ما هو المطلوب فعله من حكومة الأنقاذ وحكومة الجنوب
ما هو المطلوب فعله من حكومة الأنقاذ وحكومة الجنوب حتى ينعم الشعبان بالأمن والاستقرار
من المعروف أن حكومة الانقاذ جاءت ترفع شعارات اسلامية تعهدت بموجبها تطبيق شرع الله في كل نواحي الحياة ولأجل ذلك وقف معها الشعب السوداني ان لم يكن كله فجله واستماتوا في سبيل ذلك وضحوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ، لكن المنتظر منهم بدأ يتشكك في صدق الانقاذ والتزامها بما وعدت به لأنه حتى هذه اللحظة لم يلوح في الافق ما يشير الى ان الشريعة قادمة والاصلاح متوقع مما جعل الكثير من مؤيدي الانقاذ يجلسون على الرصيف متفرجين ،نقول ذلك ونرى أن الفرصة لا زالت سانحة لعمل شئ ما من ذلك ، وان كان في السابق نجد بعض الاعذار للحكومة في تأخيرها لتطبيق شرع الله ومنها السياسة العالمية الموجهة بمصالح الغرب والذي يعتقد أن مصالحه وبقاءها لا يكون الا بمعاداة كل ما هو اسلامي ولو كان ارتداء الحجاب اورفع الآذان للصلاة فعاش السودان في تلك الفترة ظروفا صعبة متمثلة في الحصار الاقتصادي المفروض من اميركا والغرب والحرب النفسية التى تولى كبرها الاعلام الغربي وكانت نهايتها اصدار مذكرة توقيف الرئيس البشير ، ثم حرب الجنوب المدعومة عسكريا وسياسيا من الغرب وبعض الدول العميلة في المنطقة وقبل أن تضع الحرب اوزارها التفت الغرب واميركا لدارفور وأيقظوا الفتنة هناك ودعموا الحركات المسلحة ودولوا القضية كما جعلوا الوضع في جنوب كردفان والنيل الازرق متحركا ،الى جانب ذلك الانظمة العميلة وعلى رأسها النظام المصري الذي كان الداعم الاول للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق ان لم يكن عسكريا فسياسيا ولم يكن له أي دور يحسب له يصب في مصلحة السودان ووحدته واستقراره وأمنه وكذلك لم يكن له أثر على اتفاقية نيفاشا حتى تأخذ شكلا غير هذا الشكل الذي لم يرضي أغلب السودانيين بل ذهب النظام الى ابعد من ذلك بدعمه الانفصال وانشاء قنصلية مصرية في جوبا ولا ننسى دوره في محاولة افشال محادثات الدوحة وسحب ملف دارفور من قطر ،اما النظام الليبي فمعروف بدعمه السخي لحركات دارفور، لكل تلك الاسباب المذكورة قد تجدنا نلتمس العذر لحكومة الانقاذ في بعض الاخفاقات ومنها عدم تطبيق الشريعة في السابق ،لكننا لا نجد العذر نفسه بعد زوال كثير من العقبات ذات الأثر الكبير على سياسة الحكومة في الفترة الماضية ومنها مشكلة الجنوب وهي ام المشاكل فانه بالانفصال يكون قد ذال كثير من الهم والغم وان لم يكن كله فبعضه ،ثم أن مشكلة دارفور في طريقها الى الحل السلمي بعون الله بعد حدوث بعض المستجدات على الساحة واما النيل الازرق وجنوب كردفان والتي أظنها قد حسمت عسكريا الى حد ما ،وما يتعلق بالسياسة الدولية لا أظنها سوف تستمر في نفس النهج الذي كانت عليه قبل الثورات العربية ،ومن العقبات التي لا زالت تواجه الحكومة المشكلة الاقتصادية ويكمن الحل في ترشيد الصرف الحكومي وسد الثغرات أمام الفساد المالي وتنشيط حركة الصادر وتشجيع المصدرين على جلب العملات الاجنبية وكذلك التحكم في الوارد والاهتمام بالجودة والمواصفات والتي بغيابها فقدنا ملايين الدولارات ثمنا للاجهزة والآليات الفاسدة بالاضافة لخروج الحكومة من مجال البيع والشراء وتصفية جميع الشركات الحكومية ،اما المعارضة الداخلية حتى اذا اتفقنا معها أن اسقاط الحكومة من الخيارات لكنه ليس الخيار الامثل والضروري العاجل في هذه الظروف التي يعيشها السودان والمعارضة وهي منقسمة على نفسها خارج السلطة فكيف اذا اتت الى السلطة ولنا معها تجارب هي نفسها وليس لها الحلول والرؤية الواضحة لمشاكل السودان بعد سقوط الحكومة ،والاهم من ذلك كله والذي يدفع الحكومة لتحقيق أهدافها وشعاراتها الاسلامية ما حدث ويحدث في العالم العربي من ثورات أتت بالاسلاميين وأظن ذلك له مدلولاته الكبيرة في أن العالم العربي كله سائر في هذا الاتجاه وسوف يكون خاسرا من يرى غير ذلك او يسبح ضد هذا التيار سواء كان معارضة او حكومة ،فعلى الحكومة أن تتوكل على الله وتمضي في انفاذ ما وعدت به الشعب وعليها أن لا تعتقد أن تكوين حكومة عريضة سيحميها أو رضاء أميركا او الخوف منها يبقيها وقد مضت سنة الاولين ونذكرها أن الولاء للحكومات والاحزاب لم يكن ذلك الولاء العقدي الثابت فالولاءات اصبحت متحركة حسب الانجازات والايفاء بالوعود وهيبة الدولة في القلوب والعيون والشعب هو صاحب الكلمة الأخيرة من بعد الله ، اما حكومة الجنوب يكون من الافضل لها ولشعبها ولدولتها الوليدة أن تتسالم وتتصالح مع الشمال ، فالشمال والجنوب ليسوا في حاجة الى ما يحدث منهما من تحرشات ودعم للمعارضين ونذكرها أن الوضع الدولي لم يكن هو نفسه قبل نيفاشا وبعدها ، فتغيير الأنظمة العربية وابدالها بأنظمة اسلامية يجب أن يعني الكثير لحكومة الجنوب وخاصة النظام في مصر والذي سوف لا تكون مواقفه من السودان هي ذاتها على ما كانت عليه قبل الربيع العربي وكذلك الدول العربية الاخرى التي شملها التغيير والتي في طريقها الى ذلك والتي يزعجها أي تحرك اسرائيلي في جنوب السودان ،اما أميركا والغرب قد يضطروا الى تغيير سياساتهم تجاه الدول العربية بعد هذه الثورات وسقوط عملائهم في المنطقة ، بالاضافة أن أميركا والغرب لم يكن لهم المقدرة على تقديم مساعدات اقتصادية أو عسكرية مريحة بسبب الأزمة المالية التي يعيشها الغرب ،ووعود اوباما الأخيرة بدعم دولة الجنوب المقصود منها أن تظل العلاقة بين الشمال والجنوب على ما هي عليه من توتر وتربص ،ثم أن الدول الافريقية المجاورة للجنوب لا يمكنها أن تكون بديلة للشمال مهما سعت لذلك وأدعت ،ولأسباب كثيرة يعرفها الشماليون والجنوبيون ولأن كثير من الاشكاليات بين الشمال والجنوب يتسبب فيها آخرون ، لكل هذا على حكومة الجنوب أن تسالم الشمال لتغنم وتصالحه لتنعم وعلى حكومة السودان أن تبادلها نفس الشعور لمصلحة الشعبين حتى لا نكون كلاب صيد لأميركا والغرب.
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]