بين حاكم ولاية نيوجيرسى ووالى الخرطوم
طالعتنا الأخبار بأن طفل يدعى جيسى كوزان البالغ من العمر الخامسة ( وكوزان هنا هو إسم الطفل وليس له علاقة بكيزان السودان ) كان قد ذهب مع والدية إلى مقر الإقتراع للتصويت فى انتخابات عام 2009 . فجأة أصابت الطفل موجة من البكاء وعند سؤاله عن السبب ذكر أنه يبكى لأنه صغير على أن يترشح لمنصب حاكم ولاية نيوجيرسى . هنا ربما يكون الأمر عادى لأن الأطفال أحيانا يرغبون فى أشياء ربما يصعب تحقيقها ! ولكن الغير عادى فى الأمر هو أن حاكم ولاية نيوجيرسى عندما شاهد الطفل يبكى فى اليوتيوب ، أصدر مرسوما بتعيين الطفل جيسى كوزان ليصبح حاكما لولاية نيوجيرسى لمدة يوم واحد ، تحقيقا لحلم طفل الخامسة !
عند سماعى للنبأ ، خطر ببالى سؤال: كم من مرة شاهد فيها والى الخرطوم أطفالا يبكون وهل تساءل فى يوم ما عن سبب بكاء طفل سودانى؟
بالطبع هناك العديد من الأسباب التى تدفع أطفال السودان للبكاء ومنها الجوع والمرض ، فهل فكر والى الخرطوم ولو لمرة واحدة التنازل عن ثمن وجبة غداء واحدة لطفل يبكى من الجوع؟! أو تبرع هو أو السيد عبد اللطبف حقنة بثمن دواء لطفل مريض؟! أم أن الإسلام فى زمن الإنقاذ أصبح لايحض على التكافل ؟! أم تناسوا قول الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه " لو أن بغلة عثرت بالعراق لخشيت أن يسألنى الله لم لم تمهد لها الطريق ياعمر" ناهيك عن طفل يبكى !
الغرض هنا ليس لحض والى الخرطوم أو وزير الصحة أو وزيرة الرعاية والضمان الإجتماعى أو أى مسئول فى النظام الحاكم فى السودان للإلتفات إلى بكاء الأطفال ، فهناك من الأطفال من لايبكون فى العلن ، لأنهم يعلمون أنه ليس هناك من صدر حنون يضمهم إليه ، وهم أطفال الشوارع أو ما يطلق عليهم حسب وزارة الرعاية والضمان الإجتماعى " المشردون " هولاء لهم الله فلا رعاية من مسئولين ولا من ديوان الزكاة ولا من أولئك الذين يكنزون المال العام ويشترون به المبانى والمؤسسات الحكومية بدعوى الخصخصة ، وماقام به مؤخرا السيد على كرتى وهو فى منصب وزير خارجية لدولة إسلامية ليس ببعيد ! فهل هناك وزير فى أى دولة تحترم نفسها يقوم بشراء مبنى بمبلغ 85 مليون دولار ! وبدون محاسبة ؟! إلا فى دولة بنوإسلام الفريدة فى نوعها وشكلها وتوجهها؟!
مجرد سؤال؟ !
لاتبكى ياجيسى وتعال إجلس على مقعد الحاكم فأمامك 24 ساعة تقضيها كما تشاء ! وإبكى يامحمد احمد فأمامك البحر تشرب منو زى ماداير ومش 24 ساعة بس زى ولد الخواجات ، فأمامك الدهر كله! ومع كل شربة لاتنسى أن ترفع رأسك عاليا وتقول: عاشت دولة التوجه الحضارى!!!
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]