الطبقية آفة العدالة الاجتماعية

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]
الفساد يدور في فلك الظلم ويتدثر تحت ردائه ، وكل ما يتجاوز حدوده ويجنح داخل اطار الجور والبغي والطغيان يدخل في مظلة الفساد وكله شكل من أشكال الظلم الذي يترتب عليه اختلال العلاقة بين الدولة والمجتمع الذي تحكمه ، الحكومات صنعت الطبقية المميزه من اهل الصفوه وبمعنى آخر المغربين اولاد النظام وكتابه وادعائه جميعهم دخلوا في مظلة الطبقية وتحقيقاً لرغباتهم وأفعالهم أصبحوا آفة للعدالة الاجتماعية المفقودة ، والوظيفة أمرها محسوب بل تكاد معدومة تماماً لغيرهم ، أضاعت الطبقية العدالة الاجتماعية وانحرفت بها عن مسارها بل اصبحت فى مهب الريح ، الطبقية اكتنزت المال حلالاً وحراماً وتراكمت الثروة عندهم والخطورة اصبحت الطبقية الغنية هي التي تفكر وتصنع السياسة وهي الأجدر بكل المقومات الاجتماعية حديثهم عبره وضحكهم حشمه وما دونهم ضد السلطة ، طغيانهم وظلمهم اجج مشاعر العداء في نفوس الضعفاء ضد الأقوياء ، فالترف فى المجتمعات الفقيره يعتبر من معاقل الفساد وأداه من أدوات الظلم ويُشكل معولاً هداماً للعدالة الاجتماعية ، اذا بلغ الترف حده وارتفع سقفه أدى الى الانغماس في الملذات والشهوات ، والثراء الفاحش والترف متلازمان يسيران جنباً الي جنب وهما يتناقضان مع العدالة الاجتماعية وينالان منها وسبب التناقض هو الممارسات الظالمة والعقول النائمة والنظرة التي ينظر بها المترفون الي الحياة والانهماك في نعيمها بعيداً عن واقع الضعفاء وما يعانونه من العوز والفاقه الامر الذي يترتب عليه اختلال التوازن . وكل ما يهم المترفون هو استغلال معاناة الشعوب لمصالحهم وتحقيق مآربهم . انتهت مسألة هجليج وتبرع كل أفراد الشعب لقواته المسلحة تبرعات بعضها جعلنى أفكر بلادنا غنية ، تبرعت إحدى الجهات بمبلغ محترم والله نسيته ولم اتذكره وحينها سألت نفسى سؤال كم مرتب هذه الفئه ، حتى تتبرع بهذا المبلغ الكبير ، تألمت كثيراً  للفوارق الطبقية ، وجال فى خاطرى كيف تشوهت صور الناس ؟ وكيف لعبت السياسة فى تغيير صورة المجتمع ؟ وكيف وكيف وكيف ؟ تشوهت صور وضيئة لان الناس اصبحوا يسايرون بإستجابة مرضية وكما يقول الحكماء من يرون الجانب المعتم من القمر لا يعنيهم الإخسوفه فالبلاد الآن لا تحتاج الي من يحيل النهار ليلاً ولا لمن تحركه مصالحه الخاصة ولو كان ثمنها كرسياً صغيراً أو اسماً ملمعاً ، الوطن يحتاج الي رؤية تبنى ولا تهدم والي اطروحات ترفع من قدره ، وما يحدث الآن من تمزق وتفتيت داخلي بسبب الغبن والضيق وشظ العيش لايصب فى مصلحة الاجيال القادمة ولا يمكن لوطن أن ينهض وفى احشائه صراع باطني بين كل أفراده وطبقاته نحتاج التي عدالة اجتماعية تربط شملنا ، نحتاج لإعادة الثقة فى قرارنا السياسى واعتدال فى خطابنا الدعوي ، وتحديد من يتحدث باسمنا سياسياً ، علينا أن لا نزيد النار اشتعالاً بل العمل علي تطهير قيمنا من صراعات الأفراد والطبقات والمصالح الخفيه وأن نتبني وسائل متطورة لحل قضايا الصراع بيننا وبين أنفسنا فى الشمال وبيننا وبين حكومة الجنوب وأن يكون الصالح العام هو الهدف الاسمي . والله الموفق .

 

آراء