الحكومة ومسؤولية إنفجار الصراع فى كادقلى وأم دورين
آدم جمال أحمد
10 June, 2011
10 June, 2011
الحكومة ومسؤولية إنفجار الصراع فى كادقلى وأم دورين .. وتداعيات إنزلاق الفوضى فى جنوب كردفان
بقلم/ آدم جمال أحمد – سدنى - استراليا
تصاعدت وتيرة الأحداث بعنف في جنوب كردفان بأغلب محلياتها خاصة فى أم دورين وهيبان وتلودى وأم برمبيطة وكادقلى والدلنج ، ويبدو أن الوضع فى هذه الولاية المأزومة أخذ طابعاً جديداً وشُلَّت بموجبها الحياة بشكل كامل فى كادقلى عاصمة الولاية التى شهدت عملية فرار ونزوح جماعى للمواطنين وسكان المناطق المجاورة إثر إرتفاع معدَّلات إطلاق النار من داخل الأحياء وبصورة عشوائية دون التفريق بين المواطنين والقوات النظامية والحركة الشعبية ، وما زال إنقطاع الكهرباء والمياه بكادقلى مستمر .. وهناك إرتفاع فى معدلات القتل والإصابة وسط المواطنين والقوات المختلفة بكادقلى لم يتم حتى الآن حصرها ، بالإضافة الى وجود جثث ملقاة على الطرقات ، فصارت مأساة إنسانية حتى عجز مستشفى المدينة فى إستقبال هذه الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين فى ظل خلوها من الأطباء ونقص فى الدواء ، وأضحت الولاية عبارة عن برميل باردود بدأ فى الإشتعال وقابل للإنفجار في أى لحظة ، وخاصة فى ظل تصريحات نافع على نافع بإطلاق يد القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى للإضطلاع بواجباتها في السيطرة على الوضع فى كادقلى وبقية المناطق وفقاً لإجتماع المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى وإعتبار ما يدور فى ولاية جنوب كردفان تمرد مسلح وخروج عن القانون والدولة تقوده الحركة بالتخطيط مع قوى أجنبية وبعض قوى المعارضة فى الداخل تحقيقا لطموحات أفراد فى الحركة الشعبية مؤكدين أن هذا المخطط لا سبيل لإستمرار التعامل معه عبر الحوار السياسي مع من وصفهم بمن مارس القتل والضرب ، ولا سيما أن الولاية تتمتع بخصائص تجعلها عرضة للإنفلاتات الأمنية التى قد تؤدى للإنزلاق وحدوث كارثة إنسانية ، إذا ما غاب إحتواء هذه الأحداث عن أذهان المركز والتعامل مع هذا الموقفف الحرج وتعقيدات القضايا المعلقة بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية الأمر الذى قد يقود إلى تأزم الأوضاع فى جنوب كرفان ، فى الوقت الذى تحتاج فيه للحكمة السياسية وأن يكون العمل فى إتجاه إمتصاص الآثار الناجمة عن إحتقان ومرارات نتيجة الإنتخابات ، وضرورة الإيفاء والموازنة بين متطلبات السلطة لحفظ الأمن والنظام وعدم إندلاع الفوضى والتخريب بسبب سياسات الحكومة غير المسئولة أو الرشيدة بنزع سلاح الحركة الشعبية وتجريدها بالقوة ، من خلال قرارات تنقصها نوع من الدبلوماسية والحكمة والعقلانية ، فى ظل تجاذبات نزع سلاح الحركة الشعبية ونتائج الإنتخابات ، إستعرت حدة التوتر فى ولاية جنوب كردفان ، وشهدت مدينة كادقلى إطلاق نيران مدافع ثقيلة عقب التئام إجتماعات للجنة المشتركة المكلفة من قبل الرئاسة بالأطراف والأجهزة الامنية لتهدئة الموقف ، والإجتماعات المكثفة التى تمت بين ممثلين للقوات المسلحة والجيش الشعبي فى محاولة لنزع فتيل الأزمة ، ولكن مايجري فى المنطقة نتاج لحالة الشد والجذب بين الجانبين ، ورغم الإتصالات النشطة ما بين الرئيس عمر البشير ونائبه سلفاكير ميارديت فى محاولة لإحتواء العنف الذى إندلع بالمنطقة . إلا أن إطلاق النار العشوائى ما زال مستمراً وبل تمدد وشمل مناطق أخرى بالولابة ، مما يعنى بأن الأوضاع أصبحت خارج السيطرة.
تداعيات تعقيد الأوضاع وأسباب شرارة الحرب
لا يخفى على أحد بأن نتيجة إنتخابات جنوب كردفان كانت مخيبة للآمال .. مما ولد إحتقان ومرارات فى نفوس أبناء النوبة جبال النوبة وخاصة منسوبى الحركة الشعبية والمنضوين تحت مظلتها بجنوب كردفان ، الذين بنوا آمالهم وتطلعاتهم على هذه الإنتخابات لتحقق لهم مستقبلهم السياسى من خلال ممارستهم للمشورة الشعبية ، وأصبحوا متعلقين بها ، بعد أن فشل بروتوكول السلام الخاص بجبال النوبة وبروتوكول الترتيبات الأمنية أن يحقق لهم شيئاً وخاصة للحركة الشعبية فى المنطقة ، وساهمت بصورة مباشرة ، بالإضافة الى الحشود العسكرية للحكومة وحالة التسليح الواسعة التى قامت بها فى صفوف المواطنون والقبائل المختلفة بالولاية ، والتى نحسب بأنها لقد ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع .. ولا سيما المشهد السياسى والأمنى فى الولاية من خلال صدى الطبول التى تقرع هنا وهناك كانت منذرة بوقوع صدامات وشيكة ، فى ظل التوترات القائمة وحالة الشد والجذب ، وذلك ما حذرنا منه مراراً ، مما أدى بتبعاته الى مواجهات ومناوشات أشعلت فتيل الأزمة وبوادر لإشعال الحرب من جديد ، وخاصة أن هذه النتيجة لن تجعل الوضع فى جنوب كردفان ساكناً إذا لم تتدراك الحكومة وجميع أطراف خيوط اللعبة الإخفاقات وتلاقى أثارها وتداعياتها فى واقع الولاية ، الذى زادته الإنتخابات أكثر إهتراءً ، ففى وقت بدأت فيه المنطقة الخروج لتوها من أزمة هذه الإنتخابات وتبادل الإتهاماتها بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية حول التزوير وعدم المشاركة ، فإذا بالحكومة تصدر قرارات غير مسئولة بنزع سلاح الحركة الشعبية بجنوب كردفان وتجريدها منه بالقوة دون أى ضمانات أو حتى الشروع فى تكوين لجان بين الطرفين للتشاور والوصول الى إتفاق حول ذلك ، لأن الحكومة أصابها الغرور ونشوة الإنتصار وما قامت به قواتها المسلحة فى منطقة أبيى ، كانت تعتبرها بمثابة "بطاقة صفراء" في وجه الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، معتبرة أن ذلك يعنى إنذارا شديدا "بإمكانية أن تواجه أى قوات تابعة أو داعمة للحركة نفس مصير من هاجموا دورية القوات المسلحة في أبيي" .. وإعتبرت أن جنوب كردفان عبارة عن نزهة وسلاح الحركة الشعبية صيد ثمين يسهل إصياده ، فأدخلت نفسها فى دوامة ومتاهة لا تستطيع الخروج منها ، وعادت بذلك التوتر إلى المنطقة وإن قللت الحكومة منه لم يتلاش أبداً.
إستهداف الحركة الشعبية فى جنوب كردفان وسلاحها .. هو إستهداف للنوبة
ونود أن نذكر مقتطفات للسادة القراء بهدف كشف النقاب عن حرب سرية دارت رحاها فى منطقة جبال النوبة ، إستهدفت شعب بأكمله تحت غطاء الحرب المقدسة ( الجهاد ) ، بحجة القضاء على التمرد والخروج عن ملة الإسلام .. أنتهكت فيها أبشع حقوق الإنسان عبر إستراتيجية مدبرة وخطط مدروسة بدأت فصولها من خلال الحكومة الحزبية فى فترة الديمقراطية الثالثة و قامت بتنفيذها وإكمال حلقاتها الماسأوية حكومة الجبهة القومية الإسلامية بصورة منتظمة بتدمير وحرق القرى وقتل وتشريد وتهجير سكانها ، بهدف محو مجتمع النوبة وثقافته من الوجود ، نحاول فيها كشف أفعال وتصرفات الحكومة المخبأة بعناية ، ومحاولاتها لإشعال حرب جديدة إذا لا قدر الله وقعت سوف تعتبر أكثر قتامة بالحرب التى شنتها الحكومة ضد شعب جبال النوبة فى ولاية جنوب كردفان ، ولكن بعد عشر سنوات من الحرب إستطاعت منظمة أفريكان رايتس ، وتعتبر المنظمة الوحيدة لحقوق الإنسان التى قامت ببرنامج تحقيقات حول إنتهاكات حقوق الإنسان فى جبال النوبة لأول مرة عام 1995 م للمراقبة والتحقيق فى فضح الجرائم التى إرتكبتها الحكومة السودانية من إعتداء شامل على مناطق النوبة الريفية وكابوس العيش فى ما تسميه حكومة الجبهة الإسلامية ب ( معسكرات السلام ) .. وكل ذلك تم من قبل الحكومة وبإسم الدين وبسند من فتاوى هيئة علماء ( السلطان ) بحرق وقتل وتدنيس المساجد فى المناطق التى تقع تحت سيطرة الحركة ، فإستطاعت أن تلفت الإنتباه العالمى الى محنة شعب النوبة وألبت الرأى العام العالمى بفضح حكومة السودان حتى وضع حداً لسياسة الحرب المدمرة التى إنتهجتها ضد شعب النوبة.
فلذلك هناك مسئولية تاريخية وأخلاقية تقع علينا رغم إختلافنا مع الحركة الشعبية فى خطابها السياسى .. وعلى عاتق أبناء جبال النوبة بمختلف إتجاهاتهم ومشاربهم ، كما تقع مسئولية على أبناء المنطقة من القبائل العربية وأخوانهم من القبائل الأخرى فى جنوب كردفان .. وأبناء الهامش ودعاة السلام .. والدول الغربية والمجتمع الدولى والإتحاد الأوربى ، دعم موقف الحركة الشعبية والدفاع عنها فى ظل هذه الظروف التاريخية الحرجة والتى تمر بها ، لأن سلاح الحركة الشعبية بالمنطقة يعتبر السلاح الوحيد الذى أصبح يدافع عن النوبة ومستقبلهم وعن سكان جنوب كردفان ، مما يتطلب منا منع ما يحدث فى المنطقة من تصعيد للحرب وتهديد من الحكومة بإستخدام الطيران بعد إطلاق يد القوات المسلحة بالسيطرة على كل المناطق ، حتى لا تتكرر المأساة من قتل وتشريد وطمس ، فما زال الكثير من النوبة يتشكك فى أنه تم التضحية بهم بحسبانهم ثمناً مقبولاً فى عملية وساطة دولية لعقد إتفاقية سلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ، وخاصة الدول الراعية لإتفاق نيفاشا للسلام الذى قد تضمنت ( حق تقرير المصير ) بالنسبة للجنوب ، ولم يمنح النوبة إلا المشورة الشعبية وهى غريبة الأطوار وفضفاضة لا تستند الى أى مرجعية أو تعريف واضح فى بنودها ، فتبعت بذلك منطقة جبال النوبة الى الشمال ( المركز ) دون أى ضمانات تذكر ، ورغم كل ذلك أذعن النوبة ، لكن الأمر الآن أصبح ليس أمر دين بل هو أمر إستهداف للعرق وخلق فتنة جديدة بالمنطقة ، لتكرار مسلسل ما تم من حرق ودك لحصون القرى الأمنة بالقنابل وقاذفات الطائرات والمدافع الثقيلة ، وما نتج عنه من قتل وتشريد ومسخ وطمس لهوية النوبة الثقافية وإنتهاكات لحقوقهم الإنسانية ، وما تم من محو لملامح وحضارة وإرث للنوبة وتفكيك العلاقات الاجتماعية والتعايش السلمى بصورة سرية ، ما زالت مرسومة فى الأذهان .. وكل ذلك بإسم الدين فلن يكون هناك حرج بالنسبة للذين يراهنون على هذه التسوية بنزع سلاح الحركة الشعبية بالقوة دون أى تسوية سياسية أو عسكرية تحفظ لهم حقوقهم فى عملية الدمج والإستوعاب بالقوات المسلحة ، فالحكومة أصبحت تدار عبر أشخاص وأفراد بعينهم لا يهمهم أن تندلع الحرب من جديد وتصبح منطقة جبال النوبة أرض المحرقة والتماس من جديد ومنطقة نزاع ما بين الشمال والجنوب ، ولا سيما هناك حشود عسكرية كبيرة وعتاد وأسلحة ثقيلة وإستخبارات عسكرية من جانب الحكومة ، كلها تشير الى صحة ذلك ، وتقع أيضاً مسئولية ما حدث للنوبة على عاتق أحزاب قوى المعارضة السودانية بما فيها الأحزاب الشمالية ، الذين فشلوا جمعياً حتى الآن فى الوصول الى إلتزام واضح تجاه حقوق شعب جبال النوبة ، لأن هؤلاء القادة الموجودون الآن فى الحكومة أو الأحزاب الشمالية التقليدية والتقدمية منها هم أول مهندسى الحرب ضد النوبة فى الثمانيات.
فلا غرابة أن العقلية الأمنية قد سيطرت تماماً على حكومات المركز فى معالجاتها لإنفجار الوضع والنزاع فى منطقة جبال النوبة ، وظلت بذلك منطقة حرب منذ عام 1984 م ، بل تم إستثناء منطقة جبال النوبة من كل إتفاقيات سريان وقف إطلاق النار ، التى أبرمت ما بين القوات المسلحة الحكومية وقوات الجيش الشعبى لتحرير السودان ، التى كانت تحارب فى جميع الجبهات المختلفة حتى تتمكن الحكومة من إحكام تأمينها لإنشاء وحماية خط أنابيب البترول (النفط) عبر جبال النوبة.
محاولة تشويه صورة الحركة الشعبية خلال الصحف ومنسوبى المؤتمر الوطنى
هناك تشويه متعمد لصورة الحركة الشعبية وتوجيهات التهم لها عبر بعض الصحف ومنسوبى المؤتمر الوطنى ومحاولة إلصاق التهم ضدها ، ومحاولة تشويه سمعة ابناء جبال النوبة بأكاذيب وترويج وتسويق المصطلحات العنصرية النتنة الذي ظلت الحكومة تمارسها منذ زمن بعيد قبل نشوب الحرب في جبال النوبة وقفت عنها لفترة ورجعت مرة اخري لترويجها بعد لشوب أزمة الإنتخابات في جنوب كردفان من جديد في محاولات منها لاشعال وازكاء نار الفتنة العنصرية القبلية لتصبح أرض المحرقة من جديد ، فيها نوع من الفتنة والإفتراء والتضليل والكراهية والتحامل على شعب جبال النوبة ، ووصف وتصنيف كل من خالفهم الرأى عملاء ومرتزقة ضد الجبهة الظلامية وأسياده كما يزعمون ، بأسلوب ولغة فيها نوع من التهم الصريحة والأكاذيب الملفقة ، وهذه تعتبر محاولات يائسة منهم يقوم بتنفيذ دورها جهاز الامن والمخابرات بتوجيه منسوبيه في عدد من الصحف والقنوات الاعلامية الأخري لتكثيف الإعلام ضد الحركة الشعبية وأبناء النوبة ( الجنوبيين الجدد ) بدءاً بصحيفة الانتباهة التى أنشئت خصيصاً لهذا الغرض عبر مديرها الطيب مصطفى ورئيس تحريرها الصادق الرزيقي مروراً بما يكتبه المدعو يوسف عبدالمنان واسماء محمد جمعة من بعض المواقع والصحف ، وبجريدة الصحافة عبر المدعو الطاهر ساتي وبصحيفة الحياة عبر المدعو اسحق احمد فضل الله .. قبل فترة لتنفيذ هذه الأجندة بترويج الأكاذيب لإغتيال قادة ابناء النوبة الثوريين والوطنيين بولائهم لقضيتهم في جبال النوبة واضعافهم بهذه الاكاذيب المضللة ... حسب ما مخطط ومرسوم له من قبل مسؤوليهم في الامن والمخابرات ، ونحن في حيرة من أمرهم ماذا يريدون أو يهدفون فى إنكار الحقائق وغض الطرف عن المسببات والتمسك بسفاسف وصغائر الأمور .. إلا إشعال الفتنة وتأجيج نيران الصراع من جديد ، بالإضافة الى إخراج ما يضمرونه من حقد وكراهية لأسباب خاصة بهم لا نعلم تفاصيلها .. ولكن نقول لهم ولأمثالهم بأن أبناء النوبة والحركة الشعبية لن تنكسر لهم شوكة أو تهزهم كلماتهم هذه ، أو الإنحناء والتبرك لطلب صكوك الغفران والتقرب الى سلطانهم .. فأسألوا دونكم أهل السودان جمعيهم من هم النوبة وما هى إسهاماتهم على مر التاريخ وكيف قاموا وصمدوا فى وجه الحرب الجهادية المقدسة التى أعلنتها حكومتكم ضدهم بإسم الدين .. .
محاولة تشويه صورة الحركة الشعبية خلال الصحف ومنسوبى المؤتمر الوطنى
هناك تشويه متعمد لصورة الحركة الشعبية وتوجيهات التهم لها عبر بعض الصحف ومنسوبى المؤتمر الوطنى ومحاولة إلصاق التهم ضدها ، ومحاولة تشويه سمعة ابناء جبال النوبة بأكاذيب وترويج وتسويق المصطلحات العنصرية النتنة الذي ظلت الحكومة تمارسها منذ زمن بعيد قبل نشوب الحرب في جبال النوبة وقفت عنها لفترة ورجعت مرة اخري لترويجها بعد لشوب أزمة الإنتخابات في جنوب كردفان من جديد في محاولات منها لاشعال وازكاء نار الفتنة العنصرية القبلية لتصبح أرض المحرقة من جديد ، فيها نوع من الفتنة والإفتراء والتضليل والكراهية والتحامل على شعب جبال النوبة ، ووصف وتصنيف كل من خالفهم الرأى عملاء ومرتزقة ضد الجبهة الظلامية وأسياده كما يزعمون ، بأسلوب ولغة فيها نوع من التهم الصريحة والأكاذيب الملفقة ، وهذه تعتبر محاولات يائسة منهم يقوم بتنفيذ دورها جهاز الامن والمخابرات بتوجيه منسوبيه في عدد من الصحف والقنوات الاعلامية الأخري لتكثيف الإعلام ضد الحركة الشعبية وأبناء النوبة ( الجنوبيين الجدد ) بدءاً بصحيفة الانتباهة التى أنشئت خصيصاً لهذا الغرض عبر مديرها الطيب مصطفى ورئيس تحريرها الصادق الرزيقي مروراً بما يكتبه المدعو يوسف عبدالمنان واسماء أخرى من بعض المواقع والصحف ، وبصحيفة الحياة عبر المدعو اسحق احمد فضل الله .. قبل فترة لتنفيذ هذه الأجندة بترويج الأكاذيب لإغتيال قادة ابناء النوبة الثوريين والوطنيين بولائهم لقضيتهم في جبال النوبة واضعافهم بهذه الاكاذيب المضللة ... حسب ما مخطط ومرسوم له من قبل مسؤوليهم في الامن والمخابرات ، ونحن في حيرة من أمرهم ماذا يريدون أو يهدفون فى إنكار الحقائق وغض الطرف عن المسببات والتمسك بسفاسف وصغائر الأمور .. إلا إشعال الفتنة وتأجيج نيران الصراع من جديد ، بالإضافة الى إخراج ما يضمرونه من حقد وكراهية لأسباب خاصة بهم لا نعلم تفاصيلها .. ولكن نقول لهم ولأمثالهم بأن أبناء النوبة والحركة الشعبية لن تنكسر لهم شوكة أو تهزهم كلماتهم هذه ، أو الإنحناء والتبرك لطلب صكوك الغفران والتقرب الى سلطانهم .. فأسألوا دونكم أهل السودان جمعيهم من هم النوبة وما هى إسهاماتهم على مر التاريخ وكيف قاموا وصمدوا فى وجه الحرب الجهادية المقدسة التى أعلنتها حكومتكم ضدهم بإسم الدين .. .
شكوك المؤتمر الوطنى فى ولاء أبناء النوبة والنظرة اليهم بعين الريبة
للأسف نجد أن المؤتمر الوطنى ما زال ينظر لهم بعين الريبة والشك وفى نظرهك كلهم متمردون ، وكذلك لديه شكوك كبيرة فى ولاء أبناء النوبة مهما كان تاريخ إنضمامهم للحركة الاسلامية أو المؤتمر الوطنى فيما يسمى فى أدبياتهم ويعتبر الكثير منهم طابوراً خامساً ، و يرى المؤتمر الوطنى أن وجودهم الشكلى يساعدهم إعلامياً فى ظل قبضتهم الأمنية ، ولكن لا يجب أن يكون لهم وجود فى مواقع طبخ المؤامرات والقرارات السياسية الخطيرة ، بالإضاف الى العقلية الأمنية غير الرشيدة التى يدير بها المؤتمر الوطنى ملف جبال النوبة من المركز وعدم الإيفاء بإحتياجات الولاية من تنمية وتعليم وصحة ومياه .. وحتى المشورة الشعبية لن تدار بشفافية فلذلك مستقبل جبال النوبة أصبح غامضا لم تكن هناك خطة واضحة من المركز لتنمية الاقليم الذى يحتاج لتمييز إيجابى على كل المستويات وتوفير إحتياجاته ، مما حدا بأبناء النوبة لمراكز القرار العالمى فوجدوا تجاوباً وسنداً دولياً اكبر ، وذلك من خلال التحركات الماكوكية التى يقوم بها فى صمت بعض ابناء جبال النوبة فى امريكا وكندا واروبا واستراليا وافريقيا والعالم العربى لتحريك ملفات مستقبل جبال النوبة والتى وجدت تجاوباً كبيراً من المجتمع الدولى الذى ينظر اليهم بإعتبارهم من المجتمعات الأصلية التى تعرضت لمحاولات طمس الهوية والإبدال والتهجير السكانى والأسلمة والتعريب القسرى و الإبادة العرقية والإهمال التنموى والخدمى والسياسى ، ولا سيما أن المجتمع الدولى يراقب يومياً ما يجرى ويحدث على الأرض ، ومن خلال التقارير اليومية التى تأتيه من مندوبيه فى السودان ، وخاصة بعد الجدل الدائر والخلاف حول نتائج الإنتخابات والتصعيد لوتيرة الحرب وإنفجار الصراع الأخير بالولاية .. نعم أن جنوب كردفان تمر بأزمة حقيقية ومرحلة حرجة من تاريخها السياسى ، وهناك جهات تحاول أن توظف هذه الأحداث الدائرة فى الولاية وإسخدام اهل الولاية فى حرب بالوكالة لتغيير وإسقاط النظام وحكومة المركز ، نعم نحن فى جنوب كردفان مع التغيير ، ولكن فى نفس الوقت نرفض أن تكون جنوب كردفان وأهلها أداة تستخدم للتغيير ، لأننا ببساطة واعين لدورنا وفى موقف للدفاع عن أنفسنا وأهلنا بالمنطقة ، وفى نفس الوقت منتبهين للجهات التى تريد أن تستغلنا وتدير معركتها مع الحكومة من خلال جنوب كردفان وتصبح بذلك وقود وأرض المحرقة القادمة ، فلذلك نرفض هذا النوع من الإلتفاف .. ونؤكد نحن مع قومية الأحداث والتغيير فى السودان ، ولكن قومية وتغيير تتمثل فيها نوع من العدالة ، لأن ما دفعه شعب جنوب كردفان من أرواح ودماء فى حربها على مر التاريخ فى السودان يكفى ، فنحن نريد أن نتساوى مع الآخرين فى الشعور بمرارة الحروب فى الفقدان والألم ، فلذلك نحن مع التهدئة والسلام وعدم نشوب الحرب فى جنوب كردفان ، ونحن لا نريد أن حصر مطالبنا فى إطار ولاية جنوب كردفان وليس المناداة بتغير الحكم أو السلطة فى السودان ، لأنها ليست من مطالبنا ، حتى نفوت الفرصة على الذين يريدون إدارة معركتهم وتنفيذ أجندتهم من خلال أحداث جنوب كردفان وما ينادى به عبدالعزير بتغير النظام غير منطقى ، ولا يتفق معها أهالى وسكان جنوب كردفان ، ولكن بنفس القدر نطالب بحقوقنا المشروعة ومطالبنا العادلة.
مقترحات لخيارات ومطالب جنوب كردفان
هذه فرصة تاريخية لتوحيد الرؤى والصف والكلمة وتوحيد الخطاب السياسى والإعلامى لمواجهة المركز وبقوة لمعالجة القضايا المتعلقة ، وكل المسائل برؤى وأفكار جديدة ، ويجب أن تعلم الحكومة بأن شعب جنوب كردفان له خيارات لرفع سقف مطالبهم ، فالمشورة الشعبية أصبحت عبارة عن ذر من الرماد فى العيون لا ترتقى الى تحقيق مطالبهم وحقوقهم العادلة ، خاصة بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة المشكوك فى نراهتها وسبب للصراع بين الطرفين وتأزم الأمور فى الولاية ، ويجب تبنى هذه الخيارات حتى تتعامل معها الحكومة فى المركز بموضوعية ، ليكون هناك تمييز إيجابى وعدم تفتيت لهذا الاقليم المثقل بالجراح ، والتى تتمثل فى الآتى نصه:
۱- المطالبة بحكم شبه ذاتى واسع وفضفاض ذات صلاحيات واسعة ومشاركة فاعلة على كافة المستويات مركزياً مستندة على تمييز إيجابى بأثر تاريخى لمجموعات النوبة بجانب المجموعات الأثنية الأخرى ، وأن يحكم أبناء جنوب كردفان أنفسهم ولمدة لا تقل عن عشر ستوات.
۲- أن تمثل جنوب كردفان بمنصب لنائب الرئيس وأن تكون جنوب كردفان تابعة إدارياً لرئاسة الجمهورية.
۳- تحقيق تنمية متوازنة وخدمات كبيرة ليلحق بركب الولايات الأخرى ، بالإضافة الى تخصيص نسبة 50 % من عائدات بترول الاقليم والموارد الأخرى لصالح الإقليم باعتباره من الاقاليم الاكثر تهميشاً فى السودان.
٤- أن تكون هناك ترتيبات أمنية وسسياسية جديد يتم الإتفاق عليها بين الطرفين الحكومة والحركة الشعبية وتمثيل من بقية كل القوى السياسية فى جنوب كردفان.
٥- تشكيل لجان مشتركة ووضع خطة ىدراسة لإستوعاب ودمج نصف عدد قوات الحركة الشعبية بالقوات المسلحة على أن تحتفظالحركة الشعبية بالنصف الأخر ولمدة عامين ضماناً لسريان الإتفاقية
٦- أن يتم دمج وإستوعاب بقية قوات الحركة الشعبية بعد قضاء العامين فى القوات المسلحة.
۷- العمل على تكوين قوات مشتركة بين قوات الحكومة والحركة الشعبية ويجب تمركزها خارج المدن وفى الحدود ما بين الجنوب والشمال.
۸- يتم تفعيل دور الشرطة الموحدة فى إدارة وحفظ الأمن بالولاية وسحب كل القوات العسكرية والأسلحة خارج المدن على ان تعول المسئولية لقوات الشرطة.
۹- توفير فرص توظيف لأبناء الاقليم فى جميع مستويات ومؤسسات الدولة والبترول بالعاصمة والاقليم ، على ان تتضمن هذه الحقوق فى دستور دائم للسودان بشهادة المجتمع الدولى مبنياً على حجم الاقليم سكاناً ومساحة و تمييزاً ايجابياً باثر رجعى.
وأخيراً نقول للحكومة .. الذى لايملك القدرة علي نبش نفسه ، يستحيل عليه أن يعيد صياغة إنسانيته ، مهما تبدلت الأحوال وتغيرت الظروف ، لقد فات على الحكومة الآوان فلن تعيد عجلة المتغيرات بجبال النوبة للوراء ، فعليها تهدئة الأوضاع فى جنوب كردفان وإنصاف أهالى جنوب كردفان ، من خلال تسوية سياسية وأمنية ترضى جميع الأطراف ، فأى تفكير لإشعال فتيل الحرب وضرب المنطقة بالطيران ، تكون الحكومة بذلك لقد حفرت قبرها بيديها وحررت شهادة وفاة لنفسها فى أرض جنوب كردفان ، لأن حينها سيتبعها تدويل للقضية ونحريك وتفعيل البند السابع وتدخل قوات أممية بغرض حماية المدنيين ، فلذلك لقد إجتهد أبناء جبال النوبة بالخارج والداخل خير إجتهاد للخروج بجبال النوبة من دائرة التهميش والظلم الواقع عليهم من قبل الحكومة ، وبالرغم أن موضوع التهميش كان غائباً تماماً عن الخطاب السياسي التقليدي في الشمال ، والآن صار الموضوع الرئيسي علي صفحات الجرائد المحلية والعالمية ، فلقد إستطاع أبناء النوبة بالخارج توصيل قضيتهم الى مراكز القرار والمنظات الحقوقية فى العالم وطرح قضيتهم للمجتمع الدولى ، لكشف مؤامرات الحكومة وما تنسجه ضد مناطقهم وأهاليهم ، وذلك بغرض إعادة جزء من حقوق النوبة الأصلية فأصبح دور أبناء جبال النوبة دوراً رئيسياً في هذا الوطن الذي قيد لنا أن نكون جزءاً منه ، فأصبح دور أبناء جبال النوبة خارج وطنهم الأصيل جبال النوبة كلهم جمعياً فى حركة دوؤبة يساهمون بحركتهم وفكرهم وإسهاماتهم في الشأن النوبى ، وقدرتهم علي العطاء لفضح ألاعيب وممارسات الحكومة ومخططاتها وممارساتها القذرة تجاه جبال النوبة ، فليس هؤلاء هم النوبة الذين عرفتهم الحكومة .. هؤلاء أجيال خرجوا من رحم المعناة والظلم ، ليقوموا بدورهم التنويرى والتحريضى معاً حتى يعملوا لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة ووقف المهازل فى جبال النوبة ، وماذا يضير حتى لو إستعانوا بامريكا والتى نرى الحكومة لقد ركعت لها وتبركت بها وسلمتها كل ماتحتاجه واصبحت عميلة وشرطى أمين لها فى ، فما العيب فى ذلك برجوع أبناء النوبة بالخارج الى صوابهم ورشدهم برفع مظالمهم وشكواهم الى امريكا والمجتمع الدولى وكل المحافل الدولية ، لا لشئ فى نفوسهم فقط يحركهم الشعور بالمسئولية الأخلاقية تجاه جبال النوبة الشعب والأرض والعرض ، ودفاعاً عن حقوقهم التى سلبت بواسطة المركز.
سدنى - أستراليا 10 يونيو 2011م
Adam Gamal Ahmed [elkusan67@yahoo.com]