رسالة إلى عصام الحضري قبل الرحيل عن المريخ السوداني

 


 

صباح موسى
29 June, 2011

 



أفريقيا اليوم/ صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
لم يفاجئني قرار حارس مرمى (مصر) " عصام الحضري" عندما قرر عدم الإلتزام بالعقد الموقع بينه وبين نادي المريخ، فعندما سمعت أن الحضري سوف يوقع للمريخ - وكنت أول من سمع- لم أتفائل خيرا، وعلى عكس كثيرين تشاءمت، لأننا لم نصدق أننا طوينا صفحة سوداء في مباراة مصر والجزائر بالخرطوم، ولانريد أن تأتي صفحة أخرى تعكر صفو العلاقة، وجاءت هواجسي بالخوف لأن الحضري معروف من قبل في تعهداته، فليس تجني عليه، وليس سرا على الجميع، فمشاكله مع النادي الأهلي والفيفا ماثله أمام العالم كله، وعندما جاء السيد " جمال الوالي" ليوقع معه للمريخ كان ذلك طوق النجاة للحضري، والذي له مشاكل مع كل فريق لعب فيه، وهنا أتعجب من المريخ وقيادته لماذا أصر على الحضري وهو يعلم تاريخه جيدا؟ هل هي مجرد صفقات بأن المريخ يضم في صفوفه لاعبين دوليين بحجم الحضري؟ لو كان كذلك فالحضري الذي شارف على الأربعين لن يقدم شئ لأي فريق سوف ينضم إليه، هو فقط يبحث عن تأمين مستقبله المادي نهاية مشواره الكوري، وحتى لو تعاقد معه فريق درجة عاشرة سوف يتعاقد طالما أن هناك عائد مادي.

عفوا عصام الحضري لم أتحامل عليك، فعندما نقضت عهدك مع الأهلي، استطاع أن يأخذ بحقه منك، هذا لأن الأهلي فريق كبير وعريق، ولا يمكنه أن يسمح لأي لاعب حتى لو كان بحجم الحضري الذي حقق كثير من الإنتصارات مع الفريق المصري في ربوع القارة السمراء. أما هنا بالسودان فالموضوع لن يختصر على أن لاعب فسخ عقده مع نادي، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير، فهل تعي ذلك؟ إذا كنت لا تعي فهذه كارثة أخرى، فياأخي المصري وأنا مصرية مثلك أعرف السودان والسودانيين جيدا، فالعلاقات بين شعبينا حساسه جدا، وهناك هاجس لدى الشعب السوداني مننا المصريين ربما لتاريخ لم نشارك فيه نحن، نريد أن نحسن هذه الصورة، خاصة وأن بلادنا تمر بمرحلة حساسة بعد الثورة، وسياستنا الخارجية تتجه نحو أفريقيا، ولعل السودان هو بوابتنا الحقيقية إلى دول القارة، فليس من مصلحة أحد في هذا التوقيت تعكير صفو العلاقة، أتمنى أن تفهم هذا الحديث، فتراجعك عن إتمام العقد مع المريخ معناه كبير، ولن تكون الحضري بمفردك الذي تراجعت عن كلمتك، ستكون مصر كلها بلا كلمة، وهذا مايدور داخل الشارع السوداني الآن.

فإذا كانت زوجتك لم تتحمل الحياة في السودان وهذا بالطبع كلام حساس كان من المفروض ألا تعلنه، ولكن يبدو أن الفترة التي عشتها بالسودان كانت قصيرة جعلتك لاتفهم شعب كريم حساس، على أية حال يمكنك ياحضري يامصري ألا تأتي بها إلى الخرطوم حتى تتم عقدك، ويمكنها أن تأتي إليك زيارات في شهور باردة لو كانت هذه هي المشكلة، يمكنك أن تذهب إليها أنت كل أجازة، فالتعاقد ليس طول العمر، حتى تقول مثل هذا الحديث.

نهاية حديثي لدي رسالتين أولهما للسيد عصام الحضري وأنت حارس مرمى مصر أتمنى أن تراجع موقفك حتى لو كان الأمر قد تأخر فتراجعك عن عدم إتمام العقد مع المريخ سيكون لصالح مصر كلها، فبدلا من الحديث عن مصر الحضري التي ليس لها عهد، سيكون الحديث عن مصر الحضري التي تراجعت عن مصلحتها في سبيل الشعب السوداني وهذا معناه كبير لمصر وللسودان، حاول أن تصنع لنفسك دور لصالح مصر  في هذا التوقيت الحساس، حاول أن تبعد مصلحتك الشخصية وإن كنت أنت الذي إخترت الحياة في السودان بتعاقدك مع المريخ بمحض إرادتك، ولم يفرض عليك أحد هذا الإلتزام، وفي المقابل المريخ السوداني كان أساسيا في حل مشكلتك مع الفيفا فهل يكون الثمن هو هذا الفعل؟!، راجع نفسك كنداء أخير. رسالتي الثانية للشعب السوداني العريق فإذا أصر الحضري على الذهاب من السودان فالحضري لا يمثل الشعب المصري، وكان قد فعل ذلك من قبل مع المصريين أنفسهم، دعونا نبني علاقتنا على أساس جماعي أساس مواقف بعيدا عن أفراد يضرون أنفسهم قبل أن يضرون الآخرين، دعونا نبدأ من جديد في عصر هو بالفعل جديد نسمو فيه على كل المهاترات، نعمل على مصلحة شعبينا بإرادة وصمود وتحدي لصالح أبناءنا وبلدينا. ودمتم.

 

آراء