الى متى تحتكر مصر الجامعة العربية !؟

 


 

أدم خاطر
24 April, 2011

 


منصب الأمين العام للجامعة العربية ظل حكرا على مصر الدولة – مصر النظام – مصر الحاكمة منذ نشائتها سوى لفترة قصيرة عندما انتقل مقرها الى تونس فى ظروف استثنائية ، من بين ست أمانات عامة حظيت مصر بهذا المنصب لخمسة مرات ، وظل على الدوام أداء الأمانة العامة كيفما أختلف الناس حولها يجير لصالح الخط المصرى وسياساتها وبرامجها وأهدافها وكأنه أداة أو ادارة تابعة لوزارة الخارجية المصرية، دون اعتداد بالهموم العربية الأخرى على تباين القضايا العربية وعظم التحديات التى تواجهها !. وقد جرى العرف أن يكون التوافق فى اختيار منصب الأمين العام هو السمة الغالبة فى سائر من تولوا هذا التكليف ، وتضاءلت الخلافات فى السابق حول أحقية مصر لهذا الشرف لاعتبارات موضوعية كونها الشقيق الأكبر ، وصاحبة السبق فى الريادة والقدرات السياسية والعسكرية ، والمبادرات اتعربية  لفترة طويلة  لما احتفظت به من علاقات مع الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل  ، واحتكارها لتقديم بعض الدول العربية لاسرائيل  الى برزت مفردة الهرولة فى القاموس السياسى وما قادت اليه من جفوة وتباين بين مصر وبعض الأنظمة العربية !. وقد ظل السودان على الدوام نصيرا لمصر وسندا لها على ما بيننا من خلافات سياسية وحدودية مسكوت عنها كما هو الحال فى حلايب !. ولم تحظى معظم الدول العربية بالمناصب القيادية والوسيطة بالأمانة العامة على نحو ما حظيت مصر التى تكاد تسيطر على ادارة الجامعة وتحركاتها ، وبنظرة بسيطة كاشفة وتقييم لأداء الأمانات السابقة بامكاننا أن نخلص الى هذه الحقيقة فى تسييس الجامعة وجعلها تسير فى الفلك المصرى رضى الناس أم أبوا !. أما على صعيد التاذى والقرارات التى طالت البلدان العربية وحملات التشويش والارباك الدولية فقد حظى السودان بنصيب الأسد وهو يجد الصفعة تلو الأخرى والحصار والتضييق على نحو ما قامت به القيادة المصرية المخلوعة فى تحركاتها لتطويق النظام فى السودان ، عبر منصب الأمين العام السابق والحالى موسى ، فتوالت القرارات الأممية وصنوف العقوبات والحصار والتهم بعيد المحاولة الفاشلة  لاغتيال الرئيس المصرى المخلوع مبارك فى اديس ابابا فى  يوليو عام  1995م !. وعلى الرغم من ذلك ظلت اليد السودانية ممدودة والحوار متصل مع مصر واللجان الوزارية العليا تنعقد بين الفينة والأخرى والاتفاقيات توقع على الورق دون أن تجد طريقها للتنفيذ بتدبير من الجارة مصر التى تقدر وترى مصالحها بعناية ولا يهمها أن تهدر مصالح الجار والشقيق بحجم السودان وأهميته بالنسبة للأمن القومى المصرى وأى استراتيجية تضع فى حسابانها موقع السودان وامكاناته وقدراته التى بدأت فى تغير مضطرد قد لا يسعد مصر الحاكمة وهى قد سعت فى أواخر أيام مبارك أن تعمذ لاسداء النصح والموعظة للرئيس البشير وما يتوجب عليه فعله فى المرحلة الحالية حتى لا تطاله يد الاستكبار ، والزيارة كانت تحمل رسالة الاستكبار والهيمنة عبر الزيارة الشهيرة لمبارك والقذافى للسودان قبيل انطلاقة شرارة الثورات العربية ، فاذا بعجلة التاريخ تكتب شيئا آخرا وتحمل ذات الرسالة لمصر التى فقدت مبارك على نحو مهين والقذافى فى كماشة الثوار والضغوط الدولية للننحى ، فيما بقى البشير على كرسى الحكم رغم مظاهر الضغوط والابتلاءات والمحن والحرائق التى تحيط بالسودان من كل جانب ومصر وليبيا أكبر مغذى ومغرى للعدوات باتجاهنا  !. والمقام هنا ليس لتقييم مواقف مصر الكلية باتجاه السودان أو محاكمة النظام المصرى البائد على مواقفه وسياساته باتجاهنا طالما تمكن السودان من اجتياز معظم التحديات وبجدارة ، ولا ننسى فى هذا الظرف الدقيق موقف مصر النظام من التمرد فى الجنوب واتفاق السلام الشامل وما أفضى اليه من نتائج الاستفتاء وتقرير المصير كلها محطات سيكتب التاريخ فيها سهم مصر وهى ما تركت فرصة للنيل من بلادنا أو حبسها أو تقزيمها واضعافها الا وفعلت ، وعلى رغمها تظل مصر الشقيقة والأخ الأكبر  والحليف الذى يؤمل للوحدة والاندماج والتكامل الاقتصادى ويا لها من أمانى ورغبات تقاصرت  عنها الخطى والمواقف المصرية وجعلت ظهر السودان مكشوفا ومثقلا بالجراح والثغوب لكنه صمد وبقيت نصاله دون تكسر أو انكسار !. ونحن نستدعى الترشيحات الحالية لمنصب الأمين العام للجامعة العربية ، ومصر الجديدة القديمة تطل بمرشحها لهذا المنصب وياله من مرشح !. تغيرت مصر بالثورة وأزيحت وحوها كبير وقامات فرعونية ممتدة ولكن للأسف لم تتغير الأشخاص التى ترسل باشارات مصر المهيمنة والمستكبرة على أشقائها !.  نسى السودان وتجاوز عداوات مصر ومراراتها ولكنه لم ولن يتجاوز هذه المرة ترشيح  (مصطفى الفقى ) لأمانة الجامعة العربية ، لئن كنا نستحى ونستهماهى بالتساهل ونجامل فى مصالح البلاد لغايات كبار كنا نرومها فى المراحل السابقة فلا مجال اليوم لاهدار هذا الحق والجهر بمن هو الفقى  وما الذى فعله لتعكير صفو العلاقة بين السودان ومصر على عهد الطاغية مبارك !.

نورد هذا المقال فى هذا الظرف المفصلى وقد أعلنت مصر رسميا الاثنين 12 أبريل الجارى ترشيح مصطفى الفقي، الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى قبل حله، لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلفا لعمرو موسى، الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل، لتبرز بذلك منافسة مصرية - قطرية، بعدما قدمت الدوحة مرشحها للمنصب - عبدالرحمن العطية - قبل أيام ، والذى سبق وأن شفل منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى ، وهو شخصية عربية متوازنة لا يمكنها مقارنتها بالفقى على أى نحو !.
وقد قال وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، فى معرضه تعليقه على الترشيح إن تاريخ الفقي "الدبلوماسي والعلمي يجعله المرشح الأنسب لشغل هذا المنصب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ جامعة الدول العربية." ياله من استخفاف وصلف فى غير مكانه وزمانه ! وقال العربي أيضا إنه بالإضافة لاهتمامه الفقي العلمي منذ فترة طويلة بـ"الفكر القومي وقضايا العمل العربي المشترك،  فقد سبق له العمل مساعدا لوزير الخارجية للشؤون العربية، ومندوبا مصريا دائما لدى جامعة الدول العربية،  فضلا عن قيامه بشغل منصب نائب رئيس البرلمان العربي."
وأعرب العربي عن ثقته في أن ينال ترشيح الفقي "قبولا وتوافقا عاما من كافة الدول العربية،" ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن الوزير قوله إن انتخاب الفقي "سيكون عنوانا لمرحلة جديدة للاستمرار في تنشيط العمل العربي المشترك الذي يقع على رأس الأولويات المصرية في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير." نجن نسأل العربى أى تاريخ للفقى هذا الذى يتحدث عنه الا ان تاريخا يسى الى الدول والأشقاء فهو حقيق به !.
ووجه العربي باسم الحكومة المصرية "الشكر للأمين العام للجامعة العربية عمر موسى على إخلاصه وجهوده وإنجازاته في سبيل دعم العمل العربي المشترك." وهى أيضا رسالة لتكريس تيار الهيمنة وبيع القضايا العربية التى عرف بها موسى والخلافيات الكبيرة على حقبته والتى أقعدت الجامعة العربية عن القيام بالدور المنوط بها وتحقيق آمال الشعوب العربية !.
ورغم أن الفقي لعب أدواراً عديدة في ظل نظام الرئيس السابق، حسني مبارك من منظور المصالح المصرية المحضة ، إلا أنه تمكن بسرعة من كسب ثقة قادة المرحلة الانتقالية والحركة الشبابية في البلاد فى التفاف وتلون حربائى ، إذ كان من بين أول الشخصيات التي أعلنت استقالتها من الحزب الحاكم وتأييدها لمطالب المحتجين في ميدان التحرير وهو يجيد صناعة مثل هذه الادوار والتماهى بمناصرة الهم العربى وهو دخيل عليه ودونه بالحجة والدليل الذى أقامه على نفسه . وقد كانت جامعة الدول العربية قد تلقت قبل أيام خطابا من الدوحة يعلن ترشيح عبد الرحمن العطية، الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي لمنصب الأمين العام للجامعة، في أحدث مسعى من قطر لزيادة دورها الدبلوماسي الإقليمي وهى قمينة به والكل يشهد مواقف قطر ازاء الوضع العربى وانشغالها بالهم العربى وعزيمة قيادتها للمساهمة الفعالة والحضور فى حلحلة القضايا العربية وتعزيز الوحدة العربية مقارنة الى تراجع الدور المصر وعدم حياديته فى جل ما طرح من هموم .
وكانت مصر على الدوام تحتفظ لنفسها بمنصب الأمانة العامة للجامعة التي يتواجد مركزها الرئيسي في القاهرة، ومنذ تأسيس الجامعة عام 1945، تولى الأمانة العامة ست شخصيات، بينها خمسة مصرية، وذلك ربما كان اعترافاً بدور القاهرة الكبير في المنطقة، وثقلها السياسي والديموغرافي والعسكري، ولكن المستجدات على الساحة العربية تملى نظرة مغايرة تأخذ بالتطورات فى المنطقة واحداث التغيير المطلوب فى تولى هذا المنصب ودورانه بين الدول والأقاليم العربية .
فخلال الحقبة الملكية في مصر، تولى عبدالرحمن عزام الأمانة العام، وخلفه مواطنه محمد عبد الخالق حسونة، ومن ثم محمود رياض، حتى عام 1979، عندما قررت الدول العربية مقاطعة مصر بسبب اتفاقية السلام مع إسرائيل، فجرى اختيار التونسي الشاذلي القليبي لمنصب الأمانة العام، مع نقل المركز الرئيسي لتونس ولكنه سرعان ما عاد الى القاهرة ليرفرف الى جوار علم اسرائيل المتقلقة بنفوذها فى المنطقة بموجب المساحة التى كفلتها لها مصر الدولة .
وبعد المصالحة المصرية - العربية، عاد مقر الجامعة إلى مصر، وتولى الأمانة العامة أحمد عصمت عبد المجيد، ومن ثم عمرو موسى منذ مارس عام 1991 وحتى يومنا هذا .
ومن المنتظر أن تقرر الدول العربية هوية الأمين العام المقبل للمنظمة خلال القمة المقبلة المقررة في بغداد بعد أسابيع !.
المرشح الذى دفعت به مصر لتولى الأمانة لجامعة الدول العربية  من منظورنا جاء وكأنها تستهدف السودان عندما يتولى شخص بسيرة وسريرة الفقى الذى عرف بعدائه وكرهه لكل ما هو سودانى رغم علمه ومؤهلاته وما تقلده من مناصب دبلوماسية وسياسية واكاديمية رفيعة !. عمد الفقى الى تدبيج حملة مسعورة ضد البلاد لم تترك أى ركن أو شخص أو سياسة أو وشيجة تربط بين البدين الا وأتى عليها ينشر السموم ويشيع الأكاذيب والأراجيف  على مسمع ومرأى من النظام الحاكم وقتها دون أن يقول له أحدهم كف عن السودان كجار ورحم وشقيق  له من الوشائح والصلات ما لا يفهمه أو يضمه أمثال الفقى!. هذا الرجل عرف بعدائه غير المبرر ولهجته التى تشبهه فى اثارة الفتن والنعرات والعصبيات والايقاع بين مصر والبلدان العربية ولكن سهم السودان فى مقالاته وتوجهاته كان الأبرز انتقائيا وباستهداف منظم وتوقيت لا نشك أنه كان يمثل سياسة منظمة وممنهجة ضد السودان وقادته !. سلسلة طويلة من المقالات والخطب والمحاضرات  نظمها هذا الفقى وهو يقف على رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصرى  وكأنه يريد أن يقول من موقعه أنه مسنود فى الاشانة بالسودان واستهدافه كاحدى مرتكزات السياسة الخارجية المصرية  وأهدافها الحصرية !. تواضع سفير السودان الفريق/ عبد الرحمن سر الختم ، وحمل جملة من مقالات الفقى اليه برفقة الملحق الاعلامى بسفارة السودان بمصر  الأستاذ /عبد الملك النعيم كى يراجعه فيها ويعتب عليه من باب الأخوة والعلاقة التى تجمع البلدين ويحاول أن يجد الأسباب والمبررات التى جعلته يكيل كل هذه التهم والسباب والألفاظ التى لا تليق بقيادى مصرى ضد بلد لها خصوصيتها التى تجمعها بمصر وتاريخ طويل من الروابط والمصالح يجهلها الفقى ، فما كان من الفقى عوضا أن يبادر بالاعتذار والتنصل أو التراجع عما كتب الا وقال لسفيرنا فى وقاحة مشهودة للرجل أنه يعنى كل كلمة كتبها وهو غير نادم على كل سطر ومعنى فيها امعانا فى الكبر والتشفى وروح العداء والكراهية التى تسيطر على عقليته !. هكذا كان رد الفقى للسفير عبد الرحمن سرالختم الذى لم يطلبه أن يأتى الى مقر بعثة السودان ليقدم اعتذاره بل ذهب اليه بحميمية الاخاء وحرص رسل السودان على العلاقة مع مصر ولكن جهابزة النظام المصرى وبقايا الحزب الحاكم التى تمسك بمفاصل السلطة بمصر حتى الان ما تزال سادرة فى غيها ، والفقى لطالما تقيأ بعقله وقلمه على السودان الوطن والأمن والقوة والسند لمصر !. لن ينفع الفقى اعتذاره الذى جاء متأخرا ومقالاته تملأ الأثير الاسفيرى وقاحة وطعنا فى الذات السودانية وهو يصف النظام فى السودان بأنه الأسوأ وقد كان عرابا للطاغية المخلوع مبارك وداعما لسياساته ومواقفه وقد كان البعض يظنه أنه صديق للسودان !.  لن يقبل السودان المداهنة والسكوت فى كبريائه من أناس جبلوا على اهانته وتسميم أجواء العلاقة بين الأشقاء !, ما الذى ينتظره السودان من شخص بهذه الخلفية والمواقف العدائية المعلنة التى خطها بيده وعبر فيها عما يعتمل عقله ويخامر فؤاده وهو يتطلع أن يقود المسيرة العربية فى المرحلة المقبلة !. كان حريا بالسودان أن يسارع الى رفض هذا المرشح من واقع الحملة الهوجاء التى ظل يقف عليها حتى وهو على كرسى البرلمان العربى كنائب لرئيسه  ، تفهمت مصر موقفنا منه ام لم تتفهم ، وليس مطلوبا من السودان أن يبرر موقفه من الفقى بمكابرته وتجاسره علينا وهو يصر على ما كتب وقال ، هذه الحملة التى يقودها هذا الدعى العربى شبيهة بتلك التى قادها السعودى / عبد الرحمن الراشد رجل اسرائيل وامريكا فى المنطقة من فضائيته العربية وصحيفته الشرق الأوسط !. علينا أن نقدر مصالحنا ونجهر بها وقطر هى من تقف الى جوار السودان فى محنته بمواقف مشرفة وآليات كبيرة وتقدير عظيم قعدت عنه مصر الحاكمة بكل امكاناتها وثقلها وجوارها وهى الأحرى بهذه الوقفة ولكن قلم الفقى يجعلها تطعن السودان فى ظهره وتحرض عليه وهى ترسل بهذا السهم المسموم لقيادة دفة المسيرة العربية فى هذا التوقيت وتريد منا أن نقبل الفقى كيف ولماذا وباى خاطر وتقدير يمكن أن نفعل !. هذا هو الموقف الطبيعى من شخص قدر بمحض ارادته أن يكون عدوا لبلادنا وقضاياها ومروجا استخباراتيا لمصالح دول بعينها تريد محاصرة السودان وفشله واسقاط نظامه ، علينا أن نعمل بشتى الوسائل المتاحة للاطاحة به كى لا يبلغ هذا المنصب وهو دونه قامة وعملا مشرفا وتاريخا !. على السودان أن لا يكتفى لمجرد الرفض والتحفظ على هذا الاسم بل يتوجب علينا أن نقود حملة مماثلة وجهيرة بين أشقائنا العرب نكشف  فيها مكنون الفقى وتعرى هذا الحاقد العدو وعدم أهليته لهذا الشرف وهو كثير العداوات للدول العربية وشخصية خلافية مثيرة للجدل تقف ضد المصالح العربية  وتعمد لاشاعة الفرقة والانقسامات داخل الصف العربى ولنقرأ فى مواقفه تجاه الجزائر وسوريا والكويت وقطر وغيرها !. علينا أن لا نضع موقفنا بصفة شخصية من الفقى لأنه كان يرمز للنظام المصرى والدولة والحكم عندما كان يهاجم السودان من مواقعه دون أن يجد رادعا لحملته !. مناصرة العطية هى شرف لنا كسوانيين نظير ما قامت وتقوم به قطر لأجل السلام فى السودان وهى تعمل بمثابرة وصبر وتفتح بلادها وتمول المفاوضات وتسعى بين الأطراف بوساطتها كى يعم السلام ربوع البلاد ، وقطر تقدم المليارات التى قعدت عنها الجامعة العربية مجتمعة على عهد عمرو موسى الأمين العام الحالى ، ولا يمكن أن نتصور أى جهد موجب أو دعم سياسى أو مكاسب يمكن أن تجنى أو خير يمكن أن يأتى من الفقى !. ظلت  مصر على الدوام تستأثر بمنصب الأمين العام للجامعة العربية منذ تأسيسها  سنة1945 حتى ساد العرف على تولي شخصيات مصرية لهذا المنصب على الرغم من أن ميثاق الجامعة العربية لا يتضمن نصا يسند هذا المنصب إلى شخصية مصرية.علينا ان نسعى كى يفك الحصار عن مصرنة الجامعة العربية وفك أثرها من قبضة الشخصيات المصرية كى يحدث الاختراق المطلوب فى القضايا العربية وتوحيد الصف العربى  ويصار الى اتخاذ قرارات عربية وليست مصرية ، خاصة والظرف العربى الآن مهيأ لهذه المرحلة بعد ان لفظت الشعوب العربية القايادات المتاخاذلة وانحازت لصالح الهم العربى !. مجىء الفقى سيكون بمثابة الطامة الكبرى والسباحة عكس التيار خاصة وان الائتلاف الوطنى الثورى فى مصر يرفضه كما وأمن السودان يرفضه لشخصه وفكره وتاريخه القمىء، فلنعمل لاسقاطه بكل الوسائل ولتلعم مصر أن السودان بات يعرف أصدقائه كما يعرف أعدائه من أمثال الفقى !.
 

adam abakar [adamo56@hotmail.com]

 

آراء