الفنان صلاح مصطفى …فنان من طراز خاص

 


 

 


لماذا تدخلنى اغنياتك الى حيث لاعشق بعد ذلك ؟تتيح لى اغنياتك رؤية ذاتى متموضعة على كف من الاناشيد التى لاتتنهى ؟
لم اكن احسب انها بهذه الدرجة من القوة التى انت مصدرها بطبيعة الحال ، غناؤك والحانك واداؤك ومنذ أمد بعيد ، بات احد الذين يرفدون روحى بغذاء الغناء ، تدفعنى الاغنيات من محطات الاسى الى بهجة غير مستترة ، وفرح تعبث به فى دواخلى المعبأة بغنائك ...!
لا أعرف متى ابتدأتك كمستمعة ؟ ولا أعرف الى اين سينتهى بى كمستمعة ازلية ؟
مضت السنوات ،بل العقود منذ ان تعرفت اليك وغنيت معك ، لعلنى  حين بدأت التعرف اليك كنت أقوم بتلحين الاناشيد المدرسية عبر غناؤك ، لم تكن للفصل بالمناسبة ، بل هى لى وحدى ، حين كنت أقوم بتدريس تلاميذ افتراضيين فى حوش البيت الخلفى ، ذلك انى كنت ابتدر الحصص الوهمية ايضا بغناء انت سيده مصحوبة تلك الاناشيد به "ياما منك حذرونى " الحن بها نشيد العلم "علمى انت رجائى انت عنوان الولاء ... الى آخر النشيد " وهى كانت وسيلتى للحفظ السريع...!
ربما كنت فى الثانية عشر من عمرى حين استمعت لاول مرة لاغنية "مشى امرك يا قدر " بالمناسبة ما زلت احفظها منذ ذلك التاريخ البعيد ، وربما احفظ معظم اغنياتك ..، ولا اعرف لماذا تجرى مجرى اليومى فى حياتى ؟
أسألك .. لماذا بت احد مكونات وجدانى ؟   
فى كل مرة اكتشف اواصرا بيننا ، أول تلك الاواصر كان البريد .. حيث عرفت انك تشتغل فى ادارة  تلك المؤسسة التى تعلمت فيها لاول مرة معنى كلمة صداقة ومراسلة ، فلم تقتصر صداقاتى على المحليين من ابناء وبنات وطنى ، بل انتقلت الى كل بلد اعرف لغته حينها ، خاصة مصر ...فبت اجمع الطوابع كما يفعل شقيقى طارق ، ربما لم يكن يعرف بتلك العلاقة بينى وبين الاخرين ..!ففى ذلك الزمان كانت العلاقات شأن يدخل فى خانة الخصوصية التى ليس لاحد ان يعرفها ..!
لكنى اعترف انى كنت من مدمنى البريد والمراسلات ، اجلب الاسماء من مجلة الاذاعة حينها ، حيث انى تربيت فى مدينة قوام الحياة فيها مرجعه الاذاعة والمجلات والكتب ، فتعلمت فى مدينة الابيض ان اكون حميمة مع تلك الوسائط ، ربما قادنى البريد ومعرفة انك احد موظفيه الى استكشاف امرك ، وخباياك كفنان كنا نترقبه فى الاذاعة وحدها حيث لم نعرف التلفزيون فى تلك المدينة الا فى منتصف السبعينات من القرن الفائت ..! إذن ، حين عرفت انك تشتغل فى تلك المؤسسة زاد تعلقى بك ، بل بت احفظ معظم الاغنيات التى لها اواصر بالبريد والخطابات ، ليس وقفا على الاغنية المحلية وحدها ، بل امتدت تلك المحبة الى الاغنية فى المنطقة العربية ...
كنت اتابع اغنياتك واجدنى احفظها منذ اللحظة الاولى لسماعها ، فتعرفت الى شعراء اغنياتك وهم عديدة مشاربهم ومناقبهم بلا حصر ، تعرفت الى الحلنقى ، وشاعر العيون عبد الله النجيب،وكذا عرفت انك تغنيت باغنية واحدة للشاعر محجوب شريف "سافر زمان قبال سنين"
لم اكن معنية بما فعلته او تغنيت به على صعيد سياسى ، سواء فى مناصرة هذا النظام او ذاك، فهذا امر يخصك ، ولست معنية سوى بما قدمته للاغنية من اضافة ، حيث نسق التلحين مغاير والاداء له مذاق خاص ، تتغلغل الاغنيات خاصتك فى الروح ، أصدقك القول انه لايمر يوم دون ان تكون حاضرا فى خاطرى ، وتكون احد اغنياتك هى سلواى لانها تظل عالقة فى اللسان تخرج حيثما شاءت ،احيانا تنفجر الاغنية بصوت عال "ليس فى الحمام "
فى كل مكان اكون فيه لا اخجل عن الغناء بصوت عال واردد اغنية من اغنياتك من التى تعلق باللسان ...
فى العام 1983 كنت رفقة الزميل على نور الدين ضمن برنامج "شارع الفن " الذى كان يعده ويخرجه للاذاعة ، كنت احيانا اقرأ فيه قصة ، ويقرأ عميرى قصيدة .. لكن على نور الدين كان احد الذين نبهونى مرة اخرى الى غنائك ، ومنذ ذلك التاريخ وما قبله كان غناؤك نديمى ..يفتح لى نوافذ روحى على الحياة كلما اعياها المسير الحياتى اليومى المرهق ، لا اقول ان اغنياتك مغايرة لكن لها طابعها الخاص بها لحنا واداءا وكلمات ، لم اكن اتململ من الذين يغنون اغنياتك من الشباب ، ما لسبب الا لانهم يعنون لى شيئا خاصا ، انهم يعرفون انك فنان من طراز خاص ، وانك سهل ممتنع وانك تتربع على عرش اذاعة قلبى منذ ان عرفت اغنياتك
اتمنى ان يمتعك الله بالصحة والعافية ويحفظك لنا درة من درر الغناء الجميل 


Salma Salama [fieroze@hotmail.com]

 

آراء