السبب الأعمق لرفض ترشيح الفقي لأمانة جامعة الدول العربية

 


 

 



هذه الزيارة ما تنفعش..!!
السبب الأعمق لرفض ترشيح الفقي لأمانة جامعة الدول العربية

mohamed ahmed [waqialla1234@yahoo.com]
لا تجدي الزيارة التي يزمع المرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور مصطفى الفقي أن يسديها لبلادنا، وذلك لأسباب شتى منها:
أن هذا الدبلوماسي المصري شخص مرتبط مريب يمثل مع مع وزير الخارجية المصري، الذي رشحه لهذا المنصب، دولة الاستكبار الأمريكي أكثر مما يمثلان مصر العزيزة على قلب كل مسلم أو عربي.
وأدل دليل على ذلك مسارعة هذا الأخير بتقديم طلب لإلحاق بلاده بمحكمة الجنايات الدولية، وهو طلب شفَّت المسارعة به عن عنصر الريبة فيه.
وقد كان الأولى بهذا الوزير الانتقالي أن يكتفي بتصريف الأعمال الروتينية (الانتقالية) بوزارته بدل أن يفترع عملا مثيرا للجدل مثل طلب عضوية تلك المحكمة البغيضة المشبوهة.
ومن الأسباب التي تدعو لرفض استقبال الفقي بالسودان أنه سبق  أن مثل أدورا عدائية متطرفة أساءت إلى  بلادنا خلال العقدين الفائتين، وبدا فيها الرجل أشد عداء لبلادنا من أي مسؤول مصري، بل إنه كان يشن الهجوم على بلادنا حتى في ظل أفضل لحظات الصفاء في علاقات الشعبين الشقيقين، وما ذلك إلا لأنه كان يمثل مصالح الدول الكبرى لا مصلحة الشعب المصري ومصلحة حكومته التي هادنت بلادنا لاسيما في العقد الأخير.
ومن الأسباب الداعية لرفض زيارة هذا الشخص إلى بلادنا والتمادي في رفض ترشيحه لأمانة جامعة الدول العربية، أنه يريد أن يأتـي ليعتذر إلينا اعتذرا شكليا باطلا مموها يتراجع فيه مؤقتا عما أسلف من سوء، ولنتراجع نحن تراجعا نهائيا عن رفضنا له مرشحا لذلك المنصب السامي.
يأتي ليعتذر  إلينا على شاكلة الاعتذار الذي قدمه بالنيابة عنه  السفير المصري عفيفي الذي استخدم بعض مفردات من صيغ الاستهبال الدبلوماسي فقال: ربما (لاحظ حرص هذا الدبلوماسي على استخدام هذه المفردة التي تحمل في طيها الاحتمال والتشكيك) كان هناك نوع من العتب (عتب وليس شكوى ولا احتجاج ولا اعتراض يعني!) من جانب الإخوة السودانيين تجاه بعض تصريحاته (أي تصريحات الفقي وهنا بتر السفير المصري جملته فلم يوضح نوع تصريحات الفقي المسيئة للسودان والمحرضة عليه)، ثم زعم السفير المصري أنه ستتم معالجة هذا الأمر :" بقدر من الحكمة والطمآنات (هذه أول مرة أسمع فيها أن الطمأنينة لها جمع) التي تقدم إلى الأشقاء السودانيين (وهنا يمكن إضافة  صفة المساكين إليهم لأنهم ممن يمكن استغفالهم في كل حين)، خاصة من جانب د. الفقي، (أي ذات الشخص المسئ المفتري والذي كانت إساءته محل تشكيك قبل قليل) وستتم إزالتها (وخلونا بعد كدة نشتغل شغلنا يا سودانيين يا مساكين يا غلبانين إنتو ساكت ناس حساسين!).
ومن الأسباب الداعية إلى منع زيارة الفقي للسودان ورفض ترشيحه لأمانة جامعة الدول العربية أن الوجه الفكري لهذا الشخص توجه استعماري استحواذي عتيق يدعو إلى بسط الهيمنة المصرية على عموم العالم العربي.
وهو لا يستحي أن ينبئ عن التوجه فيما يكتب من مقالات/سوءات.
ولهذا فإن هذا الرجل المرفوض من السودان، ينبغي أن يكون مرفوضا من أقطار العالم العربي أجمع.
لأنه يرى أن الصورة الذهنية للدور المصري في العالم العربي تنبع كما قال:" من مرجعية واحدة وهي العصر الناصري بما له وما عليه وربما عصر محمد علي أيضا بفتوحاته وانتكاساته ".
فتفكير هذا الشخص كما يتضح من هذا النص إنما هو امتداد للطغيان والبغي والاستطالة السياسية المصرية القديمة، ولو أنه لم يحسن الترتيب التاريخي للأحداث.
وهو يدلل بحديثه هذاعلى مشروعية بل ومرجعية اعتداءات محمد علي باشا وأبنائه إبراهيم  وتوسون وإسماعيل على الحجاز، وتدميرهم للدولة السعودية الأولى في سنة 1818م.
وغزوهم للسودان في 1821م.
وغزوهم للشام في 1833م.
وهو يدلل بهذا الحديث على مشروعية بل ومرجعية تدخلات النظام الناصري ونشاط مخابراته التخريبي في عديد من البلاد العربية كلبنان واليمن والأردن وسورية والسعوية والسودان وليبية وغيرها.
بل يرى مصطفى الفقي لبلاده دورا أكبر مما قام به في التاريخ محمد علي باشا وجمال عبد الناصر، وذلك بشريطة أن يتم هذا بأساليب ملتوية ماهرة وبدون الانخراط في العدوان المباشر على البلاد العربية.
وفي هذا يقول:" وواقع الأمر أن الدور السياسي الخارجي لا يعني علي الإطلاق التورط في مغامرات عسكرية أو الدخول في مواجهات إقليمية حادة ولكنه يعني النفقات المطلوبة والتضحيات المسحوبة ولكن العائد دائما إيجابي بالنسبة لـمصر . فالدور لا يعني فقط حرب اليمن أو نكسة يونيه في ستينيات القرن الماضي ولكنه أمر أوسع من ذلك وأشمل فإذا كانت الطموحات الامبراطورية لمحمد علي تختلف عن التطلعات القومية لجمال عبالناصر فإهما معا يختلفان عن توجهات قائد آخر هو أنور السادات الذي أظنه ثاني رجل دولة في التاريخ المصري الحديث بعد محمد علي ".
وما يضمره الفقي ولا يصرح به، هو ما تعرفه بتفاصيله أجهزة الاستخبارات العالمية، وتدرك خفاياه مراكز السياسة العليا في العالم العربي، ولكنها لا تبوح به.
وهو أن الرئيس الراحل أنور السادات اتجه عقب انتصاره في حرب رمضان إلى تنصيب نفسه حاكما أعلى للعالم العربي، وقطع خطوات واسعة في سبيل الوصول إلى تلك الغاية، بتحالفه مع أكبر قوتين إقليميتين معاديتين للعالم العربي، وهما إيران الشاه وإسرائيل.
ويدلك على إدراك دول العالم العربي الكبرى وذعرها من مخطط السادات ذاك وقوفها العنيف ضد اتفاقيات كامب ديفيد، ولم تكن الاتفاقيات هي المستهدفة بالاعتراض ولا العداء، وإنما ما تضمنته من تحالف السادات بإسرائيل والاستقواء بها ضد العالم العربي..
ويدلك عليه وقوف السادات العنيف المتطرف ضد الثورة الإيرانية التي أفقدته السند الشاهنشاهي، وترحيبه بالشاه في بلاده بعد أن لفظه سادته الأمريكيون.
وهذا المعنى الكبير لا شك قد أدركه مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، السفير السوداني الحاذق الأستاذ عثمان السيد، عندما قال:" إن مرشح مصر عرف بانتقاده للسودان، وبنظره له بالنظرة الخديوية، وقد آن الأوان أن نتعامل مع مصر بالندية بدلا عن النظرة البابوية التي كانت تستخدمها ".
وفي الحق فإن مصر ليست كلها كذلك، وإنما بعض نخبها المرتبطة بالغرب هي التي تنظر إلى بلادنا وإلى العالم العربي باستعلاء ممتهِن.
وتود أن لو تكون لها الشوكة فتحكم العالم العربي مثلما تحكم أمريكا العالم خلا إسرائيل.
ومثلما تحكم إسرائيل أمريكا.
بل إن منتهى مشتهى هذه النخب المنخوبة من أمثال الفقي والعربي هو أن تتمكن من أن تحكم العالم العربي بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل.


 

آراء