسمها دائما بالتطرف وخطف السياح وحمل السلاح حتي داخل اروقة المعرفة ودور العبادة وعرف مجتمعها بعزل النساء والثارات التي ليس لها نهاية ؟. ماذا حدث لهذا المجتمع حتي يجنح دون مقدمات للسلم والعقلانية الباردة الي الحد الذي يحرض فيه رئيس الجمهورية كل اجهزة القمع التي تتوفر تحت يديه أن تستدرج عشرات الالاف في ساحة التغيير باستفزاز جانح لحمل السلاح في وجههه وبذلك يجرهم الي الميدان الذي يفضله-الحرب الاهلية كما قد فعل مع الجنوب في السابع والعشرين من ابريل 1994 فيمتنعون عليه فيطلق عليهم الرصاص الحي ويقتل منهم 54 شابا ليرتفع الدم في شرايينهم فيفقدون عقولهم فيستجيبون للفخ الذي نصبه بعناية لهم وبدلا عن كل ذلك يفتح المعتصمون صدورهم فيشتاط الرئيس حنقا ويغري عليهم مأجوريه فيدفع موقفه ذاك العديد من مجلس النواب والبلوماسيين وقيادات اعلامه ووزرائه والرجل القوي في مؤسسته العسكرية أن ينفضوا من حوله فرادي وجماعات استنكارا ويفزع مشهد السفينة الغارقة الذين كانوا يوما تنابلة السلطان والنهازيين والمؤلفة قلوبهم والمرتزقة أن يفروا في كل الاتجاهات هروبا من الغرق. اذن ماذا يفعل الرئيس ؟ .
-6-
ساحة التغيير أصابت أكثر من عصفور بحجر واحد
لقد اصابت حركة ساحة التغيير اكثر من هدف وغاية بضربة واحدة ومن اهمها :
-أ -أن قد توحدت كل فئات وطبقات واقاليم اليمن تحت مظلة اسقاط النظام سلميا لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي عبر التداول السلمي للسلطة لتحقيق العدالة الاجتماعية –التنمية المتواصلة وحقوق الانسان.
-ب-قد تم عمليا تجاوز كل الخيارات التي تلجأ الي حد السلاح وقهر الاخرين للوصول للحكم واضحي تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي وكل الحركات السياسة التي تسعي للسلطة والثروة عبر القوة من التراث البائد الذي يمت لبيئة النظام القائم الذي تسعي حركة ساحة التغيير بالقائه في كومة النفايات ومن دلالات ذلك أن قد اسقط في يد تنظيم القاعدة ولم يدر ماذا يفعل ببضاعته التي بارت ونفقت ولابد أن قداستبان ايضا للحراك الجنوبي ان ليس ثمة مايدعوه ان يؤذن في مالطة.
ج- أما الانجاز الاكبر الذي لا يزال في مجري سياق التحقق ذلك الانتصار البديع الذي لم يستطعه الاوائل الذي تكشف في ساحة التغيير ان اللاعنف اداة ومقياس الاشياء جمعيا في هذه المعاركة الفاصلة والفارقة والتي تعني أن لا حاجة البتة بالشعب اليمني لكل ترسانات السلاح (80,000 مليون قطعة)التي يحتفظ بها في بيوته ويحملها علي اكتافه وبين يديه اذا كان يمكن لكل الشعب اليمني أن يسعي الي اكبر معاركه بغيير سلاح ناري وحتما سينتصر وبعدئذ فلا مناص ان يعيد النظر في فاتورة مشتروات الدولة من السلاح التي تبلغ الان اكثر من 17 % من الناتج القومي في الوقت الذي لا تتجاوز فيه تلك الفاتورة في الولايات المتحدة التي بها 50 % من ثروات الكوكب الارضي اكثر من5 .4 % من ناتجها القومي.
يبدو ان الشعب اليمني علي موعد مع عقد اجتماعي جديد ومشروع سياسي شامل ودستور يؤطر كل ذلك وتلك هي المبادرة الكبري لساحة التغيير في صنعاء وعدن وكل المدن الاخري التي قدمها الشابات والشباب وكان حقا علينا نصر اليمنيين.
**
د-عبدالسلام نورالدين
abdelsalamhamad@yahoo.co.uk