المناخ السياسي العدائي الراهن وقهر التاريخ

 


 

 

بسم الله  الرحمن الرحيم


أعتقد أن المناخ السياسى الذى نعيشه الآن فى ذاكرتنا سيحطم أية امكانية لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأحزاب وداخل البعض منها
ولن نستغرب من افتقارنا فى مجالات السياسة لعلاقات متفتحة أو علاقات متبادلة بين الشخصيات التى تعمل فى هذا الميدان ، علما بأن ما يحتاجه السياسى فى عالمنا المعاصر فضاء مسالم كى تزدهر فيه المثل والقيم الانسانية بعيدا عن الحساسية و الكراهية  لاننا لايمكن أن نرى  أو نتعرف على الجمال السياسى فى غرفة مظلمة أو  نرى اليد المجرمة مثل ما نرى اليد المواسية أو تلك التى تعطى  . نريد أن نعتمد فكرا قوميا وطنيا وتخطيطا مديدا نكون أحكمنا بموجبه  الوصل بين الفكر و العمل وجعلنا من الانجاز و القيمة المرجعية التى يكتسب بها الفكر مضاؤه ونجاعته ومن التراكم أساسا  تزكوا به مسيرة المجتمع ونماؤه ، وللاسف طالت العداوة السياسية بين زعماء السياسة وبين الحكومة والحركات المتمردة وهجر الجميع  الفكر والسيطرة على الواقع المثقل  بالتصريحات  التى لا مبرر لها . كنا نتوق  وكم تمنينا أن تبقى السياسة السودانية حصينة وصامدة قوية تعرف من هو العدو ومن هو الصديق ، فقد بات واضحا بعد ثورة التغيير التى عصفت بالحكومة المصرية والليبية  من كان يخطط ضد السودان  وفصله بثمن بخس  ومستشارية الخارجية مرتمية بثقلها فى هذه الحكومات ليتها كانت تدرى أو أخذت بما قلناه آنذاك . وما يجرى الآن من صراعات سياسية يؤمى بأننا  الى الآن باننا  لسنا قادرين على تحويل الخلاف السياسى الى فكر نعزز فيه الرؤية الوطنية ، لأن التعصب  الفكرى الذى هو رفيق الجهل  بات سمة البعص من السياسيين  فى مجتمعنا  فمثلا منهم من يتحدى الدستور ومنهم من يتجاهل المجلس المنتخب علنا  ومنهم من يدعى المعرفة والعلم  وآخر يتشاطر فيعلن  أنه حقا يعرف كل شئ أى ما هو منطقى أو موضوعى  وما هو خارج هاتين المعادلتين فى دنيا المعرفة السياسية معتد بنفسه الى حد المرض  شفاه الله وهو الطبيب  . وليعلم الكل وغيرهم أنه من الصعب  الخروج أو النجاة من قهر التاريخ ولن تستطع ذاكرتهم التحرر من أوجاعه  أو ضربات الضمير المؤلمة  .
 تجدنى مع تصريحات الأخ د /قطبى المهدى  اذ بات فعلا من غير المقبول أو المنطقى أن يظل الوزير فى منصبه لاكثر من عشرين سنة . فالتغيير والتجديد مهم  فى هذه المناصب  لدفع عجلة التطوير والتخلص من الرتابة والقول المكرور ، وكذلك شعار الولاء قبل الكفاءة وحسن الأداء يجب تعليقه فقد أضر بالسودان كثيرا وقلل من الشعور الوطنى  . ولا يفوتنى أن أشير الى  ضرورة تنشيط لجان محاربة الفساد  حتى نسمع صدى أحكامها مع ضجة الناس  ونعيد للسودان مكانه بعيدا عن قائمة الفساد الدولية  . وعن تصرح الأخ عمر القاضى  بتشكيل  حكومة ذات قاعدة عريضة  نأمل أن يرى النور  قريبا  لأننا نريدها عريضة بالكفاءة لا بالمجاملة . انتهى زمن السكوت وفرض الرأى والادعاء المعرفى  الكاذب والتهميش  الذى كاد أن  يؤدى الى أفول  نجم السودان فى غالمنا السياسي  المعاصر . حان وقت الصدق والمصداقية فى كل قول وفعل  وهو اقتران يجدد مسيرة الروح فى براح من الطمأنينة القلبية والسياسية حتى تصل بلادنا الى  أسنىالمرقى وأعظمهأ لكننى   أجزم وهذا ليس من ابتداعى  أن الحياة السياسية التى نعيشها تحتاج الى مراجعة تامة تفاديا لأية وضع سياسى مزرى  علما بأننى لست بصدد تشريح الجثث السياسية المعدة أمامى كمشتغل فى  الفكر  الفلسفى - . وقدبدأت بالجزم و انتهى به  حيث حبة الخردل  أصغر البذور لكنها تسقط على تربه مهيأة تصبح شجرة كبيرة وتصبح مأوى لطيور السماء ... وحين تسقط على صخر تأتى الطيور وتأكلها أو تعصف بها  رياح التغيير الصرصرية العاتية الى مكان سحيق   
أ د / صلاح الدين خليل عثمان  أبو ريان  ----------   أمدرمان
salah osman [prof.salah@yahoo.com]

 

آراء