لينا حق الرد” وليهم حق للضرب!!

 


 

د. أحمد خير
21 April, 2011

 



فى شهر أبريل الجارى قامت إسرائيل بغارة جوية  دمرت فيها عربة سوناتا فى شرق السودان  وقتلت اثنين كانا بداخلها . وهذه الغارة بالطبع لم تكن الأولى من نوعها . فقد قامت إسرائيل من قبل بغارة جوية فى وادى من وديان البحر الأحمر وقتلت  مايربو عن المائة شخص ودمرت رتل شاحنات محملة بالسلاح الذى كان فى طريقه إلى حماس فى غزة . لم تبادر الحكومة بإعلان الحادث او الإشارة إليه إلا بعد أن تناقلت الخبر وكالات الأنباء !وحيال الصمت الرسمى ربما إستنتجت إسرائيل أنه لاقيمة للمواطن السودانى طالما أن حكومة الخرطوم لم تتخذ أى إجراء كرد فعل لتلك الغارة مما شجع إسرائيل للقيام بغارتها الجوية الأخيرة التى أودت بحياة شخصين . ونظرا لتواجد شهود عيان فى الغارة الأخيرة وجدت الحكومة متمثلة فى وزير دفاعها ووزير خارجيتها أنه لابد من عمل إستباقى والحديث عن الغارة ! ثم توصلا ولا أعلم كيف لنتيجة واحدة تتلخص فى جملة تقول " السودان له حق الرد " !!! ولانعلم كيف سيكون الرد ؟! هل هو بتقديم مزيد من السلاح لحماس ويكون الرد بالوكالة ! أم أنها سترسل دبابين إلى إسرائيل للقيام بعملية فدائية ؟! الشعب يريد أن يعرف . أم أنها مهمة سرية ذات تكتيك فريد سيعلن عنه بعد إتمام العملية ؟! فقط الشعب يريد معرفة الفترة الزمنية ، أى كم من الوقت سيحتاجه وزير دفاع الدولة الرسالية ليقوم بالمهمة ، خاصة وأن الغارة الأولى قد مضى عليها عام ولم نرى مايطمئن بأن هناك إجراء إتبع أو سيتبع !
لايمكن لدولة تهدد أمريكا بأنها ستفعل كذا وكذا إن لم تلم أمريكا "دجاجها" وتقف ساكنة أمام العدوان الإسرائيلى الذى حتى الآن لم تخطرنا الحكومة من أين جاءت الطائرات وهل كانت إسرائيل متتبعة للشخصين من خارج الحدود أم من الداخل وبالطبع السلطات ترجح الأخير نسبة لأنها بدأت فى توجيه الإتهام لبعض الشخصيات فى داخل الأراضى السودانية ! هذا بالرغم من أن إسرائيل عمدت فى ملاحقتها للمقاومين فى غزة بتتبع هواتفهم النقال فهل حدث نفس الشئ لراكبى السوناتا؟!
الطائرة أو الطائرات الإسرائيلية بالطبع لم تنطلق من داخل إسرائيل طالما إسرائيل لها قواعد حربية بالقرب من السواحل الإفريقية . وأقرب تلك القواعد هى فى جزيرتى " تيران " وجزيرة " صنافير " وهما جزيرتان سعوديتان فى البحر الأحمر سبق أن قامت مصر بإستئجارهما من السعودية لتتمكن من إعتراض السفن المبحرة من أو إلى إسرائيل وهى تجهز لحرب 1967 . وبعد أن خسر العرب حرب الأيام الستة قام السادات بعد الحرب بالتفاوض على جلاء القوات الإسرائيلية من الأراضى المصرية وترك أمر المطالبة بإسترداد  الجزيرتين إلى السعودية بحجة أنها هى المالكة الأصلية لهما . ومنذ ذلك التاريخ ظلت الجزيرتان تحت السيادة الإسرائيلية ولم تتخلى عنهما لموقعهما الجغرافى الإستراتيجى ! وستظلان هاجسا للسودان حيث ان العمليات الجوية الموجهة إلى السودان وإفريقية لن تجد إسرائيل نقطة إنطلاق أفضل منهما .
بعد أن أوضحنا ذلك هل لنا ان نتساءل: كيف وأين ومتى سيكون الرد الإنقاذى على الغارات والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة؟! أم انه كلام فى كلام والسلام ! أى ان باكر الشعب ينسى وتعود الحكومة الرشيدة للنوم فى العسل ويظل وزير الدفاع فى منصبه ويادار مادخلك شر ؟! مجرد سؤال!            
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]
 

 

آراء