أحجزوني .. أمسكوني .. أحجزوني .. أمسكوني !

 


 

ثروت قاسم
4 February, 2012

 


Tharwat20042004@yahoo.com
1    - مقدمة !

نتناول في هذه المقالة مسلسل كرتون توم وجيري  ( البشير وسلفاكير )  في سبعة محطات كما يلي !

2 -  المحطة الأولي !

أقترح الرئيس سلفاكير علي ( شقيقه  ) الرئيس البشير  70 سنت ، تم رفعها لاحقأ ، لدولار بالتمام والكمال ، ً كرسوم نقل لبرميل النفط  ، عبر خط أنابيب البترول المملوكة للرئيس البشير ،  من أبار النفط في ولايتي اعالي النيل والوحدة  ، في شمال دولة جنوب السودان الي بورتسودان ! أعتذر  الرئيس البشير عن قبول عرض (  شقيقه )  ، وطالب  بـ 36 دولار فقط لا غير  رسوم نقل للبرميل !

فرق بسيط ، يا هذا ، مش ؟

أعتذر الرئيس سلفاكير عن تلبية طلب ( شقيقه ) العزيز ، رغم الملح والملاح الذي بينهما !

أضطر الرئيس البشير ، مكرهأ ، ومن طرف واحد  ، ودون مشاورة  ( شقيقه )  الرئيس سلفاكير ، تحويل كميات كافية من  نفط  ( شقيقه )  سلفاكير  لتعويض الفرق!

حرد الرئيس سلفاكير ، وقام في حركة بهلوانية ، في يومي   الجمعة والسبت 27 و28 يناير 2012 ،   بغلق البلف الرئيسي وقفل 900  بئر نفطية ،  في ولايتي اعالي النيل والوحدة !

علي وعلي أعدائي ... أو كما قال شمشون الجبار  !

وكيتن في ( شقيقه )  البشير !

وعشان تاني !

ولكي يضيف الأساءة للأذي  ، وقع  الرئيس سلفاكير في نيروبي  (  الخميس 26  يناير 2012 ) مع  حكومة كينيا  مذكرة تفاهم  لبناء خط أنابيب  بترول  ، يصل نفط جنوب  السودان بميناء  التصدير  في ممبسة  ( لامو ؟ )  ، علي المحيط الهندي  ، بواقع دولارين للبرميل  ، علي أن يتكفل  الرئيس سلفاكير بجميع تكاليف بناء خط الأنابيب  !
وأكد الرئيس سلفاكير بأن خط الأنابيب سوف يكون جاهزا للعمل خلال 11 شهرأ ، وقبل الاحتفال بميلاد السيد المسيح في 25 ديسمبر 2012 !
الجاك ! الجاك ! صرخ عنقالي عنده علم من الكتاب ! واردف قائلأ :
دراسة جدوي المشروع سوف تحتاج لاكثر من 36 شهرأ ، لأكمالها ، دعك من بناء خط الانابيب ، اذا ثبتت جدوي  وأمكانية بنائه الهندسية !
علي كل حال ،  ورغم هلوسة العنقالي ألمذكورة أعلاه ،  لم ينس الرئيس سلفاكير ان يطلب من ( شقيقه ) البشير ان يلحس كوعه ، وأن يتكرم مشكورأ بأن يموص خط انابيبه ، ويشرب مويته !
ونحن شغل الدغمسة ما بي غبانا ... أو كما قال الرئيس سلفاكير !
3– المحطة الثانية !
عشية قمة الاتحاد الأفريقي ( أديس أبابأ – الجمعة 27 يناير 2012 ) ، حاول الحاج تابو أمبيكي ان يصالح بين الشقيقين ( سلفاكير والبشير )  ، بأخوي وأخوك ، وكل حركة وراءها  بركة !
ولكن لم يكن مزاج الرئيس سلفاكير معتدلأ ، وطالب بأن يصل  مع (  شقيقه ) البشير الي أتفاق شامل وكامل ، يحتوي علي بروتوكولات  ملزمة  ( لشقيقه )   ، وبضمانات دولية  مكربة  ، لكل مشكلة من المشاكل العالقة  بينهما ، وخصوصأ حتمية ضم منطقة أبيي لدولة جنوب السودان !
رفض الرئيس سلفاكير تجزئية المشاكل ، وحصرها في مشكلة رسوم  ترحيل النفط الجنوبي ! أصر الرئيس سلفاكير علي حل جميع المشاكل بالجملة ، ومرة واحدة ! ورفض رفضأ باتأ ، الحلول بالقطاعي  والتجزئة !
رفض الرئيس البشير أقتراح ( شقيقه ) سلفاكير ، وطالب بالتركيز علي  حل المشكلة الموضوعة علي الطاولة اولأ ، وقبل مناقشة المشاكل العالقة الأخري !  ولأبداء حسن نيته  ، سمح لأربعة بواخر محملة بالبترول الجنوبي ، والتي كان يحتجزها في بورتسودان كرهائن  ، بالمغادرة فورأ !
طار الرئيس سلفاكير في غضبة مضرية ، وطفق يصرخ في قاعات الاتحاد الافريقي الجديدة :
أحجزوني قبل ما اشرب دم البشير !
أمسكوني قبل ما اكل كبدة البشير !
أحجزوني ... أمسكوني ... أحجزوني ... أمسكوني !
تابع الفيديو علي الرابط أدناه :
http://www.youtube.com/watch?v=1NE9GzTSJmk&feature=player_embedded

4- المحطة الثالثة !
+  يحدثنا القران الكريم عن قوم شيدوا  قصورا  في منطقة طبقة المياه الجوفية فيها شحيحة ! فجفت ابارهم ، وتعطلت بعد مدة من الزمن ! وأضطر القوم  لهجر قصورهم ، لعدم وجود مياه في المنطقة !

قهرتهم الطبيعة ، التي لم يحترموا قوانينها !وصاروا مثالا يتجنبه  الناس في سؤ التخطيط ! وجسدت الأية 45 في سورة الحج   ، حال هؤلاء القوم  ،  في سؤ التخطيط ، ليتدبر غيرهم مصيرهم !

(  فَكَأَيِّن مِّن قَرْ‌يَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ، وَهِيَ ظَالِمَةٌ ،  فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُ‌وشِهَا ، وَبِئْرٍ‌ مُّعَطَّلَةٍ ، وَقَصْرٍ‌ مَّشِيدٍ )!

( 45- الحج )

صارت كلمات الاية اعلاه  ( وَبِئْرٍ‌ مُّعَطَّلَةٍ ، وَقَصْرٍ‌ مَّشِيدٍ ) ، يضرب بها الأمثال في سؤ التخطيط ، وعدم التدبر !

+ أهلك سبحانه وتعالي قرية أخري ، لم تحترم قوانين الطبيعة والطبوغرافيا ! هذه القرية اسمها مشروع سندس الزراعي !
+  تقع  اراضي مشروع سندس الزراعي  جنوب خزان جبل اولياء ، علي الضفة الشرقية من النيل الأبيض ! تم شق الترع لتروي المشروع من النيل الابيض ... من الغرب الي الشرق ! ونسي المهندسون الشطار ان طبيعة الطبوغرافيا في منطقة المشروع ، بل في كل المنطقة الواقعة بين النيل الازرق والنيل الابيض ، تنحدر  ، في الأتجاه المعاكس ، من الشرق الي الغرب !
حاول مهندسو مشروع سندس الشطار تحدي الطبيعة ، فهزمتهم شر هزيمة ! أذ بمجرد ضخ المياه في ترع  المشروع ، رجعت المياه الي النيل الابيض ، وسط ضحكات المواطنين ، الذين تم حشدهم في يوم أفتتاح المشروع ! ومن يوم أفتتاحه  ،  وحتي تاريخه ، صار المشروع  الي بئر معطلة ، وقصر مشيد !
صارت قرية  مشروع سندس خاوية علي عروشها !  دفنت  الرمال الترع ! غمرت كثبان الرمل الحواشات ! بدأ الصدأ يأكل في الحفارات وطلمبات المشروع !   وبقيت أطلال مشروع سندس  ، يقف عليها المغتربون  وغيرهم من المستثمرين ، يبكون ذكري حبيب ومنزل !
يبكون جهل الانسان !
وأنتصرت الطبيعة  ، في مشروع سندس ، علي المهندسين الشطار ! كما أنتصرت ، في زمن غابر ، علي قوم هجروا قصورهم المشيدة ، وابارهم المعطلة !
5 – المحطة الرابعة !
+ يجري النيل من الجنوب الي الشمال ،  مماشيا  الطبوغرافيا ، التي تنحدرمن الجنوب الي الشمال ! معظم أنهار كينيا ، تجري من الجنوب والشرق الي الشمال لتصب في بحيرة فكتوريأ !
الطبوغرافيا من شمال دولة جنوب السودان ، حيث توجد أبار البترول ، الي شواطئ المحيط الهندي في كينيا ، حيث تنتهي انابيب تصدير البترول  الجنوبي ،  المزمع اقامتها  ، تتبع خطأ بيانيأ ، يحاكي الطلوع من سفح الجبل الي قمته  في الهضبة الاستوائية ، ثم النزول الي سطح البحر عند ممبسة ولامو !
الهضبة الاستوائية تفصل ولايتي اعالي النيل والوحدة ، حيث أبار بترول جنوب السودان ، من شواطئ المحيط الهندي  ، حيث مواني التصدير في ممبسة ولامو !
تقع نيروبي عاصمة كينيا علي الهضبة
الأستوائية علي أرتفاع 1795 مترا فوق سطح البحر ! بينما أرتفاع ملكال لا يزيد علي 394 متر فوق سطح البحر !

الفرق بين ارتفاع  ملكال ( علي نفس أرتفاع ابار النفط ) ، وبين الهضبة الأستوائية ، التي تفصل أبار النفط الجنوبية عن ممبسة ( ميناء التصدير ) أكثر من 1400متر !

كيف يحلم الرئيس سلفاكير  لأنابيب بتروله
طلوع  هذا الأرتفاع الشاهق  ( 1400 متر ) ، قبل النزول الي ممبسة علي شاطئ المحيط الهندي !

خط أنابيب البترول   المزمع بنائه  من شمال دولة جنوب السودان  الي  ممبسة ولامو علي المحيط الهندي يرتفع  ( بدلأ من أن ينزل )  من الشمال الواطي الي الجنوب الأعلي   ....   عكس مسار النيل!
أذن كيف تنقل البترول من أبار ولايتي أعالي النيل ، والوحدة  عند  سفح الهضبة الاستوائية  ، الي قمة الهضبة الاستوائية ، فرق أرتفاع 1400 متر )  ،  قبل ان تنزل به ، مرة ثانية ،   الي  المحيط الهندي عند ممبسة  ولامو ؟ عكس الطبيعة  ، وفي تكرار لمتلازمة مشروع سندس الزراعي ؟
كل من يملك أجابة علي هذا السؤال يرفع أصبعه ؟
6 – المحطة الخامسة !
وقع الرئيس سلفاكير مذكرة تفاهم مع حكومة كينيا ، لنقل بترول الجنوب الي مواني التصدير في كينيا !
ونسي القوم الطبوغرافيا ، وقوانين الطبيعة ، كما نسيها  ، في زمن غابر ، مهندسو مشروع سندس الزراعي الشطار ... فأنتهوا الي بئر معطلة ، وقصر مشيد  !
قفل الرئيس سلفاكير  أبار البترول في غضبة مضرية ضد شقيقه البشير    ؟ ولكن نتمني ان تروح السكرة ، وتأتي الفكرة ، قبل غروب الشمس ؟

7 -  المحطة السادسة !
في غضبته المضرية ، نسي الرئيس سلفاكير   :
+  أن بتروله الذي قفله بالضبة والمفتاح ، يكون حوالي 98% من ميزانية دولته الوليدة !  ولا يمكن فطمها   منه ! ولا تستطيع المعونات الخارجية ، مهما تعاظم شأنها ، ملأ هذا الفراغ !
هل يمكن للرئيس سلفاكير  قطع أنفه  ، لينتقم من وجهه ؟
+ الطبوغرافيا سوف تهزم مشروعه  لتصدير البترول عبر كينيا ! 
وسوف يكتشف  ان بورتسودان حتمية ، وأن طال السفر !
+ أقتصاد جنوب السودان مربوط بأقتصاد شمال السودان ، ( وليس بأقتصاد كينيا )  ، في نسق تكاملي ، لمصلحة الطرفين !
هل يمكن للرئيس سلفاكير   تصدير الباباي والأناناس الي كينيأ ؟
+ ثم هل نسي الرئيس سلفاكير  وجود 7 مليون نسمة من القبائل الرعوية التي تعيش علي الحدود بين دولتي  السودان  ( 2200 كيلومتر ) ، وتتعايش مع بعضها البعض ، في أقتصاد تكاملي ؟
نقول كل ذلك ، وهو بعض البعض من مواجع الأبالسة ، الذين قسموا السودان بسياساتهم البئيسة من جهاد وحور عين ، ويسعون الان لتفجير حرب بين دولتي السودان ، في محاولة للهروب الي الأمام !
8 – المحطة السابعة !
في هذا السياق ، نستميح القارئ الكريم ، في الأشارة الي ثلاثة أمور ، ذات  صلة بموضوعنا :
+ الأمر الاول :
طلب القس فرانكلين جراهام من الرئيس اوباما ، ان يقرص الرئيس سلفاكير في أذنه اليمين ، عندما يلتقيه في البيت الأبيض ، في ديسمبر 2011 !  كان القس غير راض عن أمداد الرئيس سلفاكير (  لمسلمي )   تحالف كاودا  الثوري  بالسلاح !القس يريد للرئيس سلفاكير ان يركز علي رفاهية دولة المسيح الوليدة !
وقد اوصل اوباما القول لسلفاكير ، الذي وعد بوقف الدعم التسليحي لتحالف كاودا !
+ الأمر الثاني :

اصدرت السفيرة سوزان رايس ( الخميس 2 فبراير 2012) ، بيانأ شديد اللهجة أدانت فيه رمي  قوات البشير الجوية (طائرات الأنتونوف العويرة ) ، لثمانية قنابل عويرة ( لم تقتل أحدأ ) علي مدرسة يديرها القس فرانكلين جراهام ، في منطقة جبال النوبة في جنوب كردفان !

جميل ان تدين السفيرة رايس هذا القصف الذئبي ، ولكن كنا نتوقع منها ان تدين الممارسات الذئبية لنظام البشير في عموم ولاية جنوب كردفان ، والنيل الازرق ، ودارفور ، ولا تحصر نفسها في أدانة قصف مدرسة القس فرانكلين جراهام ! رغم ان جراب القس يحمل 7 مليون صوت أنتخابي !

سبب اخر نتمني ان يدفع تحالف كاودا الثوري لتضمين قساوسة  ومسيحيين من منطقة جبال النوبة والنيل الازرق في وفودهم التي يرسلونها لامريكا  ، لأن القوم هناك يصغون السمع للطير التي تغني غناهم ،  كما يقعون علي اشاكلهم من الطير ! 
+ الأمر الثالث :
أصدرت (  نيالا  -  الأول من فبراير 2012) أحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني (  حزب الأمة القومي،  حزب المؤتمر الشعبي،   الحزب الشيوعي السوداني، حزب البعث العربي الإشتراكي   )  بيانأ أدانت فيه أحداث نيالا الدموية  ( 24 و25 و 26 يناير 2012 ) !

أستغرب بعض المراقبين عدم توقيع حركات دارفور الحاملة للسلاح ، وكذلك عدم توقيع تحالف كاودا الثوري  ، علي هذا البيان ، مما يؤكد أنعدام التنسيق بين مكونات المعارضة ، المدنية ، والحاملة للسلاح  ،  الأمر الذي يصب في مصلحة نظام البشير !            

أذن كيف نفهم في هذا السياق ،  نداء الخلاص الذي أطلقته الحركة الشعبية الشمالية في يوم الخميس 2 فبراير 2012 ، لتوحيد قوي المعارضة  المدنية  ، وقوي المعارضة الحاملة للسلاح  ؛  وتلاحم  قوى الريف وقوي المدينة ،  وتلاحم  قوى الهامش وقوى  المركز ؟
هل هو قول لا يتبعه عمل ؟ 
نواصل ...


 

آراء