تطهير أبيي، أن تنتفض متأخراً خير من أن تموت ذليلاً
حلمي فارس
25 May, 2011
25 May, 2011
مدخل أول : ( نيفاشا ) خريف الغضب الإلهي
قبيل توقيع إتفاقية القسمة الضيزى و الفحش السياسي المسماة ( نيفاشا ) عكفت عليها دراسةً وتمحيصاً بطلبٍ ممن يهمه الأمر ، وقد كان يحدوني الأملُ أن أجد فيها من المفرحات ما يزيل عني وعنه توجسات وهواجس كانت تسيطر عليَ حينها . فما وجدت فيها من المفرحات سوى أنها ستوقف الحرب ونزيف الدماء وإهدار الطاقات والمقدرات ( ولو لحين ) ، وقد كنت أعلم أن هذه النعمة لن يدوم ، فمن مخزون خلفيتي العسكرية والأمنية المتواضع بدأ لي جلياً أن معظم بنود ( نيفاشا ) هي ساحة من حقول الألغام المتحركة تم بثها بين طيات الإنفاقية بخبث شديد ، خاصة الجزء المتعلق من الإتفاقية بالترتيبات الأمنية وإنتشار الجيوش الثلاثة وبالإضافة للقضايا التي لم تحسمها الأتفاقية ( جنوب كردفان ، النيل الأزرق ، أبيي ، الحدود وغيرها ) ، وبعد توقيعها بكل علاتها التي ذكرناها حينها ، سألني سائلون عنها فأجبتهم ببضع أبيات شعر فطير :
( نيفاشا ) يا صحابي ،
هي شؤمٌ حلَ بليلٍ ، وخريفٌ ربي مِن غضبْ !
أرأيتُم غافلاً ، قد جنَى يوماً ، من حدادِ الشوكِ عناقيدَ العنبْ ؟
و نيفاشا يا رفاقي ،
طفلُ السفاحِ الذي ورِثَ التَيَتُمَ عن أُمِهِ ، وأبٍ خَرِبْ .
جاء نا كما المعتوهِ تكسو ملامحَهُ الهزيلةَ أماراتُ النصب ْ
وتزينُ وجهَهُ المقبوحَ بثورٌ من مواخيرِ التهتكِ ، وأقياحُ النُدَبْ .
ولا عجبْ ،
فأبوه ثورُ الغابِ ، كسيحُ الفكرِ ،قد نالَ من أهلِ الضلالةِ
فوقَ ما قدْ رامَ يوماً في منامٍ ، أو طلب ْ .
وأُمه ، حكومةٌ مكلومةٌ مهزومةٌ قعدتْ بهمتِها العُطب ْ .
أدْمَنَتِ الصراخَ ، والعبثَ الصِراحَ ، كلُ يومٍ تَنْتَحِبْ .
ولا عجبْ ،
أخرجته إلى الحياة شمطاءٌ مسيطرةٌ ، دَسَتْ في محياه الكُرَبْ ْ
بعضُ صهيونٍ ، وكثيرُ يانكي وأطياف ماسونٍ ، وبعضُ غُثاءِ من نُخبْ .
يا رفاقي ، يا صحابي : لا عجب :
أرأيتُم غافلاً ، قد جنَى يوماً ، من حدادِ الشوكِ عناقيدَ العنبْ ؟
مدخل ثان : أن تنتفض متأخراً خير من أن تموت ذليلاً
وبعد توقيع الإتفاقية وطوال خمسة سنين عجاف ظلت تردنا الأخبار المبكيات عما ظلت تتلقاه قواتنا المسلحة الباسلة من صفعات في خدها الأيمن فتجدها أستجابة لتعليمات الساسة المنبطحين بالخرطوم تدير خدها الأيسر لتتلقى عليه مثلما تلقاه الأيمن ويزيد ، ظلوا يحدثوننا من تحت أسنان مصكوكة يمسكون بها الغيظ ويمسحون دموع الإحساس بالمهانة والأيدي مكتوفة لا تستطيع رد الكرامة ، تكررت الإعتداءات في جبهات بحر الغزال وفي ولاية الوحدة وداخل جوبا وفي ملكال ثم النيل الأزرق ، ثم كانت محاولات ( الإستحقار ) الذي مارسته الحركة الشعبية على أرض أبيي التي أحتلتها قوات الجيش الشعبي بزي الشرطة لتفرض بذلك واقعاً يضيع على قبائل الشمال وعلى دولة الشمال حقوقها التاريخية ، ثم كان كمين الأسبوع الماضي الذي أستشهد فيه العشرات .
ثم وبعد أن تطاول على حلوق أبطال قواتنا المسلحة علقم الصبر جاءهم الفرج ، فأخرجوا من جوفهم غيظ السنين الخمسة العجاف ، فردوا لنا بعض من كرامة أهدرتها قسمة نيفاشا الضيزى وخنوع حكومتنا المنبطحة المدجنة ، لقد أنتفضوا لكرامتهم وفرضوا على حكومتهم الوضيعة الأنتفاض ، فأذاقوا عدوهم وبال بأسهم المكبوت ، . شكراً جنودنا البواسل ، وهم يقدلون قدلة الكرامة حتى حدود بحر العرب ، فأن تنتفض متأخراً خير من أن تموت ذليلاً !!
قبل الرحيل : معارضٌ أنا ، لستُ بخائن
إن معارضتنا لكثير من سياسات هذه الحكومة ( شرف لا ندعيه ) ، لكننا هنا نفرق بين ( الحكومة ) المنتهبة المغتصبة بواسطة المؤتمر الوطني ، و ( الوطن ) الحبيب الذي هو فوق كل تدنيس وتلبيس ولو تطاولت عليه سنين النهب والإقعاد المنظم ، وبذلك نسعد للـ ( وطن ) إن نال شرفاً أو خيراً ، ولا يهمنا من إين جاءه هذا الخير أو الشرف !!
لذا ولأنني ( معارض ) لحكومة المؤتمر الوطني ولست بـ ( خائن ) للوطن الحبيب ، فلقد رقصت كل جانحة من جوانحي وأن ارى جنودنا البواسل وهم يطهرون أبيي ، ويكسبون للـ ( وطن ) معركة الكرامة بعد أن أذاقته إنبطاحات الـ ( الحكومة ) المنكسرة طوال خمسة سنين مذلةً ما عهدناها في ( الوطن ) ولا في أشاوس ( قواتنا المسلحة ) في عمرهما الطويل الحافل بالبطولات .
وليعيد النظر في إيمانه بالوطن كل من لم تسعده لحظات إنتصار الوطن وجنوده ضد محتل معتدٍ تجاوز حدوده وأراد أنتهاب أرض متنازع عليها بقوة السلاح والتآمر ، وإن كنا قد سعدنا لما قامت به قواتنا المسلحة فما زال بالقلب والعقل مخاوف من أن تعيد حكومة ( المؤتمر الوطني ) حلقات مسلسل التنازلات الخنوعة فتضيع علينا جوهر نصرنا هذا ضمن صفقات السياسة الكسيحة . فأحذروا يا أبطالنا !
دمتم ودمنا سالمين
With Love , Respect & Best Regards
Engr. Hilmi A. M. Faris
Hilmi Faris [hilmi.faris@hotmail.com]