في انتظار المسيخ الدجال .. كل شيئ ممكن يا كرنكي!!
د. زاهد زيد
13 May, 2011
13 May, 2011
zahdzaid@yahoo.com
يتساقط الكذب والدجل من أعطافهم كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف ، تتفاقم ذنوبهم وتتضخم في زمن لا رعاية فيه ولا ذمم . ذلك هو زمن الإنقاذ الردئ الذي يشي بقرب ظهور المسيخ الدجال وشروق الشمس من مغربها.
عشرون عاما قصّرت الزمان وحملته ـ يا كرنكي ـ عدوا نحو النهاية الكبرى وليتك لم تكن تعلم ولكنك تعلم وغيرك يعلم وشيوخ الإنقاذ الذين تطمع في نوالهم أعمتهم كذبتهم الكبرى وجرأتهم على شرع الله فلم يعودوا في حاجة لأن تخوض إليهم باطل كلامك فتغضب ربك في سبيل دنيا تسوقونها حثيثا للفناء.
ألم تسمع يا هذا بالكاروري شيخك يوم كان يزرع امتداد الخرطوم الجنوبي مترشحا أيام النميري على دراجة وهو يستبرئ من أن يقرّب القيامة بالتطاول في البنيان وهو واحد ليس إلا من رعاة الشاة الحفاة العراة من قبيلة المتأسلمين الذين صدقناهم ، فإذا بالقيامة تأتينا قبل يومها بقضها وقضيضها .
ليتك يا كرنكي سكت ولم تحاول هذا الصيد في هذا الماء الآسن ، فقد ولى زمان كانت تكفينا فيه الكلمات وتدغدغنا الأحلام بيومكم الموعود فيسرح البعض مع الراعي يرعي غنمه لا يخاف عليها إلا الذئب ويسافر الآخرون مع المسافر من الجنينة إلى سواكن لا يخاف سوى الله ، لقد تقطعت بكم السبل ولم يسلم في عهدكم الراعي ولا غنمه وأصبح المسافر لا يبرح مكانه خوفا من جلاوزتكم وجلاديكم وجامعي مكوسكم .
لمَ تنكئ جراحا مازالت ندية فدع صاحبكم أحمد عبدالرحمن ووفائه للنميري وضربه بالرصاص للمتظاهرين حتى إذا حان وقت طلاقكم مع النميري خرج منها وكأنه ما أراق في سبيل الدفاع عنه قطرة دم لبرئ.
أما وطنية قوش "حيث لا يستطيع أحد أن يطعن في هذا الإطار في السيد قوش " فـ لله في خلقه شئون ،تلك شهادتك أمام الناس وأمام الحق عز وجل في حق الرجل وضحاياه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر انصاف مَن لا تضيع عنده الحقوق كما تضيع بينكم .
لماذ تظن يا كرنكي أن الناس أغبياء ودراويش في زفة لتحدثنا عن الدولة والمؤسسية والرئاسة والإعفاء . أين كل هذا والرجل المقال حديثا كان مقالا في الأمس القريب بسبب قصوره المهني الفاضح وسوء فهمه لوظيفته التي لا يجيد منها سوى مطاردة وتعذيب وسحق المعارضين وتنفيذ أوامر أسياده في الداخل والخارج وبسبب فشله تم تعينه مرة ثانية وأعفي للمرة الثانية لأنه إختار اللعب مع الفريق الخطأ في الوقت الخطأ ولم يدرك بقصور فهم حدوده .
لسنا في حاجة يا كرونكي لتعطي الناس درس عصر في مهام ودوروظيفة جهاز الأمن والمخابرات المعتمَدة في كل دولة ذلك الذي تحاول ادخاله في أدمغتنا التي تحسب أنها خاوية يصدق على كل الدول التي هي دول بالفعل أما دولة أمير المؤمنين به في هذا البلد المنكوب بحكمه فهي خارجة عن كل تعريف فماذا تتوقع من مهندس مدني أن يفعل برئاسة جهاز الأمن؟ أخبرنا أنت ، إن كنت تعرف بدع الإنقاذ وشذوذها في معظم أمورها.
كأنك يا كرونكي قد ضربت أخماسك في أسداسك وقررت أن تبارك للرئاسة حسها الأمني المبكر بإقالة قوش قبل أن يزيح الرئيس كما فعل الهارب بن على مع بورقيبة فلئن فهمنا هذه فكيف نفهم مسألة عمر سليمان مع مبارك الذي اختاره بنفسه نائبا له وظل تحت مظلته حتي أطاح بهما الشارع. لقد خانك المثال كما قصّر بك التشبيه ، فأين نضع قولك : كان أفضل له ـ قوش ـ وهو من كوادر الإسلاميين في الجامعة، أن يقرأ قصة «الإسراء والمعراج»، ليعلم أن «أمين الوحي» جبريل عليه السلام في تلك الليلة الخالدة قال «لو تقدَّمت لاحترقت!. »
أتظن أن هذا يجوز أم أن الواجب أن تعتذر عنه , وأنت أحد الإسلاميين الذين يفترض فيهم كما تفترض أنت في قوش المعرفة بأمور الدين وحديث الاسراء والمعراج بعضها وليس كلها.