أيهرب عميد القادة العرب.؟
خالد تارس
8 September, 2011
8 September, 2011
العقيد القزافي .. ذلك الأسد الذي تحول الي نعامة .!
كنا نظن ان القزافي سيقاتل حتى آخر جندي من الكتائب فيفنى على عرينة كالأسد او يموت على عرش سلطانة بكرامة كما يموت الزعماء والقادة .. وكنت اخر المتوقعين فرار القائد الليبي من باب العزيزة بهذة الطريقة المزهلة للمراقبين لأحداث الثورة الليبية , لأن العقيد القزافي كان يتحدث بنبرة تحدي حتى عندما اضحى الثوار على مشارف العاصمة طرابلس , وكان يهدد القادميين الي طرابس بالهلاك لانة لم يستخدم القوة بعد.!
سالني احد السودانين المساكين عن معنى الجردان الذي اطلقة القزافي على شعبة كلمة بصراحة عن حقارة اللفظ في حدود مدلولة على شخص القزافي الذي حكم الليبيين اربعة عقود لم يعرف فيها التمرد ولا العصيان المدني ما ينتظر رصانة خطابة , اربعيين حول خضع فيها ابناء الشعب الليبي لأسوأ عوامل القهر والخنوع السلطوي حتى صدق الجميع ان (قصة الفاتح أبدا) هي قمة نظريات حكم الإنسان لنفسة او كما قال القائد , لان القائد الذي داس على سلطان الملك السنوسي في ليالي سبتمبر من ستينيات القرن الماضي خدع كل الليبين بانة مجرد رجل ثائر خرج من خيام العرب البدو لينشد على هؤلاء الإعراب الاحلام العريضة من فصول الكتاب الأخضر ثم يوزع عليهم ثروات البلاد بالتساوي (شركاء لا اجراء) .. فالشاب معمر بو منيار المنحدر من قبيلة القزازفة الليبية عبر عن هذة الاربعينية باطلاق عنان سلتطة في يد الجماهير لحكموا انفسهم.. ويسموا بذاتة الثورية الي (قائد اممي) خارج محيط الجماهيرية ليسمي نفسة ملك ملوك افريقيا وعميد القادة العرب.!
انفجار الربيع العربي لا يرفع حاجب دهشة بالنسبة للقزافي ويصاب الرجل بزهول او يكذب حكاية سوقط الزعماء من حولة في تونس ومصر بهذة الوتيرة الخاطفة , وكان اخر المتوقعين اشتعال الأوضاع في ليبيا حتى اشتعلت الثورة في بنغازي فخلع الرجل جلباب الحكمة والتعقل في التعامل مع هؤلاء , واعتبر وسيلة البطش خير وسيلة لمتصاص موجة الغضب الشعبي بدلاً عن الحوار السياسي ,ووصف الغاضبين من شباب بنغازي بالجردان ثم قزفهم بطائرات الميج ونسى الزعيم الليبي ساعتئذٍ انة قد تصرف بحماقة.! واستمر القزافي في ذلك التصرف حتى ادخل نفسة في عُزلة دولية لم يقف بجانبة إلا رفقية الفنزويلي (شافيز).. وسرعان ما قادت فرنسا تحالفاً ضد القزافي صديق الامس .. ذلك التحالف الذي كان يتربص بهذا الرجل قبل ان يقترف ذمباً كقزف شعبة بصواريخ القراد .. سعى حلفاء ساركوزي لانتزاع قرار اممي من اضابير مجلس الامن يبيح ضرب القزافي لحماية المدنيين , لان القزافي من وجهة نظر التحالف كاد ان يبيد شعب بنغازي لولاء تدخلهم .. ويصح قلنا ان تدخلهم اربك قوة القزافي العسكرية وشجع الثوار على التوسع سياسياً وعسكراً.! بقى العقيد القزافي يعاند كعادتة حتى دكت طائرات النيتو حصونة دفاعاتة الجوية دكا ومات (ابنة عز العرب)..وتراجعت القدرة القتالية للكتائب بقزف الحلف لمخازن الأسلحة والمدفعية الشئ الذي اجبر العقيد على ايقاف هجومة على بنغازي شرق ليبيا , وتمكن الثوار من الزحف غربا فسقط العقيد مدينة مدينة و دار دار.! ستة اشهر صمد فيها العقيد القزافي ثم سقط سقوطاً لم يخطر ببال احد .! نعم هجم الثوار على طرابلس وخرج اصحاب الاعلام الخضراء انفسهم لمناصرة الثوار (في عملية طلع البدر علينا).. ورقصوا معهم في الساحة الخضراء كأنهم لم يرقصوا من قبل للقزافي , وبذات الحماس اقتحم الثوار باب العزيزية بحثاً عن القزافي وابناء القزافي .. و انهت المسرحية هكذا حيث لايوجد احد في باب العزيزية الحصين ,لا القزافي ولا ابنة سيف ولا صانعة الطعام هناك.!
ان المراقبين لجبروت الزعيم الليبي وغرورة توقعوا ألا يقادر الرجل باب العزيزية إلا ميتاً او متحرفا لقتال ,, وياسبحان الله غادر القزافي باب العزيزية فراراً من الذين وصفهم بالجردان.! كيف يهرب القائد الأممي من الجردان.؟ ولا يتصور احد تدابير هروبة بعد ان قال القزافي انة لن يغادر ليبيا ولن يستسلم , نهاية الزعماء معروفة للجميع قتل المارنز زعيم القاعدة اسامة بن لادن فاسقط الامريكان جسمانة في البحر حتى لاتقييم القاعدة لة ضريح .. والزعيم العراقي صدام حسين يزئر في وجة قاضي المحكمة وينهر الجلاديين حتى عندما وضع حبل المشنقة على عنقة.. اذا يقابل الزعماء الموت ولا يفرون منة , حيث لم تكن نهاية القزافي إلا فرار كيف يرضي لنفسة بالزعامة.!
آخر تصريح خدع بة القزافي سكان طرابلس انة سيتجدف على بركة دماء اذا حاول الثوار اقتحام طرابلس يقارن تلك الظاهرة باكثر الاحداث دموية كلما يستشهد بعملية قمع المتظاهرين الطلاب في بكين وضرب مجلس النواب في موسكو .! لايوجد داعي للاستهبال حينما يحاول القزافي تذكير الناس بزحف الملآيين من الصحراء لتحرير ليبيا شبر شبر وزنقة زنقة .. ففي واقع الدعاية لم يزحف احد حتى لحظة خروج العقيد من العزيزية , وحتى جبل نفوسة الذي امرة العقيد اخيراً بالزحف لحماية طرابلس لم يزحف حتى زحف هو خارج السلطة.! قصة الملآيين الزاحفة هذة اساطير الأولين ام وهوس كان ينسزجة الرجل على عقلة حينما سمى نفسة ملك ملوك افريقيا وحشد آلاف بالطائرات الي تمبكتو في صحراء مالي ليئمهم في الصلاة.!
ذهب ظن الجميع ان طرابلس ستكون عصية على الثوار الليبيين إلا بفناء القزافي وسحق كتائبة جندي جندي , إلا ان طرابلس سقطت على يد المقاتل الإسلامي عبد الحكيم بحاج كما ورقت التوت , واقتحم جيش بلحاج باب العزيزية دون مقاومة كما سوق الجمعة وسرى الثوار سري النمل على الانفاق ونبشوا بيوت القزافي غرفة غرفة وهدموا التماثيل والصور الرئاسية للقائد.! السقوط المفاجي لطرابلس كان مفاجة للقزافي نفسة, والدليل على ان العقيد القزافي قد تفاجئ بقدوم جيوش الثوار إلية في عقر دارة هي حكاية انسحابة بشكل غير مرتب تاركاً كل شئ على حالة , فالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وبلآيين الدولارات , ومخازن التسليح الاستراتيجي تركها مفتوحة حتى مخزون اربعيين سنة من الوثاق السرية ومعلومات الإستخبارات اهملها .! وهناك كتائب تركت تقاتل في جبهات خارج نطاق السيطرة والإتصال فاضطرت للاستسلام.! ومعظم القيادات التاريخية للنظام والمقربين من القزافي وقعوا اسيرى على ايدي الثوار وآخرين قبضوا كقطيع الضأن المتفرق.! هذة الدلائل تشير بنفسها الي ان نظام القزافي قد انهار بسرعة مزهلة حتى للمجلس الانتقالي الليبي نفسة , فكان غالب الظن ينبني على ان العقيد القزافي سيقاتل ويقاتل بشراسة حتى آخر جندي وآخر رصاصة من حراساتة النسائية , ويحارب حتى تتناثر اشلاء الكتآئب على اسوار العزيزية فيُقتُل القزافي او يٌقُتَل .. ولا احد يتوقع نهاية القائد هروب كهروب نظيرة بن علي .! ولو كذب منجو نبأ رتل الدبابات التي شوهدت تهرول بتجاة النيجر على انها جذءً من قوافل العقيد ولازال العقيد في ليبيا فما حقيقة اختباءة اذا.؟
khalid trarees <tarisssko@yahoo.com>